بعد واقعة "البامبرز".. هل تذكرتم تحذير الرئيس مرسي؟
28/03/2017 04:40 م
كتب سيد توكل:
واقعة اغتصاب طفلة مصرية لم تبلغ العامين من عمرها في محافظة الدقهلية، على يد عامل يبلغ 35 عاما، جاءت لتؤكد أن مصر تغرق في جرائم الاعتداء على الأطفال، التي بدأتها سلطات الانقلاب ما بين اغتصاب وقتل واختطاف في السجون بعد انقلاب يوليو 2013، وهو ما أكده المركز القومي للأمومة والطفولة الذي كشف عن تسجيل ألف حالة اغتصاب للأطفال في 2014 فقط!.
ويتذكر المراقبون أنه وبعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، قال قولته الشهيرة "انا جاي أحافظ على البنات"، فتعاملت الثورة بشكل مختلف وأكثر نشاطًا وأكثر فعالية مع المرأة، وعطلت استبداد حكومات العسكر منذ جمال عبد الناصر، وعملت على تأصيل مكسب تحرير المرأة من إطار الشخصية الدونية أو المهمشة في المجتمع الديكتاتوري العسكري، وإبرازها لساحة المجتمع بعد إهمالها لعقود من الزمن.
وتتسرب الفضائح تدريجيًا، يومًا بعد آخر، من داخل سجون العسكر، ويعتمد نظام السيسى جرائم اغتصاب وتعذيب الفتيات اللواتى يتم اعتقالهن فى محاولة لإجبارهن على الإدلاء بمعلومات، أو ترهيبهن من التظاهر أو معارضة الانقلاب العسكري.
العسكر مغتصبون
وأكد حقوقيون أن الكثير من الفتيات اللواتى تم اعتقالهن فى مصر تعرضن لاعتداءات جنسية، تضمنت الاغتصاب بالنسبة لبعضهن، فيما أكد نشطاء أن بعض الفتيات حملن وأجهضن بسبب الاغتصاب الذى تورط فيه إما عناصر من عناصر الشرطة وقوات الأمن، أو عناصر من البلطجية التابعين لوزارة الداخلية في حكومة الانقلاب.
ونشرت إحدى الجرائد الإلكترونية، وهى معارضة للرئيس المنتخب محمد مرسى وتعتبر من وسائل الإعلام المعارضة أصلًا لجماعة الإخوان المسلمين، نشرت تقريرًا استعرضت فيه تفاصيل اغتصاب فتاتين على يد رجال الشرطة خلال احتجازهن فى أحد الأقسام.
وكشف الناشط عبد الرحمن المقداد -عضو ائتلاف شباب الثورة وشقيق أحد شهداء رابعة- عن بعض هذه الحالات قائلا: وصلتنى معلومة مؤكدة عن وجود حالات اغتصاب لبنات وسيدات داخل الأقسام والسجون، وهناك حالتا اغتصاب موثقتان، واحدة لبنت ألقى القبض عليها يوم مجزرة فض رابعة، وأفرج عنها منذ نحو شهر ونصف الشهر، وأجهضها أهلها بعد خروجها، والثانية لبنت اغتصبت من أمين شرطة فى قسم البساتين تم القبض عليها من مسيرة منذ نحو أسبوع وأفرج عنها بعد ليلة واحدة.
وأكد الشيخ خالد الشافعى -القيادى الإسلامى- هذه الواقعة نفسها وقال إن معلومات وصلته من شخص معين نقلها عنه كالتالى: أختان اغتصبتا فى محبسهما.. واحدة منهما حامل وهى التى اعتقلت يوم الفض والأخرى اعتقلت هذا الأسبوع من مسيرة واغتصبت فى الليلة نفسها.
توافر كافة تفاصيل
وكشفت زوجة القيادى في جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد البلتاجى، فور الإفراج عنها عن اعتداءات كبيرة تتعرض لها النساء فى السجون، وقالت لوكالة أنباء الأناضول: "نزعوا عنى حجابى وضربونى داخل السجن وزوجى فى حالة صحية صعبة ولكننا صامدون".
من جهته، أكد الناشط المصرى والصحفى عمرو فراج، وقوع العديد من حالات الاغتصاب، وكتب على صفحته على فيس بوك: «من الواضح بعد مزيد من التدقيق أن هناك حالات اغتصاب مؤكدة لبنات شريفات تمت فى أكثر من قسم شرطة وأكثر من سيارة ترحيلات وتحرش جسدى فى أكثر من مسيرة أو مظاهرة».
وتساءل فراج: «ماذا سنفعل بعد توافر كافة تفاصيل تلك الحوادث؟ هل من جهة تتحرك لحماية شرف بنات مصر؟!».
وتسبب حادث اغتصاب رضيعة الدقهلية في إصابة المجتمع بصدمة هائلة، نظرا لبشاعة الجريمة، حيث أضرم أهالي قريتها النيران في منزل المتهم، وأجبروا عائلته على الرحيل.
حوادث بالجملة
ولا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن العديد من حوادث الاعتداء على الأطفال، حيث تمكنت الشرطة بمدينة دكرنس بالدقهلية من ضبط تشكيل عصابي، الجمعة الماضي، تخصص في خطف الأطفال وبيعهم لتجار الأعضاء البشرية، مقابل ألف جنيه (50 دولارا) للطفل الواحد، واعترف أعضاء التشكيل باختطاف تسعة أطفال خلال عدة أشهر.
وتعددت الجرائم الجنسية داخل المدارس، من بينها اغتصاب طالبة في المرحلة الإعدادية على يد معلمها داخل مدرسة بالدقهلية، وحملها منه سفاحا في شهر فبراير الماضي.
وفي ديسمبر الماضي؛ تعرضت تلميذة أخرى للاغتصاب داخل مدرستها بمدينة منيا القمح بالشرقية.. كما أصبحت دور الأيتام مكانا غير آمن للأطفال المقيمين بها، حيث تعرض العديد منهم لجرائم اعتداء، من بينها دار أيتام بمدينة 6 أكتوبر، مملوكة لأرملة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، حيث تم تعذيب عشرات الأطفال الأيتام، والاعتداء الجنسي عليهم على أيدي مشرفي الدار.
انحلال أخلاقي
وتعليقا على هذه الجرائم؛ قالت أستاذة علم الاجتماع، سلوى خضر، إن المجتمع المصري يعاني من انحلال أخلاقي واضح، ويحتاج إلى معالجة اجتماعية ونفسية حادة.
وأشارت خضر إلى أن "جرائم الاغتصاب والتحرش ليست جديدة على المجتمع المصري، لكنها ظهرت بشكل بشع في السنوات العشر الأخيرة؛ بسبب التشوه الفكري عند كثير من الشباب الذين تمت تنشئتهم وتربيتهم بطريقة خاطئة".
وأضافت أن "الظروف الاقتصادية في مصر تضغط بكل قوة على عقول الشباب، وتحرم الكثير منهم من الزواج، مما يجعلهم يستبيحون المحرمات، ويخرقون القانون بأفعال مشبوهة، حتى يتمكنوا من الحصول على الأموال، أو المتع الجسمانية، ويرتكبون جرائم التحرش أو الاغتصاب".
وحول جريمة اغتصاب الطفلة الرضيعة في الدقهلية؛ قالت سلوى خضر إن المتهم بارتكاب الجريمة شخص مصاب بمرض نفسي وغير متزن عقليا، لأنه لا يمكن لشخص طبيعي أن يفعل ما فعله، حتى لو كان يعاني من كبت جنسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق