الأحد، 28 أغسطس 2016

أستاذ علوم سياسية: أتوقع تحرك أجهزة الدولة ضد "السيسى" قبل وقوع الطامة الكبرى

أستاذ علوم سياسية: أتوقع تحرك أجهزة الدولة ضد "السيسى" قبل وقوع الطامة الكبرى   تقرير جمعة الشوال

ويؤكد: التحرك لن يكون فى صورة انقلاب جديد

 منذ 2 ساعة
 عدد القراءات: 1757
أستاذ علوم سياسية: أتوقع تحرك أجهزة الدولة ضد "السيسى" قبل وقوع الطامة الكبرى
قال الدكتور حازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه يتوقع تحرك بعض الأجهزة فى مصر ضد قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، ولكن ليس فى صورة انقلاب جديد كما يزعم البعض أو يروج له، بل من خلال ضغوط قد تصل لاثنائه عن الترشح مره آخرى فى انتخابات الرئاسة القادمة أو العمل على عرقلة مشرعه لإعادة الترشح أو ربما يتم استخدام أساليب وأدوات معينة لديهم (لم يحددها) حال عناده وإصراره على مواقفه.
ورأى "حسنى" حسب الحوار الذى أجراه معه موقع "عربي 21" أن تلك الأجهزة المصرية ستحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل البحث عن خروج آمن من الأزمة التى أكد أنها وصلت لمرحلة صعبة جدا، ويصعب لأي أحد أن يتحمل ثمنها مع السيسى، وبالتالى قد يحدث تدخل فى صورة ضغط وقرارات حاسمة تغير الكثير من المسارات الراهنة.
وأكد "حسنى"، وهو من المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وأحد مؤيدي30يونيو 2013، أن العامين القادمين سيحدث خلالهما الكثير من الأشياء، خاصة أن الوضع الاقتصادى متأزم للغاية، لافتا إلى أنه قد تحدث غضبة شعبية غير محسوبة وغير متوقعة حال عدم حدوث التدخل من بعض أجهزة الدولة.
وفيما يلى نص الحوار:
ما هي قراءتك لحوار السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية مؤخرا؟ وهل به جديد؟
ليس به أي جديد، فقد اتبع السيسي طرقه التقليدية في اللف والدوران في مناقشة القضايا، خاصة بعدما تآكلت شعبيته وانفض الشعب عنه، وهو يحاول أن يقنع نفسه والجميع أنه مازال يحتفظ بشعبيته، ويحاول ابتزاز المصريين بزعم أنه في حالة حرب، ويحاول أن يجد لنفسه مكانة المقاتل، وأنه يجب عليهم أن يقفوا خلفه.
ولذلك يطالب بعض رؤساء تحرير الصحف القومية المصريين بأن يساندوا السيسي مثلما وقف الشعب خلف جمال عبد الناصر وأنور السادات، في حين أن الوضع مختلف تماما عما كان عليه في السابق، ومثل هذا الحديث فقد أي قيمة ولا يتفاعل معه أحد.
كيف استقبلتم تصريح السيسي بأنه رهن إرادة الشعب وأنه سيخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى إذا أراد المصريون؟
هذه هي اللعبة نفسها التي قام بها سابقا، حينما قال إنه رهن إرادة الشعب منذ عامين، وأن المصريين هم من قاموا باستدعائه، وهو يحاول تكرار الأمر ذاته دون أي تجديد أو تغيير، لكن هذه اللعبة أصبحت "بايخة" وسخيفة، ولن تنطلي على الشعب مرة أخرى، وأعتقد أنه لن تكون لها نتيجة، إلا إذا كانوا ينتوون ترتيب مظاهرات مفتعلة تنظمها إدارة التوجيه المعنوي، للزعم بأن المصريين هم من قاموا ثانية باستدعائه، ونظل في دائرة الاستدعاء إلى ما لا نهاية.
المفكر السياسي مصطفى الفقي قال إن شعبية "السيسي" تتيح له الفوز بفترة رئاسية أخرى.. هل تتفق معه؟
لا أتفق معه، فهذا كلام خال من أي دلائل تشير إلى صدقه، فشعبية السيسي تآكلت بشكل كبير جدا، وكل ما هنالك أن المصريين في حالة حيرة لعدم ظهور وجه جديد أو بديل يمكن أن يطمئن له الشعب كي ينتخبه رئيسا للجمهورية، لكن لا يزال أمامنا متسع من الوقت، فلدينا ما يقرب من العامين، وقد يظهر لنا وجه جديد لمنافسة السيسي خلال الفترة المقبلة.
إلى أين وصلت شعبية السيسي وفق تقديرك؟
اعتقد أنها تراجعت إلى أقل بكثير من 50%، وهو ما جعله يخرج بحواره الثلاثي الأخير (مع 3 رؤساء تحرير صحف حكومية)، ولم يكن ليقدم على هذه الخطوة لولا أن شعبيته تآكلت تآكلا خطيرا، خاصة أن الشعب فقد الثقة فيه، وأصبح على يقين أنه لن يستطيع فعل أي شيء له.
لكن ماذا لو ترشح السيسي مرة أخرى؟
هذا يتوقف على طريقة إدارة العملية الانتخابية، هل سيتم التلاعب بها وتزويرها، كما حدث سابقا، أم ستكون نزيهة؟ لكني متأكد أنه لو خاض انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة سيخسر حتما تلك الانتخابات.
البعض قال إن تصريح السيسي بأن "شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولا يُرتب لعزله" موجه لشخصية عسكرية تتآمر عليه وتسعى لعزله.. إلى أي مدى هذا القول صحيح؟
أعتقد أنه كان ينفي عن نفسه تهمة الخيانة والتآمر ضد محمد مرسي، لكن هناك كلام يتناثر حول وجود حالة عدم رضا وتململ داخل الجيش، إلا أنني لا أعرف مدى صدق تلك الأقاويل، ولا أستطيع الجزم بها، لكن الشيء المؤكد أن سياساته لا تريح كثيرين، وبالتأكيد هناك عقلاء داخل الجيش، وبالتأكيد هم غير راضين عن أداء السيسي.
وكيف ترى قول السيسي بأن القوات المسلحة وفرت للدولة المصرية 10 مليارات جنيه في شراء المستلزمات الطبية؟
هذا كلام فارغ، حتى لو حدث ذلك بالفعل، فقد كان يمكن للإدارة المدنية مثل وزارة الصحة أو غيرها توفير تلك الأموال، فقد قام الجيش بشراء المستلزمات الطبية بسعر المصنع فحصل على عروض مناسبة ليس إلا، فهذه ليست فكرة عبقرية، والجيش تصدى لها كنوع من البزنس، إذا كان هذا صحيحا من الأساس وليس مجرد كلام.
وماذا عن قوله بأن المعركة مع من يصفهم بـ"أهل الشر" في فصلها الأخير؟
هذا كلام قيل سابقا أكثر من مرة، ومصطلح "أهل الشر" مطاط ويأخذ العاطل بالباطل، وقد يشير إلى أن السيسي يريد تكرار ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981، عندما قام بحملات اعتقال واسعة لشخصيات معارضة، فقد يكون هذا ما يدبر له السيسي، وربنا يستر.
أما إذا كان يقصد به المعركة ضد الإرهاب، فهذا كلام يقال منذ ثلاث سنوات ولم نجد له صدى، ورغم أنه حدث انحسار للعمليات الإرهابية نسبيا، لكنها مازالت موجودة، وستظل مستمرة، فالضباط والجنود يسقطون كل يوم تقريبا، وبالتالي فالزعم بأنها ستنتهي قريبا وفي طورها الأخير ليس له أي معنى.
قرار السيسي بالعفو عن 300 شاب.. هل سيتم تنفيذه بالفعل؟
سبق وأطلق مثل هذه الوعود ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع، ثم من هم هؤلاء الذين سيقوم بالإفراج عنهم؟ فلم يذكر أسماء بعينها، لكي يمكن الحكم على هذه الخطوة، التي قد تكون - إذا ما حدثت- محاولة لكسب الرأي العام الدولي أو المحلي.
السيسي أكد أنه لم يتم التشاور مع أي طرف قبيل انقلاب 3 يوليو.. هل هذا صحيح؟
قد يكون ذلك صحيحا إلى حد كبير، لكني متأكد أنه تشاور مع بعض الدول الخليجية لدعم حكمه، ولم يكن يقدم على ما فعل إلا بعد أن حصل على وعود من السعودية والإمارات تحديدا لدعمه ماديا، وهذا الكلام تحدث عنه الفريق أحمد شفيق، والسيسي يحاول الظهور بأنه مستقل في قراراته، رغم أننا متأكدون أنه باع إرادته تماما للسعودية وغيرها.
كيف تنظرون لحديثه بأن علاقة مصر بدول الخليج ثابتة وقوية ولا تختزل بحجم الدعم المقدم؟
هذا مجرد كلام مرسل، والحقيقة أن السيسي رهن نفسه والسياسة المصرية للدول الخليجية، ولولا الدعم الخليجي له لسقط منذ فترة طويلة، وهو يحاول أن يرسل رسالة للسعودية والإمارات مفادها أنهم "حبايب" وأن بينهم علاقات قوية حتى لو لم يرسلوا له شيئا، ولمحاولة إزالة الأثر السيء الخاص بحديثه عن "الرز الخليجي" كي تستمر علاقاتهم الطيبة، وبالتالي يحصل على بعض الدعم والذي لن يكون بالقدر نفسه من السخاء السابق.
هل هذا الحوار يشبه حوارات الرئيس المخلوع حسني مبارك إبان فترة حكمه؟
مبارك كان أقل وطأة في حواراته، رغم أن حوار السيسي كان به ملامح من حوارات "مبارك".
 السيسي تمادى بشكل غريب في أحاديثه وتصريحاته، وفي الحقيقة مبارك كان أكثر كياسة وذكاء منه، خاصة أن مبارك لم يدخل مصر في المتاهات التي أدخلها فيها السيسي، وقد كان صريحا وواضح المعالم نسبيا، إنما هي الوعود الفارغة نفسها والحديث عن الإنجازات غير الموجودة.    
توقيت نشر حوار السيسي.. هل له مدلول؟
بالتأكيد، فهناك تقارير تتحدث عن تقلص شعبيته، وهو يحاول إقناع الناس والبسطاء بأنه مازال يحتفظ بشعبيته، ثم يقوم مجددا بإطلاق وعود جديدة خلال الفترة المقبلة، مثلما وعدنا في السابق أنه خلال أول عامين في حكمه ستتحسن معيشة المصريين، وهو ما لم يحدث بالطبع، وبالتالي فحواره جاء ردا على تقارير مجلة "الإيكونوميست" ووكالة أنباء "بلومبرغ" وغيرهم، فهو يحاول الإمساك بخيوط اللعبة في يديه، حتى لا تخرج الأوضاع بعيدا عن سيطرته.
كيف تقيم ردود الفعل تجاه حوار السيسي؟
كانت ردود فعل سافرة جدا، حتى أن كتاب الأعمدة بالصحف الذين كانوا يدافعون عنه تشعر من خلال ثنايا مقالاتهم أنه لم يقدم لهم شيئا جديدا، وأصيبوا بخيبة أمل، ولا أحد يعرف ما الذي كان يريد قوله أو الوصول له، خاصة أن ما كان يقوم به هو مناورات مثل استدعاء الشعب له، وهذا حديث سخيف فقد معناه. وأعتقد أن الشعب المصري في الشارع غير مهتم على الإطلاق ولم يقرأ هذا الحوار، أو سمع به، لكنه غير عابئ به، وأرى أن رد الفعل أقل بكثير مما كان يتوقع السيسي حدوثه.
في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وانسداد الأفق السياسي .. إلى أين تتجه مصر مستقبلا؟
لا أحد يعلم تحديدا ما الذي سيحدث مستقبلا، إلا أن هناك حراكا سياسيا موجودا حتى لو كان ضعيفا، والأزمة الاقتصادية لن يستطيع أحد إخفاءها للأبد، وستحدث غضبة شعبية غير محسوبة وغير متوقعة، أو يحدث التغيير من داخل الدولة نفسها، وتتحرك أجهزة بعينها - ليس في صورة انقلاب- للضغط على السيسي لإيقاف تلك الممارسات ولمحاولة إيجاد حلول.  
وأعتقد أن العامين القادمين سيحدث خلالهما الكثير من الأشياء، وإن لم تكن واضحة بشكل جلي حاليا، لكني أرى أن الوضع الاقتصادي متأزم للغاية، بينما السيسي لا يريد تغيير سياساته ويتصور أن الشعب سيؤيده إلى ما لا نهاية، وهذا غير صحيح بالمرة، وبالتالي فهو يسير في طريق اللاعودة.
وهل أنت أقرب لسيناريو الغضبة الشعبية غير المحسوبة أم تحرك أجهزة بالدولة ضد السيسي؟   
أنا أرجح تحرك بعض الأجهزة النافذة في الدولة، وتبدأ بقراءة حقيقة المشهد وتخشى على نفسها – بغض النظر عن خوفها على الوطن بل على نفسها- وبالتالي ستحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه والبحث عن خروج آمن من الأزمة التي وصلت لمرحلة صعبة جدا، ويصعب لأي أحد أن يتحمل ثمنها مع السيسي، وبالتالي قد يحدث تدخل في صورة ضغط وقرارات حاسمة تغير الكثير من المسارات.
هل سيصل هذا الضغط المتوقع لدرجة إثناء السيسي عن الترشح لفترة رئاسية ثانية؟
ربما تصل لإثنائه عن الترشح مرة أخرى، أو العمل على عرقلة مشروعه لإعادة الترشح، أو ربما يتم استخدام أساليب وأدوات معينة لديهم. ورغم أنه يصعب التنبؤ تحديدا بطبيعة التدخل، إلا أنه وارد بشدة حدوث ذلك ليس في الوقت المناسب، لأن الوقت المناسب قد مضى، ولكن قبل وقوع الطامة الكبرى.
وهل سيستجيب السيسي لتلك الضغوط برأيك؟  
هذا يتوقف على طبيعة الضغوط المرتقبة، ومن المتوقع أنه لن يستسلم بسهولة، ومن المؤكد أنه سيراوغ كثيرا، وبالتالي فهذا يتوقف على مدى ذكاء هذه الأجهزة الرافضة للمسارات الراهنة ومدى قدرتها على اللعب بأوراق تجعله يرضخ لقراراتها، خاصة لو وجدوا له طريقة للخروج الآمن.
أما إذا عاند كثيرا ورفض الرضوخ، ففي السياسة والتاريخ إذا ما استعصت الأمور تكون هناك أساليب وأدوات أخرى، والتاريخ مليء بأحداث ووقائع كثيرة حينما يفشل الحاكم ويعاند لدرجة كبيرة.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...