شاهد.. 4 رسائل وراء تفقد طنطاوي لميدان التحرير فى "11ـ11"
12/11/2016 04:38 م
جاءت زيارة المشير محمد حسين طنطاوي- وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس العسكري الذي أدار مصر سنة نصف السنة، امتدت منذ تنحي مبارك في 11 فبراير 2011م مع ثورة يناير حتى 30 يونيو 2012 م- إلى ميدان التحرير، أمس الجمعة 11/11، تزامنا مع ثورة الغلابة التي دعت إليها قوى ثورية لتثير كثيرا من الجدل والقراءات والتحليلات المتباينة بين فريق دعم الشرعية وثورة يناير، وفريق دعم العسكر والانقلاب على الديمقراطية.
وفاجأ طنطاوي الجميع بزيارة خاطفة إلى ميدان التحرير، عصر أمس الجمعة، وسط حراسته المشددة، حيث تجمع حوله عدد من مؤيدي الانقلاب ولوح لهم بيده، ثم نزل من سيارته لبضع دقائق، ثم انصرف سريعا بعد أن أدلى بتصريحات مقتضبة فهمها كل فريق بحسب قراءته وتحليله للمشهد المتوتر والضبابي الذي تعاني منه البلاد، خصوصا مع تزايد معدلات الغضب جراء الإجراءات الاقتصادية القاسية والمؤلمة التي سحقت الفقراء وقطاعا من الطبقة المتوسطة وجعلتهم في معاناة كبيرة.
4 رسائل
بحسب أنصار الشرعية والمسار الديمقراطي الذي جاء بعد ثورة يناير، فإن زيارة طنطاوي بعثت بـ4 رسائل واضحة، الأولى أنه يقدم نفسه للقوى الإقليمية بديلا للسيسي حال رأت أنه لا بد من تغييره، خصوصا مع فشله الكبير في كل الملفات.
يعزز من هذه القراءة أن طنطاوي كان قد حرص، مساء الخميس، على حضور حفل المطرب هانى شاكر بدار الأوبرا المصرية، ليلة 11 /11، ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، وتفاعل مع شاكر، والتقط مع الجمهور صورا تذكارية، ليستيقظ فى اليوم الثاني ويتجه لميدان التحرير، عقر دار الثورة في مصر.
أما الرسالة الثانية فهي عن سامي عنان، حيث أجاب ردا على سؤال لأحد الأشخاص عن رئيس أركان الجيش الأسبق سامي عنان، فقال: "إن سامي عنان في بيته بقى.. كبر"، أي تقدم في السن، مردفا "متخافوش.. ربنا مش هيسيبكم".
بينما هتف مؤيدو السيسي قائلين: "شرطة وجيش وشعب إيد واحدة"، و"تحيا مصر"، و"يسقط الخونة".
والرسالة الثالثة هي العمل على استمالة الإخوان برفضه إعدام قيادات وعناصر الجماعة، حيث رد على مطالبة أحد أنصار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بإعدام "الإخوان": "إن شاء الله (...) لا نعدم ولا نعمل"، مشيدا بقول شخص آخر إن المصريين جميعا شعب واحد، مضيفا: "لو كنا عدمنا...." دون أن يكمل جملته بسبب تزاحم بعض الأشخاص حوله.
أما الرسالة الرابعة فهي أن طنطاوي يؤكد أن حكم مصر حصري على قيادات العسكر، فلا يرث حكم مصر خلفا لعسكري إلا مثله، ولا يمكن لمدني أن يكون رئيسا، وإذا حدث فمرسي عبرة.
ترتيبات لما بعد السيسي
القيادي بحزب الحرية والعدالة أحمد رامي، يرى أن ما «يمكن وصفها بترتيبات لمرحلة ما بعد السيسي قد بدأت، لذلك تحرك طنطاوي ليعلن فيتو على سامي عنان، الذي يطرح البعض اسمه كلاعب خلال الفترة المقبلة«.
وأضاف- في تصريحات صحفية- أن «طنطاوي يعطي إشارات للجميع في الخليج والغرب أنه موجود، وأنه رجل المؤسسة العسكرية إن أردتم أحدا منها- كما يعلنون- مع إبداء الإشارة لإمكانية تغيير السياسة ضد جماعة الإخوان».
ونوه إلى أن وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهي الوكالة الرسمية الناطقة باسم الدولة المصرية، نشرت الفيديو بعنوان الجماهير تحتفل بالمشير طنطاوي في ميدان التحرير، وهو ما اعتبره بمثابة رسالة حرص من رتبوا لهذا المشهد على إيصالها للجميع، مشدّدا على أنه من المبكر توقع مسار الأحداث مستقبلا.
وتابع "رامي": "هذا الظهور أشبه بظهور السيسي في حفل فني قال فيه كلمة بين الفنانين قبل 30 يونيو 2013، ومجرد ظهور أي قائد عسكري في المشهد خلاف رأس السلطة له دلالات، إذ أن الانقلاب بدأ التمهيد له إعلاميا بأخبار عادية تنشر له بجوار- وأحيانا تسبق- أخبار الرئيس محمد مرسي".
دعم للسيسي
أما فريق الانقلاب فيرى معظم محلليه أن زيارة طنطاوي إنما هي رسالة من السيسي شخصيا، إلى المصريين والعالم الخارجي، يوم خروج تظاهرات ضده، تحمل شعار "ثورة الغلابة".
وقالوا: إن السيسي يريد أن يقول إنه ليس وحده في المعركة ضد رافضي حكمه من ملايين المصريين، وإنما معه الرمز الأكبر للعسكر في مصر وهو طنطاوي، الذي يحرص السيسي على ظهوره معه في معظم الاحتفالات، ويتخذه مستشارا أمنيا له، مردفين أن ظهور طنطاوي هو من باب استعراض القوة أمام الشعب ودعم السيسي، وأن المؤسسة العسكرية على قلب رجل واحد خلف مندوبها في مؤسسة الرئاسة.
أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة يقول: إنه من المعروف أن المشير طنطاوي اختار السيسي مديرا لمكتبه في مرحلة من المراحل، مشيرا إلى أنه يرد الجميل اليوم في استعراض للقوى أمام المعارضة للتلويح بالتماسك والثبات.
وتابع "ظهوره يعطي إيحاء للناس بصمود الجيش أمام محاولات اختراقه، فهو من باب الدعاية السياسية للسلطة في مواجهة ما كان يروجه البعض قديما من أن هناك محاولات لشق الصف داخل الجيش بين أنصار طنطاوي والسيسي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق