المودعون يسحبون مدخراتهم من البنوك وسط مخاوف من حكومة العسكر
منذ 5 ساعة
عدد القراءات: 2490
أكد عدد ليس بقليل من المتعاملين مع البنوك الحكومية، بجانب عدد من مسئولى نفس البنوك، عن قيام عدد من المودعين المصريين، في الآونة الأخيرة، بسحب مدخراتهم وودائعهم بالجنيه المصري، سواء على هيئة ودائع، أو دفاتر توفير، بعد التراجع الشديد في قيمة الجنيه، وبالتالي تراجع قيمة مدخراتهم، وعدم موازاة الفوائد السنوية والشهرية التي يحصلون عليها مع معدل التضخم المتضاعف بوتيرة أعلى.
وتشير الأرقام إلى أن حجم ودائع المصريين في البنوك يبلغ تريليونين و116 مليار جنيه.
وأبدى محللون اقتصاديون مصريون مخاوفهم من استمرار تعرض مدخرات المودعين في البنوك المصرية للتآكل، بسبب الارتفاع المتواصل في معدلات التضخم، واستمرار البنك المركزي المصري، في تخفيض أسعار الفائدة.
تقارير جديدة من الكويت
وفي تجديد للمخاوف، نقلت تقارير إعلامية محلية، عن مصادر اقتصادية مطلعة، بحسب صحيفة "الراي"، الكويتية، أن بعض عملاء البنوك المصريين بدأوا بالاستفسار من شركات الصرافة في الكويت، حول إمكان القيام بسحب مدخراتهم المودعة في حساباتهم بالبنوك (المصرية)، وإعادة تحويلها بالقيمة نفسها إلى الكويت.
وأضافت المصادر، بحسب "الرأي"، أن بعض شركات الصرافة المحلية (في الكويت) تلقت في الآونة الأخيرة العديد من الاستفسارات من قبل المصريين المقيمين بخصوص رغبتهم في تحويل أرصدتهم المودعة في البنوك المصرية إلى الكويت، مستفسرين عن مدى قانونية هذا الإجراء، وكلفته من ناحية تبيان شريحة رسوم التحويل المقررة في مثل هذه الحالات.
الجنيه ينخفض 30%
ويأتي هذا التفكير، في وقت حذر فيه نائب رئيس مجلس إدارة شركة بنتون المالية، ماجد شوقي، في حواره ببرنامج "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، من أن تعويم العملة في مصر يعني تخفيض قيمة الجنيه، متوقعا أن ينخفض بنسبة 30%.
إسماعيل: بعثات لمصريي الخارج لإعادة مدخراتهم
لكن تراجع مدخرات المصريين بالبنوك المصرية، جعل نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، يكشف أن رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، تحدث عن إرسال بعثات مع وفد البنك المركزي للقاء المصريين في الخارج؛ لحثهم على عودة مدخراتهم للبنوك المصرية بسعر عادل.
وأوضح مكرم، في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق"، أن رئيس الوزراء، تناول مشكلة تعويم الجنيه، فقال: "لا ينبغي أن يكون هناك سعران للدولار أحدهما للسوق الحرة والآخر للسوق الرسمية، وأنه ينبغى توحيد سعر الدولار".
وأضاف إسماعيل أن "الحكومة ستبدأ فورا من تطبيق سعر جديد يقارب سعر السوق للدولار، آملا في أن يهبط سعره ليصل للسعر العادل للجنيه المصري، لكن تواجهنا مشكلات كبيرة تتعلق بعمليات المضاربة الشديدة على الدولار التى تجري في السوق المصرية والعربية"، على حد قوله.
وشكا رئيس الحكومة ـ حسب مكرم ـ من أن الدولار لم يعد يدخل للبنوك المصرية، وإنما يأتي فقط عبر السوق السوداء، لكنه أكد أن الحكومة سوف تصحح سعر العملة، وبرغم ذلك تخشى من أن يستمر هذا الحال.
اتحاد مصريي الخارج: غياب الثقة وراء تخوفنا
وردا على تصريحات إسماعيل، قال "الاتحاد الدولي لأبناء مصر في الخارج"، إن مدخرات المصريين بالخارج لا تأتي فقط بإرسال البعثات، فقد سبق إرسال بعثات، ولم تأت بنتائج طيبة، ولم تحقق الهدف منها.
وقال رئيس الاتحاد، محمد الجمل: إن "هناك أزمة ثقة وتخوف على هذه المدخرات، فالسياسة النقدية في مصر متخبطة، وما يقوله المسؤولون عن حرية التحويل من مصر للخارج بالدولار أو اليورو، لا يتوافق أحيانا مع ما نلمسه على أرض الواقع، فإذا نجحنا في صنع حالة من الثقة.. من الممكن أن تحل الأزمة، وبعدها من الممكن إقناع المصريين بالخارج بتحويل مدخراتهم"، وفق وصفه.
إرعاب واستقطاب وحث للمودعين
ويقول مراقبون إن مما أجج مخاوف المصريين في الخارج، ما صرح به الإعلامي الموالي للسلطات، عمرو أديب، من اقتراحه بتطبيق التجربة القبرصية واليونانية في اقتطاع جزء من مدخرات وودائع المواطنين بلغت نسبة 70% لحل الأزمة المالية التي مرَّ بها البلدان.
وقال: " أنا هقول جملة، وأرجو الناس تاخد بالها منها، ومحدش يترعب.. قبرص قامت في يوم الصبح،
وقالت: اللي له مدخرات مش هياخد منها غير 30% بس.. هو إحنا أحسن من دول يعني؟"، وفق تساؤله.
وغير بعيد، حاول قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، استقطاب ودائع المصريين في البنوك، من خلال صندوقه الذي أطلق عليه اسم "تحيا مصر"، من خلال إطلاق شهادات ادخارية بالاتفاق مع البنوك، بعد رصد أموال المواطنين التي زادت على تريليوني جنيه، دون أن يستجيب المصريون له.
وفي السياق نفسه، أطلقت صحيفة "اليوم السابع"، مبادرة "حط فلوسك في البنوك"، بهدف النهوض بالجهاز المصرفي، وحماية مدخرات المواطنين من النصب، حسبما قالت، دون أن تنجح المبادرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق