الإمارات تبيع السعودية في اليمن بقرار منفرد.. تعرف على السبب
16/06/2016 02:11 م
..بعد فشل سيناريو السيطرة على عدن
- الإمارات خططت للسيطرة على عدن وموانئها كما خططت للانقلاب على مرسي لإفشال مشروع قناة السويس
كتب: جميل نظمي
هكذا الإمارات.. كالسراب في وقت الشدة؛ حيث تلعب لمصالجها وفقط، فبعد رفض سعدي لوجود إماراتي مستمر في اليمن أو سعودي، فاجأت الإمارات العالم بانسحابها من الحلف العسكري مع السعودية باليمن، مغلفة قراراها بديباجات دبلوماسية.
واستبقت الإمارات نتائج محادثات الكويت، وأعلنت أن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة إلى جنودها؛ في خطوة تضعف موقف السعودية التي تقود التحالف العربي.
وفيما كان الجميع ينتظرون الكشف عن خريطة الطريق الدولية للسلام، جاء الإعلان الإماراتي على لسان وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش، الذي كان يتحدث في ديوان نائب حاكم إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أمس؛ حيث أشار بوضوح إلى نية حقيقية بعدم مواصلة القتال في اليمن، على الرغم من أن هذه الخطوة قد تضعف موقف السعودية وحلفائها في المفاوضات الجارية في الكويت.
الوزير الإماراتي أكد أن الحرب انتهت، اليوم (15/06/2016)، وتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين الشرعية من إدارة الخدمات الأساسية، وتحسين أدائها.
وبرر الوزير الإماراتي هذا القرار، الذي جاء متزامنا والبدء بسحب القوات الإماراتية من مدينة عدن، بأن "عاصفة الحزم" و"استعادة الأمل"، اللتين قادتهما دول التحالف بقيادة السعودية ودعم ومساندة الإمارات، حققتا أهدافهما العسكرية بكل جدارة، وأن من هذه الأهداف كان تحرير الكثير من المحافظات اليمنية، خاصة محافظتي عدن ومأرب، وتخليص المكلا من قبضة "القاعدة"، والالتفاف على العودة في باب المندب.
وفي تعبير عن عدم رضا أبوظبي عن أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي، أوضح الوزير قرقاش أن التدخل العسكري أنجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي؛ وهو يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم.
وأشار إلى أن محمد بن زايد أدرك مبكرا أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق، بل داخل اليمن في مواجهة الانقلابيين.
وتحدث قرقاش عن الأهداف السياسية لـ"عاصفة الحزم"، وقال إنها ثلاثة، وتتمثل في: العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية، وعودة الشرعية إلى السلطة، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي، الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن.
ومع ذلك، فإنه عاد ليؤكد أن الإمارات ستلعب دورا في مساعدة اليمنيين على بناء وطنهم.. غير أن المهمة الكبرى تقع على اليمنيين أنفسهم، وأن عليهم الآن التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل وطنهم، وبناء الدولة الحديثة؛ مدللا على فشل التدخلات الخارجية في بناء الدول بالتدخل الأمريكي، الذي فشل في بناء الدولة في العراق وفي أفغانستان.
ويرى المراقبون أن الانسحاب الإماراتي يجعل السعودية وحيدة في اليمن،
عدن وحلم السيطرة على المنافذ التجارية
وكان الكاتب البريطاني "بيل لو" حلل وضع دولة الإمارات المشاركة في الحرب في اليمن واصفا وضعها أنها "في مأزق من دون إستراتجية للخروج من ذلك المستنقع".
وتساءل الكاتب في مقاله المنشور قبل أسبوع في صحيفة "ديل ايست أي" البريطانية، عن ما الذي تريده الإمارات حقا من حربها في اليمن؟
يذكر أنه لدى الإمارات علاقات اقتصادية وطيدة بإيران صمدت أمام أحداث كبيرة كالثورة الإيرانية والعقوبات الدولية وحتى الأزمة السعودية الأخيرة.
لا تتفق الإمارات مع السعودية في نظرتها المعادية لإيران، لذلك كان رد الفعل الإماراتي خافتا إذا استطعنا المقارنة بالسعودية التي أغلقت سفارتها بطهران بعد الاعتداء عليها من قبل المتظاهرين الغاضبين عقب إعدام نمر النمر.
لكن عين الإمارات لطالما كانت على عدن كونها امتدادًا طبيعيا لموانئ دبي، ويمثل طريقا سهلا للمحيط الهندي وبديلا لمضيق هرمز الذي تتشاركه دول الخليج على مضض مع إيران.
الإمارات هي التي قادت الهجوم البحري على عدن صيف 2015، على الرغم من رفض الولايات المتحدة لطلبها الدعم من القوات الخاصة.. لكنها جازفت ودخلت عدن.
رغم ذلك ومنذ ذلك الحين، تعرضت المدينة لهجمات عنيفة من قبل تنظيم القاعدة و"الدولة الإسلامية"، يزعم التحالف أن عدن قد تحررت، لكن الشوارع ليست آمنة بالمرة، حتى أن الإمارات أبعدت قواتها عن مهام الجبهة الأمامية ودوريات الشوارع المنتظمة لتقليص الخسائر في صفوف جنودها.
لكن عدن تظل هدفا يستحق التضحية.. فشركة موانئ دبي العالمية DP World، واحدة من أكبر شركات الموانئ في العالم، كانت قد وقعت اتفاقية مع عدن والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولكنها انسحبت منها في 2012، بعدما حاول الرئيس عبد ربه منصور هادي تعديل شروط الاتفاقية.
لكن في أكتوبر من العام الماضي كشفت شركة موانئ دبي العالمية DP World عن خطتها لإعادة إحياء الاتفاقية، حيث قال رئيس مجلس الإدارة، سلطان بن سليم إننا نستكشف المجالات التي يمكن أن نساعد فيها جيراننا في مبادراتهم لاستعادة البنية التحتية البحرية والتجارية في عدن، ونتطلع إلى تطور مناقشاتنا في المستقبل القريب.
لكن قبل أن يحدث ذلك تحتاج الإمارات إلى ترتيب يسهل الأمور، والسيناريو الأفضل للإمارات هو أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1990 وقبل الوحدة -أن تنقسم اليمن إلى دولتين في الشمال والجنوب– سيقع الجنوب وعاصمته عدن تحت دائرة النفوذ الإماراتي!!
الانقلاب على مرسي
ولعل فشل سيناريو سيطرة الإمارات على عدن هو ما دفعها للتخلي عن السعودية..
السيطرة التجارية على موانئ المنطقة ومخالب التجارة اللوجستية نجح في الانقلاب على الحاكم الشرعي في مصر في 2013، بينما فشل في اليمن!!
- الإمارات خططت للسيطرة على عدن وموانئها كما خططت للانقلاب على مرسي لإفشال مشروع قناة السويس
كتب: جميل نظمي
هكذا الإمارات.. كالسراب في وقت الشدة؛ حيث تلعب لمصالجها وفقط، فبعد رفض سعدي لوجود إماراتي مستمر في اليمن أو سعودي، فاجأت الإمارات العالم بانسحابها من الحلف العسكري مع السعودية باليمن، مغلفة قراراها بديباجات دبلوماسية.
واستبقت الإمارات نتائج محادثات الكويت، وأعلنت أن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة إلى جنودها؛ في خطوة تضعف موقف السعودية التي تقود التحالف العربي.
وفيما كان الجميع ينتظرون الكشف عن خريطة الطريق الدولية للسلام، جاء الإعلان الإماراتي على لسان وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش، الذي كان يتحدث في ديوان نائب حاكم إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أمس؛ حيث أشار بوضوح إلى نية حقيقية بعدم مواصلة القتال في اليمن، على الرغم من أن هذه الخطوة قد تضعف موقف السعودية وحلفائها في المفاوضات الجارية في الكويت.
الوزير الإماراتي أكد أن الحرب انتهت، اليوم (15/06/2016)، وتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين الشرعية من إدارة الخدمات الأساسية، وتحسين أدائها.
وبرر الوزير الإماراتي هذا القرار، الذي جاء متزامنا والبدء بسحب القوات الإماراتية من مدينة عدن، بأن "عاصفة الحزم" و"استعادة الأمل"، اللتين قادتهما دول التحالف بقيادة السعودية ودعم ومساندة الإمارات، حققتا أهدافهما العسكرية بكل جدارة، وأن من هذه الأهداف كان تحرير الكثير من المحافظات اليمنية، خاصة محافظتي عدن ومأرب، وتخليص المكلا من قبضة "القاعدة"، والالتفاف على العودة في باب المندب.
وفي تعبير عن عدم رضا أبوظبي عن أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي، أوضح الوزير قرقاش أن التدخل العسكري أنجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي؛ وهو يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم.
وأشار إلى أن محمد بن زايد أدرك مبكرا أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق، بل داخل اليمن في مواجهة الانقلابيين.
وتحدث قرقاش عن الأهداف السياسية لـ"عاصفة الحزم"، وقال إنها ثلاثة، وتتمثل في: العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية، وعودة الشرعية إلى السلطة، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي، الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن.
ومع ذلك، فإنه عاد ليؤكد أن الإمارات ستلعب دورا في مساعدة اليمنيين على بناء وطنهم.. غير أن المهمة الكبرى تقع على اليمنيين أنفسهم، وأن عليهم الآن التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل وطنهم، وبناء الدولة الحديثة؛ مدللا على فشل التدخلات الخارجية في بناء الدول بالتدخل الأمريكي، الذي فشل في بناء الدولة في العراق وفي أفغانستان.
ويرى المراقبون أن الانسحاب الإماراتي يجعل السعودية وحيدة في اليمن،
عدن وحلم السيطرة على المنافذ التجارية
وكان الكاتب البريطاني "بيل لو" حلل وضع دولة الإمارات المشاركة في الحرب في اليمن واصفا وضعها أنها "في مأزق من دون إستراتجية للخروج من ذلك المستنقع".
وتساءل الكاتب في مقاله المنشور قبل أسبوع في صحيفة "ديل ايست أي" البريطانية، عن ما الذي تريده الإمارات حقا من حربها في اليمن؟
يذكر أنه لدى الإمارات علاقات اقتصادية وطيدة بإيران صمدت أمام أحداث كبيرة كالثورة الإيرانية والعقوبات الدولية وحتى الأزمة السعودية الأخيرة.
لا تتفق الإمارات مع السعودية في نظرتها المعادية لإيران، لذلك كان رد الفعل الإماراتي خافتا إذا استطعنا المقارنة بالسعودية التي أغلقت سفارتها بطهران بعد الاعتداء عليها من قبل المتظاهرين الغاضبين عقب إعدام نمر النمر.
لكن عين الإمارات لطالما كانت على عدن كونها امتدادًا طبيعيا لموانئ دبي، ويمثل طريقا سهلا للمحيط الهندي وبديلا لمضيق هرمز الذي تتشاركه دول الخليج على مضض مع إيران.
الإمارات هي التي قادت الهجوم البحري على عدن صيف 2015، على الرغم من رفض الولايات المتحدة لطلبها الدعم من القوات الخاصة.. لكنها جازفت ودخلت عدن.
رغم ذلك ومنذ ذلك الحين، تعرضت المدينة لهجمات عنيفة من قبل تنظيم القاعدة و"الدولة الإسلامية"، يزعم التحالف أن عدن قد تحررت، لكن الشوارع ليست آمنة بالمرة، حتى أن الإمارات أبعدت قواتها عن مهام الجبهة الأمامية ودوريات الشوارع المنتظمة لتقليص الخسائر في صفوف جنودها.
لكن عدن تظل هدفا يستحق التضحية.. فشركة موانئ دبي العالمية DP World، واحدة من أكبر شركات الموانئ في العالم، كانت قد وقعت اتفاقية مع عدن والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولكنها انسحبت منها في 2012، بعدما حاول الرئيس عبد ربه منصور هادي تعديل شروط الاتفاقية.
لكن في أكتوبر من العام الماضي كشفت شركة موانئ دبي العالمية DP World عن خطتها لإعادة إحياء الاتفاقية، حيث قال رئيس مجلس الإدارة، سلطان بن سليم إننا نستكشف المجالات التي يمكن أن نساعد فيها جيراننا في مبادراتهم لاستعادة البنية التحتية البحرية والتجارية في عدن، ونتطلع إلى تطور مناقشاتنا في المستقبل القريب.
لكن قبل أن يحدث ذلك تحتاج الإمارات إلى ترتيب يسهل الأمور، والسيناريو الأفضل للإمارات هو أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1990 وقبل الوحدة -أن تنقسم اليمن إلى دولتين في الشمال والجنوب– سيقع الجنوب وعاصمته عدن تحت دائرة النفوذ الإماراتي!!
الانقلاب على مرسي
ولعل فشل سيناريو سيطرة الإمارات على عدن هو ما دفعها للتخلي عن السعودية..
السيطرة التجارية على موانئ المنطقة ومخالب التجارة اللوجستية نجح في الانقلاب على الحاكم الشرعي في مصر في 2013، بينما فشل في اليمن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق