محسوب يكشف كيف أهان الانقلاب "عمامة الأزهر" في إفريقيا
17/05/2016 10:03 ص
علق الدكتور محمد محسوب وزير المجالس النيابة الأسبق، على سؤال أحد علماء السنغال لوفد مشايخ من الأزهر أثناء زيارتهم لبلده، قائلا: "ربما أدب الرجل جعله يقتصر على طلب "اشرحوا لنا الانقلاب في الإسلام"، ولو شاء مزيداً من السخرية لقال: "دلونا على فضل الانقلاب في الإسلام حتى نقتدي بكم".. ولو فارق حدود اللياقة قليلاً، لقال لهم: "عودوا من حيث جئتم.. فلم تعودوا لنا قدوة".
وقال محسوب في مقال له أمس الاثنين، إننا أمام حدثٍ صغير يعبر عن كارثة من ضمن العظائم التي تضرب بلدنا ومكوناته ومصادر قواه الناعمة والخشنة، موضحا أن الأمر لا يتوقف عند التنازل عن حقوقنا التاريخية في مياه النيل ومنح إثيوبيا صكاً قانونياً يطلق يدها في التحكم بمجرى المياه التي نحيا على تدفقها، ولا يقتصر على التنازل عن مصادر الطاقة التي تضمن لنا بعض طمأنينة في المستقبل من خلال إعادة ترسيم جائرة لحدودنا البحرية في البحر المتوسط؛ ولا يكتفي بالتنازل عن مضيق تيران وملكيتنا للجزيرتين، بما كان يمنح مصر حقوق السيطرة على الملاحة فيه حتى لو أقرت باتفاقات السلام أنه ممر دولي، فيبقى ممراً دولياً ضمن مياهها الداخلية كقناة السويس.
وأضاف أن الأمر تجاوز كل ذلك ليضيع عناصر القوة الناعمة التي بنتها مصر عبر مئات السنين، وفي مقدمتها دور الأزهر ورمزيته في العالم الإسلامي، فبعد أن كانت صورة الأزهر تتمثل في تلك المؤسسة العلمية الدعوية التي ترفع راية الإسلام وتدافع عن مقاصده وتمثل الاعتدال والوسطية الإسلامية، وتقود بعلمائها وأفكارها المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي -كما حدث بثورتي القاهرة الأولى والثانية- وضد المظالم الداخلية كما سطر مشايخه تاريخهم في الوقوف في وجه كل سلطان جائر على مر العصور، حتى إن نابليون لم يشأ أن يدخل أبواب القاهرة قبل أن يتظاهر بإعلان إسلامه طلباً لدعم الأزهر ولمعرفته بقدره، ومع ذلك لم تنجح حيلته، ولم تمر أشهر حتى خرج الأزهريون يقودون حراك الشعب لطرد المحتل.
وأوضح محسوب أن هذا التاريخ لم يلوثه شيء حتى أتى اليوم الذي يقبل فيه بعض أبناء الأزهر أن يتحول إلى مجرد وسادة على يمين جنرال ليتكئ عليها وهو يعلن بدء سنوات الظلم وعصر الظلمات والجهل، بينما منارة العدل منطفئة وعمود العلم منكسر بجواره، فأضاع الانقلاب الأزهر وبدد قيمته كما أضاع حقوقنا في الجغرافيا وفي المياه وفي الثروات وفي الأمن الإقليمي.
وأكد محسوب أن العتب ليس على الانقلاب الذي ليس له في فقهنا سوى أنه تمرد على الشرعية وإهدار لحقوق البلاد والعباد واستعمال للدولة في قتل الشعب وخنق حرياته وأكل ماله، ولكن العتب على من ارتدى ملابس العلماء ونهج منهج الانقلابيين، ومن جعل عمامته في خدمة من يهين عمامته ويحتقر علمه ولا يقدر للأزهر دوراً ولا يعرف له وظيفة سوى وظيفة الخدمة في بلاط الجنرال.
وقال إنه ربما كان على من دفع بالأزهر لهذا المقام المخجل أن يزود تلامذته قبل محاضرات "استحلال دماء المواطنين" التي تلوها على مسامع عساكر وضباط القوات الخاصة قبل فض "رابعة"، بفتوى تشرح لهم وجوب الانقلاب على اختيارات الشعوب ومنافع دعم الأنظمة المستبدة في المذاهب الأربعة! حتى إذا سئلوا في بلاد المسلمين حول "رأي الإسلام في الانقلاب"، أجابوا بما يزيد عدد الانقلابات في بلاد المسلمين ويشرح صدور الطغاة في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق