مصادر: مسرحية عكاشة تفضح بالون اختبار السيسي
04/03/2016 11:57 ص
قالت مصادر أمنية في حكومة الانقلاب: إن "مسرحية لقاء توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي واعتزامه السفر لمقابلة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو"، هي بالون اختبار من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من الانتقال بالتطبيع من مرحلة الخفاء والمزايدة إلى مرحلة العلانية، لخدمة الكيان الصهيوني.
الأمر الذي أكده عدد من الأوساط الإسرائيلية بأن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، هو من أوعز لعكاشة بشنّ حملته الهادفة لتشريع التطبيع مع إسرائيل، في ظل إدراك هذا النظام حجم الدور الذي تقوم به إسرائيل في دعمه.
ورأت تلك الأوساط أن الخطوات التي أقدم عليها عكاشة مع دعوة كورين لتناول العشاء، وإعلان عزمه زيارة إسرائيل ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجرّد “بالون اختبار” أطلقه السيسي لقياس ردة فعل الجمهور المصري قبل مبادرة النظام بخطوات أخرى.
وقال الصحافيان روعي كيس وإيتمار آيخنر، بأن "السيسي توصّل إلى قناعة مفادها بأنه لم يعد من الممكن الإبقاء على الطابع السري للعلاقة بين إسرائيل ونظامه، في ظلّ التحولات الإقليمية وحاجة النظام لدعم إسرائيل"، مشيرين إلى أن "السيسي أطلق بالون الاختبار المتمثل في مبادرة عكاشة لتحقيق هذا الهدف”.
ونوه الصحافيان في مقال نشره موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أول أمس الأربعاء، إلى أن “السيسي يدرك حجم الدور الذي تقوم به إسرائيل من أجل مراكمة شرعية دولية لنظامه"، ويكشفان أن "جميع أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان الإسرائيلي برئاسة الليكودي تساحي هنغبي، أكدوا خلال زيارتهم أخيرًا للعاصمة الأميركية واشنطن أمام صنّاع القرار والمشرعين الأميركيين، على أهمية الدور الإيجابي الذي يقوم به نظام السيسي في مواجهة الإرهاب".
وشددا على أن “إسرائيل معنية بأن تندمج مصر بشكل معلن ونشط في إطار التحالف الإقليمي الذي يتشكل من إسرائيل وقبرص واليونان”، ويلفتان الأنظار إلى أن السيسي لم يعد يشترط حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل كامل، بل يطالب بـ”خطوة على صعيد الحل السياسي للصراع”.
وأشارا إلى أن "الدلائل تؤكد حدوث تحوّل غير مسبوق على نسق العلاقة بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي، مقارنة بما كانت عليه خلال حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتتمثل في الزيارة العلنية التي قام بها وكيل وزارة الخارجية دوري غولد للقاهرة، وتدشينه مبنى السفارة وإطلاق الإسرائيلي عودة الترابين، الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل وتعيين سفير مصري جديد".
وقال الصحفي بن كاسبيت: إن "ما أقدم عليه عكاشة، يعكس قصة الغرام الصاخبة التي باتت تربط نظام السيسي بإسرائيل، والتي نقلت العلاقة بين الجانبين إلى مرحلة جديدة ومغايرة".
وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف” في عددها الصادر أمس، ينوّه كاسبيت إلى أن “الرقابة العسكرية في إسرائيل تُحظّر نشر معظم التفاصيل المتعلقة بطابع التعاون الأمني والاستراتيجي، الذي يربط نظام السيسي بإسرائيل”. يضيف كاسبيت أن "مصالح إسرائيل ونظام السيسي متطابقة تماماً وتكمل بعضها البعض، كما أن قائمة الأعداء لكل من الطرفين واحدة".
يتابع كاسبيت قائلاً إن “السيسي يعي أن الشعب المصري يرى في إسرائيل عدواً أزلياً وشيطاناً كبيراً، وأنه لا يوجد أي مسوّغ يبرر التعاطي معه بتسامح”. كما ينقل كاسبيت عن مصدر عسكري وصفه بـ”الكبير جداً"، قوله إن "السيسي يعرف هوية الطرف الذي يتوجب عليه الاعتماد عليه، وهو يرى أن مصالح مصر هي في الواقع مصالح إسرائيل. كما أن هناك تطابق مصالح في مواجهة ولاية سيناء وحركة حماس، فالإخوان المسلمون في نظر السيسي مثل النازيين في نظر إسرائيل، لأن حماس امتداد للإخوان فإن المصريين يرون أنهم عدو يتوجب إبادته".
يُذكر أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد كشفت أخيراً بأن إسرائيل تسمح للطائرات الحربية المصرية بتجاوز المجال الجوي للاحتلال الإسرائيلي، عندما تقوم بمهاجمة ما تعتبرها "أهدافًا" لتنظيم "ولاية سيناء".
لكن هناك في الكيان الصهيوني من يرى أنه على الرغم من الطابع الاستراتيجي للعلاقة مع نظام السيسي، إلا أن هناك عوائد سلبية جداً لهذه العلاقة.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، ينوّه معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان، إلى أن "إصرار نظام السيسي على خنق قطاع غزة وتشديد الحصار عليه وحساسيته إزاء تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأنقرة لا تخدم المصالح الإسرائيلية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق