"اكسروا وراهم قلة".. لماذا هربت الفئران من لاظوغلي؟
28/04/2016 03:37 م
كتب: أسامة حمدان
ودعت شياطين "وزارة الداخلية" في حكومة الانقلاب، قلعتها العتيقة بوسط القاهرة، ذلك المبنى الحصين الذي كان شاهدا على قمع وانتهاكات حقوق المصريين، ونضال ثورة 25 يناير ضد شرطة العسكر، وعلى مر العصور على مدى ما يقرب من مائة عام أو يزيد.
رحلت "الشياطين" عن ميدان لاظوغلي، الذي سمي باسم محمد لاظوغلي باشا وزير مالية محمد على باشا الكبير، العقل المدبر لمذبحة القلعة، فكان الاسم على مسمى القمع والدم والمؤامرات!
اكسروا وراهم قلة!
انتقل شياطين لاظوغلي إلى مبنى القاهرة الجديدة، الذي تم تشييده طبقا لأحدث نظم القمع العالمية على مساحة 350 ألف متر، وافتتحه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ممسكا بحركة مسرحية مثل المذؤب بأيدي طفل وطفلة، في إشارة عسكرية مغزاها مستقبلكم في قبضة يدي!
وبرأي مراقبين فإن أهالي ورواد منطقة وسط القاهرة هم أكثر الناس سعادة بفرار الشياطين من المقر القديم، بعد أن عانوا كثيرا في الوصول إلى منازلهم، خاصة منذ ثورة 25 يناير، نتيجة تحول المنطقة إلى ساحة حرب بين الشعب وشياطين الشرطة، وعطلت مصالحهم بعض الوقت أو كل الوقت مع الضرر، في اشتباكات محمد محمود وميدان التحرير، خلال أحداث ثورة 25 يناير.
فيما يؤكد المراقبون أن شياطين وزارة الداخلية القديمة، لا يقلون سعادة عن أهالي المنطقة، بعد أن ضاق علي قمعهم مبنى لاظوغلي، وكان هدفا دائما لمظاهرات الشعب الساخطة والغاضبة ضد الاختطاف القسري والتعذيب وأحيانا القتل، وأصبح مبنى الشياطين في لاظوغلي أشبه بقلعة محصنة، حتى لا تطولها يد الشعب، وتعتقد تلك الشياطين أن هروبهم من وسط البلد قرار صائب، وربما تأخر كثيرا وسوف يكون له أثرا إيجابيا بالغا في استمرار خدمتهم للانقلاب العسكري.
القاهرة تتنفس!
ويرى مراقبون أنه ستحدث انفراجات مرورية، بعد أن تعود مسارات الشوارع إلى سابق عهدها، ويتم إزالة المتاريس الحديدية والخراسانية، التي تم وضعها لتأمين جحور الشياطين، الأهم كما يرى اللواء مجدي عبد الغفار، وزير القمع في حكومة الانقلاب، إن قيمةَ المَقرِ ليس فِى إنشاءاتِه الهندسيةِ المُتميزةِ وعِمارتهِ الفَريدة وتَجهيزاتِه المُتطورةِ الحديِثةِ فحسبْ، بلْ إنهُ صرحٌ يُرَسِخُ مَفاهيمَ سلطة العسكر، وتَحَقِيقُ تَطلُعاتِ شياطين الوزارة فِى مقر آمنٍ بعيد عن الثوار.
وكان محيط الوزارة القريب من ميدان التحرير مقصدًا للعديد من مظاهرات الثوار، للدور الذي تلعبه الوزارة في تعذيب وقتل المواطنين والتنكيل بهم، سواء بالشوارع أو مقار الاحتجاز.
وسخر نشطاء وحقوقيون من بناء قلعة الشياطين الجديدة، وخطة تأمين المبني الجديد بـ 1000 مجند، التي تصل تكلفتها إلى 12 مليون جنيه سنويا.
ومنذ الانقلاب العسكري يقبع أكثر من 60 ألف معتقل في سجون الداخلية، إضافة إلى أعداد السجناء الجنائيين في 42 سجنا، موزعة على 25 منطقة، أشهرها منطقة سجون طرة التي يوجد بها سجن "العقرب" المشدد، ومنطقة سجون أبو زعبل بالقليوبية جنوب القاهرة.
وتهكم النشطاء من توافر الإمكانيات لبناء مقر جديد لداخلية العسكر، وعدم توافرها لعمل مشروعات اقتصادية، وقالوا إن بناء المقر الجديد تعكس سياسة الخوف من الشعب جراء فشل عبد الفتاح السيسي.
لم تجد صحيفة مصرية شيئاً بارزاً في حضور عبد الفتاح السيسي حفل إفطار، قبل أيام، سوى ملاحظته عن الأنوار الساطعة في القاعة، واحتفت بتصريح له، تساءل فيه عن سبب إضاءة القاعة أكثر من اللازم.
يحرص السيسي دائماً على إطلاق تعليقات من هذه النوعية دائماً بصورة دورية، لإظهار نفسه بصورة الرئيس الحريص على أموال شعبه. وكان قد أبدى ملاحظة مشابهة عند زيارته مقر السفارة المصرية في غينيا الاستوائية، عندما اعترض على الحجم المبالغ فيه لمساحة المبنى الجديد للسفارة.
كما تنسجم هذه التصريحات مع ما وعد به السيسي، في بداية إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، من ضرورة توفير مصابيح موفرة للطاقة، للمساهمة في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يتحقق منه شيء حتى الآن (ككل مشروعات نظام السيسي) إلا أن هذا يعطينا فكرة عن طريقة تفكير السيسي، ورغبته المحمومة في التوفير، الرغبة التي يبدو أنها مقتصرة على الأنوار والكهرباء، لا غير. ذلك أن السيسي أبدى ملاحظته الأخيرة في حفل الإفطار، داخل إحدى قاعات فندق "الماسة" الفاخر التابع للقوات المسلحة، كما احتوى الحفل على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات لتناسب الحفل، بينما كانت طائرات الهليكوبتر تحوم حول المكان طوال الوقت.
كان الإعلام المصري يكيل الهجوم لمحمد مرسي، بسبب أدائه صلاتي الفجر والجمعة في المساجد العامة برفقة بعض الحراس، وادعى كاتب مشهور أن صلاة الفجر تكلف خزينة الدولة 3 ملايين جنيه، من دون أن يخبرنا كيف تمكن من حساب هذه التكاليف، وعلى أي أساس تمكن من الوصول إلى هذه التقديرات الألمعية؟ لكنها كالعادة اعتبرت شيئا بديهيا ومسلما به.
من قوت الشعب
وبالمقارنة بين بناء قلعة داخلية الانقلاب على مساحة 350 ألف متر، وبتكلفة إجمالية اقتربت من المليار جنيه، وبين ما كانت تسهب فيه صحف الانقلاب تسهب أيام الرئيس محمد مرسي، عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها قوات الأمن لحماية مرسي، وإظهار سخط المصريين جرّاء هذه الإجراءات، كما كانت الصحف تتبارى في تقدير أعداد جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمين زيارات مرسي.
لاحظ مراقبون، وقتها، أن كل صحيفة تكتب الرقم الذي تراه مناسباً في تقديرها، وحدث أن ثلاث صحف اختلفت في تقدير أعداد الجنود المصاحبين لمرسي في أثناء زيارته محافظة أسيوط، وبدأ ما يشبه "المزاد" بينهم، فواحدة أكدت أنهم 5 آلاف، وذكرت الثانية أنهم تسعة آلاف جندي، بينما رفعت الثالثة الرهان، وأشعلت المزاد مؤكدة أنهم 12 ألف جندي دفعة واحدة.
لكن، بعد الانقلاب على مرسي، ووصول السيسي، فتر حماس الإعلام للتوفير، وتلاشى حرصهم على المال العام، واحتفوا باحتفالات السيسي في المناسبات كافة، من دون أن يتساءل أحدهم عن تكلفتها، أو تكلفة تأمين السيسي!
كم بلغت تكلفة قلعة الشياطين؟!
تُرى، كم بلغت تكلفة بناء قلعة الشياطين في منطقة القاهرة الجديدة، تحاول حكومة الانقلاب جاهدة الا تجيب عن هذا السؤال، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وهبوط الجنيه العملة المحلية إلى بدروم العملات الدولية.
ولكن وبرأي مراقبين يحاول السيسي تقمص دور "الحكيم" الخائف على أموال الشعب، ولأجل تلك المسرحية السخيفة اعترض قائد الانقلاب، على تأمين مقر وزارة الداخلية الجديد بالقاهرة الجديدة، بألف مجند، وقال "تأمين هذا المبنى بألف مجند، سيكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة".
وسأل السيسي ذات السؤال في حفل إفطاره الذي أبدى فيه ملاحظته عن الإضاءة؟ ولم يسأل كم بلغت تكلفة تأمين السيسي وضيوفه؟ بل كم بلغت تكلفة وقود الطائرات التي تحوم لتأمين السيسي طوال الوقت؟ وكم بلغ حجم الأموال التي صرفت على الاحتفالات الدورية التي يقيمها السيسي بمناسبة ومن دون مناسبة؟ لا أحد يبدو منشغلاً بطرح هذه الأسئلة، فضلا عن طرحها أو محاولة الوصول إلى إجابات لها، فالمهم أن السيسي مهتم بتوفير الفناكيش للشعب!
وفي مرات سابقة وبالمقارنة ببناء قلعة الشياطين الجديدة، لم يفكر عبد الفتاح السيسي، في توفير الأموال في ما يتعلق بمشروعه الغامض والمشكوك في جدواه في قناة السويس، بل توجه إلى الشعب، طالبا منه التبرع لإقامة الأفراح والليالي الملاح، لتمويل حفل افتتاح المشروع، ولم يهتم بضرورة التوفير والاكتفاء بحفل بسيط وبأنوار غير مكلفة، خصوصاً مع تقديرات أولية، تفيد بأن حفل الافتتاح سيتكلف 250 مليون جنيه.
ولماذا نذهب بعيدا؟ يكفي أن يخبرنا السيسي عن مصير أكثر من 60 مليار دولار حصل عليها من دول خليجية طوال عامين، ويقوم بإدراجها في ميزانية الدولة، وصرفها في مشروعات نافعة، تحسن حياة المصريين، عندها نعده أننا جميعا سنشتري باقات الورد ونذهب لتهنئة جنرال الشرطة بقلعته الدموية الجديدة، التي يدير منها مخططات قمع وانتهاكات حقوق الشعب.
ودعت شياطين "وزارة الداخلية" في حكومة الانقلاب، قلعتها العتيقة بوسط القاهرة، ذلك المبنى الحصين الذي كان شاهدا على قمع وانتهاكات حقوق المصريين، ونضال ثورة 25 يناير ضد شرطة العسكر، وعلى مر العصور على مدى ما يقرب من مائة عام أو يزيد.
رحلت "الشياطين" عن ميدان لاظوغلي، الذي سمي باسم محمد لاظوغلي باشا وزير مالية محمد على باشا الكبير، العقل المدبر لمذبحة القلعة، فكان الاسم على مسمى القمع والدم والمؤامرات!
اكسروا وراهم قلة!
انتقل شياطين لاظوغلي إلى مبنى القاهرة الجديدة، الذي تم تشييده طبقا لأحدث نظم القمع العالمية على مساحة 350 ألف متر، وافتتحه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ممسكا بحركة مسرحية مثل المذؤب بأيدي طفل وطفلة، في إشارة عسكرية مغزاها مستقبلكم في قبضة يدي!
وبرأي مراقبين فإن أهالي ورواد منطقة وسط القاهرة هم أكثر الناس سعادة بفرار الشياطين من المقر القديم، بعد أن عانوا كثيرا في الوصول إلى منازلهم، خاصة منذ ثورة 25 يناير، نتيجة تحول المنطقة إلى ساحة حرب بين الشعب وشياطين الشرطة، وعطلت مصالحهم بعض الوقت أو كل الوقت مع الضرر، في اشتباكات محمد محمود وميدان التحرير، خلال أحداث ثورة 25 يناير.
فيما يؤكد المراقبون أن شياطين وزارة الداخلية القديمة، لا يقلون سعادة عن أهالي المنطقة، بعد أن ضاق علي قمعهم مبنى لاظوغلي، وكان هدفا دائما لمظاهرات الشعب الساخطة والغاضبة ضد الاختطاف القسري والتعذيب وأحيانا القتل، وأصبح مبنى الشياطين في لاظوغلي أشبه بقلعة محصنة، حتى لا تطولها يد الشعب، وتعتقد تلك الشياطين أن هروبهم من وسط البلد قرار صائب، وربما تأخر كثيرا وسوف يكون له أثرا إيجابيا بالغا في استمرار خدمتهم للانقلاب العسكري.
القاهرة تتنفس!
ويرى مراقبون أنه ستحدث انفراجات مرورية، بعد أن تعود مسارات الشوارع إلى سابق عهدها، ويتم إزالة المتاريس الحديدية والخراسانية، التي تم وضعها لتأمين جحور الشياطين، الأهم كما يرى اللواء مجدي عبد الغفار، وزير القمع في حكومة الانقلاب، إن قيمةَ المَقرِ ليس فِى إنشاءاتِه الهندسيةِ المُتميزةِ وعِمارتهِ الفَريدة وتَجهيزاتِه المُتطورةِ الحديِثةِ فحسبْ، بلْ إنهُ صرحٌ يُرَسِخُ مَفاهيمَ سلطة العسكر، وتَحَقِيقُ تَطلُعاتِ شياطين الوزارة فِى مقر آمنٍ بعيد عن الثوار.
وكان محيط الوزارة القريب من ميدان التحرير مقصدًا للعديد من مظاهرات الثوار، للدور الذي تلعبه الوزارة في تعذيب وقتل المواطنين والتنكيل بهم، سواء بالشوارع أو مقار الاحتجاز.
وسخر نشطاء وحقوقيون من بناء قلعة الشياطين الجديدة، وخطة تأمين المبني الجديد بـ 1000 مجند، التي تصل تكلفتها إلى 12 مليون جنيه سنويا.
ومنذ الانقلاب العسكري يقبع أكثر من 60 ألف معتقل في سجون الداخلية، إضافة إلى أعداد السجناء الجنائيين في 42 سجنا، موزعة على 25 منطقة، أشهرها منطقة سجون طرة التي يوجد بها سجن "العقرب" المشدد، ومنطقة سجون أبو زعبل بالقليوبية جنوب القاهرة.
وتهكم النشطاء من توافر الإمكانيات لبناء مقر جديد لداخلية العسكر، وعدم توافرها لعمل مشروعات اقتصادية، وقالوا إن بناء المقر الجديد تعكس سياسة الخوف من الشعب جراء فشل عبد الفتاح السيسي.
لم تجد صحيفة مصرية شيئاً بارزاً في حضور عبد الفتاح السيسي حفل إفطار، قبل أيام، سوى ملاحظته عن الأنوار الساطعة في القاعة، واحتفت بتصريح له، تساءل فيه عن سبب إضاءة القاعة أكثر من اللازم.
يحرص السيسي دائماً على إطلاق تعليقات من هذه النوعية دائماً بصورة دورية، لإظهار نفسه بصورة الرئيس الحريص على أموال شعبه. وكان قد أبدى ملاحظة مشابهة عند زيارته مقر السفارة المصرية في غينيا الاستوائية، عندما اعترض على الحجم المبالغ فيه لمساحة المبنى الجديد للسفارة.
كما تنسجم هذه التصريحات مع ما وعد به السيسي، في بداية إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، من ضرورة توفير مصابيح موفرة للطاقة، للمساهمة في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يتحقق منه شيء حتى الآن (ككل مشروعات نظام السيسي) إلا أن هذا يعطينا فكرة عن طريقة تفكير السيسي، ورغبته المحمومة في التوفير، الرغبة التي يبدو أنها مقتصرة على الأنوار والكهرباء، لا غير. ذلك أن السيسي أبدى ملاحظته الأخيرة في حفل الإفطار، داخل إحدى قاعات فندق "الماسة" الفاخر التابع للقوات المسلحة، كما احتوى الحفل على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات لتناسب الحفل، بينما كانت طائرات الهليكوبتر تحوم حول المكان طوال الوقت.
كان الإعلام المصري يكيل الهجوم لمحمد مرسي، بسبب أدائه صلاتي الفجر والجمعة في المساجد العامة برفقة بعض الحراس، وادعى كاتب مشهور أن صلاة الفجر تكلف خزينة الدولة 3 ملايين جنيه، من دون أن يخبرنا كيف تمكن من حساب هذه التكاليف، وعلى أي أساس تمكن من الوصول إلى هذه التقديرات الألمعية؟ لكنها كالعادة اعتبرت شيئا بديهيا ومسلما به.
من قوت الشعب
وبالمقارنة بين بناء قلعة داخلية الانقلاب على مساحة 350 ألف متر، وبتكلفة إجمالية اقتربت من المليار جنيه، وبين ما كانت تسهب فيه صحف الانقلاب تسهب أيام الرئيس محمد مرسي، عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها قوات الأمن لحماية مرسي، وإظهار سخط المصريين جرّاء هذه الإجراءات، كما كانت الصحف تتبارى في تقدير أعداد جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمين زيارات مرسي.
لاحظ مراقبون، وقتها، أن كل صحيفة تكتب الرقم الذي تراه مناسباً في تقديرها، وحدث أن ثلاث صحف اختلفت في تقدير أعداد الجنود المصاحبين لمرسي في أثناء زيارته محافظة أسيوط، وبدأ ما يشبه "المزاد" بينهم، فواحدة أكدت أنهم 5 آلاف، وذكرت الثانية أنهم تسعة آلاف جندي، بينما رفعت الثالثة الرهان، وأشعلت المزاد مؤكدة أنهم 12 ألف جندي دفعة واحدة.
لكن، بعد الانقلاب على مرسي، ووصول السيسي، فتر حماس الإعلام للتوفير، وتلاشى حرصهم على المال العام، واحتفوا باحتفالات السيسي في المناسبات كافة، من دون أن يتساءل أحدهم عن تكلفتها، أو تكلفة تأمين السيسي!
كم بلغت تكلفة قلعة الشياطين؟!
تُرى، كم بلغت تكلفة بناء قلعة الشياطين في منطقة القاهرة الجديدة، تحاول حكومة الانقلاب جاهدة الا تجيب عن هذا السؤال، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وهبوط الجنيه العملة المحلية إلى بدروم العملات الدولية.
ولكن وبرأي مراقبين يحاول السيسي تقمص دور "الحكيم" الخائف على أموال الشعب، ولأجل تلك المسرحية السخيفة اعترض قائد الانقلاب، على تأمين مقر وزارة الداخلية الجديد بالقاهرة الجديدة، بألف مجند، وقال "تأمين هذا المبنى بألف مجند، سيكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة".
وسأل السيسي ذات السؤال في حفل إفطاره الذي أبدى فيه ملاحظته عن الإضاءة؟ ولم يسأل كم بلغت تكلفة تأمين السيسي وضيوفه؟ بل كم بلغت تكلفة وقود الطائرات التي تحوم لتأمين السيسي طوال الوقت؟ وكم بلغ حجم الأموال التي صرفت على الاحتفالات الدورية التي يقيمها السيسي بمناسبة ومن دون مناسبة؟ لا أحد يبدو منشغلاً بطرح هذه الأسئلة، فضلا عن طرحها أو محاولة الوصول إلى إجابات لها، فالمهم أن السيسي مهتم بتوفير الفناكيش للشعب!
وفي مرات سابقة وبالمقارنة ببناء قلعة الشياطين الجديدة، لم يفكر عبد الفتاح السيسي، في توفير الأموال في ما يتعلق بمشروعه الغامض والمشكوك في جدواه في قناة السويس، بل توجه إلى الشعب، طالبا منه التبرع لإقامة الأفراح والليالي الملاح، لتمويل حفل افتتاح المشروع، ولم يهتم بضرورة التوفير والاكتفاء بحفل بسيط وبأنوار غير مكلفة، خصوصاً مع تقديرات أولية، تفيد بأن حفل الافتتاح سيتكلف 250 مليون جنيه.
ولماذا نذهب بعيدا؟ يكفي أن يخبرنا السيسي عن مصير أكثر من 60 مليار دولار حصل عليها من دول خليجية طوال عامين، ويقوم بإدراجها في ميزانية الدولة، وصرفها في مشروعات نافعة، تحسن حياة المصريين، عندها نعده أننا جميعا سنشتري باقات الورد ونذهب لتهنئة جنرال الشرطة بقلعته الدموية الجديدة، التي يدير منها مخططات قمع وانتهاكات حقوق الشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق