مسلمو الصين بين التنكيل والانظمام لداعش.. 100 مليون مسلم تحت مقصة الشيوعية
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 160
استمرار لحملة الاضطهاد التي يشنها العالم على الإسلام والمسلمين ووصف الدين الحنيف بأنه إرهاب وأن معتنقيه يميلون للقتل؛ وكل تلك الادعاءات الباطلة؛ تشن السلطات الصينية حملة اضطهاد قوية ومنع معتنقي الدين من ممارسة شعائرهم وحتى رفضهم الصوم ومنع الرجال من إطلاق اللحى والنساء من اردتداء حجابها؛ فضلًا عن قتلهم وسجنهم بذريعة الإرهاب.
وهناك العديد من الأشياء التي لم يعرفها الكثير عن مسلمي الصين؛ فإليك عدد من تلك الحقائق:
- عددهم يتخطى 100 مليون نسمة
فمن المعروف أن الدين الإسلامي انتشر في آسيا عبر ممارسة التجارة للمسلمين هناك وقام العرب والفرس بإنشاء أحياء في مدن: قوانغتشو ويانغتشو وتشيوانتشو وهانغنشو وتشانغآن وكايفنغ ولويانغ، وحافظوا على ديانتهم وتزاوجوا مع الصينيين مع التزامهم بالقوانين الصينية.
وفي تقرير رسمي للسلطات االصينية أكد أن عدد المسلمين بها بـ30 مليون مسلم، لكن مصادر عدة تؤكد أن الرقم غير صحيح، ورغم أنه يصعب إيجاد إحصائية دقيقة للمسلمين تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد المسلمين قد يصل إلى 100 مليون نسمة، وفي تقرير أعدته قناة «BON news» الإنجليزية المتخصصة في شئون الصين، أكد أن تعداد المسلمين في الصين وحدها تجاوز 100 مليون نسمة، ليصل حوالي 130 مليون، وهو ما يعادل 10% من جملة سكانها، ليفوق تعداد مسلميها عدد المسلمين في السعودية والعراق وسوريا مجتمعين.
- أكثر من 99% من مسلمي الصين سُنة
وبحسب التقارير فإن أكثر 99.9% من المسلمين في الصين من المسلمين السنة، وينقسم المسلمون في الصين إلى قسمين؛ قسم يعيش في دولة الصين، فضلًا عن دولة إقليم تركستان الشرقية، وهي دولة إسلامية اغتصبتها الصين ولا تزال تحتلها حتى الآن.
وتدين عشر قوميات من 56 قومية بالإسلام في الصين، وهي: هوي والويغور والقازاق والقرغيز والأوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وبونان، ويوجد في الصين أكثر من 34 ألف مسجد وما يزيد عن 45 ألف إمام.
3- منذ 6 عقود من التنكيل لمسلمو "الأويغور"
ما يقرب 35 مليون مسلم من شعب "الأيغور" يُنكل بهم تحت زعم التطرف الديني منذ ما يقرب من 60 عاما – للاضطهاد والتمييز والقمع، ويعيش أكثر من 92% من المسلمين في إقليم تركستان الشرقية الذي تطلق السلطات الصينية عليه اسم (شينجيانج) في حالة من الاضطهاد العلني والحرمان من اختيار اعتناق الدين؛ إذ تتعمد الصين إذلال المسلمين هناك، كما يتم إجبار الأئمة على الرقص في الميادين العامة وسب الدين الإسلامي ووصفة بالإرهاب.
وفي عام 2014 أطلقت الحكومة الصينية حملة قمع بعد هجوم دامٍ في «أورومتشي» – كبرى مدن الإقليم -، وعلى إثر هذا الهجوم تم إعدام العشرات من المسلمين وسجن المئات دون محاكمات عادلة، وقال المدعي العام الصين في تقريره السنوي لعام 2014: أن سلطات الأمن الصينية اعتقلت أكثر من ألفا من مسلمي الأويغور خلال سنة واحدة فقط.
وتم تمديد العملية حتى آخر 2015، وانعكست في أعمال قمع صارمة تمثلت في عشرات عقوبات الإعدام وتوقيفات تلتها محاكمات سريعة، حتى وصلت إلى التدخل في الأمور العقائدية ومنعت المسلمين من الصيام في نهار رمضان وأجبرتهم على بيع المحرمات.
كما تعرض مسلمو "الأويغور" لأبشع مجزرتين في الصين، عام 1863م قتل منهم ما يفوق مليون شخص، ثم جاء النظام الشيوعي ليرتكب مذبحة مشابهة في عام 1949م، عندما قتل أيضا أكثر من مليون.
كما تم إلغاء استقلال إقليم "تركستان"، وجرى ضمه لجمهورية الصين، كما هجروا مسلمي تركستان وتوزيعهم على أقاليم مختلفة؛ من أجل تذويبهم، وهدمت السلطات الصينية مساجدهم ومدارسهم.
- منع فريضة الصيام
مع حلول شهر رمضان المبارك، وزعت السلطات الصينية إخطارات رسمية تحذر مسلمي الصين من الصوم.
وفي السياق ذاته قالت صحيفة "ذي إندبندنت": إن الصين قامت مجددًا بحظر الصيام في رمضان في أجزاء بمحافظة شينجيانغ، على الموظفين العموميين، والطلبة والأساتذة، محذرة المدارس والدوائر الحكومية مما وصفته باستغلال المدارس للدعاية الدينية.
ويتم ذلك من خلال إجبار الحكومة الصينية المسؤولين عن السلامة الغذائية المطاعم التي تقدم وجبات حلال على الطريقة الإسلامية على فتح أبوابها في النهار خلال ساعات الصيام، وتوجه تعليمات إلى المحلات والمطاعم التي يمتلكها المسلمون بمواصلة بيع السجائر والخمور خلال رمضان، أو مواجهة الإغلاق النهائي، وفي العام الماضي منع عدد من طلاب الجامعات في إقليم شينجيانغ من صيام شهر رمضان، حيث أجبر الطلاب على تناول الوجبات مع أساتذتهم للتأكد من أنهم مفطرون، ويواجه من يرفضون تناول الطعام منهم خطر عقاب السلطات لهم. وقد يحرم بعضهم من درجاتهم العلمية مما قد يؤثر على مستقبلهم الوظيفي، وفي مستشفى حكومي، أجبر العاملون المسلمون على توقيع إقرار مكتوب بالامتناع عن الصيام.، كجزء من عمل دعائي، وتنشر الصحف الرسمية في شينجيانغ منذ فترة مقالات تحذر من المخاطر الصحية للانقطاع عن الطعام والشراب.
- إجبار الأئمة على الرقص وسب الدين
وفي مايو الماضي، أجبرت السلطات المحلية في مقاطعة "شينج يانج" الصينية أئمة المساجد على الرقص في الشارع، وأجبر الأئمة الذين تجمعوا في منتزه "الحضارة" على الرقص والغناء ورفع شعارات دعم للدولة، وشعارات تمجيد تفوّق الدولة على الدين.
من جهته اعتبر نائب رئيس مجلس الأويغور العالمي "سيد تومتورك" أن إجبار أئمة الصين على الرقص إساءة للعالم الإسلامي مؤكدًا أن المسؤولين الصينيين قاموا بجمع كل أئمة المساجد في مدينة أورومتشي بتركستان الشرقية في ميدان عام ثم أجبروهم على الرقص وصاحوا في وجوههم قائلين: "إن الله لا يعطيكم رواتبكم الحكومة الصينية هي التي تعطيكم هذه الرواتب".
- المسلممون يبيعون الخمر
شهد مايو الماضي، قرارات للحكومة الصينية تجبر أصحاب المتاجر والمطاعم من المسلمين بمقاطعة شينجيانج، ببيع الكحول والسجائر وعرضها بأماكن ظاهرة بمتاجرهم في محاولة لإضعاف القيم الإسلامية بالمقاطعة.
وقال مسئول الحزب الشيوعي بقرية "أكتش" في جنوب المقاطعة "عادل سليمان" لـ"واشنطن بوست": إن المتاجر في المقاطعة توقفت عن بيع الخمور والسجائر خشية من الازدراء العام منذ عام 2012، وقد صاحب ذلك امتناع من قبل أهالي المقاطعة عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
فيما تعتبر الحكومة الصينية أن ذلك تطرفًا دينيًا من جهة عرقية الأويغور التي تقطن المقاطعة، لهذا قررت إجبار أصحاب المتاجر على بيع السجائر وخمسة أنواع من المشروبات الكحولية، محذرة المتاجر بالإغلاق في حالة عدم الخضوع للقرارات الجديدة في المقاطعة.
- منع إطلاق اللحى وارتداء الحجاب
اتخذت السلطات في عاصمة إقليم شينجيانغ؛ في ديسمبر الماضي؛ قرارا بمنع النقاب والبرقع في الأماكن العامة.
- النفط في اماكن المسلمين
تغطي تركستان الشرقية 80% من احتياجات الصين من النفط، ويقدر البعض مخزونها من النفط بأنه يضاهي المخزون النفطي للمملكة العربية السعودية، حيث اكتشفت فيه كميات احتياطية كبيرة من البترول، وتؤكد دراسة الباحثة فتحية يحيى الكمالي أن في تركستان الشرقية أكثر من 90% من مناجم اليورانيوم في الصين وهي من أجود أنواع اليورانيوم في العالم، وكذلك الفحم الذي يبلغ رصيده ستمائة مليون طن، ويمكن أن تكفي العالم ستين عامًا حسب ما يقوله علماء الجيولوجيا.
كما أن تركستان الشرقية تعتبر ممرًا بريًّا يصل الصين بحقول النفط والغاز في قرغيزستان وآسيا الوسطى، لذا تعد هذه الموارد أحد أسباب تركز هذه المآسي في مناطق محددة من أماكن التواجد الإسلامي في الصين، وفي المقابل نجد أن المستوى الاقتصادي للمسلمين ضعيف جدًا في تركستان الشرقية؛ فهم يعانون من البطالة والأمية بسبب سياسة التمييز التعليمية التي اتبعت ضدهم، وهم لا يستطيعون النهوض في المجال الاقتصادي.
- الحرب في سوريا أفضل من قمع الحكومة
فضل مسلمو "الأويغور" العيش تحت نار الحرب في سوريا، على العيش تحت قمع واضطهاد السلطات الصينية، في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ).
فهاجرت عشرات العائلات الصينية المسلمة إلى سوريا، مرجحين نار الحرب السورية على التضييق والتسلط، وكبت الحريات.
ومنع المسلمون من أداء شعائرهم الدينية بما يمارس ضدهم من قبل السلطات الصينية.
ويقاتل هؤلاء مع الجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية ضد نظام بشار الأسد.
- مؤخرًا الانضمام لـ"داعش" ومواجهة الصراع داخل التنظيم
كشفت عدة مصادر تصاعد عدد المتطوعين صينيين في تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة، وتؤكد تقاريرُ أمنية أن العناصر الصينية في داعش تشغل مواقع قيادية، خاصة في شمال شرق سوريا، حيث مراكز القيادة والسيطرة للتنظيم.
كما تم ترقيته إلى مراتب قيادية في فترة وجيزة نتيجة خبراتهم القتالية التي اكتسبوها في إقليم شينجيانج، فضلا عن تخصص بعضهم في نُظم الاتصال والمهام التكنولوجية الدقيقة، وقدرتهم على استخدام الأسلحة الثقيلة الخاصة بالجيوش النظامية.
فيما تقول بعض المصادر إن الصينيين داخل داعش أقل تشددًا من غيرهم ولا يؤمنون بالفكر المتشدد للتنظيم وبالمنهجية الدينية له، لكنهم انتسبوا إلى التنظيم للحصول على فرص عمل وامتيازات خاصة، وهو ما أدى إلى تأجيج الصراع بينهم وبين أعضاء تنظيم "داعش" القدامى.
فيما يخشى العديد من مسؤولي الصين سفر جماعات "الأويغور" المسلحة التي تتمتع بدعم المنظمات الجهادية، إلى الخارج للتدريب والقتال، وذلك لأنها ستعود وهي تمتلك المهارات التي تمكنها من تعزيز التمرد المحلي في الصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق