"حارة اليهود" جدل واسع وإعادة التطبيع بين تل أبيب والقاهرة
منذ 5 ساعة
عدد القراءات: 1057
الحالة الجديدة التي عبر عنها الصهاينة تجاه المسلسل المصري حارة اليهود، الذي يجسد الشخصية الصهيونية في أبهى حللها وسلميتها، فيقول؛ لعلها المرة الأولى التي يحتفي فيها الإسرائيليون بمسلسل مصري بعد الثناء الذي لقيه مسلسل "حارة اليهود" الذي يعرض خلال شهر رمضان الجاري.
فقد عبرت السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة عن رضاها عن المسلسل الذي "يقدم الشخصية الحقيقية لليهودي كـ"إنسان"، كما اعتبرت صحف "إسرائيلية" أن المسلسل يقدم صورة اليهودي الطيب لا الشرير، كما كان يحدث سابقا.
هذا التغير في توجه الدراما المصرية مقارنة بمسلسلات سابقة مثل "فارس بلا جواد" الذي سُحب على إثره السفير "الإسرائيلي" من القاهرة عام 2002، يفتح أبواب التساؤلات على مصراعيها عما يريد النظام المصري الجديد ترسيخه في الوجدان الجمعي لشعب طالما تعامل مع اليهود على أنهم عدو تاريخي له.
ولعل احتضان بطلة المسلسل اليهودية، الزي العسكري لحبيبها -الضابط بالجيش المصري- يعني الكثير في هذا الاتجاه. كما أن التسجيل المصور -الأول من نوعه منذ قيام علاقات بين البلدين- الذي هنأ فيه السفير "الإسرائيلي" بالقاهرة حاييم كورن المصريين بحلول شهر رمضان، يشي بالمشاعر غير المسبوقة التي يتعمد الطرفان إظهارها.
وعلى العكس من تصريحات مؤلف المسلسل مدحت العدل التي يقول فيها إن المسلسل "يدين الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية"، يرى ساسة ومحللون أنه "يتماشى مع سياسة النظام الجديد الذي لا يعادي إسرائيل قولا ولا فعلا".
تقارب نفسي
عضو المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري حسام عقل قال للجزيرة نت إن تزامن عرض هذا المسلسل مع وضع صورة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بأحد المعارض الحكومية المصرية، "يعكس محاولة نظام عبد الفتاح السيسي خلق مزيد من التقارب النفسي بين الشعبين، وهو ما يجعل الحديث عن خلو المسلسل من أهداف سياسية محل شك كبير".
عقل -الذي يعمل أستاذا للنقد الأدبي بجامعة عين شمس- أكد مبالغة المسلسل في ربط الشخصية المصرية البسيطة بالعنف، في مقابل مبالغته في تقديم اليهودي في صورة الشخص الملائكي الطيب، وهو ما يلحق الإهانة بالشخصية المصرية لصالح الشخصية "الإسرائيلية"، من وجهة نظره.
ولعل احتفاء الإعلام "الإسرائيلي" بالمسلسل -يقول عقل- دليل على انتصاره لهم، إضافة إلى ما حمله من أخطاء تاريخية وخلوه من أي إشارات لمراجع تاريخية علمية، وهو ما يعد إهانة للرأي العام المصري، وفق تصوره.
الرأي نفسه أيده القيادي بحزب البناء والتنمية خالد الشريف بقوله "إن انقلاب 3 يوليو 2013 لم يكن فقط على الرئيس المنتخب، وإنما كان على الثوابت التاريخية والوطنية".
وأضاف الشريف في حديثه للجزيرة نت "بينما يتم وصم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإرهاب في عصر السيسي، يتم تقديم اليهود المغتصبين القتلة على أنهم ضحايا وأبرياء، من خلال مسلسلات تؤثر في عقل البسطاء".
وخلص إلى أن هناك محاولات متعمدة لتزييف الحقائق وتجريف العقل المصري على يد سلطة "منحازة إلى إسرائيل"، ولعل ما يحدث في سيناء من دمار خير دليل على ذلك، وفق تصوره.
أعداء جدد
أما المحلل السياسي الدكتور هاني سليمان فيرى أنه في ظل حرص الرئيس السيسي على ما يسميه تجديد الخطاب الديني، ومع ظهور أعداء ربما يراهم النظام أشد خطرًا من إسرائيل، "فإن الدراما قد تصبح أداة لإعادة تشكيل وعي المصريين على نحو يتماشى مع الاتجاهات الجديدة للنظام".
وفي حديثه للجزيرة نت أكد سليمان أن المسلسل "ربما كان فرصة لتخفيف حدة العداء "لإسرائيل" في وقت يتم فيه التركيز على أعداء آخرين، كالشيعة والحركات الجهادية وجماعة الإخوان المسلمين".
كما أن مؤشرات حالية -برأي سليمان- "ربما تفرض على مصر الوقوف في خندق واحد مع "إسرائيل"، وهو ما يلزم الدراما بضرورة البدء في تقديم اليهود كأناس صالحين وليس مجرد أعداء كما اعتدنا أن نراهم".
يشار إلى أن "حارة اليهود" هو اسم لمنطقة تتبع حي الجمالية مسقط رأس السيسي، ولعل هذا ما دفع معارضوه للقول إن جذوره يهودية، رغم أن الحارة كان يسكنها المسلمون والمسيحيون وليس اليهود فقط.
فقد عبرت السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة عن رضاها عن المسلسل الذي "يقدم الشخصية الحقيقية لليهودي كـ"إنسان"، كما اعتبرت صحف "إسرائيلية" أن المسلسل يقدم صورة اليهودي الطيب لا الشرير، كما كان يحدث سابقا.
هذا التغير في توجه الدراما المصرية مقارنة بمسلسلات سابقة مثل "فارس بلا جواد" الذي سُحب على إثره السفير "الإسرائيلي" من القاهرة عام 2002، يفتح أبواب التساؤلات على مصراعيها عما يريد النظام المصري الجديد ترسيخه في الوجدان الجمعي لشعب طالما تعامل مع اليهود على أنهم عدو تاريخي له.
ولعل احتضان بطلة المسلسل اليهودية، الزي العسكري لحبيبها -الضابط بالجيش المصري- يعني الكثير في هذا الاتجاه. كما أن التسجيل المصور -الأول من نوعه منذ قيام علاقات بين البلدين- الذي هنأ فيه السفير "الإسرائيلي" بالقاهرة حاييم كورن المصريين بحلول شهر رمضان، يشي بالمشاعر غير المسبوقة التي يتعمد الطرفان إظهارها.
وعلى العكس من تصريحات مؤلف المسلسل مدحت العدل التي يقول فيها إن المسلسل "يدين الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية"، يرى ساسة ومحللون أنه "يتماشى مع سياسة النظام الجديد الذي لا يعادي إسرائيل قولا ولا فعلا".
تقارب نفسي
عضو المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري حسام عقل قال للجزيرة نت إن تزامن عرض هذا المسلسل مع وضع صورة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بأحد المعارض الحكومية المصرية، "يعكس محاولة نظام عبد الفتاح السيسي خلق مزيد من التقارب النفسي بين الشعبين، وهو ما يجعل الحديث عن خلو المسلسل من أهداف سياسية محل شك كبير".
عقل -الذي يعمل أستاذا للنقد الأدبي بجامعة عين شمس- أكد مبالغة المسلسل في ربط الشخصية المصرية البسيطة بالعنف، في مقابل مبالغته في تقديم اليهودي في صورة الشخص الملائكي الطيب، وهو ما يلحق الإهانة بالشخصية المصرية لصالح الشخصية "الإسرائيلية"، من وجهة نظره.
ولعل احتفاء الإعلام "الإسرائيلي" بالمسلسل -يقول عقل- دليل على انتصاره لهم، إضافة إلى ما حمله من أخطاء تاريخية وخلوه من أي إشارات لمراجع تاريخية علمية، وهو ما يعد إهانة للرأي العام المصري، وفق تصوره.
الرأي نفسه أيده القيادي بحزب البناء والتنمية خالد الشريف بقوله "إن انقلاب 3 يوليو 2013 لم يكن فقط على الرئيس المنتخب، وإنما كان على الثوابت التاريخية والوطنية".
وأضاف الشريف في حديثه للجزيرة نت "بينما يتم وصم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإرهاب في عصر السيسي، يتم تقديم اليهود المغتصبين القتلة على أنهم ضحايا وأبرياء، من خلال مسلسلات تؤثر في عقل البسطاء".
وخلص إلى أن هناك محاولات متعمدة لتزييف الحقائق وتجريف العقل المصري على يد سلطة "منحازة إلى إسرائيل"، ولعل ما يحدث في سيناء من دمار خير دليل على ذلك، وفق تصوره.
أعداء جدد
أما المحلل السياسي الدكتور هاني سليمان فيرى أنه في ظل حرص الرئيس السيسي على ما يسميه تجديد الخطاب الديني، ومع ظهور أعداء ربما يراهم النظام أشد خطرًا من إسرائيل، "فإن الدراما قد تصبح أداة لإعادة تشكيل وعي المصريين على نحو يتماشى مع الاتجاهات الجديدة للنظام".
وفي حديثه للجزيرة نت أكد سليمان أن المسلسل "ربما كان فرصة لتخفيف حدة العداء "لإسرائيل" في وقت يتم فيه التركيز على أعداء آخرين، كالشيعة والحركات الجهادية وجماعة الإخوان المسلمين".
كما أن مؤشرات حالية -برأي سليمان- "ربما تفرض على مصر الوقوف في خندق واحد مع "إسرائيل"، وهو ما يلزم الدراما بضرورة البدء في تقديم اليهود كأناس صالحين وليس مجرد أعداء كما اعتدنا أن نراهم".
يشار إلى أن "حارة اليهود" هو اسم لمنطقة تتبع حي الجمالية مسقط رأس السيسي، ولعل هذا ما دفع معارضوه للقول إن جذوره يهودية، رغم أن الحارة كان يسكنها المسلمون والمسيحيون وليس اليهود فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق