مصر

إقرأ

نجل الفلاح البسيط يبعث رسالة مبكية للسفير البريطانى بعد استبعادة من النيابة (مستندات)

 منذ دقيقة

 عدد القراءات: 49

فى رسالة مبكية ومؤثرة تكشف مدى القهر والظلم الذى يعيشه الشباب المصرى، فقط لأن والده ليس قاضى أو ضابط أو أحد الكبار، تقدم محمد كمال الدين بخطاب رسمي الي سفير بريطانيا في مصر جون كاسن، مطالبه  بتوفير فرصة عمل مناسبة في المجال القانونى فى بريطانيا  واسـتكمال دراسته القانونية بها.

و قال في خطابه الي السفير البريطانى "  لقد حفل تاريخكم بالإنجازات على كافة المستويات فالديمقراطية تذكر حينما يذكر أسم بريطانيا وتدور معها وجوداً وعدماً لقد عانت الدول النامية بأمراض عديدة منها الفقر والتمييز والعنصرية وألقت بلادكم على عاتقها إنطلاقاً من مسئوليتها التاريخية نحو النهوض بتلك الشعوب و أكمل " ولما كانت بريطانيا حاضنةً لجميع الثقافات من جميع الشعوب دون أدنى تمييز بسبب دين أوجنس أوعرق أوضح أجتماعى فكان لها دور بناء فى عقد والتصديق على العديد من الإتفاقيات الدولية لخير الشعوب والبشرية.

وتاريخ المجتمع الدولى يشهد بلجوء العديد من الحالات الإنسانية المميز ضدها وإننى اليوم أضع بين إيديكم حالة تكسرت أحلامها على أعتاب التمييز شاب نشأته ريفيه لوالدين بسطاء أبصرت عينيه أياهما فلقياهما يتذوقان التعب من أجله والشقاء وله تسعة من الأشقاء ألتحق بالأزهر الشريف وتدرج في مراحله المختلفة وكان الجميع يشهد له بالتفوق والإرتقاء.  

وكان في ذهول عندما قبلته كلية الشريعة والقانون بالقاهرة بجامعة الأزهر الذي تعلم فيها معنى التوسط الفكرى والإعتدال تلك المؤسسة التى تقف لكل تطرف فكرى ومذهبى لكم حلمت أن أجلس على منصة العدالة فاصلاً بين مظالم الناس بالحق والعدل.

ولكم راودنى حلم أن ألتحق بمحكمة العدل الدولية عند قرآتى عنها بالجامعة ولكم همس في أذنى صوت أبى الرنان وهو يدعو لى قائلاً وداعياً من الله بأن أكون حاكماً بين الناس بالعدل ذلك الأب البسيط الذى لايقرأ ولايكتب يعرف معنى العدل ويدعو أبنه بالتمسك به فأعطاه مالا يملك وهو العلم والمعرفة حتى يرى أبنه الأكبر رافعاً رأسه إلى عنان السماء بتفوقه وتخرجه وأنتظار حلمه الذي قارب التحقق بالتعيين فى القضاء.

وفي حين غفلة من العدالة تم اختيار أبنه من أعضاء الهيئة القضائية وفرح الأب من أجل ذلك فرحاً شديداً فأخذ يجوب فى قريته الريفية ويتباهى بحصاده ذلك الحصاد الذى أثمر ينعه ولم يضيع هباء.

حتى يأتى اليوم الذى تفيق منه العدالة من نومها وتستبعد أسم ابنه من قائمتها لا لشيئ سوى أن ذلك الأب الكادح الفلاح لم يتعلم ولم يحصل على مؤهلاً عالياً فوقع هول.

الخبر على ذلك الأب كالصاعقة التى أردته أرضاً مصاباً بجلطةٍ دماغية أودت بحياته.

 أما الأبن فقد حمل على عاتقه أنه كان سببا بتفوقه في وفاة والده وهو أنه يكمل له حلمه الذي مات قبل أن يبذغ شعاع عدالته. فذهب من قريته إلي عاصمة البلاد وأخذ يصرخ في جميع منابر الأعلام لمدة ثلاث سنوات لكن بدون  فائدة وكأنه ينادي في أرض صحراء جرداء لابها هواء ولاماء.

وإنني أضع بين أيديكم تلك الأمانة إنطلاقاً من مسئوليتكم التاريخية في القضاء على التمييز.

وذلك بتوفير فرصـــــــة عمــــل مناسبة في المجال القانوني في بلادكم وأســـــتكمال دراستى القانونية.

ومما يجعل بارقة الأمل تضيئ أمامي الطريق نحو قبول طلبي هذا وعدم الإعتراض عليه مانشر مؤخراً من أختيار المحامي ذي الأصول الباكستانية المسلمة صادق خان عمدة للندن رغم أمور كثيره قد تعيق ذلك الإختيار في بلاد أخرى.
***