السيسي لـ"عباس": تنازل لدحلان أو الحق بعرفات
12/11/2016 11:15 ص
كتب- سيد توكل:
مستغلاًّ ما تمر به المنطقة من كوارث وما يعانيه المصريون من مصائب، أرسل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وفدًا لرام الله قبل أيام، تكوّن من الأمين العام الحالي للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ، وسابقيه في المنصب نبيل العربي وعمرو موسى، كانت الرسالة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "إما أن تتنازل لدحلان.. أو تقابل عرفات في الآخرة"!.
وهو ما جعل "عباس" يعود بالذاكرة إلى عام 2012 ويتذكر صعود الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ووفق حسابات عباس الخاطئة ظن أن هذا الصعود سيقوي شوكة حركة “حماس”، لذا سارع عباس لمباركة انقلاب السيسي في مصر، لكنه لم يفرح كثيرًا، إذ سرعان ما ظهر في المشهد دحلان الخصم اللدود له، وتقرب أكثر منه للسيسي.
دحلان بديلًا لعباس
مع توالي الأيام بدأ يعمل السيسي بوضوح لجعل دحلان بديلًا لعباس، وهذا ما أيقنه عباس نفسه، حتى إنه كشف لمقربين منه أكثر من مرّة أنه يشعر “بأنّ محاولات الدفع بدحلان إلى الواجهة صارت أمرًا واضحًا وخصوصًا من السيسي، لكنّ عباس يخشى الصدام بالسيسي المدعوم من السعودية والإمارات، اللتين تدعمان ميزانية السلطة الفلسطينية بالمال سنويًّا وتسدان أيّ عجزٍ في موازنتها.
وصل أبو الغيط وموسى والعربي إلى رام الله بحجة المشاركة في افتتاح متحف ياسر عرفات، بينما كان هدفهم الضغط على عباس للتجاوب مع عرض "السيسي" لترتيب أمر خلافته الآن.
كان تهديد كل من أبو الغيط وموسى والعربي لـ"عباس" واضحًا، وبشكل حذر قالا له إنه قد يفقد الشرعية العربية في حال رفض التجاوب مع مطالب عسكر مصر.
وذكّر الثلاثة عباس بأن وجوده في السلطة مخالف للقانون؛ حيث إنه في عام 2009 عندما أعلنت حركة حماس أنه فقد شرعيته بعدما أنهى فترة رئاسته، قامت الجامعة العربية بالتأكيد على أنه لا يزال بنظرها رئيس السلطة الفلسطينية المعترف به، وحذروه من إمكانية خسارة "اللعبة" في حال أصر على عناده.
دحلان قاتل
وأمر وفد "السيسي" عباس بالمباشرة فورًا في إحداث مصالحة فتحاوية شاملة من أجل التمهيد لترتيب البيت الفلسطيني، والسماح بعودة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان إلى صفوفها، وإعادة دمجه في الأطر القيادية للحركة.
ولم يرفض عباس، بل استغل الاحتفال بذكرى وفاة ياسر عرفات، وقام بالتلميح إلى مسؤولية دحلان عن اغتياله، من خلال القول إنه يعرف من قتل عرفات، وإنه سيتم تقديم التفاصيل قريبًا، وذلك في محاولة واضحة للقضاء على أي فرصة لعودة دحلان إلى الحركة.
وبزيارة وفد السيسي لـ"عباس" تتضح العلاقة القوية التي تربط بين السيسي والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، حتى أضحى دحلان يحظى بعلاقة قوية بالسيسي، وبات زائرًا شبه مقيم في القاهرة.
وبعد انقلاب الجيش في 3 يوليو ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، أعلن دحلان أن السيسي “هبة من الله لإنقاذ الشعب المصري ومصر وإنقاذ فلسطين وأهلها”، وأن “مصر الآن تنهض في زمن عبد الفتاح السيسي”!!!.
وجاءت هذه العلاقة على حساب عباس؛ حيث أيقن عباس أن السيسي يعمل بجد من أجل الدفع بدحلان إلى الأمام سواء على المستوى الفلسطيني أو حتى العربي، بل تسبب تفضيل السيسي لدحلان على عباس في “إقالة” رئيس المخابرات، اللواء محمد فريد التهامي الذي كان يرى ضرورة في تطوير العلاقة مع عباس وليس دحلان.
ويومًا بعد آخر تتكشف علاقة دحلان المحال ملفه إلى محكمة جرائم الفساد، بالسيسي، الذي كلفه في وقت سابق بأن يكون نائبًا عن مصر في مفاوضات “سد النهضة”، وجعله همزة الوصل بين الانقلاب في مصر والانقلاب في ليبيا، وفقا لما نشرته صحيفة نيوزويك الأمريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق