الخميس، 25 ديسمبر 2014

المشكلة هنا.. وليست في بكين أو موسكو

المشكلة هنا.. وليست في بكين أو موسكو

 منذ 2 ساعة
 عدد القراءات: 1075
المشكلة هنا.. وليست في بكين أو موسكو
مهما كان موقفنا من الحكم الحالي فإننا لايمكن أن نغير آراءنا، لقد كنا نرى دائماً ان أي تحسن في العلاقات مع روسيا والصين أو الهند فائدة عظيمة للبلاد، بقدر ما تكون في  إطار خطة استراتيجية للخلاص من التبعية للولايات المتحدة، وبالتالي فأي فوائد تعود على البلاد من زيارة بكين فهي خير بلا شك. ولكن يجب أن نتذكر أن السادات كان يتعاون مع روسيا ومن بعده قام مبارك بزيارة الصين وروسيا واستورد منهما أسلحة وغير ذلك، ولم يؤثر ذلك على تبعيتنا الغليظة لأمريكا، ومرسي زار الصين وروسيا والهند، وسيقال دائماً عند التعرض لمرسي إنه لم يأخذ فرصته ولا نستطيع تقييمه في عام واحد كان فيه تحت الضغط الدائم من داخل وخارج النظام. ولكن ما يهمنا هنا هو الرؤية، وكانت لدى مرسي نوايا طيبة في الاستعانة بروسيا والصين والهند لتخفيف الاعتماد على أمريكا. ومن الممكن أن يسافر السيسي إلى بكين فيؤدي ذلك إلى زيادة الصادرات الصينية لمصر من 9 مليار دولار حاليا إلى الضعف (18 أو 20 مليار دولار) وإذا كانت صادرات من مواد استهلاكية تكون كارثة أكبر!! ونعود لمرسي ومسألة حسن النية وسنفترض نفس حسن النية عند السيسي. ما لم ينشر أن مرسي حاول في بكين وموسكو أن يبحث عن مساعدة للخلاص من التبعية الأمريكية تدريجياً فسمع في العاصمتين كلاماً مهماً للغاية، فقالوا له هذه مشكلتك مع أمريكا ونحن لانريد التدخل فيها!! ماذا يعني هذا الكلام؟! أنه في صراعات الدول العظمى لا تتدخل دولة بصورة جوهرية في منطقة نفوذ دولة أخرى، ولكن إذا تخلصت دولة تابعة من نفوذ دولة عظمى ويصبح هذا جليا وواضحاً يمكن أن تتعمق العلاقات معها ومع الدولة العظمى الأخرى، وبالتالي لا يمكن القول بعلاقات استراتيججية مع أمريكا ثم مع الصين ثم مع روسيا في نفس الوقت، فهذا هراء لن يحدث إلا في مخيلتنا.
مفهوم الاعتماد على دولة كبرى أو استثمار خارجي لانتشال البلاد من أوضاعها الاقتصادية المتردية فكرة خرقاء لم تحدث في أي بلد نجح في النهوض والتقدم. فالبلد هو الذي يحشد قواه ويتقدم ثم تأتي العلاقات الخارجية محفزة ومكملة. قبل سفره إلى بكين وقع السيسي على قرارين ملفتين للنظر: 5 قرارات بخصوص تعميق التعاون مع أمريكا في المجالات المختلفة، وهو تجديد لاتفاقات سابقة، وكأنه يبعث رسالة لأمريكا أنه لا يبتعد عنها بالذهاب إلى الصين، القرار الثاني هو الأخطر لأنه يكشف عقلية الحاكم وليس لأهمية صندوق "تحيا مصر" الذي لم يجمع إلا 4 مليار جنيه حتى الآن، القرار ضم 6 شخصيات عامة لإدارة الصندوق: الشخص السخيف علي جمعة المفتي السابق ولاندري ما علاقته بالاستثمار، ومدير أسوأ قناة فلولية (صدى البلد) محمد الأمين حوت الاعلام الفضائي الغامض والفاسد ونجيب ساويرس، ولواء سابق، وباسل أسامة الباز (ربما ابن أسامة الباز).
نحن لن نستطيع أن ننهض بالتعاون مع الصين أو روسيا أو العفاريت الزرق، إذا كان هؤلاء هم رموز التنمية الاقتصادية، وهم نفس رموز عهد مبارك، وهم رموز الفساد الذين يطالب الناصريون المتقاعدون برئاسة هيكل بتطهير البلاد منهم. هل يمكن أن ينقطنا هيكل بسكاته ويكف عن مطالبته السيسي برؤية ليست موجودة عند هيكل نفسه (الأستاذ المزعوم)، هيكل الذي فقد عقله (ولكن بالتدريج) فعقد مقارنة طويلة بين السيسي وايزنهاور. إن السيسي باختيار ساويرس ومحمد الأمين وغيرهم يؤكد أنه مباركي، وأنه ليس لديه أي رؤية إلا مواصلة طريق مبارك، وقد كان مبارك دائم السفر بالمناسبة (من أجل مصر!!)
(الشعب)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...