شاهد- "يا بهية".. ثورة الأغاني ضد العسكر الحرامية أهم الأخبار
07/04/2016 11:33 ص
كتب: أسامة حمدان
الأغنية الثورية كانت حاضرة قبل 25 يناير 2011 وأثنائها وبعدها، اتسمت بأنها أغاني ثورة بيضاء سلمية، لم تنادِ بعنف ولم ترد على الدم بدم، رغم الظلم والقمع الواقع على المصريين من قِبل العسكر، حتى جاء يوم 11 فبراير 2011 وفى تمام الساعة التاسعة تقريبا قال عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، خطاب التنحى الشهير، وتسليم المجلس العسكري إدارة شئون البلاد.
لم تتوقف الأغاني الثورية ولم تفرح بالقرار، بل كانت مدركة ما أحل بمصر من نكسة، حين تولى المجلس العسكري أمور و زمام البلاد، حيث أن جميع أفراد المجلس موالين لمبارك، ونظامه فهم كانوا من فلول النظام، الذين لبسوا عباءة الثورة!
نزلت الأغنية الثورية إلى الميادين مطالبة بتحقيق أهداف الثورة من "عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية"، والمحاكمات الفورية لمبارك ورموز نظامه القمعي، وبعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، استمرت الأغاني الثورية في نقد الحالة السياسية، بل استثمر العسكر الأغاني الثورية، وحدث اختراق طفيف سرعان ما تلاشى في زخم الأغنية الثورية الحقيقية.
وبعدما سقط الستار من على المجلس العسكري، وحدث انقلاب 3 يوليو 2013، أدركت الأغنية الثورية أن مصر لن تتحرر باستمرار هذا المجلس العميل، فعادت إلى الواجهة بكل قوة، تتقدم المسيرات و التظاهرات المطالبة بإنهاء حكم العسكر، والرافضة للانقلاب على الرئيس المدني المنتخب انتخاب نزيه من قبل الشعب.
السجادة الحمراء
ومن الأغاني الثورية التي تقف في خندق مقاومة الانقلاب العسكري، ما نشره فريق "ار بي جي"، عن السجادة الحمراء التي سار عليها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والتي لاقت سخرية واسعة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت كلمات الأغنية إلى أن السجادة لم تكن هي الكارثة الوحيدة التي قام بها السيسي، الذي يأخد من الفقراء ليعطي الأغنياء، مقارنًا بين ما يقوم به السيسي وصمت الأذرع الانقلابية على ذلك الإسراف، في مقابل الإشاعات التي خرجت على الرئيس محمد مرسي، وأنه تم استهلاك بط بآلاف الجنيهات في مقر الرئاسة خلال وجود الرئيس به.
ومن ضمن كلمات الأغنية "سجادة إيه؟ مايدوس ويمتع رجلية ويعز عساكرة اللي بيحموه ويزود راتب كل باريه.. لا هي جت علي السجادة.. قال يعني حياتنا في زيادة؟ من حقة يدوس علي توب وحرير مش إحنا اللي طلبنا التغيير؟
الفن ميدان
وفي يوم الأحد، 04 مارس 2012 قبل الانقلاب العسكري بعام، تحول مهرجان الفن ميدان إلى مظاهرة للهتاف ضد العسكر، حيث هتف المئات من الجمهور "يسقط يسقط حكم العسكر"، عندما قدمت فرقة اسكندريلا أغنية "اتجمعوا العشاق"، كلمات الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، وعدد من الأغاني الثورية التي وجدت طريقها إلى قلوب الشباب من الثوار.
وفي عهد جمال عبدالناصر، أول حاكم انقلابي ديكتاتور، تم منع أغنية "بياع كلام" في الإذاعة المصرية، بعد أن وجد القائمون على الاتحاد الاشتراكي في مصر، أن حزب البعث العراقي يقوم بإذاعتها بعد خطب عبد الناصر السياسية الملتهبة، وكأنهم يريدون توصيل حقيقة للعالم العربي، بأن الديكتاتور يتكلم ولا يفعل شيئا!
الشيء نفسه تكرر مع صدام حسين والسادات، فبعد إلقاء السادات خطابا ما، خصوصا بعد توقيع اتفاقية السلام مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، كان صدام يذيع الأغنية في الإذاعة العراقية بعد أن تزعم جبهة الصمود والتصدي.
وضغط كيان الاحتلال الإسرائيلي على عسكر مصر في عهد السادات، لمنع إذاعة أغنية عبدالحليم حافظ الشهيرة "خلي السلاح صاحي"، لأنه رأى فيها تهديدا للسلام وعودة لأجواء الحرب مع عسكر كامب ديفيد، كما اعتبرها "المحتل" أغنية تحريضية.
وفي 2012 كان وزير الإعلام في عهد المجلس العسكري، أحمد أنيس، قد أصدر قراراً بوقف إذاعة أشهر أغاني ثورة يناير "مطلوب زعيم" لفريق كايروكى لاحتوائها على ألفاظ غير لائقة، كما طلب الوزير من رئيس الإذاعة المصرية إسماعيل الششتاوي التحقيق مع المسئولين عن إذاعتها.
وعلى إثر ذلك أصدر الششتاوي قرارا بإيقاف رئيس إذاعة الأغاني نجلاء الغنام عن العمل وإحالتها للتحقيق، وتم وضع لافتة كبيرة في الراديو كتب عليها: "ممنوع إذاعة أغنية مطلوب زعيم".
طفي النور يا بهية
ربما لم نره في ميدان التحرير خلال الأيام الـ18 التي أزاحت بنظام مبارك وخلعته، ولكنه طل عبر الفضائيات بصوته مساء 27 يناير ليعلنها "وحياتك لأفضل أغير فيكي لحد ما ترضي عليه".
منير هو صوت مصر بلا منازع، منذ بدايته وهو يحكي لنا حدوتة "الناس المكبوتة"، ويوجه حنجرته للعدل والحرية، ليصبح الأكثر غناءً للوطن في جيله.
منير يحكي في "أهل العرب والطرب" عن الشعب المصري "الجدع اللي بلا جاه" والشاكي والقائل دوما "آه والذنب مش ذنبه"، المنتفض في 25 يناير ضد الظلم والذي صرخ "فذاب جبل الحديد".
والمطرب العالمي لم يتوقف عن التغزل في هذا الشعب الطيب الثائر، ولكنه خرج بصوته وبكلمات عبقرية ليقول إن حكم العسكر في المرحلة الانتقالية سكب الملح على الجروح - الموجودة أصلا في عهد المخلوع- فـ"جرحي القديم يا طبيب وجرحي الجديد يا حكيم زود لهاليبه"!.
ومن الأغاني السياسية التي حذفت الرقابة منها بعض الكلمات خوفاً من إشعال الرأي العام ضد النظام ومنها أغاني مسرحية الملك هو الملك، وكانت كلمات الأغاني كلها من تأليف الشاعر الكبير :أحمد فؤاد نجم والأغنية التي تم حذف الكلمات منها هي : طفي النور يا بهية، آخر مقطع من الأغنية كان "قيدي النور يا بهية، كل العسكر حرامية" في توزيع الألبوم حذف من المقطع كلمة "حرامية".
أما أغنية "حدوتة مصرية" فقد تم حذف جملة "يا ناس يا ناس يا مكبوتة"، وتم منع أغنية "إزاي ترضيلي حبيبتي" في عهد المخلوع "حسني مبارك" وتم طرحها بعد الإطاحة به.
وتكملة لمشوار منير الساطع بالأغاني الثورية أغنية "اتكلمي" وكلماتها موجهة لـ "مصر"، ليه تسكتي زمن اتكلمي، ليه تدفعي وحدك الثمن اتكلمي" وأغنية "سو يا سو"، كثير منا لم يعرف أنها أغنية سياسية بحتة وكانت في وقت أزمة إشتعال أسعار السكر فقال " حبيبي عايزله سكر منين أجيبله سكر باب الحكومة مسكر حبسوني وحبسوه"، وأغنية "حبيبي عايز ياسمينا منين أجيب ياسمينا دول علّوا السور علينا وحبسوني وحبسوه".
الحديث عن أغاني الثورة، سواء جاءت من الإسلاميين أو من غيرهم لا يعد ولا يحصى، لا لكثرة عددها، ولكن لتأثيرها الهائل وإحساسها الذي يصل إلى القلب مباشرة بدون استئذان.
الأغنية الثورية كانت حاضرة قبل 25 يناير 2011 وأثنائها وبعدها، اتسمت بأنها أغاني ثورة بيضاء سلمية، لم تنادِ بعنف ولم ترد على الدم بدم، رغم الظلم والقمع الواقع على المصريين من قِبل العسكر، حتى جاء يوم 11 فبراير 2011 وفى تمام الساعة التاسعة تقريبا قال عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، خطاب التنحى الشهير، وتسليم المجلس العسكري إدارة شئون البلاد.
لم تتوقف الأغاني الثورية ولم تفرح بالقرار، بل كانت مدركة ما أحل بمصر من نكسة، حين تولى المجلس العسكري أمور و زمام البلاد، حيث أن جميع أفراد المجلس موالين لمبارك، ونظامه فهم كانوا من فلول النظام، الذين لبسوا عباءة الثورة!
نزلت الأغنية الثورية إلى الميادين مطالبة بتحقيق أهداف الثورة من "عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية"، والمحاكمات الفورية لمبارك ورموز نظامه القمعي، وبعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، استمرت الأغاني الثورية في نقد الحالة السياسية، بل استثمر العسكر الأغاني الثورية، وحدث اختراق طفيف سرعان ما تلاشى في زخم الأغنية الثورية الحقيقية.
وبعدما سقط الستار من على المجلس العسكري، وحدث انقلاب 3 يوليو 2013، أدركت الأغنية الثورية أن مصر لن تتحرر باستمرار هذا المجلس العميل، فعادت إلى الواجهة بكل قوة، تتقدم المسيرات و التظاهرات المطالبة بإنهاء حكم العسكر، والرافضة للانقلاب على الرئيس المدني المنتخب انتخاب نزيه من قبل الشعب.
السجادة الحمراء
ومن الأغاني الثورية التي تقف في خندق مقاومة الانقلاب العسكري، ما نشره فريق "ار بي جي"، عن السجادة الحمراء التي سار عليها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والتي لاقت سخرية واسعة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت كلمات الأغنية إلى أن السجادة لم تكن هي الكارثة الوحيدة التي قام بها السيسي، الذي يأخد من الفقراء ليعطي الأغنياء، مقارنًا بين ما يقوم به السيسي وصمت الأذرع الانقلابية على ذلك الإسراف، في مقابل الإشاعات التي خرجت على الرئيس محمد مرسي، وأنه تم استهلاك بط بآلاف الجنيهات في مقر الرئاسة خلال وجود الرئيس به.
ومن ضمن كلمات الأغنية "سجادة إيه؟ مايدوس ويمتع رجلية ويعز عساكرة اللي بيحموه ويزود راتب كل باريه.. لا هي جت علي السجادة.. قال يعني حياتنا في زيادة؟ من حقة يدوس علي توب وحرير مش إحنا اللي طلبنا التغيير؟
الفن ميدان
وفي يوم الأحد، 04 مارس 2012 قبل الانقلاب العسكري بعام، تحول مهرجان الفن ميدان إلى مظاهرة للهتاف ضد العسكر، حيث هتف المئات من الجمهور "يسقط يسقط حكم العسكر"، عندما قدمت فرقة اسكندريلا أغنية "اتجمعوا العشاق"، كلمات الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، وعدد من الأغاني الثورية التي وجدت طريقها إلى قلوب الشباب من الثوار.
وفي عهد جمال عبدالناصر، أول حاكم انقلابي ديكتاتور، تم منع أغنية "بياع كلام" في الإذاعة المصرية، بعد أن وجد القائمون على الاتحاد الاشتراكي في مصر، أن حزب البعث العراقي يقوم بإذاعتها بعد خطب عبد الناصر السياسية الملتهبة، وكأنهم يريدون توصيل حقيقة للعالم العربي، بأن الديكتاتور يتكلم ولا يفعل شيئا!
الشيء نفسه تكرر مع صدام حسين والسادات، فبعد إلقاء السادات خطابا ما، خصوصا بعد توقيع اتفاقية السلام مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، كان صدام يذيع الأغنية في الإذاعة العراقية بعد أن تزعم جبهة الصمود والتصدي.
وضغط كيان الاحتلال الإسرائيلي على عسكر مصر في عهد السادات، لمنع إذاعة أغنية عبدالحليم حافظ الشهيرة "خلي السلاح صاحي"، لأنه رأى فيها تهديدا للسلام وعودة لأجواء الحرب مع عسكر كامب ديفيد، كما اعتبرها "المحتل" أغنية تحريضية.
وفي 2012 كان وزير الإعلام في عهد المجلس العسكري، أحمد أنيس، قد أصدر قراراً بوقف إذاعة أشهر أغاني ثورة يناير "مطلوب زعيم" لفريق كايروكى لاحتوائها على ألفاظ غير لائقة، كما طلب الوزير من رئيس الإذاعة المصرية إسماعيل الششتاوي التحقيق مع المسئولين عن إذاعتها.
وعلى إثر ذلك أصدر الششتاوي قرارا بإيقاف رئيس إذاعة الأغاني نجلاء الغنام عن العمل وإحالتها للتحقيق، وتم وضع لافتة كبيرة في الراديو كتب عليها: "ممنوع إذاعة أغنية مطلوب زعيم".
طفي النور يا بهية
ربما لم نره في ميدان التحرير خلال الأيام الـ18 التي أزاحت بنظام مبارك وخلعته، ولكنه طل عبر الفضائيات بصوته مساء 27 يناير ليعلنها "وحياتك لأفضل أغير فيكي لحد ما ترضي عليه".
منير هو صوت مصر بلا منازع، منذ بدايته وهو يحكي لنا حدوتة "الناس المكبوتة"، ويوجه حنجرته للعدل والحرية، ليصبح الأكثر غناءً للوطن في جيله.
منير يحكي في "أهل العرب والطرب" عن الشعب المصري "الجدع اللي بلا جاه" والشاكي والقائل دوما "آه والذنب مش ذنبه"، المنتفض في 25 يناير ضد الظلم والذي صرخ "فذاب جبل الحديد".
والمطرب العالمي لم يتوقف عن التغزل في هذا الشعب الطيب الثائر، ولكنه خرج بصوته وبكلمات عبقرية ليقول إن حكم العسكر في المرحلة الانتقالية سكب الملح على الجروح - الموجودة أصلا في عهد المخلوع- فـ"جرحي القديم يا طبيب وجرحي الجديد يا حكيم زود لهاليبه"!.
ومن الأغاني السياسية التي حذفت الرقابة منها بعض الكلمات خوفاً من إشعال الرأي العام ضد النظام ومنها أغاني مسرحية الملك هو الملك، وكانت كلمات الأغاني كلها من تأليف الشاعر الكبير :أحمد فؤاد نجم والأغنية التي تم حذف الكلمات منها هي : طفي النور يا بهية، آخر مقطع من الأغنية كان "قيدي النور يا بهية، كل العسكر حرامية" في توزيع الألبوم حذف من المقطع كلمة "حرامية".
أما أغنية "حدوتة مصرية" فقد تم حذف جملة "يا ناس يا ناس يا مكبوتة"، وتم منع أغنية "إزاي ترضيلي حبيبتي" في عهد المخلوع "حسني مبارك" وتم طرحها بعد الإطاحة به.
وتكملة لمشوار منير الساطع بالأغاني الثورية أغنية "اتكلمي" وكلماتها موجهة لـ "مصر"، ليه تسكتي زمن اتكلمي، ليه تدفعي وحدك الثمن اتكلمي" وأغنية "سو يا سو"، كثير منا لم يعرف أنها أغنية سياسية بحتة وكانت في وقت أزمة إشتعال أسعار السكر فقال " حبيبي عايزله سكر منين أجيبله سكر باب الحكومة مسكر حبسوني وحبسوه"، وأغنية "حبيبي عايز ياسمينا منين أجيب ياسمينا دول علّوا السور علينا وحبسوني وحبسوه".
الحديث عن أغاني الثورة، سواء جاءت من الإسلاميين أو من غيرهم لا يعد ولا يحصى، لا لكثرة عددها، ولكن لتأثيرها الهائل وإحساسها الذي يصل إلى القلب مباشرة بدون استئذان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق