4 تنازلات قدمها قائد الانقلاب للصهاينة بزيارة "شكري"
11/07/2016 12:04 ص
كريم محمد يتصور كثيرون أن أمر السيسي لوزير خارجيته بزيارة الدولة الصهيونية- وتحديدا القدس لا تل أبيب ما يعني الاعتراف بها عاصمة للدولة الصهيونية- هو مجرد تتويج علني للتطبيع السري بين نظام الانقلاب والصهاينة، ولكن الحقيقة أن الزيارة لها أبعاد أخطر من ذلك.
فالزيارة فضلا عن أنها تمهيد لأول لقاء علني بين السيسي ونتنياهو، لم يجرؤ عليه حتى مبارك، فهي محاولة أيضا لرعاية التطبيع السعودي والخليجي مع الدولة الصهيونية، وما الحديث عن القضية الفلسطينية سوى ستار لأهداف أخرى.
ولهذا توقع "هيرب كينون"، المراسل الدبلوماسي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه "بعد زيارة شكري لإسرائيل، سيكون الدور على السعودية في التوطيد العلني للعلاقات مع إسرائيل، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لتل أبيب".
تنازلات بالجملة للسيسي
عندما تعمد "أفراد من موظفي الرئاسة المصرية من المنتمين للدولة العميقة إحراج الرئيس محمد مرسي، وتمرير خطاب روتيني لرئيس الدولة الصهيونية بعنوان "عزيزي بيريز، أقامت الدولة العميقة عبر إعلامها وزبانيتها الدنيا لتشويه صورة الرئيس الشرعي.
الآن عندما زار وزير خارجية السيسي سامح شكري الدولة الصهيونية علنا، الأحد 10 يوليو، في أول زيارة يقوم بها وزير مصري لتل أبيب منذ 9 أعوام (2007)، خرست أصوات المعارضين لمرسي، وامتدح المنافقون التطبيع مع الدولة الصهيونية، بدعاوى أن الهدف هو حل القضية الفلسطينية، وهم يعلمون أنهم كاذبوا، وأنها مجرد مطية للتطبيع.
وغفل الجميع عن جملة تنازلات قدمها نظام السيسي للصهاينة، تشكل تجاوزات للخطوط الحمراء المصرية لأول مرة في تاريخها، تمثلت في:
(الأول) اللقاء مع نتنياهو تم في القدس لا تل أبيب، ما يعتبر اعترافا مصريا فعليا بأنها عاصمة للدولة الصهيونية وتنازلا لنتنياهو.
(الثاني) تجاوز السيسي عن قرار سابق اتخذته الخارجية والأجهزة السيادية في مصر عام 2009 في عهد المخلوع مبارك، ووزير خارجيته– أمين عام الجامعة العربية الحالي أحمد أبو الغيط- يقضي بعدم التعامل مع وزير الخارجية الصهيوني ليبرمان، عقب تهديده بنسف السد العالي، بسبب وجود مصالح مشتركة حاليا بين النظامين.
(الثالث): لأول مرة في تاريخ مصر، يتحدث وزير الانقلاب في مؤتمره الصحفي مع نتنياهو عن وجود "مشتركات" بين العرب وإسرائيل، ويقول إن "الخطر المشترك الذي يهدد كلا من مصر وإسرائيل وكل دول وشعوب المنطقة يتمثل في الإرهاب".
(الرابع) قدم السيسي مزيدا من التطبيع الرسمي المصري والعربي الإسرائيلي للصهاينة، بدعوى حل القضية الفلسطينية، في ضوء احتمالات عقد مؤتمر إقليمي عربي إسرائيلي للسلام.
لماذا زار شكري إسرائيل؟
ومع أن نتنياهو رفض بنود المبادرة السعودية التي تطالب بانسحاب إسرائيلي تام من جميع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في حرب عام 1967، وطلب تعديل المبادرة، كما رفض المبادرة الفرنسية، فقد أكدت صحف إسرائيلية استمرار الاتصالات الهاتفية بين السيسي ونتنياهو.
في هذا السياق، كشف مصدر دبلوماسي مصري مطلع عن أن المحامي "يسحاق مولخو"، المبعوث الخاص لنتنياهو، لعب دورا في التواصل مع الرئيس المصري لبحث رؤيته للسلام الدافئ مع إسرائيل، وأن نتنياهو طالب في آخر اتصال بأن يجري لقاء مباشرا مع مسؤول مصري لطرح الأفكار بشكل مباشر.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأحد، إنه "تم إرسال شكري إلى إسرائيل بطلب من الرئيس المصري، وشكر المحامي "مولخو"، الذي قال إنه "أسهم كثيرًا في إتمام هذه الزيارة".
وقبل زيارة شكري، جرت أربعة تطورات في توقيت متقارب: (أولها) طرح السيسي رؤية في خطابه 17 مايو الماضي، تقوم على سلام "أكثر دفئا" بين مصر وإسرائيل، مقابل إقامة وطن للفلسطينيين، وقبول إسرائيل المبادرة العربية للسلام. و(الثاني) انعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بعملية السلام في باريس في الثالث من يونيو، و(الثالث) زيارة "شكري" إلى رام الله يوم 29 يونيو الماضي، ثم (رابعا) صدور تقرير الرباعية الدولية أول يوليه الجاري، الذي تضمن 10 توصيات.
وتوقفت محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في أبريل 2014؛ بسبب توسع إسرائيل في إقامة مستوطنات على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.
لقاء السيسي نتنياهو
ويرى مراقبون أن لقاء شكري ونتنياهو يشير إلى نوع من "المفاوضات"، وأن الزيارة قد تنتهي لبلورة تصور حول كيفية استئناف التفاوض أو عقد مؤتمر سلام إقليمي تشارك فيه إسرائيل والدول العربية والسلطة الفلسطينية مباشرة، هدفه الأول هو التطبيع قبل حل المشكلة الفلسطينية وهو ما كان يطالب به نتنياهو، وقد يعقبه لقاء مباشر بين السيسي ونتنياهو.
وقد أشارت إلى هذا أيضا صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بقولها "إن الهدف المعلن لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري النادرة لإسرائيل هو دفع عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الأمام، في حين تلمح مصادر إلى أنها قد تكون تمهيدا لزيارة نتنياهو إلى القاهرة.
أيضا قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن زيارة وزير الخارجية المصري لتل أبيب "تأتي للتمهيد لأخرى سيقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية للقاهرة للقاء السيسي".
ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن مصادر مصرية- رفضت اﻹفصاح عن اسمها- قولها إن الزيارة قد تكون تمهيدا لزيارة بنيامين نتنياهو إلى القاهرة للقاء السيسي.
وقالت إن الزيارة تسلط الضوء على ما يصفه البعض بـ"العلاقات الرسمية الدافئة بين القدس والقاهرة"، في ظل الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل، ونقلت عن السفير الاسرائيلي في مصر "حاييم كورين" قوله: "هذا واحد من أفضل الأوقات في العلاقات بين الدولتين، في مجال التعاون بين الحكومات". وأضاف "هناك تعاون جيد بين الجيشين، حيث لدينا تفاهمات حول شبه جزيرة سيناء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق