الصهاينة يلطمون لـ"ترامب" بعد تقليص المعونة: سقوط السيسي يعيد الإخوان
27/08/2017 06:18 م
كتب كريم محمد:
عاد صراخ الصهاينة على أمريكا للتحذير من إثر حجب 290 مليون دولار عن سلطة الانقلاب بدعوى قمعها حقوق الإنسان وتعاونها مع كوريا الشمالية، على إضعاف "حليفهم" السيسي، وتشجع أضعافه وسقوطه لصالح الإخوان.
وحذر الكاتب الإسرائيلي "يوسف اليعاز" الولايات المتحدة من الاستمرار في سياستها "الغريبة" تجاه مصر، التي تجلت مؤخرا في حجب مساعدات مالية بدعوى تدهور ملف حقوق الإنسان في البلاد، وأبدي تخوفه أن يعيد هذا جماعة الإخوان المسلمين للواجهة.
وقال "اليعاز" -قاض سابق في مقال نشره موقع "نيوز1" العبري الأحد 27 أغسطس- "إذا سقطت مصر مجددا في أيدي الإخوان المسلمين فسوف ينهار كل التوازن النسبي في المنطقة".
وأضاف "تعتبر مصر على ضعفها حجر عثرة أمام التمدد الإيراني والتطرف الإسلامي. وهناك مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين مصر إسلامية متطرفة وإسرائيل".
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن المساعدات الأمريكية لمصر أقل بكثير من النفقات المتوقعة إذا سقط نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وتابع: "التعنت الأمريكي حيال مساعدة الاقتصاد المصري غريب للغاية في ضوء واردات السلاح الأمريكية الهائلة وباهظة الثمن والمنتقاة لمصر. مصر ليست بحاجة لطائرات وغواصات من أجل الحرب على الإرهاب، أو الدفاع عن نفسها من جاراتها السودان وتشاد وليبيا، أو الحرب في اليمن".
وسبق أن قال الموقع الإخباري الإسرائيلي (واللاه) إن عبدالفتاح السيسي أصبح أكثر الشخصيات شعبية في إسرائيل، بسبب موقفه خلال الحرب في غزة وتعزيزه موقف تل أبيب ضد حماس، ومحاربته الاخوان في مصر.
وفي سلسلة تحقيقات نشرها معلقه السياسي أمير تيفون، نوه موقع "وللا" إلى أن التعاون الأمني والتنسيق السياسي بين إسرائيل ومصر في عهد السيسي وصل حدوداً غير مسبوقة، حيث تعدد مستويات الاتصال بين الجانبين.
احذروا سقوط السلاح في أيدي الإخوانوأضاف "اليعاز": "هناك تخوف من أن يكون تراكم الأسلحة مخصص للدفاع أو الهجوم في مواجهة إسرائيل، وبالطبع حال حدوث انقلاب في مصر سيسقط كل هذا السلاح الحديث في أيدي الإخوان المسلمين وأشقائهم في غزة وداعش، مثلما حدث لكل مخازن السلاح التابعة للشاه في إيران عشية اندلاع ثورة الخميني، وكما حدث أيضا لمخازن القذافي في ليبيا"، حسب زعمه.
وتساءل الكاتب: "هل تقوم إسرائيل بتحركات في الولايات المتحدة؟ هل من سبيل لممارسة تأثير إسرائيلي على الولايات المتحدة لمنح مصر الخبز وليس السلاح؟ هل يتعين علينا أن نقف الآن مكتوفي الأيدي؟".
السيسي يواجه السقوط والقتلوتحت عنوان "السيسي يواجه السقوط" زعم الدكتور "إفرايم هراري" في مقال كتبه في صحيفة "اسرائيل هيوم" اليمينية المتطرفة، قبل شهور أن ما يحدث في مصر يؤكد أنها "على أعتاب حرب أهلية، تتقلص فيها فرص السيسي للخروج منتصرا، في ظل اتساع رقعة الحرب في سيناء وانتقالها إلى القاهرة.
وتوقع رجل الاستخبارات السابق والمستشرق المعروف، الدكتور إفرايم هراري، ألا يسقط النظام الحالي فقط، بل إن تنتهي حياة السيسي بعملية اغتيال، تماما كما تم اغتيال النائب العام هشام بركات والرئيس الأسبق أنور السادات.
وقال "هيراره" المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية المسلحة ومؤلف كتاب "الجهاد بين الشريعة والممارسة" إن "الشعب المصري وبخلاف الصورة التي غالبا ما يرسمها الإعلام يؤيد الإسلام المتشدد، لا سيما في ظل معطيات تؤكد تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة".
وأضاف: "يبدو أن الحرب الأهلية على الأبواب مجددا وأن فرص نجاح السيسي في الانتصار فيها ليست عالية، (أولا): لأن الجماهير المصرية، وبعكس الصورة التي غالبا ما يرسمها الإعلام، تؤيد الإسلام الأرثوذكسي (المتشدد)، والدليل على ذلك الانتخابات الديمقراطية التي أجريت قبل عامين، فنحو 40% منهم أيدوا الإخوان المسلمين، وأكثر من 25% أيدوا حركة النور السلفية، ونحو 75% من المصريين يريدون تحكيم الشريعة في البلاد".
و(ثانيا): لأن الاقتصاد المصري في وضع سيئ، والبطالة مرتفعة، خاصة بين الشباب، وتنجح الدولة في الإبقاء على رأسها فوق الماء فقط بفضل تدفق المليارات على يد دول الخليج، أما السياحة، التي كانت مصدر دخل هام، فتواجه انخفاضا حادا منذ إسقاط مبارك، ويتوقع أن تقلصها العمليات الأخيرة أكثر، والغليان الشعبي عبر عن نفسه في نحو 400 تظاهرة على خلفية مطالب اقتصادية في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري.
الخارجية تعترف واعترف المتحدث باسم الخارجية المصرية اليوم الاحد بأن الإدارة الأمريكية أخطرت مصر بقرار خفض جزء من المساعدات المقدمة لمصر، قبل إعلانه بشكل رسمي.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، رداً على استفسار المحررين الدبلوماسيين حول صحة ما تردد بشأن علم الحكومة المصرية بقرار الإدارة الأمريكية تخفيض جزء من المساعدات المقدمة لمصر سنوياً قبل فترة من صدور القرار: "الاتصال كان بعد صدور القرار الأمريكي بالفعل، وقُبيل ساعات بسيطة من الإعلان عنه".
وكانت الخارجية الأمريكية اكدت علم السلطات المصرية المسبق بقرار واشنطن تجميد 290 مليون دولار من المساعدات المقدّمة لها وأشارت إلى أن مصر ستحصل على مليار دولار من المساعدات العسكرية للسنة المالية القادمة والبالغ مجموعها 1.3 مليار دولار.
وقالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على قرار حجب جانب من المساعدات المقدمة لمصر، والذي اقترحه وزير الخارجية ريكس تيلرسون وأن تيلرسون اتصل بشكري يوم الثلاثاء الماضي ليبلغه بالقرار قبل إعلانه الأربعاء.
ولكن المتحدث باسم الخارجية المصرية نفى مع هذا "عدم صحة ما يتم ترويجه في هذا الشأن"، في إشارة لإبلاغ امريكا لمصر قبل الحجب، رغم إشارته لاتصال ريكس تيليرسون، وزير الخارجية الأمريكي، مساء الثلاثاء 22 أغسطس، بوزير خارجية مصر "بعد صدور القرار الأمريكي".
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "كوريا الشمالية" أحد أسباب تجميد المساعدات الأمريكية لسلطة الانقلاب، وأن السبب قد يرجع إلى رغبة تيلرسون في زيادة العزلة الاقتصادية والدبلوماسية لكوريا الشمالية التي تتعامل معها مصر.
حسب "نيويورك تايمز"، "مصر قريبةً من كوريا الشمالية منذ السبعينيات وتحصل منها على صواريخ وتهرب لها صواريخ عبر ميناء بورسعيد".
وأوقفت الولايات المتحدة معونات عسكرية تصل قيمتها إلى 152 مليون دولار واعلنت اعتزامها قطع معونات أخرى تبلغ قيمتها 96 مليون دولار نظرا لما وصفته واشنطن بأنها مخاوف بشأن حقوق الإنسان.
ورحبت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الاحد، بقرار خفض المعونة الأمريكية إلى مصر، وأشار مقال لهيئة تحرير الجريدة لأن هذه الخطوة "استجابة مناسبة لأشد قمع في التاريخ العربي الحديث، وللتعاون مع نظام كوريا الشمالية".
واقترح المقال إعادة توجيه الجزء الذي جرى تخفيضه من المعونة لمصر إلى تونس، والتي وصفتها هيئة التحرير بأنها بلد "ديمقراطية مكافحة، على عكس جارتها، وحريصة على إقامة شراكة مع الولايات المتحدة".
ودعا المحامي الحقوقي جاريد جيسنر في مقاله بالصحيفة إلى تطبيق "قانون ليهي" على نحو أكثر منهجية، والذي يمكن للولايات المتحدة من خلاله حجب نحو 15% من المساعدات العسكرية إلى مصر إذا لم تتخذ خطوات فعالة للنهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأضاف أنه يجب وضع مجموعة جديدة من المعايير لمراقبة وضع حقوق الإنسان في مصر من أجل تقليص المساعدات المقدمة لمصر والتي يسميها بـ"التاريخية".
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حجبها 290 مليون دولار من المساعدات السنوية التي تقدمها إلى مصر والبالغ مجموعها 1.3 مليار دولار.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت" في مؤتمر صحفي بواشنطن إلى أن إطلاق هذه المساعدات لمصر سيكون مرتبطا بتحسين ملف حقوق الإنسان فيها.
وأضافت "لقد تحدثنا عن قانون المنظمات غير الحكومية في مصر وقلنا إنه يشكل مصدر قلق دائم بالنسبة لنا".
التعليقات / عدد التعليقات (0)
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق