من القاهرة.. صهر ترامب يرسم معالم "صفقة القرن" والتنازلات الفلسطينية
24/08/2017 07:02 م
أنهى صهر ترامب ومبعوثه للسلام زيارة لمصر، وتوجه إلى تل أبيب ثم إلى السلطة الفلسطينية ودول عربية أخرى؛ من أجل بحث أفكار ترامب لحل القضية الفلسطينية، وفق سلسلة تنازلات ضمن "صفقة القرن"، التي تستهدف تصفية القضية للتمهيد لحلف عربي سني صهيوني أمريكي.
وفي أعقاب اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين، السبت 19 أغسطس 2017 بالقاهرة، استعدادا لصفقة القرن الأمريكية لتسوية غامضة للقضية الفلسطينية، جاء "كوشنر" ليضع النقاط على الحروف.
وتتلخص "صفقة القرن" الأمريكية أو "خطة ترامب"، والتي يعاونه فيها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى والسعودية والإمارات، في تحييد المقاومة الفلسطينية، واتهام حماس بالإرهاب، وفرض 9 شروط على السلطة الفلسطينية لقطع علاقتها بحماس.
وفي سبيل تسهيل إقامة تحالف "سني أمريكي إسرائيلي" لمواجهة إيران، تشترط الخطة الأمريكية تسوية شكلية للقضية الفلسطينية، تتضمن قبول السلطة الفلسطينية باتفاق يتضمن تبادل بعض الأراضي، ثم فتح المجال الجوي بين إسرائيل ودول الخليج وتبادل السلع والبضائع، تمهيدا لتبادل العلاقات الدبلوماسية.
وقد سعت خارجية الانقلاب لإشاعة أنباء عن إلغاء اجتماع بين سامح شكري ومستشار الرئيس الأمريكي وزوج ابنته جاريد كوشنر، في سياق "صفقة القرن" المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ بدعوى الغضب من قيام واشنطن بتقليص جزء من المعونة لمصر، ولكن شكري والسيسي لم يتخلّفا عن الاجتماع، وردت الخارجية الأمريكية مؤكدة أنهم كانوا يعلمون بهذا التخفيض مسبقا.
وانتقدت سلطة الانقلاب قرار الولايات المتحدة الأمريكية تخفيض بعض المبالغ المخصصة في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري، ووصفته بأنه "يفتقر للفهم الدقيق".
وجاء هذا بعدما تم الكشفت، الثلاثاء 22 أغسطس 2017، عن أن الولايات المتحدة قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى؛ "لعدم إحرازها أي تقدم على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية"، بحسب وكالة "رويترز".
ووصل وفد أمريكي برئاسة كوشنر إلى القاهرة، اليوم الأربعاء، لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، ووضع حلول للقضية الفلسطينية، وصفت بأنها ضمن "صفقة القرن" التي تستهدف تشكيل تحالف سني أمريكي تشارك فيه إسرائيل ضد إيران، مع حل للقضية الفلسطينية يتضمن تنازلات لتيسير هذا التحالف العربي الإسرائيلي ضد إيران.
وقبل وصوله القاهرة، بحث جاريد كوشنر مع ملك الأردن عبدالله الثاني، مساء الثلاثاء 22 أغسطس 2017، "آليات إعادة إحياء مفاوضات السلام المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين"، ثم توجه الوفد الذي يضم أيضا مساعد ترامب وممثله الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، إلى دولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية.
ويشكك كثيرون بإمكانية استئناف مفاوضات جدية بين الجانبين، حيث إن حكومة بنيامين نتنياهو هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان يدعون بشكل علني إلى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية.
وعلى حين تحدث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، عن اهتمام السلطة الفلسطينية بقدوم الوفد الأمريكي، قلل نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني، من أهمية الزيارة، وقال في تصريحات إذاعية: "ليست هناك توقعات كبيرة من الزيارة، لكن نحن سنشرح موقفنا لهم بكل وضوح، فالجانب الأمريكي يخوض في العملية السلمية بيننا وبين إسرائيل منذ 26 عاما، وهي لا تؤدي حتى الآن إلى أي شيء".
خطة ترامب
وتقوم خطة ترامب- الأكثر وضوحا الآن والتي يعاونه فيها السيسي والسعودية والإمارات- على تحييد المقاومة الفلسطينية، واتهام حماس بالإرهاب، وفرض 9 شروط على السلطة الفلسطينية لقطع علاقتها بحماس، والقبول بخطة تسوية تتضمن تبادل بعض الأراض وتنازلات غير عادية، مقابل فتح المجال الجوي بين اسرائيل ودول الخليج، وتبادل السلع والبضائع تمهيدا لتبادل العلاقات الدبلوماسية.
وقد قدم هذه الشروط التسعة للرئيس الفلسطيني عباس خلال زيارته لأمريكا صهر ترامب، ونشرتها صحيفة لقدس، ومن ضمنها التضييق على غزة وحماس وهو ما نفذه عباس، فضلا عن تبادل بعض الأراضي بين مصر ودولة الاحتلال وفلسطين.
وتنطلق هذه الصفقة في مرحلتها الأولى من رعاية وضمانة أمريكية للتسوية، مع الالتزام الكامل بمبدأ حل الدولتين، والإقرار لإسرائيل بحدودها كخطوة أولى، وأن تعاد قراءة الحدود ومشروع تبادل الأراضي وفق خريطة باراك (1.9 %) أو أولمرت (6.5 %)، أو خريطة جديدة قد تصل إلى 12 %.
ويكون هناك التزام "إسرائيلي" بوقف الاستيطان خارج "الكتل الاستيطانية"، والتزام دولي وعربي برعاية الاقتصاد الفلسطيني، مع إعادة النظر في اتفاق باريس الاقتصادي، وأن تستمر السلطة في منع ما يسمى "العنف والتحريض"، ويستمر التنسيق الأمني بإشراف طرف ثالث (أمريكا)، والسماح للجيش "الإسرائيلي" بالعمل في الضفة الغربية.
والمرحلة الثانية لـ"صفقة القرن" تشير في اتجاه مشروعيْ "يوشع وآيلاند" اللذين يقومان على تنازل الفلسطينيين عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من غور الأردن، كما تتنازل مصر عن جزء من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة وسيناء، وستحصل من "إسرائيل" بالمقابل على مساحة مساوية من وادي فيران جنوب صحراء النقب.
وضمن هذه الصفقة، عُقد في 21 فبراير 2016 بالعقبة الأردنية، وفق تسريب لصحيفة هآرتس، لقاءٌ رباعي بين بنيامين نتنياهو وجون كيري وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وعبد الله الثاني، ناقش أفكارا جديدة للحل على أساس من "يهودية الدولة" وتبادل الأراضي، لكن الجميع أنكروا هذا الاجتماع عدا نتنياهو.
بعد عام وفي 12 فبراير 2017؛ أعلن عضو حزب الليكود أيوب قرا عن أنه أثار مع نتنياهو مقترح دولة فلسطينية في سيناء وفق "خطة السيسي"، لتعبيد طريق السلام الشامل مع "الائتلاف السني" حسب وصفه، وقال إن نتنياهو سيعرض المقترح على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق