تعرف على آلام المعتقلين بشهر رمضان "تقرير"
16/06/2016 12:33 م
كتب: حسين علام
تداول تقرير صحفي اليوم الخميس، أحوال المعتقلين في سجون الانقلاب مع حلول شهر رمضان الكريم هذا العام، وعشرات آلاف المعتقلين ما زالوا "محشورين" في أقبية ضيقة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتهوية منعدمة وسط كميات ضخمة من الحشرات الزاحفة والطائرة، في الوقت الذي يقف فيه أسر المعتقلين من الجهة الأخرى للقضبان، في طوابير، وتعاني أمام بوابات الاحتجاز من أجل زيارة سريعة أو نظرة خاطفة من خلف سلك شائك، آملة أن يحصل أبناؤها المحرومون على قليل من الطعام الصالح للاستهلاك البشري.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليوم: إن هناك أسرا أشد مأساة خاصة وأن أبناءها في عداد المفقودين، أو في عداد التائهين بعدما رُحّلوا من مراكز اعتقالهم المعروفة إلى أماكن أخرى من دون أيّ معلومة تمكّن ذويهم من اقتفاء أثرهم.
وأشار التقرير إلى توزيع المعتقلين على مجموعة من السجون والمعتقلات، موضحا أن 25 منطقة سجنيّة تضمّ 42 سجناً، بالإضافة إلى بعض معسكرات ومئات أقسام الشرطة. كلّها تقريباً غير مطابقة للمواصفات الحقوقية الإنسانية.
ونقل عن معتقلين سابقين أن أسوأ السجون التي يمكن أن يقضي فيها المعتقل شهر رمضان هي سجون أبو زعبل (ليمان أبو زعبل، وشديد الحراسة، وسجن المرج). الزنازين فيها ضيقة جداً من دون تهوية، بينما لا يتوفّر فيها مكان لصلاة الجماعة (لا تراويح ولا غيرها). كذلك، فإنّها تحتوي على أعداد ضخمة من الحشرات الزاحفة والطائرة كفيلة بإتلاف أي طعام، كما أنّها تُعدّ عنابر تأديب وتعذيب بطبيعتها، من دون أيّ جهود إضافية.
وسردت أحد الروايات التي تحكي عن تجربة اعتقال في رمضان قبل سنوات في مقرّ أمن الدولة الشهير بـ "لاظوغلي"، وكيف أنّ رمضان دخل عليه وهو محتجز مع مجموعة لم يعرف عددها، إذ عيونهم كانت معصوبة فيما كانت أيديهم وأرجلهم مكبّلة طوال الوقت وبإحكام بالقيود الإلكترونية "الكلبشات"، مضيفا : "لأنّه شهر كريم، كان الحرّاس يلقون الطعام إلى جوار المعتقلين، لكن من دون أطباق. كانت وجبة واحدة (لا هي سحور ولا إفطار)، ربما كانت أرزّاً وربما كان غيره. الطعوم لا معنى لها والذائقة منعدمة. وكان المعتقل المنهك جوعاً وضرباً والمقيّد، يميل برأسه إلى الأرض ليلتقط بفمه ما يقدر عليه".
وأوضح أن المعتقلين كانوا يمنعون من الوضوء والصلاة، فيقول إنّ السجانين كانوا يمتنعون عادة عن توفير ذلك إذا طلبه أحد المعتقلين. وتكال له أقذع الألفاظ والشتائم، أقلّها أنّه إرهابي لا دين له وأنّ صلاته غير مقبولة. ويشير إلى أنّ السجّانين أنفسهم كانوا يقيمون الليل، ويصلّون التراويح بجوار الزنازين، حتى تعجّب المعتقلون من حفظ أحدهم القرآن وحسن تلاوته في الصلاة.
وأضاف: "في تلك الليلة، كانت أجسادهم تتهاوى من فرط التعب والإرهاق، فأصدرت الكلبشات أصواتاً أزعجت السجّان القارئ. ما لبث أن انتهى من ركعاته، حتى توجّه إلى المعتقلين بوابل من السباب والشتائم القبيحة، وقد اتهمهم بأنّهم كادوا يفقدونه خشوعه".
وتابع: "في غرف التحقيق، كان صوت القرآن الذي يستمع إليه ضابط أمن الدولة، يصاحب الصفع والركل والصعق بالكهرباء مع تشكيلة متنوعة من الألفاظ البذيئة. وهو ما أصاب بعض المعتقلين المقهورين بالذهول، إذ كيف لهؤلاء الضباط والحرّاس أن يجمعوا بين الصلاة وسماع القرآن من جهة، وبين هذا "المستوى الرفيع من الإجرام والسادية".
وقال إنه في السجون الكبرى، تُستثمر الإجراءات الرمضانية الثابتة للدعاية السياسية والتدليل على "طيبة قلب النظام وتديّنه". وتتصدّر الصحف سنوياً عناوين مكرّرة من قبيل "وزير الداخلية يوجّه بمنح السجناء زيارتين استثنائيتين بمناسبة رمضان" و"قطائف وبسبوسة وعصائر للسجناء في الشهر الكريم" و"ندوات دينية ومسابقات بين السجناء طوال الشهر الفضيل" وغيرها، وفي حين يُسجَّل تساهل مع السجناء الجنائيين، تتّخذ إدارة السجن من رمضان فرصة لفرض سياستها على المعتقلين السياسيين، ومعظمهم من الإسلاميين الذين يأملون إعادة ترتيب بعض الأوضاع بشكل مؤقت، مثل تحسين نوعية الطعام وتسهيل الزيارات والإفطار الجماعي والسماح لهم بصلاة التراويح.
ويضطر المعتقلون بمعظمهم إلى مطالبة ذويهم بعدم زيارتهم في شهر رمضان، نظراً للتعذيب والإهانات التي يتعرّض لها الأهالي، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السنّ. كذلك، فإنّ حالات إغماء كثيرة تُسجَّل أمام البوابات. تصل هذه الأخبار إلى المعتقلين، فتزيد من آلامهم.
وأشار التقرير إلى تفنّن إدارات السجون في إيذاء السجناء وأهاليهم في شهر رمضان، عن طريق "تفتيش الزيارة تفتيشاً شديداً" بحجّة البحث عن ممنوعات. كذلك، قد تحتجز الطعام الخاص لفترة طويلة بحجّة الكشف عليه من قبل طبيب السجن خوفاً من نقل الأمراض إلى السجناء، وفي النهاية يفسد الطعام بين التفتيش والفحص، فيتسلمه المسجون فاسداً، من دون أن يملك حقّ الاعتراض.
في حين لفت إلى أن مئات الموقوفين داخل أقسام الشرطة، تعد ظروفهم أفضل حالاً. فمعظم تلك الأقسام تسمح للأهالي بتمرير وجبات يومية إلى غرف الاحتجاز. ليكون رمضان هذا العام موسماً كريماً جداً على الحرّاس والسجّانين والجنود الذين يتحصلون يومياً على الرشوة في مقابل إدخال الطعام الطازج.
تداول تقرير صحفي اليوم الخميس، أحوال المعتقلين في سجون الانقلاب مع حلول شهر رمضان الكريم هذا العام، وعشرات آلاف المعتقلين ما زالوا "محشورين" في أقبية ضيقة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتهوية منعدمة وسط كميات ضخمة من الحشرات الزاحفة والطائرة، في الوقت الذي يقف فيه أسر المعتقلين من الجهة الأخرى للقضبان، في طوابير، وتعاني أمام بوابات الاحتجاز من أجل زيارة سريعة أو نظرة خاطفة من خلف سلك شائك، آملة أن يحصل أبناؤها المحرومون على قليل من الطعام الصالح للاستهلاك البشري.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليوم: إن هناك أسرا أشد مأساة خاصة وأن أبناءها في عداد المفقودين، أو في عداد التائهين بعدما رُحّلوا من مراكز اعتقالهم المعروفة إلى أماكن أخرى من دون أيّ معلومة تمكّن ذويهم من اقتفاء أثرهم.
وأشار التقرير إلى توزيع المعتقلين على مجموعة من السجون والمعتقلات، موضحا أن 25 منطقة سجنيّة تضمّ 42 سجناً، بالإضافة إلى بعض معسكرات ومئات أقسام الشرطة. كلّها تقريباً غير مطابقة للمواصفات الحقوقية الإنسانية.
ونقل عن معتقلين سابقين أن أسوأ السجون التي يمكن أن يقضي فيها المعتقل شهر رمضان هي سجون أبو زعبل (ليمان أبو زعبل، وشديد الحراسة، وسجن المرج). الزنازين فيها ضيقة جداً من دون تهوية، بينما لا يتوفّر فيها مكان لصلاة الجماعة (لا تراويح ولا غيرها). كذلك، فإنّها تحتوي على أعداد ضخمة من الحشرات الزاحفة والطائرة كفيلة بإتلاف أي طعام، كما أنّها تُعدّ عنابر تأديب وتعذيب بطبيعتها، من دون أيّ جهود إضافية.
وسردت أحد الروايات التي تحكي عن تجربة اعتقال في رمضان قبل سنوات في مقرّ أمن الدولة الشهير بـ "لاظوغلي"، وكيف أنّ رمضان دخل عليه وهو محتجز مع مجموعة لم يعرف عددها، إذ عيونهم كانت معصوبة فيما كانت أيديهم وأرجلهم مكبّلة طوال الوقت وبإحكام بالقيود الإلكترونية "الكلبشات"، مضيفا : "لأنّه شهر كريم، كان الحرّاس يلقون الطعام إلى جوار المعتقلين، لكن من دون أطباق. كانت وجبة واحدة (لا هي سحور ولا إفطار)، ربما كانت أرزّاً وربما كان غيره. الطعوم لا معنى لها والذائقة منعدمة. وكان المعتقل المنهك جوعاً وضرباً والمقيّد، يميل برأسه إلى الأرض ليلتقط بفمه ما يقدر عليه".
وأوضح أن المعتقلين كانوا يمنعون من الوضوء والصلاة، فيقول إنّ السجانين كانوا يمتنعون عادة عن توفير ذلك إذا طلبه أحد المعتقلين. وتكال له أقذع الألفاظ والشتائم، أقلّها أنّه إرهابي لا دين له وأنّ صلاته غير مقبولة. ويشير إلى أنّ السجّانين أنفسهم كانوا يقيمون الليل، ويصلّون التراويح بجوار الزنازين، حتى تعجّب المعتقلون من حفظ أحدهم القرآن وحسن تلاوته في الصلاة.
وأضاف: "في تلك الليلة، كانت أجسادهم تتهاوى من فرط التعب والإرهاق، فأصدرت الكلبشات أصواتاً أزعجت السجّان القارئ. ما لبث أن انتهى من ركعاته، حتى توجّه إلى المعتقلين بوابل من السباب والشتائم القبيحة، وقد اتهمهم بأنّهم كادوا يفقدونه خشوعه".
وتابع: "في غرف التحقيق، كان صوت القرآن الذي يستمع إليه ضابط أمن الدولة، يصاحب الصفع والركل والصعق بالكهرباء مع تشكيلة متنوعة من الألفاظ البذيئة. وهو ما أصاب بعض المعتقلين المقهورين بالذهول، إذ كيف لهؤلاء الضباط والحرّاس أن يجمعوا بين الصلاة وسماع القرآن من جهة، وبين هذا "المستوى الرفيع من الإجرام والسادية".
وقال إنه في السجون الكبرى، تُستثمر الإجراءات الرمضانية الثابتة للدعاية السياسية والتدليل على "طيبة قلب النظام وتديّنه". وتتصدّر الصحف سنوياً عناوين مكرّرة من قبيل "وزير الداخلية يوجّه بمنح السجناء زيارتين استثنائيتين بمناسبة رمضان" و"قطائف وبسبوسة وعصائر للسجناء في الشهر الكريم" و"ندوات دينية ومسابقات بين السجناء طوال الشهر الفضيل" وغيرها، وفي حين يُسجَّل تساهل مع السجناء الجنائيين، تتّخذ إدارة السجن من رمضان فرصة لفرض سياستها على المعتقلين السياسيين، ومعظمهم من الإسلاميين الذين يأملون إعادة ترتيب بعض الأوضاع بشكل مؤقت، مثل تحسين نوعية الطعام وتسهيل الزيارات والإفطار الجماعي والسماح لهم بصلاة التراويح.
ويضطر المعتقلون بمعظمهم إلى مطالبة ذويهم بعدم زيارتهم في شهر رمضان، نظراً للتعذيب والإهانات التي يتعرّض لها الأهالي، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السنّ. كذلك، فإنّ حالات إغماء كثيرة تُسجَّل أمام البوابات. تصل هذه الأخبار إلى المعتقلين، فتزيد من آلامهم.
وأشار التقرير إلى تفنّن إدارات السجون في إيذاء السجناء وأهاليهم في شهر رمضان، عن طريق "تفتيش الزيارة تفتيشاً شديداً" بحجّة البحث عن ممنوعات. كذلك، قد تحتجز الطعام الخاص لفترة طويلة بحجّة الكشف عليه من قبل طبيب السجن خوفاً من نقل الأمراض إلى السجناء، وفي النهاية يفسد الطعام بين التفتيش والفحص، فيتسلمه المسجون فاسداً، من دون أن يملك حقّ الاعتراض.
في حين لفت إلى أن مئات الموقوفين داخل أقسام الشرطة، تعد ظروفهم أفضل حالاً. فمعظم تلك الأقسام تسمح للأهالي بتمرير وجبات يومية إلى غرف الاحتجاز. ليكون رمضان هذا العام موسماً كريماً جداً على الحرّاس والسجّانين والجنود الذين يتحصلون يومياً على الرشوة في مقابل إدخال الطعام الطازج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق