تفاصيل الاتصالات السرية بين علي جمعة و"غولن"
04/08/2016 11:45 م
يوسف المصريكشف رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز، لأول مرة، عن وجود علاقة بين مفتي العسكر علي جمعة وجماعة فتح الله غولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا في منتصف يوليو الماضي.
وقال غورماز، في حوار أجراه مع "هافينغتون بوست" عربي: إنه بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة، في 14 أغسطس 2013، اتصل مباشرة بعلي جمعة؛ لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون لوقف الدماء التي تسيل في الشوارع، بعد أن انقلب الجيش على الرئيس المصري محمد مرسي.
وأضاف غورماز أن علي جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى مدينة إسطنبول، إلا أن جمعة رفض ذلك، واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في العاصمة الأردنية عمّان؛ لمناقشة دور العلماء المسلمين في وقف المذابح التي تحدث في مصر، حسبما قال.
وقال رئيس الشؤون الدينية التركية، إنه عقب انتهاء المكالمة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل به الرجل الثاني في جماعة فتح الله غولن ويُدعى مصطفى أوزجان، الذي كان يقيم حينها في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين جمعة، مشيرا إلى وجود علاقة بين الرجلين.
وبحسب غورماز، فإن الرجل الثاني في جماعة غولن طلب منه أمرين: أولا الجلوس معا قبل زيارته إلى عمّان لمناقشة الأمر، والثاني أن يرافقه في السفر إلى العاصمة الأردنية، وعندما سأل غورماز مصطفى أوزجان كيف عرف بهذا المقابلة، قال له رجل غولن إن علي جمعة اتصل به وأبلغه بطبيعة زيارة الأردن وتفاصيلها.
وأضاف رجل الدين التركي أنه تقابل مع أوزجان في إسطنبول، حيث قال له إن موقف الحكومة التركية ووزارة الشؤون الدينية من الانقلاب في مصر موقف خطير، كما مدح أوزجان وزير الدفاع المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي، وقال إنه رجل مؤمن وصالح، وإن جماعة الخدمة تعرفه جيدا، كما أن فتح الله غولن أيضا يعرف السيسي وله صلة قوية به.
وأثار موقف علي جمعة من حادثة فض اعتصام رابعة العدوية جدلا كبيرا بعد انتشار مقطع فيديو للمفتي السابق وهو يحرّض على قتل المتظاهرين باعتبار أنهم "خوارج".
وأوضح غورماز أنه بعد لقائه رجل فتح الله غولن قبيل زيارته إلى الأردن ومعرفته بدعم علي جمعة للجيش المصري، وتأييده فضّ الاعتصامات بالقوة المفرطة، اتصل به وقال له إن "علاقتنا انتهت الآن، ومن ثم تم إلغاء المقابلة".
كيف أتته فكرة اللجوء إلى المساجد؟
وتحدث رئيس الشؤون الدينية التركية في الحوار ذاته عن الفكرة التي أتته في اللجوء إلى المساجد للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وكيف تفاعل الأتراك مع نداءات التكبيرات، فنزل إلى الشارع للدفاع عن الديمقراطية.
ولعبت المساجد التركية دورا كبيرا في حشد الآلاف من الشعب التركي للتصدي لعملية الانقلاب الفاشلة، وفيما يبدو أن رئيس الشؤون الدينية التركية كان وراء دعوة المساجد لإطلاق التكبيرات والنداءات في ليلة 15 تموز/يوليو الماضي.
وتعرضت تركيا لمحاولة انقلاب فاشلة قامت بها مجموعة من الجيش تابعة لجماعة فتح الله غولن، قبل أن ينزل الآلاف من الشعب التركي إلى الشوارع للتصدي للمحاولة؛ تلبية لنداء الرئيس رجب طيب أردوغان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق