"خارطة الانقلاب".. ماذا تحقق من أكاذيب السيسي الـ10؟
05/07/2016 02:02 م
كتب- أسامة حمدان:
في الثالث من يوليو 2013 أعلن وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي "خارطة مستقبل" لمصر تم بموجبها الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا الشهير بـ"الطرطور" رئيسا انتقاليا للبلاد.
وجاء هذا الإعلان بعد مظاهرات حشدت لها المخابرات العسكرية وأذرعها "تمرد" و "جبهة الانقاذ" وإعلام الدولة العميقة، انقسم حيالها المصريون بين مؤيد لشرعية الرئيس مرسي ومعارض له يطالب بسحب الثقة منه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مما دعا السيسي إلى انتهاز الفرصة بعد خطاب ألقاه الرئيس مرسي مساء الثاني من يوليو وأكد فيه تمسكه بشرعيته الدستورية كرئيس منتخب لمصر، وقال إن ثمن التخلي عن هذه الشرعية هو دمه، داعيا مؤيديه للتظاهر السلمي وعدم الاحتكاك بالقوات المسلحة.
يوم ذاك قال السيسي نصًّا: "لقد استشعرت القوات المسلحة -انطلاقا من رؤيتها الثاقبة- أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته".
قال هذا وهو يمهد لإعلان خريطة انقلاب عسكري تضم عشرة بنود خادعة، اعتقد كثيرون أنها تؤسس لمرحلة سياسية جديدة، فماذا تحقق من هذه الأكاذيب العشرة للعسكر؟
"نافعة" يهاجم الإخوان
على المستوى السياسي، رحبت "جبهة الإنقاذ" المؤيدة للعسكر والتي تضم عددا من الأحزاب والقوى السياسية، بالخطوة التي اتخذتها القوات المسلحة، ورفضت على لسان أكثر من قيادي بالجبهة وصفها بالانقلاب العسكري.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة "حسن نافعة" اليساري المؤيد للانقلاب العسكري، قال إن :"خريطة الطريق لم تنفذ بنودها وفي مقدمتها الانتخابات البرلمانية أولا تليها الرئاسية وعدم ترشيح وزير الدفاع نفسه للرئاسة".
وأضاف أن :"حكم الرجل الواحد لم يكن ما تأمله ثورة يناير، مضيفا أن الحكم الحالي صودرت فيه عملية التحول الديمقراطي، وكما سرقت جماعة الإخوان المسلمين ثورة يناير فإن ثورة 30 يونيو سرقت بدورها من قبل شبكة مصالح مرتبطة بالنظام القديم".
"نور": خريطة السيسي انقلاب
جماعة الإخوان المسلمين اعتبرت أن بيان السيسي انقلابا على الشرعية وإهدارا لإرادة الشعب وانحيازا لفصيل دون فصيل، دون الرجوع لمعيار محدد هو معيار الانتخابات والصندوق.
وأكدت الجماعة على لسان محمود غزلان، المتحدث باسمها "أن المظاهرات لم تكن أبدا معيارا لإرادة الشعب، فأعداد المؤيدين في الشوارع لا تقاس فقط بالقاهرة والإسكندرية، وإنما بكل المحافظات والتي تكشف أن المؤيدين للرئيس هم الأكثر عددا، فضلا عن تسلح الرئيس ومؤيديه بالشرعية القانونية والدستورية".
من جانبه قال رئيس حزب "غد الثورة" المصري أيمن نور، إن خريطة طريق السيسي انقلاب على ما نادت بها مظاهرات 30 يونيو، وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية المبكرة وغيرها من لافتات رفعتها المظاهرات، سواء كانت موجهة من إعلام الدولة العميقة أو لوجود قدر من الغضب الشعبي.
وواصل القول إن :"الحكم العسكري استمر في مصر على مدار ستين عاما، ما عدا سنة واحدة حكم بها محمد مرسي، لكن إمساك السيسي بحكم العسكر كان أكثر فجاجة مما عرف في البلاد في "انقلاب 1952".
"عبد الفتاح": النخب محنطة
حالة الانقسام في الشارع المصري انعكست أيضا على استقبال انقلاب السيسي، ما بين مؤيد ومعارض، وبالطبع فإن معارضي الرئيس مرسي اعتبروا الإعلان انتصارا لهم وتحقيقا لمطالبهم، وأشادوا بالقوات المسلحة معتبرين أنها انحازت لإرادة الشعب!
وفي الجهة الأخرى، قوبل انقلاب السيسي باستنكار شديد لدى مؤيدي الشرعية وأنصار الرئيس مرسي، والمتمسكين بشرعيته الدستورية كرئيس للبلاد، واعتبروا أن ما حدث بمثابة انقلابا عسكريا على السلطة وأكدوا استمرار حراكهم السلمي حتى عودة الرئيس للحكم.
من ناحيته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة سيف الدين عبد الفتاح، إنه كان يصف النخب في مصر بالمحنطة، لكنه الآن يصفها بـ"المنحطة"، لأنها مزقت نسيج المجتمع المصري، وهي تصمت على عسكرة المجتمع وسيطرة العسكر على اقتصاد البلاد وأخيرا إدارة العسكر للبرلمان.
وعما يجري تداوله من إشاعات مصالحة بين العسكر والإخوان المسلمين، قال أيمن نور إن :"هذا هزل في موقع الجد، واختزال للمشهد، فالصراع ليس بين هذين الطرفين، وإنما بين ديمقراطيين ولا ديمقراطيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق