"الربيع الناعم".. الإسلاميون يتصدرون انتخابات المغرب والكويت
29/11/2016 06:14 م
كتب- سيد توكل:
وصل الربيع العربي في نسخته الناعمة إلى دول أدركت سريعًا أن عليها أن تستوعب دروس التجربة التونسية والمصرية والسورية والليبية واليمنية، وقررت أن يكون أمر التغيير هادئًا دون رصاصة واحدة تطلق.
ويقول علماء الجيولوجيا والفلك، عن القمر، إن له وجهين، أحدهما مضيء نراه، وآخر مظلم لا نراه، وبالقياس، فإن "الربيع العربي" إذا كان له وجهان، فهذا وجهه الإصلاحي الناعم، بخلاف الوجه الثاني الخشن، الذي امتلأ بالعنف، والدم، ولا يزال على يد العسكر.
أقدم تجربة دستورية وديمقراطية في الخليج
قفز "الربيع العربي" فوق منطقة مجلس التعاون الخليجي، ليحل في الكويت، ناقلاً معه كل الدلالات السياسية التي تميز بها ربيع تونس وليبيا ومصر، ومن أبرز تلك الدلالات فوز الإسلاميين بـ34 مقعدًا في مجلس الأمة، أي بالغالبية المطلوبة لكل تعديل دستوري.
تأتي الانتخابات البرلمانية التشريعية في الكويت، لتضع حدًّا للاضطرابات التى شهدتها بسبب الصراع السياسي القائم بين الأسرة الحاكمة والبرلمان، وفى مقال بعنوان «الاحتجاجات في الكويت: الربيع العربى غير المرئي» على شبكة «إندبندنت فوتر»، الأمريكية، قال المحلل لوكاس إيفاز، إن رياح التغيير اجتاحت المملكة الصغيرة، فى ظل تجاهل من السلطة الحاكمة لمطالب الشعب بإرساء المزيد من المبادئ الديمقراطية في الحكم، وعلى عكس دول مثل سوريا، فإن الأحداث الثورية في الكويت لم تتصدر عناوين الصحف الأجنبية.
وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية وقتذاك أن الاحتجاجات التي شهدها الشارع الكويتي لم يكن لها علاقة بمخاوف صعود التيار الإسلامي، بقدر ما تعلقت بتغيير القوانين الانتخابية التي أقرها الأمير.
وفي ورقة بحثية صادرة عن مركز «بروكينجز»، أوضح المحللون أن تنوع أطياف المعارضة داخل الكويت، واستيعاب الإخوان المسلمين، وعدد من الجماعات السلفية المختلفة، وغيرهم، عزز فرص التسوية، والإصلاح التدريجي في مواجهة التحولات السياسية الداخلية المتشددة.
ويفاخر أهل الكويت بأنهم كانوا في طليعة الدول العربية التي احتكمت الى دستور عصري اصدره الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي رعى بدوره اول انتخابات نيابية مطلع السيتنات، كما يفاخرون بأن البطالة التي كانت سببًا أساسيًا لتفجير الاوضاع الاجتماعية في تونس ومصر واليمن، ليس لها وجود في بلد يزاحم الإمارات وقطر على مستوى نسبة دخل الفرد.
إضافةً إلى هذه المعطيات، فإن الحكومات الكويتية تقدم الصحافة والبرلمان كمثلين على احتضانها لأهم ما تميزت به تجربة البلاد، وهي ترى ان تونس وليبيا ومصر واليمن، اضطرت للاستقواء بتظاهرات «الربيع العربي» من اجل استرداد الحريات المصادرة واستعادة الكرامة المهدرة.
فوز الإسلاميين بانتخابات المغرب
كما قفز "الربيع العربي" ناعمًا إلى المغرب في انتخابات 7 أكتوبر 2016، وكانت أغلب التوقعات تشير لتأثيرها بالثورات المضادة التي عصفت بالقوى الإسلامية التي وصلت للحكم في مصر وليبيا، بينما أبقت على دورهم في تونس والمغرب.
ولكن جاء فوز إسلاميي المغرب بأغلبية المقاعد والاستمرار في الحكم، وفوز إسلاميي الأردن بالمرتبة الأولى بين الأحزاب، لتشير لرياح ربيعية جديدة تشهدها المنطقة ربما تصعد بالربيع العربي للدور الثاني، بعدما هُزم في الدور الأول بالانقلابات والمؤامرات.
فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمرتبة الأولى بالمغرب وحصوله على 125 مقعدًا من أصل 395، مكنه من البقاء على رأس الحكومة لولاية ثانية، وأكد أن المزاج الشعبي العربي لا يزال إسلاميًّا، وأن المراهنة على اليسار أفلست، حتى إن فيدرالية اليسار الديمقراطي التي تضم 3 أحزاب مغربية فازت بمقعدين فقط في انتخابات المغرب!.
بل إن فوز الإسلاميين في "مملكة" عربية تتبع أسلوب الملكية الدستورية نسبيًّا، يعكس مؤشرًا ورسالة قوية لباقي الأنظمة الملكية العربية بأن هذه وسيلة سلمية للتغيير بدون ثورات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق