"شيرين بخيت".. اعتقال فجرًا بطعم الإهانه والذل وسط صرخة أطفالها الأربعة
متابعة: إسراء العزب
منذ 5 ساعة
عدد القراءات: 1533
لم يعد غريبًا في مصر ، أن ترى الفتيات وهن بأثواب السجن البيضاء داخل سيارات الترحيلات الحديدية شديدة الحراسة، كما لم يعد غريبًا ايضًا علي دولة العسكر ، أن تعتقل النساء والفتيات اعتقالًا عشوائيًا سواء من الشوارع أو الجامعات.
ولكن الذي أصبح غريبًا فعلًا ، هو تعدي العسكر لكافة الخطوط الحمراء في التعامل مع النساء، وتخطيهم لحدود الأعراف والآداب والأخلاق العامة التى يتحلى بها المصريون،وتصعيدهم بحق ملف المرأه بشكل عام ، حيث أصبحوا يقدمون علي بيت المرأه المصرية التي تعيش وحدها مع أبنائها، دون أدني مراعاة للإنسانية وهذا ما فعلته داخلية الإنقلاب مؤخرًا بمحافظة المنوفية.
وللأسف الشديد ، فإن جمعيات حقوق المرأة لا ترى أي غضاضة في الانتهاكات اللفظية والبدنية التي تتعرض لها النساء والفتيات داخل منازلهن أثناء الحملات الأمنية التي تداهم منازلهن لغرض الاعتقالات وغيرها، أو حرمان مئات الطالبات من استكمال دراستهن جراء فصلهن أو مطاردتهن السياسية بسبب الرأي التي تحول بينهن وبين الدخول للجامعة، وكذلك اقتحام مبانٍ جامعية للطالبات عشرات المرات واعتقالهن من داخل كلياتهن، فكل ذلك ليس من الأهمية كي يناقشن في أروقتهن الفاخرة أهمية دعوات خلع الحجاب.
اقتحام منزل "شيرين بخيت"
في اطار الانتهاكات المستمرة لقوات شرطة الانقلاب و الاعتداءات المتواصلة على حرمات المنازل ، تلك الجريمة النكراء التي ارتكبتها الداخلية والخاصة بإعتقال الزميلة الصحفية "شيرين سعيد بخيت" البالغة من العمر 33عامًا ، من منزلها بمدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية ، فجر الأربعاء الماضي 19 أكتوبر 2016 ،وتم اخفاؤها قسريًا، فلم تكتفي الداخلية بقتل واعتقال الشباب والشيوخ والأطفال، بل قامت باختطاف "شيرين" من منزلها ، بعد اقتحامه فجرًا ، في مشهد مروع ، أمام أطفالها الأربعة.
لقد أكدت قوات الانقلاب بهذه الفعلة، أنها فقدت كل معانى العقل والإنسانية حين أقدموا على انتهاك حرمة بيت امرأة مصرية تعيش وحدها مع أبنائها الأربعة الصغار، فزوجها يعمل خارج مصر منذ شهور ، بل وحطموا كل محتويات المنزل ، وعاثوا به فسادًا وخرابًا وروعت الأطفال وأفزعتهم ، في تصرف أهوج ، كما هو الحال مع كل من يتم اقتحام منزله فى اعتداء صارخ للحقوق والحريات ، بل واقتادوها إلى مكان غير معلوم ، قبل أن تظهر لاحقًا بقسم شرطة شبين الكوم.
تم عرضها علي نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس عصر الخميس 20 أكتوبر 2016 ، وتم حبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيق ، ثم تم عرضها ثانية علي نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس يوم الأحد الماضي 23 أكتوبر 2016 وتم التجديد لها 15 يومًا علي ذمة التحقيق في القضية رقم 761 لسنة 2016 حصر أمن دولة عليا ، لتعود إلي مكان احتجازها بمركز شببين الكوم بمحافظة المنوفيه ، حيث لفقت لها نيابة الانقلاب التهم المعتادة ومنها ،الإنضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون ، والدعوى لمظاهرات 11 /11..
أين حقوق المرأة ؟!
كل هذا ومازالت لجان حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل والمؤسسات الإعلامية لا تحرك ساكنًا ولا نسمع لها صوتًا ، فمتى سنمسع صوتهم؟، أليست هذه جرائم شنعاء فى حق المرأة والطفل.
ويبدو أن جمعيات حقوق المرأة والتي صدعت الرؤوس بشعارات فارغة لا تمت للواقع بشيء، لم يكفيها اعتقال ما يزيد عن 3000 سيدة وفتاة منذ انقلاب الثالث من يوليو، أو قتل نحو 90 امرأة برصاص رجال الشرطة والجيش ، أو إحالة 20 سيدة للمحاكمات العسكرية، أو حكم المؤبد بحق سيدتين، والإعدام بحق أخرى، أو صدور أحكام بمئات السنين تقضيها الفتيات والنساء في السجون، أو استمرار حبس ما يزيد عن 50 فتاة، تجاوز بعضهن العام في الحبس، لتطالب بحقوقهن التي طالما رددوها في شعارات مفرغة من الواقعية أو ربما هذا الأمر يتطلب مجهودًا أكثر من إقامة الندوات والمؤتمرات والحفلات حيث التقاط الصور وإلقاء التصريحات الصحفية والعزف على نغمة حقوق المرأة التي أصبحت سلعة مملة.
فتلك الجمعيات لم تلتفت لتنادي بحق الفتيات المعتقلات في الحياة، والتي لم تر ناشطات مجال حقوق المرأة أن الانقلاب قد لفق لهن تهمًا بالتأكيد لا تستطيع فعلها إلا المرأة الخارقة، كما أن سيدات المجتمع لم يبالين بما يتعرضن له من التعذيب في معسكرات الأمن ، والإهانات اللفظية والجسدية، والتعليق على الحائط، والصعق بالكهرباء.
وأخيرا ليعلم الانقلابيون أن جرائمهم لن تمر دون حساب ، فذاكرة الثورة لا تنسي، ولحظة العدالة باتت قريبة، والأيام دول ولابد للعدالة الناجزة أن تتحقق، فاسمعوا لصوت العقل وأطلقوا سراح أم ، كسرتم قلوب أبنائها ، وكشفتم عورة مصر كلها حين انتهكتم حرمة بيتها فجرًا.
الحرية لـ"شيرين بخيت"
من جانبها ، قالت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان ، في بيان لها ، إنها تحمل الجهات الأمنية مسئولية سلامة الصحفية "شيرين سعيد بخيت"، مطالبة بسرعة الإعلان عن مكان احتجازها والتهم الموجهة إليها من قبل الأمن الوطني، مطالبة الجهات المعنية بالقيام بدورها حفاظًا على حياة المواطنة من تعرضها للموت في ظل عدم اعتراف الأجهزة الأمنية باحتجازها وعدم عرضها على النيابة المختصة.
هذا ، وقد تظاهر رافضو الانقلاب في مراكز بركة السبع ومنوف تنديدًا باعتقال "شيرين" ، ورفع المشاركون لافتات مكتوبًا عليها: "الحرية للمعتقلين.. الحرية لكل سجين"، "أوقفوا القتل البطيء للمعتقلين"، "الحرية لشيرين بخيت" ، مرددين هتافات "سيسي يا خاربها ارحل يلا وسيبها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق