شاهد.. أبو تريكة يشعل حماس "الجزائر".. و"غزة" ترد الجميل
26/01/2016 11:02 ص
كتب - هيثم العابد"لا كرامة لنبي فى وطنه".. ربما يمكنك أن تراقب الحفاوة التى يتلقاها أسطورة الكرة المصرية محمد أبوتريكة كلما حل وارتحل والتى تصل إلى استقبال ملكي هنا أو احتفالية شعبي هناك، فى اجماع لا يقبل التأويل عن المكانة يحتلها "الماجيكو" والقيمة التى يمثلها فى قلوب العالمين العربي والإسلامي، فضلا عن الاعتراف العالمي بالانجازات التى حققها اللاعب طوال مسيرته داخل البساط الأخضر، وصلت إلى وصف الصحف الانجليزية لنجم الأهلي بأنه "أفضل ما لعب كرة القدم خارج القارة الأوروبية فى التاريخ".
بينما فى مصر يبدو الأمر مغايرا تماما حيث تعمد السلطة العسكرية إلى تهميش النجم الخلوق وتشويه صورته والتضييق عليه فى خطوات انتقامية من دولة الفاشية وصلت إلى حد التحفظ على أمواله تحت لافتة اتهامات فاشية ملفقة.
أمير القلوب الذى رفض الحصول على 50 ألف يورو فى مهرجان النجوم بالكويت تقديرا للاستقبال الأميري رغم الظروف المادية الصعبة التى يعاني منها فى مصر، وسبقها استقبال جماهيري حاشد فى المغرب على وقع هتافات الآلاف فى المدرجات "أبو تريكة"، كان حاضرا فى حفل توزيع جائزة "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب فى الجزائر كضيف شرف الحفل ومحل اهتمام عدسات المصورين.
ولا يخفى على أحد الحفاوة والجماهيرية التى يحظى بها نجم الأهلي فى الجزائر، والتى لم تفارقه حتى فى أسوأ فترات العلاقة بين البلدين على خلفية أزمة كأس العالم الشهيرة فى 2010، فبقي خط أحمر لا يمكن المساس به، إلا أن الزيارة كان لها وقع مختلف ومذاق خاص على الجميع فى الداخل والخارج، خاصة عندما يكون الحديث عن قضية الأمة الأسلامية وجرحها النازف فى فلسطين الأبية وغزة المحاصرة.
محمد أبو تريكة -نجم منتخب مصر والنادي الأهلي- لم يترك الحفل يمر كرويا فحسب، ورفض أن يمضي المقام الذى تراقبه عدسات الفضائيات فى الداخل العربي وربما على الصعيد الدولي أيضا دون أن يذكر الجميع بالقضية الفلسطينية ويضع الكل أمام مسئولياته أمام جرائم الاحتلال ضد الشعب العربي، وقرر أن يكشف عن إحدى وصاياه التى تمني أن تكون أنيسا له قبره.
وأوضح أسطورة الكرة المصرية –فى كلمته على منصة حفل الكرة الذهبية الذي تنظمه صحيفة "الهداف" الجزائرية-: "القضية الفلسطينية هي التي دائما ما توحد الأمة العربية والإسلامية، حيث العدو واضح للجميع دون الدخول فى تفاصيل صغيرة"، مضيفا: "وتنفيذا لوصية رسول الله لكل مسلم بأن يكتب وصيته قبل موته، فإن إحدى الوصايا التي كتبها في حياتى أن يوضع قميص "تعاطفا مع غزة" في كفنى".
وصية تريكة ألهبت حماس الجميع داخل القاعة التى ضجت بالتصفيق الحاد، وأجبرت الحضور على الوقوف احتراما لقيمة القضية التى يدافع عنها ومكانة اللاعب فى القلوب، وانتقل صداها إلى كافة أرجاء الوطن العربي سريعا لتنهال التعليقات المشيدة بموقف اللاعب الإنساني واهتمامه بقضايا الأمة رغم المحنة التى يمر بها فى وطنه.
وكان نجم الأهلي المعتزل قد رفع قميص "تعاطفا مع غزة" أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة فى عام 2008، أثناء احتفاله بهدف سجله في مرمي منتخب السودان أثناء بطولة كأس الأمم الإفريقية، ليكسر حاجز الصمت لمخيب التى سيطرت على طواغيت الأمة تجاه القضية الفلسطينية.
وفى رد فعل فوري على حديث "أمير القلوب"، أكد عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة فى فلسطين عبد السلام هنية، أنه سيتم إطلاق اسم أبو تريكة على إحدى الميادين الكبري فى قطاع غزة، تقديراً لمساندة النجم الخلوق الدائمة للقضية الفلسطينية.
وكشف هنية -فى تصريحات صحيفة- أن أسطورة الكرة المصرية ضرب مثالاً رائعاً فى الوفاء والإخلاص للقضية الفلسطينية، بعدما أوصى بوضع قميصه الشهير الذى يحمل عبارة تعاطفاً مع غزة فى الكفن، مضيفا: "تعجز الكلمات عن وصف ما فعلته يا ابن مصر العظيمة، غزة تعشقك وتعبر لك عن تقديرها لك".
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة أن تكريم القطاع المحاصر لنجم النادي الأهلي لن يتوقف عن حاجز إطلاق اسمه على أحد ميادين القطاع، وإنا سيتم أيضا إقامة "جدارية" لـ"الماجيكو" بملعب "اليرموك".
كلمات تريكة فى الجزائر ورد الفعل الفلسطيني، لم تشفع لنجم الكرة المصرية عن قطيع العسكر فى مصر، حيث أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول انتماء اللاعب السياسي، بعدما أصبح التعاطف مع غزة فى زمن الانقلاب تخابر ودعم القضية الفلسطينية عمالة ومساندة المقاومة إرهابا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق