واشنطن بوست: مصر على حافة الانهيار والنظام يتفكك رغم القمع والاستبداد
منذ 31 دقيقة
عدد القراءات: 967
علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على الذكرى الخامسة للثورة المصرية، قائلة إن مصر بعيدة عن "إعادة المسار الديمقراطي".
وجاء في الافتتاحية أن "تحضيرات مصر للذكرى الخامسة يوم الاثنين لمسيرة بحجم ثورة عام 2011، تقدم صورة واضحة عن حالة النظام الحالي، الجنرال وصانع الانقلاب وقامت سلطات الأمن، التي كان من الواضح أنها مرعوبة من اندلاع ثورة شعبية أخرى، بحملة قمع واسعة، شملت اعتقال مئات الناشطين، وتفتيش حوالي خمسة آلاف شقة في محيط ميدان التحرير، الذي تجمع فيه المتظاهرون ضد الحكومة في 25 كانون الثاني/ يناير 2011. واحتشد الجنود والمدرعات في المكان، فيما احتفل إعلام الدولة بـ(يوم الشرطة)".
وتقول الصحيفة: "النظام الذي يتظاهر بوجود دعم شعبي له، خانته أفعاله؛ فبعيدا عن إعادة المسار الديمقراطي، كما تكهن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قام النظام منذ تموز/ يوليو 2013، الذي تصنفه منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بأنه أكثر نظام قمعي في تاريخ مصر، بقتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف، واستخدم التعذيب والإخفاء القسري، ومارس الرقابة على الإعلام، وعقد محاكمات هزلية".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "السيسي بدلا من إنعاش الاقتصاد، كما توقع كيري، ترأس نظاما يعاني من تآكل وجمود اقتصادي، وتراجعت موارد السياحة العام الماضي بنسبة 27%، وسجلت الميزانية عجزا كبيرا، ووصلت نسبة البطالة إلى 12%، وعانى القطاع الخاص من البيروقراطية المرتشية والفساد، وتزايد المصالح الاقتصادية للجيش".
وتورد الصحيفة أن هناك إشارات إلى علامات سخط بادية بين السكان، فقد سجل حوالي 50 ألف شخص أسماءهم على صفحة "فيسبوك"، يطالبون بتظاهرات جديدة قبل أن يقوم النظام بمنعها.
وتلفت الافتتاحية إلى أن "المشاركة في الانتخابات البرلمانية كانت ضئيلة، ومع أن الحكومة ادعت أن المشاركة وصلت إلى 26%، إلا أن التقديرات المستقلة تقول إن النسب أقل من ذلك. وهناك هدير سخط بارز داخل النظام، حيث يشك بوجود حالة انقسام بين الأجهزة الأمنية والسيسي، كما كتب إريك تريغر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى".
وتبين الصحيفة أن "ما يزيد القلق لجيران مصر هو أن محاولات النظام مواجهة الإرهاب الجهادي، بما فيه التنظيم الذي يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في سيناء، زاد مالأوضاع سوءا، بدلا من تخفيف حدة التهديد. فالمعاملة الوحشية للبدو وغيرهم من مجتمعات سيناء دفع ببعضهم إلى أحضان المتشددين. وعندما أشار صحافي إلى هذا كان رد النظام هو إلقاء القبض عليه".
وترى الافتتاحية أن "تفكك النظام تجاهلته إدارة أوباما، التي أستأنفت المساعدات السنوية بمبلغ 1.5 مليار دولار، تحت ذريعة أن دعم الأنظمة الديكتاتورية سيقود إلى الاستقرار، وعلى الإدارة أن تعرف الآن أن مراهنتها كانت سيئة، وفي حالة عدم حدوث تغيرات واسعة في سياسات النظام، فإنه من المتوقع أن تتجه أكبر دولة عربية تعدادا للسكان نحو الانهيار".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "لا تستطيع الولايات المتحدة بالضرورة وقف الدمار الذاتي الذي يمارسه السيسي، ولكنها يمكن أن تعبد الطريق لمستقبل أفضل، من خلال حث النظام على وقف محاكمة المعارضين السلميين، بمن فيهم القادة العلمانيون والليبراليون الذين شاركوا في ثورة 2011، ومعظمهم إما في السجن أو اختاروا المنفى. وعلى الولايات المتحدة ربط المساعدة بحرية الإعلام وإلغاء القوانين القمعية، مثل قانون منع التظاهر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق