وائل قنديل يتحدث عن أسباب ذهاب المشير "طنطاوى" لميدان التحرير
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 563
علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على ذهاب المشير العجوز، حسين طنطاوي، المرشد الأعلى لسلطة انقلاب عبدالفتاح السيسي، إلى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، منتشياً، محتفلاً بالانتصار على ما عرفت بثورة الغلابة، ليعبر عن إصابته بعقدةٍ مزمنةٍ من ميدان التحرير عدو مبارك، الذي أنعم عليه بمنصب وزير الدفاع، لمدة 21 عامًا متصلة (1991-2012).
وقال قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- إن ميدان التحرير هو الذي أسقط المشير العجوز من أعلى السلطة، وهو الميدان الذي شهد آخر حروبٍ عسكرية دولة مبارك، لانتزاع "صينية الميدان" من أيدي ثوار الخامس والعشرين من يناير، ونشر قواته لمنع أي متظاهرٍ من وضع قدمه على الأرض المحرّرة وهو الميدان هو الذي أجبر طنطاوي على تسليم السلطة التي سقطت في حجره بعد 11 فبراير 2011 للمدنيين، بعد المذابح التي ارتكبتها قواته الأمنية بحق الثوار في أحداث شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء.
وأكد أن ذهاب المشير كان لأداء رقصة الشماتة والتشفي في دعوات "ثورة الغلابة" ليهتف "ها قد عدنا يا ميدان التحرير" الذي يجسّد له أسطورة أرض الميعاد، والحق الإلهي للعسكريين في السلطة، موضحا أن هذا التشفي مفهوم ومبرّر من صقور الدولة العسكرية، لكنه غير مفهوم، بالمرّة، من قوى ثورية، أحيلت إلى مقاعد المتفرّجين، بعد تطوّعها في مشروع القتال لإعادة السلطة للعسكريين في 30 يونيو 2013.
وقال إن أحداً لا يملك رفاهية الادّعاء بأنها ستكون ثورةً كاسحة، تسقط النظام بالضربة القاضية، غير أنه ليس من المنطقي إنكار أهميتها، من حيث المبنى والمعنى، فمن حيث المبنى يظهر أنها تجد تفاعلاً واستجابة، يثيران الخوف في دوائر السلطة، ومن حيث المعنى، فهي تجسد حقيقة أن الناس لم تعد ترى أملاً بحياة محترمة في ظل هذا النظام، وبالتالي، لا تتوقف محاولات إزاحته، فيما يتوارى الذين أطلقوا بيانات النفير والاحتشاد للمعركة الكبرى، والدين يتوجّب عليهم، أخلاقياً، أن يخرجوا من حالة الاختباء والكمون، خلف "واجهة الغلابة"، ويقدموا جردة حساب وتقييم لما حدث، قبل أن يدفعوا الذين يصدقونهم إلى "جمعةٍ أخرى"، يلعب فيها المشير العجوز كرة القدم على أرضية ميدان التحرير.
وأكد أن الإصرار على تثبيت فكرة أن الثورة بلغت سن اليأس، معلنةً ثالوث الإحباط الكريه: لا فائدة.. لا أمل.. لا مستقبل، هو بحد ذاته مشاركة في الحرب النفسية على الذين ينحتون في الصخر، ويتشبثون باختيار المقاومة، من دون مللٍ أو كلل، غير ناظرين إلى النتائج، تأتي مهرولةً، والثمار تتساقط في التو واللحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق