مكرم محمد أحمد: السلطات التنفيذية تستمرئ القتل والانتهاكات .. والوضع ينذر بثورة ضد النظام
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 795
يبدو أن توغل السلطات الأمنية وارتكابها لكل ما هو محرم ، حدا بالكل من الشكوى واعتبار أن ما يحدث في مصر من أزمات ، بسبب أن النظام أطلق العنان للأجهزة الأمنية للتوغل في كل شئون الحياة، دون أن ترعى حرمة أو قانونا أو دستورا، ولقد طفح الكيل حتى حدا بالمحسوب على السلطة والنظام ومن يؤيده ويسانده أن يشتكى من ذلك مر الشكوى فنجد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، من خلال مقاله في "الأهرام" ، تحت عنوان ( الأولوية لاحترام حقوق الإنسان المصرى)، يشخص الوضع في مصر بأنه أصبح لا يطاق وأنه لا احترام لحقوق إنسان ولا آدميته مما ينذر بتأجيج الأوضاع في مصر والانفجار المتوقع، وإليكم نص المقال:
لن تتمكن مصر من تحسين سجلها الخارجي في احترام حقوق الانسان دون ان تفرض ذلك قسرا على أجهزة السلطة التنفيذية في الداخل، التي استمرأت العدوان على ابسط حقوق المواطن المصري في كافة المجالات، واعتبرت نفسها (السيد) الذي ينبغي ان يكون الشعب في خدمته وليست خادما للشعب الذي يدفع لها رواتبها من حر ضرائبه!، وبلغ توغلها حدا يهدد امن المواطن وسلامته بافتقاد وجود قواعد اشتباك واضحة تحمي حياة الانسان المصري وتحول دون التصفية الجسدية فضلا عن الاساءة إلى صورة مصر في الخارج، وبات من الضروري ان تستخدم القيادة السياسية السلطات المخولة لها بحكم الدستور والقانون كي تصحح هذا الوضع، بحيث تلتزم هذه المؤسسات احترام حقوق الانسان المصري في القبول والرفض والمعرفة والاعتقاد بما في ذلك حقه في الاجتماع والتحزب والتظاهر في اطار سلمي يحترم القانون،وبحيث يمتنع تماما ارتكاب جرائم التعذيب والاختفاء القسري والاحتجاز دون سند من القانون، والتصفية الجسدية في اشتبكات مدبرة، واهدار كرامة الانسان، ويتعرض مرتكبوا هذه الجرائم للمسائلة القانونية بإعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم!.
اعرف أن الامر لن يكون سهلا مع بيروقراطية عتيقة ادمنت امتهان الحقوق وبالغت في احترازاتها الامنية،لكن ميزة البيروقراطية المصرية انها (تخاف ولا تختشي) وتهرع إلى تنفيذ الاوامر تحت سلطة رقابة يقظة وقوية، وتترهل وتتراخي وتظهر كل رذائلها متى اكتشفت أن الاشارة صفراء، لا هي خضراء تسمح بالمرور الامن ولا هي حمراء تعطي امرا صريحا بالامتناع!..،أعرف ايضا ان المواطن المصري ليس دابه الفوضي وخرق القانون والتسيب والاهمال، وانه يظهر افضل ما لديه إذا وجد نفسه ضمن منظومة عمل جادة تحسن تقييم الامور وتحترم قواعد العدل وتكافؤ الفرص، لكنه يصبح شيئا أخر إذا اكتشف العكس!..،أعرف ثالثا ان احتياج الانسان المصري إلى العزة والكرامة يسبق أحتياجه للطعام،وبسبب هذا الاحتياج تعددت ثوراته على الامر الواقع!.
وبرغم صدق كل الدلائل التي تؤكد ان المصريين تغيروا إلى الافضل،ولم يعد في وسعهم ان يقبلوا ما كانوا يقبلونه سابقا، وباتوا اكثر اجتراءا على المطالبة بكافة حقوقهم،كما أن اجيالهم الجديدة تستعصي على التطويع إلا ان تفهم وتستوعب وتقتنع ..، ومع الاسف لاتزال البيروقراطية المصرية على حالها القديم، شأنها شأن ريما التي لاتتغيير ولا تتطور ولا تريد أن تعترف بان الواقع قد اختلف وان الناس قد تغيروا، وان واجبها الجديد يلزمها ان تكون خادما للشعب لا سيدا له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق