تأميم الإعلام.. حصاد مر لانقلاب 30 يونيو
29/06/2016 05:27 م
كتب- جميل نظمي:
"أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطك شعبًا بلا وعي".. هذا ملخص ما فعله السيسي منذ انقلابه في 30 يونيو.
تأميم الإعلام خلال ثلاث سنوات من الانقلاب العسكري، وإعادته لعهد الستينيات؛ حيث التسبيح والتحميد بالانقلاب العسكري وقائده.. هدف السيسي الذي حققه ويسعى إليه، وذلك لهدف عسكري بتأميم العقول وأدلجتها لتمرير كل ما يريده الملعون من سلب لحقوق شعبه وإهدار لكرامته في أقسام الشرطة وفي الشوارع وعلى المقاهي، ومن حظر النشر في اكثر من 18 قضية خلال الفترة الماضية، في قضايا تمس المواطن وحياته، لاخفاء الحقائق، إلى مداهمة الصحف والقنوات وإغلاق عشرات القنوات الإسلامية والمعارضة، ووقف مئات البرامج وإلغاء الآلاف الفقرات وقطع الإرسال عن الحلقات التلفزيونية التي تخرج عن السياق، كما حدث مع وائل الإبراشي، بجانب اعتقال ضيوف البرامج التلفزيونية، كما حدث مع الداعية الشيخ محمود شعبان.
وفي سياق إعادة تشكيل المشهد الإعلامي لم يعد أي صوت معارض، أو حتى بيمثل أنه معارض! وتحدد ملامح الهيكلة الجديدة، بعدد من قرارات السيسي العسكرية، واضعًا الإعلام في بوتقة العسكر.
وطالت القرارات العسكرية داعمي السيسي أنفسهم على النحو التالي:
١- يناير ٢٠١٤: ملاك القنوات الخاصة يدشنون غرفة صناعة الإعلام ويتحكمون في المحتوى المقدم.
٢- يونيو ٢٠١٤: وقف برنامج باسم يوسف "البرنامج"
٣- مايو ٢٠١٥: وقف برنامج ريم ماجد "جمع مؤنث سالم"
٤- سبتمبر ٢٠١٥: وقف برنامج يسري فودة "آخر كلام"
٥- مارس ٢٠١٦: الإعلان عن إنشاء شبكة DMC الممولة من الجيش ورجال أعمال النظام.
٦- أبريل ٢٠١٦: إجبار صحفي مصري على ترك جريدته بعد إعداد تحقيق استقصائي عن حالات انتحار جنود داخل الأمن المركزي المصري.
٧- أبريل ٢٠١٦: تسريب جنسي ليوسف الحسيني، أحد رجالات النظام، ووقف برنامجه بعد انتقاده للدولة في بيع تيران وصنافير.
٨- مايو ٢٠١٦: إصدار القانون الموحد للصحافة والإعلام وسط اعتراضات صحفية بالجملة.
٩- مايو ٢٠١٦: اقتحام نقابة الصحفيين للمرة الأولى في تاريخها، والقبض على صحفيين اثنين.
١٠- مايو ٢٠١٦: استحواذ أبو هشيمه، أحد رجال أعمال النظام، بايعاز من الدولة، على مؤسسات إعلامية خاصة وهيمنته على المشهد الإعلامي.
١١- مايو ٢٠١٦: تحالف النهار- سي بي سي.
١٢- مايو ٢٠١٦: وقف برنامج جابر القرموطي "مانشيت".
١٣- يونيو ٢٠١٦: وقف برنامج ليليان داود "آلصورة الكاملة".
يذكر أنه منذ انقلاب الدم الذي قاده السيسي، وهو يستهدف الاعلام بتحفظات على أدائه تارة، وغضبه من تناول الصحف والفضائيات لبعض الأحداث تارة أخرى، وما بين التحفظ والغضب هناك انفعالات وأحاديث كثيرة للسيسي لا يعلن عنها... من هنا يتملك الخوف معظم المراقبين لما يجري في غرف التحرير، سواء في الصحف أو القنوات الإخبارية".
وفي الفترة الأخيرة بدا واضحًا أن تغييرًا حدث في لغة الصحافة والتليفزيون، إذ أصبحت لغة أقرب ما تكون إلى السير بجوار "الحائط" عملا بالمثل القائل "الباب الذي يأتيك منه الريح"، إضافة إلى الأزمة المالية الطاحنة التي تعانى منها الفضائيات والصحف في ظل إحجام المعلنين، لذلك قام الإعلام المصري في الفترة الماضية بخطوات عدة إلى الخلف حتى بات النقد المتاح والمباح معدومًا!.
وفى أكثر من مناسبة أبدى السيسي إعجابه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلا: "يا بخت عبد الناصر بإعلامه"، قالها السيسي بنبرة صوت حزينة، وكما هو معلوم شهدت الصحافة في عهد ناصر أكبر عملية تأميم، وسيطرت الدولة على كل المنابر، وساد الإعلام الموجه، والصوت الواحد، وكان شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" هو البطل رغم عدم وجود معارك حقيقية.
وقبل 30 يونيو كان الإعلام المصري فى معظمه ضد الرئيس محمد مرسي ، وبعد ذلك ظهرت نبرة تطالب بالهدوء والمشاركة فى بناء الدولة التي تعاني من انهيار اقتصادي وتفكك اجتماعي، وهى دعوة ظاهرها مصلحة الوطن، وباطنها "لجم" الإعلام.
بل وضع السيسي مادة لمعاقبة الصحفيين وهي المادة 33 من قانون مكافحة الإرهاب، كما شهدت الفترة الماضية تدخلا واسعا في الحريات الاعلامية، يبدأ بامتلاك أذرع إعلامية، ويمر بالاتصال برؤساء التحرير وتوجيههم، من خلال لسيسي نفسه الذي ينظر إليه على أنه أداة للسيطرة على الرأي العام.
السيسي يتلاعب بالإعلام
وكان السيسي ألقى بتصريحات سلبية عدة بحق الإعلام، برغم حرصه على لقاء إعلاميي القنوات الفضائية ورؤساء التحرير، ففي 22 مايو 2014، خاطب الإعلاميين بقوله: "يجب عليكم معالجة مشكلات المجتمع دون تحويلها إلى قضية سياسية".
وفي 5 أغسطس 2014، قال السيسي إن "جمال عبد الناصر كان محظوظا، لأنه كان يتحدث، والإعلام معه".
وفى 23 أغسطس 2014، حذر السيسي في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف من خطورة "استثمار الأزمات واستغلالها من أجل خلخلة الدولة، مخاطبا الصحفيين بقوله: "عليكم أن تحافظوا على اصطفاف المصريين فى مواجهة التحديات"، وهو ما عده مراقبون اختزالا لدور الإعلام في الدعاية والتعبئة السياسية، كأنه يبحث عن "وزارة للإرشاد القومي".
وفي لقاء لاحق مع شباب الإعلاميين بالقنوات الفضائية، قال السيسي أيضا: "الإعلام ليس منضبطا، وعليكم دور كبير فى المرحلة المقبلة من حيث التعبئة الفكرية، وتكوين الظهير الفكري، ومسموح بالاختلاف دون إضرار بالوطن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق