ملاحظات لم ينتبه لها أحد في إصدار البطرسية 2
كتب: مصطفى حسين
رددنا في المقال الأول على بعض شبهات التنظيم في الإصدار الذي جاء بعنوان وقاتلوا المشركين كافة وذكرنا ست ملاحظات على الإصدار واليوم نستكمل ملاحظاتنا.
رددنا في المقال الأول على بعض شبهات التنظيم في الإصدار الذي جاء بعنوان وقاتلوا المشركين كافة وذكرنا ست ملاحظات على الإصدار واليوم نستكمل ملاحظاتنا.
سابعا زعم الإصدار أن كل القضاة النصارى يعطون أحكاما بالإعدام على مناهضي السيسي وأقول هذا من اللغط الشديد والكذب الواضح الفاضح الذي لا برهان عليه وإنما كل القضاة الذين أعطوا أحكاما بالإعدام أسماءهم إسلامية فهذا سعيد يوسف القاضي الانقلابي التابع للعسكر الذي حكم على 529 من رافضي الانقلاب بالإعدام وهذا محمد شيرين فهمي حكم بالإعدام على المئات من رافضي الانقلاب وهذا شعبان الشامي الذي أحال 106 شخصا للمفتي في جلسة واحدة، ولنفترض جدلا أن قضاة النصارى جميعا حكموا على الناس بالإعدام هل يستوجب ذلك قتلهم أم من الأفضل أن نحذر منهم كما حذر النبي من المنافقين وكشف نياتهم الخبيثة أليس ذلك أجدى لرجوعهم وتوبتهم وأنجع فائدة.
أم يتم قتلهم فيستبدلون بقضاة أكثر طغيانا وجبروتا وصلفا وغرورا وعنجهية من أولئك القضاة الذين ماتوا قتلا أو سيموتون قتلا على أيديكم. لم يكن هدي النبي عليه الصلاة والسلام القتل وإنما كان هديه ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.
ثامنا زعم التنظيم في إصداره هذا أن جميع النصارى يسخرون من النبي عليه الصلاة والسلام وهذا كذب واضح جدا فكثير من النصارى مسلمون في السر ولكنهم لا يبوحون بذلك خشية من بطش قادتهم والله قال لنبيه والذين آمنوا عند فتح مكة ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطأوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم.
إذن لا يجوز لنا أن نقتل قوما لأجل شبهة أو ظن فلعلنا نقتل مسلما ونحن لا نعلم فنكون ممن قال فيهم الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ولئلا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم ومن يظلم منكم نذقه عذابا أليما. .
تاسعا زعم التنظيم في إصداره أن النصارى جميعا فوضوا السيسي في قتله للمسلمين وهذا كذب فالنصارى الكاثوليك كثير منهم لم يفوضوا السيسي ولم يؤيدوه في قتل شعب مصر وكل الذين فوضوا السيسي من النصارى أغلبهم من القساوسة والمتعصبين أما عوام النصارى فلم يشترك كثير منهم في جرائم الانقلاب التي وقعت بعد ذلك في النهضة ورابعة.
عاشرا احتج التنظيم بالوثيقة العمرية التي وقعها عمر مع النصارى وقالوا اشترط عمر عليهم أنهم إذا نقضوا بندا واحدا فإنه يقتل النصارى وتستحل دماءهم وتلك مغالطة كبيرة فإن المقصود من الوثيقة العمرية أنه إذا نقض النصارى العهد قادة وورعية أتباعا ومتبوعين جاز للحاكم المسلم الممكن أن يحذرهم أولا ثم إذا لم يستجيبوا يقاتلهم قتالا يردهم للصواب وليس قتال إبادة فهل حذرتم النصارى وهل أعلمتم المخطئ منهم بعظم ما ارتكبه هل دعوتموهم للإسلام وعرفتموهم بسماحته ولين طبعه أم بدأتم فجأة ودون مقدمات باغتيالهم أجيبوني. حادي عشر.
توعدتم النصارى بالحرق والذبح والحرق من خصائص الله جل جلاله فلا يعذب بالنار إلا ربها ولا يحرق أحد أحدا في الدنيا مهما كانت جريمته ومن فعل ذلك فقد تشبه بالله في صفة من صفاته وفعل من أفعاله التي اختص بها وحده دون سائر الخلائق. أخبروني هل أحرق رسول الله عليه وسلم أحدا أم هل ذبح أحدا أم هل سلب أحدا بيته وماله واسترق ذريته أم هل كان النبي عليه الصلاة والسلام سبابا فحاشا لعانا كما هي حالكم المنفرة التي لا تخفى على أحد أم كان رحيما ينفر من القتل حتلاى لقد قال عن خالد بن الوليد لما قتل الذين قالوا صبئنا بدلا من أسلمنا اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد وأمره أن يسدد الديات.
ثاني عشر قلتم إتن النصارى يمتلكون 40 في المائة من الاقتصاد وسقتم ذلك مبررا لقتلهم فهل سلب النبي من اليهود اقتصادهم عندما كانوا يمتلكون أغلب اقتصاد المدينة لا والله لم يفعل ذلك بل ترك بني قينقاع يخرجون بأموالهم على الرغم من محاربتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بل وترك بني النضير يخرجون أما بنو قريظة فقد قتل رجالهم لما خانوا المسلمين وكاد الناس في المدينة يهلكون من الأحزاب المتجحفلة عليهم ولم يقتلهم لمجرد فعل بعض قادتهم بل لأنهم كانوا جميعا مشتركين في الخيانة.
ثالث عشر وأخيرا للأسف أنتم لا تعرفون الإنصاف ولا تنفذون هدي النبي في هذا الجانب فالرسول عليه الصلاة والسلام أنصف الذين عادوه فقال عن أمية بن أبي الصلت كاد أمية أن يسلم في شعره وقال عن مخيريق وهو اليهودي الذي تبرع بالمال للنبي يوم أحد مخيريق خير يهود.
وأمرنا أن نوادع أهل الحبشة طالما وادعونا بالرغم من أنهم نصارى ثم إن الله قال ليسوا سواءا فمن نصدق أنصدق القرآن أم نصدق عقولكم المريضة التي لا تقبل الحق وتحيد عنه بكل سبيل.
أسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق