في الذكرى الثالثة لـ"نكسة يونيو" ... خيوط المؤامرة (ملف)
29/06/2016 03:34 م
تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لنكسة يونيو التي تسببت في إعادة مصر سنوات طويلة إلى الوراء ، بدأها مجموعة من الشباب الذين "تمردوا" لإسقاط الحكم الذي رفضوه ، ثم التحق بهم قادة القوى الساسية الذين فشلوا في الوصول إلى الحكم بالوسائل السياسية السلمية ، فاستعانوا بالعسكر للإطاحة بالحزب الذي نجح في كافة الاستحقاقات الانتخابية .
ولم يكن الأمر سهلا ؛ حيث كلف ذلك الانقلاب على الشرعية الوطن الكثير من الدماء والأرواح ، بالإضافة إلى مقدرات الوطن وموارده التي تراجعت بشكل يصعب تعويضه إلا بمعجزة .
وعبر سنابك البنادق ومدرعات الجيش وذخيرة الشرطة وقمعها استشهد الآلاف من خيرة شباب الوطن ، رغم أنهم كانوا الأحرص على تنميتها وتطويرها والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة ، فأبى الانقلابيون إلا أن يحرموا منهم بلدهم ويحرموا بلدهم منهم ، كما تسبب الانقلاب في هجرة الآلاف ؛ إما هروبا من قمع العسكر ، أو يأسا من الأوضاع التي آلت إليها مصر على أيدي طغمة عسكرية اهتطفت الثورة كما اختطفت اقتصادها ، بمساعدة سياسيين فضلوا الركوب على ظهور الدبابات ؛ ظنا منهم أنهم سيرثون حكم البلاد ، فإذا بالانقلاب يطال الثرين منهم .
وأدت "نكسة يونيو" إلى شق المجتمع المصري إلى نصفين ؛أحدهما راغب في حرية بلاده وسيرها نحو الديمقراطية بالشكل الشرعي الذي يقوم على اختيار الشب ، وفريق آخر يرى أنه لا يسير هذا الشعب إلا القمع والسلاح وتسليم العسكر كل شيء .
ومنذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن ، لم تعرف السياسة والاقتصاد والرياضة والسياحة والأمن ، طعم الاستقرار ؛ بل عادت كلهاإلى الخلف ، في الوقت الذي لم ييأس فيه رافضو الانقلاب من تحقيق هدفهم بإسقاط هذا الانقلاب الذي يقود البلاد إلى الهاوية ، متحدين العديد من المجازر التي أريقت خلالها سيول من الدم الطاهر ، ومقدمين نحو 9 ألف معتقل "حاليا" ، غير عشرات الآلاف الذين تم اعتقالهم على فترات خلال تلك السنوات العجاف الثلاث ، مات منهم نحو 300 بالقتل الطبي المتعمد داخل أقبية السجون ، فيما ضاعت سنوات مئات السنوات الدراسية على طلاب ، وجرت أنهار مندموع الثكالى واليتامى والأمهات الذين غيب ذووهم خلف القضبان أو وارهم الثرى بعد ارقائهم شهداء ، أو الذين يرقدون في المستشفيات للتداوي من إجرام العسكر الذي لم يترك شيخا ولا امرأة ولا طفلا إلا ناله بنوع من القمع ومحاولة الإذلال .
بوابة"الحرية والعدالة" تفتح ملف "المؤامرة"التي انكشفت خيوطها ، راصدة ما حدث خلال تلك السنوات ، والمحصلة التي وصلت إليها مصر بعد انقلاب عسكري غاشم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق