السيسى فى الإمارات.. مزيدا من التنازلات والتوسلات لكفيله فى أبوظبى
24/09/2017 11:00 م
كتب أحمدي البنهاوي:
لم يرشح الكثير من الزيارة "الرسمية" المقررة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، غدا الاثنين، للإمارات والتي تستغرق يومين، يستقبله فيها ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
فتصريحات علاء يوسف المتحدث باسم السيسي لم تخرج عن الديباجات المعهودة من التنسيق والتشاور وإن أشارت إلى الأزمات ذات الإهتمام المشترك وما أكثرها.
ملفات الرزولعل أقرب ملفات المصالح بين الجانبين -الكفيل والمكفول هي ملفات "الأرز"– الجانب الاقتصادي المتأزم في مصر، ومفاوضة الانقلاب دولا خليجية على رأسها الإمارات على تأجيل سداد 5 مليارات دولار.
ففي ظل زيادة الديون الخارجية، بسبب استمرار سياسة الاقتراض التي يتبعها نظام السيسي، كشف مسئول بارز في حكومة الانقلاب عن مفاوضات تجري سرا لإقناع دول خليجية دائنة للانقلاب بتأجيل الحصول على مستحقاتها، خاصة بعد تقارير عن مطالبة "حكومة" الانقلاب بسداد 11 مليار دولار خلال العام الجاري.
وفي ضوء تقارير صحفية سيتم رد الوديعتين الليبية التي تبلغ قيمتها ملياري دولار، والتركية ومقدارها مليار دولار على عدة دفعات، في الوقت الذي يرشح فيه الاحتياطي النقدي الأجنبي للانخفاض، الأمر الذي سيربك المشهد الاقتصادي.
وأشارت التقارير إلى مساع انقلابية لتأجيل سداد ودائع دول الخليج المستحقة في يوليو 2018، والبالغ قيمتها 5 مليارات دولار، وهي مستحقة للسعودية بواقع ملياري دولار، والإمارات ملياري دولار، والكويت مليار دولار، حسب محافظ البنك المركزي طارق عامر.
وتجري مفاوضات تجديد بعض القروض المستحقة ومد آجال استحقاق بعضها لفترة جديدة، حتى وإن كان تجديدها بشروط فائدة جديدة سيجري الاتفاق عليها.
خلاف على المرتزقةومن بين المصالح الخليجية المتوخاة في اليومين، تشير تقارير إلى وجود خلافات بين القاهرة وأبوظبي، بسبب رفض السيسي إرسال قوات -مرتزقة- لمساندة القوات السعودية والإماراتية في اليمن.
وتتزايد المخاوف الإماراتية جراء تصاعد تهديدات زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي أعلن الخميس قبل الماضي، أن القوة الصاروخية التابعة للجماعة وحلفائها نجحت في إجراء تجربة صاروخية تصل إلى أبوظبي، وقال: "الإمارات باتت في مرمى صواريخنا"، كما هدد زعيم الحوثيين كل الشركات في الإمارات بـ«ألا تنظر للإمارات على أنه بلد آمن بعد اليوم».
فضلا عن الجبهة الجنوبية للمملكة التي باتت مكشوفة في ظل التقهقر السعودي الملحوظ وانكشاف الجبهة الداخلية باعتقال المعارضين.
تشديد الحصاروعلى الرغم من أن "السيسي" تابع وظيفته في الامتصاص، إلا أن التصعيد العسكري والأمني تجاه قطر يتمناه "السيسي" كما هو "ابن زايد"، وسيجدان من "المبررات" للتدخل لإذلال قطر.
وتوقع معارضون خليجيون أن يبحث "السيسي" مع المسؤولين الإماراتيين، سبل تشديد الحصار على قطر، بعد نجاح الدوحة في تجاوز الأزمة القائمة منذ 5 يونيو الماضي، وفشل دول الحصار للشهر الرابع على التوالي في تنفيذ اشتراطاتها بوقف قناة الجزيرة وإغلاق القاعدة العسكرية التركية على الأراضي القطرية.
والاثنين الماضي، التقى السيسي، عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات ورئيس الوفد الإماراتي في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر إقامته بنيويورك، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، وهو ما فسره المتابعون باللقاء الأمني.
ورقة شفيقويوم الخميس 21 سبتمبر الجاري، وصل وفد مصري رفيع المستوى، إلى أبوظبى، للإعداد لزيارة عبدالفتاح السيسي، للإمارات.
والتقى الوفد خلال زيارته للإمارات بعدد من كبار المسئولين والشخصيات لإعداد جدول الأعمال، ما يعني أن الكفيل يطلب إجابات مسبقة من عصابة الانقلاب لعدم إضاعة وقت أبوظبي.
وتدور تكهنات في ضوء المصالح التي يعطلها السيسي، عن غضب إماراتي متزايد تجاه السيسي، وصل إلى حد تهديده بورقة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، المقيم في أبوظبي.
ورأى -قبل أيام قليلة- الأكاديمي الإماراتي المعارض سالم المنهالي، أن الإمارات بدأت تلعب على المكشوف مع السيسي عبر ابتزازه بورقة الفريق شفيق بهدف إرسال قواته لمساندة القوات السعودية والإماراتية في اليمن.
ويخشى السيسي الذي تنتهي مدة سطوته الأولى يونيو المقبل، من خوض شفيق ماراثون "الرئاسة" في 2018.
ونقلت صحيفة المصريون، عن مصادر "مطلعة"، نهاية العام الماضي، أن السيسي يتحفظ على مطلب إماراتي بأن يلعب الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع مبارك دورا سياسيا عبر تكليفه برئاسة مجلس الوزراء خلفا لـ"حكومة" شريف إسماعيل المتعثرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق