القتلة يصنعون الدواء| فيلم يكشف استغلال أمريكا والصهاينة لأطفال تونس
منذ 6 ساعة
عدد القراءات: 663
تساءلت المخرجة التونسية الشابة، إيمان بن حسين، فى فيلم استقصائى عرض على فضائية الجزيرة، أمس السبت، قائله: هل يصنع القتلة الدواء؟، متهمة فى الوقت ذاته المسئولين باستغلال الأطفال التونسييين كفئرات تجارب لتصنيع دواء لصالح الجنود الأمريكيين.
وسيعرض الفيلم معطيات خطيرة حول ما قالت إنها "جريمة دولية ارتكبها مسؤولون تونسيون وباحثون بمختبر باستور، وهو أعرق مختبر للوبائيات الطبية في البلاد، ووزارة الصحة، وبتواطؤ مع وزارة الدفاع الأميركية ومختبر صهيونى لتصنيع الأدوية".
وأضافت المخرجة فى حديثها أن "الجريمة ارتكبت بحق أطفال تونسيين قصر من محافظة سيدي بوزيد بالجنوب التونسي استغلوا كفئران تجارب خلال الفترة الممتدة بين 2002 و2014 مقابل 20 دولاراً للفرد الواحد لتصنيع دواء لصالح جنود أميركيين أصيبوا بمرض اللشمانيا الجلدي خلال مشاركتهم في حرب الخليج".
وقالت "بن حسين": إن ما حفزها لإنجاز الفيلم هو وثيقة نشرت في مجلة ناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية على شكل تصريح لعقيد في الجيش الأميركي اسمه "آلان ماغيل" في 6 مارس 2005 قال فيه إنه "انطلاقاً من بضع مئات الدولارات استطعنا شراء أطفال الجنوب التونسي".
وأكدت "بن حسين" على أن الفيلم الذي سيعرض السبت عبر شاشة الجزيرة الوثائقية سيثبت بالوثائق والحجج شهادات لكبار المسؤولين في معهد باستور على غرار عفيف بن صالح رئيس مخبر الوبائيات الطبية بمعهد باستور بتونس، ووزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي، اعترفوا بشكل صريح أو ضمني باستخدام أطفال قصر في تجارب دوائية سريرية في خرق واضح للقانون، حسب قولها.
من جانبه نفى "معهد باستور" في بيان له الاتهامات التي وردت على لسان المخرجة إيمان بن حسين قبل عرض الفيلم، معتبراً إياها "ضرباً من المغالطات والتشويه في حق المعهد وكوادره العلمية أولاً، ووزارة الصحة والدولة التونسية ثانياً".
ولم يكذب المعهد في ذات السياق قيامه بتجارب على أطفال بالجنوب التونسي أصيبوا بمرض "اللشمانيا" الوبائي بعد انتشاره بشكل كبير في هذه المناطق، لكنه أكد أن "ھذه البحوث لم تمثل أي خطر على صحة المرضى بل بالعكس فھي تعطي أملاً كبيراً في إيجاد دواء ملائم وناجع ضد أمراض عديدة.
كما أشار المعهد إلى أن مشاركة المرضى "كانت طواعية ومجانية ولا تخضع لأي نوع من الضغط المادي أو المعنوي"، مشيراً إلى أن المبالغ التي تحصلوا عليها وقدرها 50 ديناراً تونسياً (أي حوالي 20 دولاراً أميركياً) "هي فقط مصاريف لتنقلهم وتعويض ساعات عملهم".
واعتبر المعهد أن إشراك الأطفال في هذه البحوث السريرية "مرده طبيعة المرض الذي يستهدف بنسبة كبيرة الفئة العمرية الدنيا".
يشار إلى أن صحيفة الصباح التونسية أكدت في مقال نشر لها بتاريخ 4 أبريل 2016 بعنوان "دائرة المحاسبات تفضح معهد باستور" أن تقريراً صادراً عن دائرة المحاسبات في تونس كذب ما جاء على لسان معهد باستور وتحديداً الصفحة 552 من التقرير 29 الصادر عن دائرة المحاسبات في تونس للفترة الممتدة بين سنتي 2013 و2014.
وأشار التقرير صراحة إلى هذه الخروقات بالقول "تولى معهد باستور إجراء تجارب سريرية لبعض الأدوية التجريبية التي تم تطويرها من قبل مؤسسات أجنبية دون احترام الإطار القانوني المنظم للمجال، حيث تم إنجاز الاختبارات في غياب ما يفيد تثبت الوزارة من تركيبة الدواء وإنجاز التحاليل المطلوبة في المجال إضافة إلى تشريك القاصرين في التجارب".
ويضيف تقرير دائرة المحاسبات: "كما غابت بعض الضمانات الكفيلة باحترام الأخلاقيات الطبية عند إجراء الاختبارات، حيث لم يتم عرضها بصفة مسبقة على المجلس العلمي، فضلاً عن عدم مراعاة لجنة الأخلاقيات البيوطبية بالمعهد في تركيبتها أو مجال اختصاصها وطرق عملها والشروط الواجب توفرها عملاً بأفضل الممارسات في المجال وذلك خلال الفترة التي شملتها الرقابة".
فيما رد معهد باستور بالقول إن الصحيفة التونسية "قامت باستغلال التقرير إعلامياً وانحرفت به عن مساره الحقيقي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق