عملية "الحتف" الليبية تكشف الوجه الآخر لـ"السيسى" أمام العالم
صفقات الأسلحة والضربات الجوية أبرزالفضائح
منذ 2 يوم
عدد القراءات: 6995
** السيسى وبن زايد حرصا على دعم حفتر رغم الانتهاكات وتحذيرات الأمم المتحدة
**محاولات لـ"حفتر" ورجالة لوقف المفاوضات بين فرقاء ليبيا وبأى طريقة
** ما هى الأسباب الحقيقة لدعم السيسى لـ"حفتر" رغم قلة إمكانياته
خاص - الشعب
كشفت عملية "الحتف" الليبية التى أطلقها قائد الانقلاب فى ليبيا "خليفة حفتر" الوجه الآخر للسيسى، الذى ظل داعمًا للانقلاب هناك حتى يرسخ مبدأ انقلابه أمام العالم، وتصدير صورة أن الرجل العسكرى هو الحل الوحيد لحل الأزمات ونجاح أجندة التبعية الصهيو أمريكية.
الأمم المتحدة كشفت فى عدة تقارير لها( تحت التحقيق الرسمى حالياً) عن انتهاك الطيران المصرى والإماراتى فى ليبيا، واستخدامه ضد الثوار، بجانب دعم خليفة حفتر، بالأسلحة بالمخالفة لقرار مجلس الأمن والأمم المتحدة، حول وقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا، ولكنهم قاموا بمخالفة ذلك لوقف تمدد الثورة الليبية وثوارها.
السيسى وبن زايد
السيسى حرص بشراكة بن زايد، على صمود خليفة حفتر رغم الخسائر التى قد تلاقها من الثوار الليبين فى بنغازى وغيرها من المناطق التى تشهد صراع كبير فى السنوات الأخيرة، وقاموا بدعمة بصفقات أسلحة كبيرة، لم تتأكد الأخبار حول مصدر تمويلها، ولكن التسريبات التى قد أذاعتها فضائية مكملين، كانت قد تحدثت عن مرور صفقات أسلحة عبر ليبيا، دون الكشف عن معلومات أكيدة أخرى حول ذلك الأمر.
إنهاء المحادثات بأى طريقة
ويشهد الشارع الليبيى منذ ما يقرب من عام، على محادثات جدية بين الفرقاء والتى عرفت بمفاوضات الصخيرات، الذى يجمع الشمل، إلا أن رجال "حفتر" فى المفاوضات والتابعين له حرصوا على وقف المفاوضات أكثر من مرة، بجانب عرقلة بعض المواد، لوقف المفاوضات برمتها كما أوضحت التصريحات الرسمية.
ورغم إعلان المندوب الأممى فى المحادثات عن قرب اعلان المصالحة بشكل كامل ، قام الانقلابى خليفة حفتر، بالإعلان عن عملية عسكرية جديدة ضد ثوار بنغازى( أحد أطراف الحوار الليبيى)، الذين يقاتلون الآن ضد جبهة تنظيم الدولة، الذى ظهر مؤخراً هناك، تحت مسمى عملية "الحتف"، والتى لاقت استنكار عالمى وأممى واسع، بسبب ضغط تلك العملية على وقف المفاوضات التى تنتظر اللمسات الأخيرة بالتوقيع.
وأوضحت البعثة الأممية عبر موقعها الإلكتروني أن توقيت الضربات الجوية يهدف بشكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع، في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة.
ودعت البعثة الأممية أطراف الصراع إلى التوقف الفوري عن الهجمات العشوائية، مشيرة إلى أن الهجمات على المدنيين محظورة وفقا للقانون الإنساني الدولي، وتعد جرائم حرب ويحاسب المسؤولون عنها، ولكن الانقلابى حفتر ورجاله وداعميه لم يلقوا بالاً بتلك التصريحات ويبدو أنهم مستمرون فى تنفيذ مخططاتهم.
لماذا يخطط السيسى لترسيخ الانقلاب فى ليبيا
صحيفة "القدس العربى" نشرت مقال تحليلى لها، حول تفاصيل الأسباب التى أدت إلى العملية المذكوة، وقالت أن للهجوم علاقة بالمحاداثات الأخيرة، بغرض وقفها، وأن الإعلان عن تلك العملية لم يكن مفاجئًا، فالهدف الواضح من ذلك الهجوم الذي سمّي "الحتف" (فيما يشبه تلاعبًا مضحكًا بأحرف كنية قائد الهجوم) هو إعادة ساعة التسوية الليبية إلى حيث بدأت.
جاء هذا الهجوم بعد نجاح بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في إعادة الوفاق إلى وفد الخارج بين مقاطعين وموافقين على الاتفاق، وهو ما اعتبره حفتر، على ما يبدو، فشلاً في استخدام جزء من الوفد لعرقلة الباقين ومنع الاتفاق ما أدى إلى تحركه العسكري
وأوضحت الصحيفة أن ما يعنيه الهجوم، إضافة إلى ما سبق، أن الرعاة الإقليميين لخليفة حفتر، وبالخصوص نظام السيسي، وبن زايد يعملون بدون تردد على استمرار الأزمة الليبية، ومنع ظهور سلطة ليبية قوية جديدة، لأن ذلك سيكف يد هؤلاء الرعاة ويضعف تأثيرهم على البلاد.
اجهاض الانقلاب فى مصر
والواضح أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى يعتبر الاتفاق مع مجلس نواب طرابلس وحكومتها الموازية إجهاضا للنموذج الذي بناه بعد انقلاب 30 يونيو وما تبعها من اعتقال الرئيس محمد مرسي وموجة القمع الفظيعة التي تلتهم جماعة الإخوان المسلمين وعلى الناشطين السياسيين المعارضين عموماً، وصولاً إلى تنصيب السيسي.
وأن التسوية الليبية، تحت الإشراف الأممي، لو حصلت، لا تعني أن الليبيين قرروا اختيار سياق سياسي مختلف عن جارتهم الكبرى فحسب، بل تعني، بالنسبة للسيسى ونخبته الحاكمة، إدانة كبرى للطريق الذي سارت فيه مصر تحت إدارة السيسي.
وبهذا المعنى فإن الطريقة السياسية الليبية المقبولة، بالنسبة للقاهرة، هي طريقة المواجهة مع الإخوان المسلمين، وفرض خليفة حفتر سلطته العسكرية على كافة أنحاء ليبيا، وبذلك يتعزز نموذج الانقلاب العسكرى فى البلاد، وتستكمل التبعية الليبية لمصر.
حفتر يقتل حماة الوطن الليبيى
هذا السياق مليء بالتناقضات التي تفضحها الأحداث الليبية، ففي الحين الذي تتعرض الحكومة الليبية الموازية لهجمات من قبل الفرع الليبي من "الدولة الإسلامية"، يشنّ "حفتر" هجومه على بنغازي معلناً استهدافه قوات حكومة طرابلس التي تواجه التنظيم المتشدد، وبذلك فإن هجومه على قوات حكومة طرابلس سيقوّي التنظيم ولن يضعفه، رغم زعمه مهاجمة كل الأطراف المسلحة في بنغازي.
امتناع هذا المنطق السياسي البسيط على حفتر يعود، بداية، إلى نسخه لرؤية نظام الانقلاب فى مصر التي تضع كافة التنظيمات الإسلامية في سلّة واحدة لتبرير عدائها القائم والمستمر ضد الإخوان المسلمين بالتحديد (وهو ما أدّى بالنتيجة إلى استفحال التطرّف وتزايد الإرهاب في مصر) ولا يعني التزامه بالنموذج المصري أن حفتر أكثر حصافة من رعاته، فكل تصرفاته وأقواله تدلّ على رغبته العارمة في إعلان نفسه دكتاتوراً جديداً خليفة للقذافي، وفي سبيل ذلك تهون أرواح الليبيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق