شاهد.. كيف أفشلت "القوات الخاصة" انقلاب تركيا؟
21/07/2016 10:21 م
بكار النوبيكان للقطات التي بثتها فضائيات في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، 16 يوليو، لجنود من القوات الخاصة التركية وهم يعتقلون ضباط وجنود ميليشيات الانقلاب ومصادرة أسلحتهم ودباباتهم وقع السحر على الجميع، فقد تأكد أن أردوغان يبسط سيطرته على الأوضاع، وأن الحكومة التركية لديها أبطال لم يحسب الانقلابيون قدرهم كما يجب.
ومع بث هذه اللقطات، أسهمت بشكل كبير في تغيير الدول الأجنبية من خطابها وموقفها من محاولة الانقلاب، فقد كانوا يترقبون الموقف وما تسفر عنه الأحداث، فإن نجحت محاولة الانقلاب أيدوها مع بعض التحفظات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مع انتقاد أردوغان ونظامه، وأنه السبب في انقلاب الجيش عليه، فلما أدركوا أن قوات أردوغان تسيطر على الأرض وأن الشعب انتفض عن بكرة أبيه دفاعا عن قيمه الديمقراطية، خرجت تصريحاتهم بعد ترقب ساعات لتدين محاولة الانقلاب وتعلن دعمها للحكومة المنتخبة!.
ومع الساعات الأولى للانقلاب ومحاولة اغتيال الرئيس أردوغان وقصف الفندق الذي كان يقيم فيه، خرج قائد القوات الخاصة الجنرال زكائي أقسقالي، ليؤكد وقوف قواته إلى جانب الحكومة، وأشار إلى أن حركة التمرد لن تنجح، وأن قواته الخاصة تحت إمرة الشعب.
ومع الساعات الأولى للانقلاب ومحاولة اغتيال الرئيس أردوغان وقصف الفندق الذي كان يقيم فيه، خرج قائد القوات الخاصة الجنرال زكائي أقسقالي، ليؤكد وقوف قواته إلى جانب الحكومة، وأشار إلى أن حركة التمرد لن تنجح، وأن قواته الخاصة تحت إمرة الشعب.
قصف مقر القوات الخاصة
المؤكد أن الانقلابيين كانوا يدركون نقاط القوة في نظام أردوغان وحددوها بدقة، فقد احتجزوا رئيس الأركان خلوصي أكار، وكان مخططا اعتقال الرئيس أو اغتياله، وكذلك اعتقال قائد الجيش الأول الجنرال أومليت دوندار، ورئيس الحكومة علي يلدريم، كما كان لدى الانقلابيين قائمة اعتقالات واغتيالات لكبار المسؤولين بالحكومة التركية.
وفي تقرير أعدته قناة الجزيرة الفضائية، يوم الثلاثاء 19 يوليو 2016، حول دور القوات الخاصة بالشرطة التركية في وأد الانقلاب، كشف التقرير عن أن ميليشيات الانقلابيين قصفت مقر هذه القوات الخاصة وقتلت منهم 40 عنصرا على الأقل، في محاولة منها لمنع أي قوة من التصدي لها.
بدا المبنى وقد أصابه الانهيار جراء القصف العنيف الذي تعرض له ليلة الانقلاب من طائرات f16 والمروحيات الهجومية التي استولى عليها الانقلابيون من القواعد الجوية للجيش التركي، ورغم ذلك يؤكد التقرير أن هذه القوات هي التي تمكنت بمساعدة كبيرة من الشعب من وأد الانقلاب واعتقال المئات من الانقلابيين بعد ذلك.
بطولات نادرة
بلا شك كان دور القوات الخاصة كبيرا للغاية في وأد محاولة الانقلاب ليلة الجمعة وما بعدها، ويكفي هذه القوات أنها تمكنت من تحرير رئيس هيئة الأركان في الجيش التركي خلوصي أكار، والذي تمكن الانقلابيون في الساعات الأولى من احتجازه في إحدى وحدات القوات الجوية، كما تمكنت عناصرها من تحرير قناة التلفزيون الحكومي التي بث الانقلابيون خلالها بيانهم، حتى تم بث عملية التحرير، وتمكنت المذيعة التي أذاعت بيان الانقلاب من إعلان فشل هذا الانقلاب، من خلال كشفها عن كيفية إكراهها على إذاعته تحت تهديد السلاح، وهو ما ساهم بقوة في إفشال الانقلاب، وبعث برسائل واضحة أن الحكومة مسيطرة على الأوضاع.
لم يقف دور هذه القوات عند هذا فقط، بل ساهمت في منع الانقلابيين من السيطرة على مؤسسات الدولة ومفاصل حيوية في أنقرة وإسطنبول، وتمكنت- وهو الأهم- من اعتقال قيادات الانقلاب، وبث ذلك عبر شاشات الفضائيات، وهو الإجراء البطولي الذي زعزع ثقة الانقلابيين، وكشف انهيار محاولاتهم الانقلابية.
كما قامت القوات الخاصة التركية باعتقال قيادات الانقلاب وعشرات الضباط المتورطين فيه عراة من أمام مبنى رئاسة هيئة الأركان، وهم الذين يتولون قدرا كبيرا من التحقيقات الأولية مع قيادات الانقلاب لكشف خيوط المؤامرة.
حراسة الشخصيات المهمة
ورغم أن القوات الخاصة التركية تعد جزءا تابعا لقوات الجيش، إلا أن لها وضعا استثنائيا خاصة، فهي تتبع مباشرة رئيس الأركان، ولا تنتمي إلى قوات المشاة، ويتم اختيار قائدها بعناية، كما أن هذه القوات تتلقى تدريبات خاصة. كما أن من ضمن مهامها عمليات الحراسة الخاصة للشخصيات المهمة والبارزة في الدولة، ما سهل من عملية اختلاطها مع المسؤولين التنفيذيين في الحكومة والرئاسة.
وعلى الرغم من أن القوات الخاصة في الجيش التركي أنشئت في عام 1992، إلا أنه بعد صعود حزب العدالة والتنمية للحكم في عام 2002، بدأ اهتمام خاص بوضع القوات الخاصة، وأتاحت التعديلات التي أدخلت على الدستور، تقليص نفوذ قادة الجيش، ما مكن السلطة التنفيذية من ربط ولاء القوات الخاصة بها، وأعطيت أمر قيادتها لرئيس الأركان مباشرة دون تصرف باقي القوات.
والغريب أن القوات الخاص التركية تضع في شروط الالتحاق به أن يكون العضو فيها يجيد لغة أجنبية غير اللغة التركية، للاستعانة به في العمليات الخارجية.
ويتلقى أعضاء القوات الخاصة تدريبات عن الحرب النفسية وإدارة الاستخبارات، والتوصل إلى المعلومات، كما يجتازون تدريبات على الإسعافات الأولية وأساليب التخريب وتفكيك العبوات الناسفة والألغام، بالإضافة إلى تدريبات خارج تركيا في اللغات الأجنبية والعلاقات العامة وأساليب الحرب النفسية، ودورات في الإدارة والقيادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق