"د. عاصم الفولى" يكتب عن "الاصطفاف والمصطفون"
منذ 6 ساعة
عدد القراءات: 635
الجميع ينادي بالاصطفاف، ولا تفهم ما الذي يمنعهم بالضبط من أن يصطفوا.
يقول البعض أننا كي نصطف لابد أن يتخلى الإخوان عن مطلب عودة الرئيس "مرسي"، والواقع أنه ليس الإخوان وحدهم هم الذين يطالبون بعودة "مرسي"، فنحن أيضا في حزب "الاستقلال" نرى أن سقوط الانقلاب لن يتحقق إلا بعودة الشرعية والاختيار الشعبي، أي بعودة السلطة للرئيس "محمد مرسي"، ولو لمدة نصف ساعة يتخذ فيها القرارات التي تعيد الديمقراطية السليبة إلى مصر، فنحن لانعرف مطلبا آخر يمكن أن نطالب به ويكون في تحقيقه إستعادة الشعب لسيادته، فلو اكتفينا بسقوط "السيسي" كهدف لكنا كالذي يلدغ نفسه من ذات الجحر مرتين، وستتكرر مهزلة تنازل السيسي عن السلطة للمجلس العسكري أو لبرلمانه المصنوع على عينه، أو لأي جهة أخرى لا نعترف نحن بوجودها لأنها لم تأت إلا مستندة إلى قوة الانقلاب.
وحتى الآن لم نستمع لمقترح واحد يقدمه لنا هؤلاء الذين يريدون منا الاصطفاف بشرط تجاهل الكلام عن الرئيس "مرسي"، نصطف حول ماذا إذن؟ .. وهل لو نزلنا الشارع نطالب بسقوط الانقلاب وتركنا لكل واحد أن يتبنى الطريقة التي تريحه ليعبر بها عن هذا المطلب نكون غير مصطفين؟ .. الذين لا يريدون رفع شعار عودة مرسي من حقهم ألا يرفعوه، لينزلوا وليطالبوا بسقوط العسكر وعودة الديمقراطية وكفي (أو فليضيفوا أية تفاصيل آخرى يرغبون في إضافتها عن العيش والحرية والكرامة الإنسانية)، وإذا كان الشارع يرى القضية كما يرونها فستضيع أصوات الذين يطالبون بعودة مرسي، ولن يكون وجودهم في الشارع إلا تدعيما لمطلب سقوط الانقلاب، ولنترك للظروف وللصدف (التي ترجو أن تكون سعيدة) أن تقرر لنا ما الذي سيحدث بعد سقوط الانقلاب.
هل يخافون أن تكون أغلبية الشارع من أنصار عودة مرسي فتضيع أصواتهم هم؟ .. هل عودة مرسي تعني ضياع أصوات المطالبين بالديمقراطية الحقيقية للشعب؟ .. هل يفضلون أن يستمر حكم العسكر وليذهب رأي الجماهير إلى الجحيم إذا كانت ستؤيد "مرسي"؟!! .. لا أريد أن أصدق أن رفقاء الميدان في يناير 2011 أصبحوا يفكرون بهذه الطريقة.
دعوكم من حكاية حول ماذا نصطف، ولنركز على النزول في 25 يناير القادم بهدف استعادة الديمقراطية، إذا استطعنا حتى ذلك اللتاريخ أن نتفق على صيغة واحدة يرضى بها الجميع كشعار موحد فلله الفضل والمنة، وإذا لم نتفق فلا ترهنوا مستقبل مصر كله لخلافات فرعية .. ليضع كل منا هدفا "لإستعادة الديمقراطية" في أي جملة مفيدة، ولينزل خلفها، لأن من لن يتحرك بجدية في 25 يناير 2016 فسيكون بشكل ضمني مؤيدا للانقلاب .. كفي ثرثرة حول الاصطفاف .. الثورة للجدعان وليست لمحبي الدردشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق