في ذكرى قتلها.. دماء "راشيل" فضحت التحالف السيساوي الصهيوني؟
16/03/2017 12:58 م
كتب سيد توكل:
في الوقت الذي اعتبر فيه كيان الاحتلال الصهيوني الراحلة الأمريكية راشيل كوري، مذنبة بحقِ نفسها، لأنها لم تمتثل للأوامر العسكرية الصهيونية، وخاطرت بحياتها لتقف أمام بلدوزر الاحتلال، فإن أنظمة محسوبة على العروبة والإسلام، تواصل الليل بالنهار لحفظ أمن الاحتلال، يأتي على رأسها نظام الانقلاب في مصر.
راشيل كوري قتلت يوم 16 مارس 2003، بينما هى تدافع عن الحق الفلسطيني، بينما تغريدة لوزير إسرائيلي تفضح خطة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي لردم الحلم الفلسطيني بالعودة من الشتات وتحرير الأرض من النهر إلى البحر، وتوطين الفلسطينيين بسيناء.
من جانبها قالت والدة "راشيل" سندي كوري في تصريحات صحفية: "ابنتي كانت جميلة ورقيقة، كانت فنانة وشاعرة ومرحة منذ طفولتها، وتهتم بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. جاءت لتُشارك الفلسطينيين في دفاعهم عن حقهم بالحياة والأرض، ولم تستحق هذه الصورة البشعة في القتل غير الإنساني وغير المبرر".
وتابعت "أنا ووالدها حزينان كثيرًا على فقدانها، لكننا سعداء أن الفلسطينيين يقدرون ما قامت به ابنتي راشيل من عملِ بطولي، ستبقى ذكرى ابنتي الحبيبة في عيون العالم".
وأضافت سندي كوري: "إنّ حكم القضاء الذي صدر بحق راشيل قاسٍ جدًا، كان يومًا أسودًا في حياتنا، لكننا سنتحدى القرار التعسفي وسنُناضل بكافة الأشكال حتى تشعُر حبيبتي راشيل أنّنا أنصفناها".
ختمت سندي: "غيّرت راشيل حياتي عندما جعلتني أتمسك أكثر بحقوق الإنسان حتى وإن تألمتُ".
في الوقت الذي اعتبر فيه كيان الاحتلال الصهيوني الراحلة الأمريكية راشيل كوري، مذنبة بحقِ نفسها، لأنها لم تمتثل للأوامر العسكرية الصهيونية، وخاطرت بحياتها لتقف أمام بلدوزر الاحتلال، فإن أنظمة محسوبة على العروبة والإسلام، تواصل الليل بالنهار لحفظ أمن الاحتلال، يأتي على رأسها نظام الانقلاب في مصر.
راشيل كوري قتلت يوم 16 مارس 2003، بينما هى تدافع عن الحق الفلسطيني، بينما تغريدة لوزير إسرائيلي تفضح خطة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي لردم الحلم الفلسطيني بالعودة من الشتات وتحرير الأرض من النهر إلى البحر، وتوطين الفلسطينيين بسيناء.
من جانبها قالت والدة "راشيل" سندي كوري في تصريحات صحفية: "ابنتي كانت جميلة ورقيقة، كانت فنانة وشاعرة ومرحة منذ طفولتها، وتهتم بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. جاءت لتُشارك الفلسطينيين في دفاعهم عن حقهم بالحياة والأرض، ولم تستحق هذه الصورة البشعة في القتل غير الإنساني وغير المبرر".
وتابعت "أنا ووالدها حزينان كثيرًا على فقدانها، لكننا سعداء أن الفلسطينيين يقدرون ما قامت به ابنتي راشيل من عملِ بطولي، ستبقى ذكرى ابنتي الحبيبة في عيون العالم".
وأضافت سندي كوري: "إنّ حكم القضاء الذي صدر بحق راشيل قاسٍ جدًا، كان يومًا أسودًا في حياتنا، لكننا سنتحدى القرار التعسفي وسنُناضل بكافة الأشكال حتى تشعُر حبيبتي راشيل أنّنا أنصفناها".
ختمت سندي: "غيّرت راشيل حياتي عندما جعلتني أتمسك أكثر بحقوق الإنسان حتى وإن تألمتُ".
السيسي صهيوني
"سوف يتبنى ترامب ونتنياهو خطة السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلا من الضفة الغربية. وبذلك يُمهد الطريق لسلام شامل مع الائتلاف السني"، بهذه التغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، فجّر الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أيوب كارا، جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل.
التغريدة جاءت تعليقاً على لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المفترض بالبيت الأبيض، تلقفها موقع "التايمز" الصهيوني ونشرها، ونقلتها عنه، مواقع عربية منها "الجزيرة"، من دون رد واضح من سلطات الانقلاب، أو الأذرع الإعلامية للعسكر.
مواقع التواصل اعتبرت تغريدة كارا، الذي يعمل بمكتب نتنياهو، دليلاً قاطعاً على المشروع القديم الذي أخفاه الجنرال جمال عبد الناصر لجعل سيناء وطناً بديلاً للفسطينيين، ونوايا السيسي بالاتفاق مع ترامب ونتنياهو لإحيائه من جديد.
من جانبه أعاد الصحفي "أشرف صابر" تغريدة سابقة له، تفند بالأدلة والروابط والمستندات، الاتهامات التي وجهت للرئيس المنتخب محمد مرسي ببيع سيناء، ونشر معها كل مشاريع القوانين التي أقرها برلمان الدم، لوضع اليد على أراضي سيناء، تمهيدا لجعلها وطناً بديلاً للفلسطينيين.
راشيل: لا يمكن تخيل الظلم
ريتشيل كورى (أو راشيل كورى) ناشطة أمريكية يهودية مناصرة للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين ومناهضة للاحتلال الصهيوني، وهى مولودة في العاشر من إبريل ١٩٧٩، وهى عضوة في حركة التضامن العالمية (ISM).
وسافرت لقطاع غزة بفلسطين المحتلة أثناء الانتفاضة الثانية، وفي ١٦ مارس ٢٠٠٣ قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة لاحتلال كانت تقوم بهدم مبان مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة، ولم تكن ملابسات مقتل راشيل موضع جدل إذ أكد شهود عيان وهم صحفيون أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين، أن سائق الجرافة الصهيوني تعمد دهس راشيل، والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها إيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين.
ويدعي جيش الاحتلال أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية ريتشيل، وكانت ريتشيل تقوم بنقل الواقع الحقيقى في غزة لتنقله إلى العالم، ومما قالته راشيل في هذا السياق في رسالتها الأخيرة لأهلها في الولايات المتحدة الأمريكية: «إن أي عمل أكاديمى أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لى بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك»، مما يعنى أنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع «هيئة التضامن من أجل الشعوب» داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد أكد مقتلها للعالم معنى المأساة، التي يعيشها الفلسطينيون.
راشيل فضحت عهرهم!
يقف الـ"قوميون عرب" أو الناصريون نسبة إلى إله الناصرية زعيم نكسة يونيو 1967، عرايا أمام ذكرى "راشيل كوري"، فبينما هى ماتت وهى تقاوم الظلم رحّبوا هم بالظلم وبالانقلاب على الديمقراطية في مصر، وخلعوا على السيسي ما خلعوا من الألقاب، وكلّها تدور حول لقب الألقاب: مجددّ القومية العربية وباعث عزّ العرب، ورفعوا صورته إلى جانب صورة إلههم عبد الناصر، وجاءوا بابن الأخير؛ عبد الحكيم، ليصرخ في محافلهم: "أجد في السيسي روح أبي"!
تعاموا، في لحظة تخلٍّ، عن احتفالات تجري في الكيان الصهيوني بهذا الجنرال الذي لم يخض حرباً، كان الجنرال الصهيوني رؤفين بيدهتسور يصرّح "إن تورط الجيش المصري في السياسة على هذا النحو سيضمن استمرار تفوقنا النوعي والكاسح على العرب لسنين طويلة"، فتسمع صدى كلماته في صوت القيادي القومي عبد الحليم قنديل يدعو السيسي إلى ذبح معارضيه.
وبينما كان المعلق في القناة الثانية الإسرائيلية أودي سيغل يقول "إن نتنياهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بنجاح الانقلاب"، كان القومي الآخر مصطفى بكري يردد بأن التاريخ سيخلّد السيسي، أما القومي الناصري عمرو ناصف فقد كان يستضيف كل مؤيدي السيسي وانقلابه.
ردم قضية الأمة
في الأيام الأولى للانقلاب العسكري، شرع نظام السيسي بتدمير الأنفاق الواصلة بين غزة وسيناء، ليدمّر ما يزيد عن ألفي نفق حتى اليوم، تلك الأنفاق، ومع إغلاق معبر رفح من قبل نظام الانقلاب، هي الرئة الوحيدة التي يتنفس منها أبناء قطاع غزة، وبعض الأنفاق كان قد حُفر بُعيد اتفاقية كامب ديفيد بين العسكر والكيان الصهيوني، لم يتوقف تهليل القوميين للنظام العسكري.
لم يكتف السيسي بذلك، بل ليبعث رسائل طمأنة للغرب، وتكريساً لشرعية خارجية، يفتقدها في الداخل، شرع في بناء جدار حول قطاع غزة، متأسياً بالجدار الفاصل الذي يقطّع أوصال الضفة الغربية. وصمت القوميون.
قرر السيسي إقامة شريط عازل بين غزة وسيناء بعرض من 1-3 كلم، وبطول حوالي 14 كلم، وأزال معظم مدينة رفح المصرية، وحوالي 1000 بيت من المدينة، دون التفات للجوانب الاجتماعية السلبية لعمليات التهجير.
كان الهدف الوطني المصري تاريخياً توطين مزيد من المصريين في سيناء، منذ كتب الرئيس المصري المنتخب محمد نجيب كتابه عن الموضوع في الثلاثينيات من القرن الماضي، فأصبح مع انقلاب عبد الناصر ثم انقلاب السيسي تهجير من تبقى من سيناء هدفاً، وصمت القوميون.
أدرج الشامخ، كتائب عز الدين القسام على لائحة الإرهاب، وذلك بعد أشهر من قصف الكتائب لمدينة تل أبيب، ومعظم المدن الفلسطينية المحتلة، وبعد شهر كان إدراج محاكم الانقلاب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لائحة الإرهاب، وصمت القوميون.
خلال العدوان على غزة، في خريف عام 2012، أمر الرئيس المنتخب محمد مرسي، بسحب السفير المصري من الكيان الصهيوني، رداً على جرائم الاحتلال، وبعد عام على الانقلاب، قرر السيسي تعيين سفير لمصر في الكيان الصهيوني هو السفير حازم خيرت، وصمت القوميون.
كانت الضغوط الدولية على حركة (حماس) تتفاقم لدفعها للقبول بالمقترحات الدولية لوقف مقاومتها، آثرت سلطات الانقلاب أن ترفع من ضغوطها هي الأخرى، فاختطفت أربعة ممن تقول إنهم ينتسبون لـ"كتائب القسام"، وقد كانوا في طريق عودتهم من أداء العمرة، وصمت القوميون.
سر صمتهم؟
واتخذت سلطات الانقلاب الإجراء الأقسى حين قامت بحفر قناة مياه فاصلة بين غزة وسيناء، بطول 13 كلم، وعرض 50 م، وعمق 20 م، ولها أضرار اجتماعية واقتصادية جسيمة، وصمت القوميون.
يذهب كثير إلى تفسير سلوك أكثرية القوميين إلى أنهم ما يزالون أسرى صراعهم التاريخي مع جماعة الإخوان المسلمين، ولم يستطيعوا أن يغادروا هذه الدائرة التي أورثها لهم إلههم عبد الناصر، لكن يردّ آخرون بأن القمع السيساوي الحالي طال بعض مؤيدي الانقلاب من القوميين وآخرهم عبد الحليم قنديل، ومع ذلك صمت القوميون.
ويرى المراقبون أن كثيراً من القوميين لا ينطلقون في آرائهم المعلنة من منطلقات عروبية كما يتوهّم البعض، بل إنهم، خلال العقود الماضية، استطاعت سلطات العسكر، أن تستميلهم، سواء بسيف المعزّ أو بذهبه ومصطفى بكري نموذجاً، كما أن دولاً فتحت لهم منابر إعلامية، وأمّنت لهم وظائف، فهم ينطقون بحرف عربي، لكن بلغة العدو الصهيوني.
ويؤكد المراقبون أن "القوميين العرب"، عاشوا وترعرعوا في مزابل الحكم عسكري، ولم يصلوا إلى حكم إلا بانقلاب عسكري؛ عبد الناصر (1952)، البعث بشقية السوري والعراقي (1963)، القذافي (1969)، لذلك فهم في صراع دائم مع الديمقراطية، وفي تأييد تلقائي للانقلابات العسكرية، وهذا سرّ من أسرار تأييدهم للسيسي، أو على الأقل صمتهم عن جرائمه في مصر، وضد المقاومة الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق