ندوة عن الاقتصاد بنقابة الصحفيين تكشف فساد الحكومة وإهدارها للمال العام
وانسحاب رئيس حزب موالي لـ"السيسي" بعد رفض الحاضرين لحديثه
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 442
في الوقت الذي أصدر فيه قائد الانقلاب العديد من القرارات الاقتصادية التي أثارت غضب الشارع المصري وأثقلت عبء محدودي الدخل على وجه الخصوص؛ نظمت نقابة الصحفيين ندوة عامة للحديث عن الأزمة الاقتصادية وقرارات قائد الانقلاب والمشاكل التي تواجهها قطاعات الصناعة والعمال في مصر.
وشهدت الندوة التي حضرها العديد من الخبراء الاقتصاديين واممثلي النقابات والعمال وعدد من مختلف الفئات المصرية؛ جدل ومناقشات واسعة حول ما تشهده البلاد من تخبط اقتصادي وفساد ودمار في العديد من القطاعات
وفي بداية الندوة، قالت الباحثة الاقتصادية "بيسان كساب" إن السيسي قال في إحدى خطاباته أن الأزمة على الجميع وأن على جميع الطبقات التحمل؛ وهذا ما لم يحدث على أرض الواقع، وبدلًا من أن تتشارك الطبقات الغنية مع الطبقات أتخذت القرارات التي تضر محدودي الدخل فقط؛ مشيرة إلى أن "السيسي" كان ينتظر الدولارات تتساقط عليه بعد مؤتمر شرم الشيخ وهو ما لم يحدث على أرض الواقع.
وأوضحت؛ أن "قائد الانقلاب" زعم أنه سيقر قانون الحد الأقصى للأجور وأصدر مع هذا القرارا قرار آخريمنع عدد من المؤسسات الالتزام به؛ حتى أن القضاء أصدر حكمًا بعد تمرير القانون على المؤسسة القضائية.
وتابعت "كساب" أن ضريبة القيمة المضافة والتي تحمل في مضمونها مشكلة كبيرة حيث؛ إن الضريبة المبيعات كانت 10 بالمئة ولكن الضريبة المضافة تمثل 13 بالمئة؛ لافتة إلى أن هذه الضريبة غير عادلة تمامًا لأنها تساوي جميع الطبقات في دفع نفس الزيادة على السلع الأساسية وهو ما سيجعل الفقير يدفع مايدفعه الغني.
وعن قرض 12 مليار دولار؛ أكدت "كساب" أن المستثمرين لن يأتوا إلى مصر بعد هذا القرض كما تروج الحكومة؛ وأرجعت السبب إلى أن صندوق النقد يقول على موقعه الإلكتروني: إن الدول التي تتوجه إلى الاقتراض من الصندوق تعاني من ضعف في الاقتصاد وتعاني مش مشاكل قوية؛ وتساءلت "كساب" كيف سيأتي المستثمر وصندوق النقد يؤكد أن اقتصادك ضعيف؟!.
ونوهت "كساب" إلى أن الحكومة كذبت علينا عندما روجت إلى أن القرض غير مشروط؛ وهذا ما لا يسمح به صندوق النقد أصلا؛ حيث إن الصندوق يملي شروط على أي دولة تلجأ للاقتراض منه أيًا كانت.
الحكومة ترعى فشل الصناعة
وحول المشاكل التي تواجهها الصناعة والعمال؛ قال جمال عثمان أحد العاملين بشركة "طنطا للكتان": لو كانت الحكومة للحكومات رؤى في استغلال القروض والمنح في الصناعة حتى لو كانت ارتكز الأمر على صناعة واحدة لكان الأمر مختلف.
وتابع "عثمان" القروض التي تأخذها الحكومة لا أحد يعلم أين تذهب هذه الأموال وفي نفس الوقت تطرح شهادات استثمار بفائدة تصل لـ20 بالمئة ولا يتم استغلال هذه الأموال في الصناعات وتذهب لعجز الموازنة ولا تذهب لأمور تعود على البلاد على الإطلاق.
وأكد "عثمان" أن حجم المنح الذي دخلت البلاد بعد الثورة يبلغ 50 مليار دولار وهو ما يعادل نصف ديون البلاد منذ بداية الاستدانة من الأساس؛ متسائلًا؛ أين ذهب هذه الأموال؟.. وأشار "عثمان" أن الدولة الآن تملك 125 شركة ما تبقوا من موضوع الخصصة ولا تستطيع الحكومة إدارتها نظرًا لكثرة الفساد؛ مشددًا على أن العديد من العمال قدموا أفكار ودراسات عديدة لتنمية عدد من الشركات ولم تلتفت الحكومة لما قاله العمال.
وقال"عثمان": إن الحكومة تتعمد إهمال الشركات التي رجعت لها بأحكامم قضائية حتى يتم القضاء عليها تمامًا؛ وعلى سبيل المثال "طنطا للكتان؛ غزل شبين؛ النيل لحليج الأقطان؛ المراجل البخارية؛ عمر أفندي؛ العربية للتجارة"
من جهته؛ قال "كمال الفيومي" أحد العاملين بشركة "المحلة للغزل والنسيج": إن الديون التي تتكبدها الدولة نتيجة سيساتها الاقتصادية الخاطئة سيتكبدها أبناؤنا؛ مشيرًا إلى أن عدد من عمال النقل العام بالقاهرة عندما قدموا دراسات تُدر دخل للهيئة ما يقرب من 50 مليون جنيه تم اعتقالهم لمجرد مطالبتهم بأن هيئة النقل العام تدخل الأموال للبلاد.
وشدد "الفيومي" على أن الفساد متفشي في كل مؤسسات الدولة ولا أحد يستطيع يتحدث عن وجود فساد؛ مشيرًا إلى أن الحكومة تتعمد تخسير شركة المحلة التي تدت خسائرها 2 مليار جنيه حتى يتم بيعها في نهاية المطاف؛ كاشفًا عن أن الشركة مؤهلة لأن تربح 2 مليار جنيه سنويًا بحسب دراسات أجريتها .
ودعا "الفيومي" إلى ضرورة التجمع أمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء ومحاسبة هؤلاء على هذا الفساد.
وتابع: نحن مستعدون أن نُضرب بالرصاص الذين اعتقلوا أو ماتوا ليسوا أفضل منا حتى نخاف على أنفسنا.
وفي مداخلة لأحد المحامين الحاضرين يدعى " حمدي الصعيدي" قال: كيف نتحدث عن إصلاح اقتصادي واجتماعي وتحكمنا عصابة جاءت على غير إرادتنا وبشكل غير دستوري والكل يعلم كيف جاءت تلك العصابة؛ علينا في البداية أن نصلح البلد سياسيًا ونطهرها من هؤلاء ثم بعد ذلك نتحدث عن إصلاح اقتصادي واحتماعي.
وتابع "الصعيدي" المشكلة لا تتلخص في عمال أو أطباء أو صحفيين فقط ولكن هناك طبقات أخرى يجب الحديث عنها وقبل كل هذا بلدنا التي تُقَيد من قبل تلك العصابة.
وشهدت "الندوة" مشادة بين الحاضريين ورئيس حزب مصر القومي المستشار" روفائيل بولس" الذي وصفهم بأنهم يرتدون نظارة سوداء ولا يرون الإيجابيات؛ لافتًا إلى أن كل ما تحدثوا عنه هو إيجابيات وسلبيات، وهو ما أثاء حفيظة الحاضرين وطالبوه باحترام عقولهم وأن ما يقوله لا يقبله عقل ولا منطق وأن الدولة تسير في طريق الهلاك؛ ما أرغمه على الانسجاب من الندوة بعد أن كثرت الأصوات ضده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق