سيضيع نظام العسكر بين أحضان "ترامب" وبيع الجزيرتين
منذ 13 ساعة
عدد القراءات: 1616
ما يزال هناك اصرار غير عادي لدى أهل الحكم ليرتموا في أحضان ترامب ويهللوا لأي مكالمة هاتفية معه.. وما يزال هناك اصرار غير عادي على تسليم الجزيرتين ذاتا الأهمية الاستراتيجية: تيران وصنافير لاسرائيل (عبر السعودية).
هم لا يريدون "شعبية" قائمة على أسس وطنية حقيقية، تعوض وتخفف من القبضة الحديدية التي تخنق حرية التعبير ومجمل الحياة السياسية، وتعوض وتخفف من الأزمة الاقتصادية الخانقة. بل ان اتخاذ موقف من التغول الأمريكي- الاسرائيلي على البلاد هو المفتاح الحقيقي للنهضة الاقتصادية المستقلة التي لم تحدث إلا بالاعتماد على الذات.
يقولون إن أوباما كان عدواً لمصر وان ترامب حبيب مصر!!.
فماذا أولا عن أوباما؟!
(1) كان هناك خلاف حقيقي بين أوباما ونظام السيسي.. حول رفض استئصال الاسلاميين والمعارضة الليبرالية، وهذا موقف أمريكي قديم منذ أيام إدارة كلينتون. بل ان تقرير المخابرات الأمريكية الذي تحدث عنه عمرو أديب يمثل بحق الرؤية الأمريكية.
(2) الأمريكان يريدون توازن وتمثيل كل التيارات في النظام السياسي، ولكنهم مع أن تبقى اليد العليا للمؤسسة العسكرية التي تقيم صداقة قديمة مع أمريكا منذ 40 عاما ويثقون فيها اولا.
(3) الاخوان رفضوا أن يلعبوا دور الكومبارس أو الخط الثاني في النظام السياسي بالتراجع عن الرئاسة والوزارات السيادية (كما يحدث في المغرب)
(4) رفض السيسي أي تواجد للاخوان في النظام السياسي.
(5) رفض الأمريكان تشدد الطرفين ولكنهم احتفظوا بالعلاقات أساساً مع النظام، وتركوا الخيوط مستمرة مع الاخوان.
وهذا هو سبب التوتر بين النظام وأمريكا لكن عدا ذلك فقد استمرت:
(1) المعونة الأمريكية عدا ايقاف أنواع معينة مؤقتاً (الدبابات- الطائرات) حتى تم اجراء انتخابات الرئاسة. مثلاً تم تسليم القطع البحرية وغيرها.
(2) كافة الاتصالات والاتفاقات الأخرى ظلت سارية وكان وزير الدفاع الأمريكي يتصل هاتفيا بالسيسي مرتين أسبوعيا.
(3) أمريكا لا تزال هي الدولة المستثمرة الأولى في مصر.
(4) أمريكا تهيمن على قطاع البترول المصري بالتعاون مع ايطاليا وبريطانيا.
(5) كل الاتفاقات وأشكال التعاون الأخرى ظلت مستمرة.
(6) التقى أوباما السيسي مرتين في الأمم المتحدة ولكنه لم يدع للبيت الأبيض بسبب الخلافات المشار إليها.
(7) تعاونت أمريكا مع مصر في جبهة "الارهاب" بتسليم عشرات من العربات الكاشفة للألغام.. (ويبدو أنها فشلت في سيناء، ولكنها فشلت من قبل في العراق!).
بالعودة لأي أرشيف أليكتروني أو ورقي ستجد تفاصيل كثيرة جدا عن التعاون المصري- الأمريكي، كما شاركت مصر في التحالف الدولي ضد داعش ولا تزال تحضر الاجتماعات. وتشارك مصر في التحالف العربي في اليمن بنشاط بحري وهي في ذلك في خندق واحد مع اخوان اليمن لإرضاء السعودية.
لماذا التهليل اذن لترامب؟!
(1) ترامب غير مشغول بالاخوان ولا يعرف الفرق بينهم وبين داعش وستكون للأجهزة الأمنية القول الفصل، والحقيقة فان تقرير المخابرات الأمريكية المنشور الآن والمكتوب عام 1986 بتاع عمرو أديب يمثل الرؤية المستمرة حتى الآن، وستنصح المخابرات ترامب بأن استئصال الاخوان كحركة معتدلة خطر على الأمن القومي الأمريكي لأنه سيؤدي إلى استفحال خطر الارهاب العنيف. والحقيقة نحن كمصريين نحن الذين نحدد الموقف من الاخوان ولا يهمنا رأي أوباما أو ترامب، وكفى هذه التبعية الذليلة لأمريكا.
(2) ترامب يهودي الهوى، من الاتجاه اليميني الليكودي وبالتالي حتى إن لم ينقل السفارة إلى القدس فهو سيكون ظهير قوي لحركة الاستيطان، بل لقد بدأت اسرائيل ببناء 2500 وحدة استيطانية فور حلف ترامب لليمين، وهو سيتلتقى نيتنياهو قبل السيسي، لأن نيتنياهو هو العمود الفقري لتحالفات ترامب في المنطقة أكثر من أي رئيس سابق، فما بالك وأوباما أعطى سلاح لاسرائيل بـ 39 مليار دولار!!.
(3) ترامب ومن حوله يسب في الاسلام والمسلمين فأهلا به من صديق وحليف لكل من باع نفسه وأمته.
(4) نحن لا نريد عونا أجنبيا للقضاء على الارهاب، ولا نريد تدخلاً أجنبياً في شئوننا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق