من سيناء للواحات.. السيسي يواصل حفر قبور المصريين
21/10/2017 02:45 م
كتب- سيد توكل:
دوامة الإرهاب يغذيها العسكر ويضمن بقاءها الانقلاب ولن يفيق منها المصريون، ففي فاصل جديد اندلعت مواجهات بين الشرطة وعدد من المسلحين، في منطقة الواحات البحرية غرب الجيزة، أسفرت عن مقتل 53 شرطيًا وإصابة ثمانية آخرين منهم ضابط برتبة كبيرة، بينما لم تقع أي إصابات بين صفوف المسلحين.
وتساءل مراقبون لماذا تندلع العمليات الإرهابية بهذه الصورة الدموية كلما كان السفيه عبد الفتاح السيسي في حاجة إلى تأييد شعبي، أو يحتاج إلى تخويف الشعب؟
ويعتزم السفيه السيسي الترشح لفترة رئاسية "مغتصبة" قادمة رغم الفشل السياسي والاقتصادي، والتنازل عن جزر واراضي وحقول غاز رغم الفشل السياسي والاقتصادي، والتنازل عن جزر واراضي وحقول غاز وبترول مصرية.
كابوس السيسي
من جهته قال د.حازم حسني الخبير الاقتصادي، أمس الجمعة، "وجود السيسي في الحكم كابوس ينذر بخراب مصر وإهدار مقدراتها، وهو ما يتأكد لكل ذي عقل يوماً بعد يوم رغم كل فنون البهرجة الإعلامية التي يغلف بها النظام ما تسببه أفكار السيسى وأساليبه وسياساته من بؤس لمصر وللمصريين، وهو بؤس لا ينكره السيسى نفسه الذي انتقل وأوهم المصريين بأن مصر "قد الدنيا" وصلت إلى "الفقيرة قوى"، هكذا كتب أحد الشخصيات المؤيدة للانقلاب العسكري سابقا".
وبالعودة إلى حادث الواحات أوضحت صحيفة "المصري اليوم" أن قوة الشرطة كانت مؤلفة من عناصر من القوات الخاصة والأمن المركزي وقطاع الأمن الوطني، وأن القتلى من بينهم 6 من ضباط الأمن الوطني وهم (أحمد فايز، محمد وحيد، محمد عبد الفتاح، أحمد جاد جميل، كريم فرحات، أحمد السيد)، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الجهاز في عام 1910. وتعد هذه العملية هي أكبر هجوم على الشرطة المصرية خارج سيناء منذ سنوات.
وتأتي هذه العملية عقب عملية مشابهة الأسبوع الماضي قتل فيها 6 من عناصر الجيش في هجوم مسلح استهدف نقطة ارتكاز أمني في مدينة العريش مركز محافظة شمال سيناء الأسبوع الماضي، كما تم السطو على بنك والاستيلاء على مبلغ مالي كبير.
وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، الشهر الماضي، أيضا، مقتل 18 من عناصرها، جراء هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة أمنية جنوبي مدينة العريش في سيناء.
ويبدو أن العمليات القتل والتصفية المتبادلة بين مسلحين مجهولين وعناصر ميليشيات الانقلاب (الجيش والشرطة) سيستمر في التصاعد، في ظل تعمد جنرالات الانقلاب بقاء حالة الارهاب التي على اساسها يستغل السيسي خوف الشعب، بالاضافة الى عدم وجود استقرار سياسي في البلاد، وهو ما يراهن عليه السفيه السيسي.
مخطط تقسيم مصر
ويرى مراقبون أن استمرار انقلاب السيسي يعزز استمرار عمليات القتل التي يدفع ثمنها العسكريين والمدنيين على حد سواء، كما أنه يفتح الباب لتنفيذ مخطط تقسيم مصر، خاصة أن قائد الانقلاب لا يملك من المهارات أو الأدوات الكافية لاستمراره في هذا المنصب، كما أنه أخفق في جميع الملفات بداية من الملف الاقتصادية، مروراً بالملف السياسي، وانتهاء بالملفات الخارجية.
وكانت مجلة "إيكونوميست" البريطانية المرموقة قد كشفت في مقال بعنوان "خراب مصر"، أن السيسي "أثبت أنه أشد قمعاً من حسني مبارك الذي أُطيح به في الربيع العربي.. ويفتقر للكفاءة والمهارات التي تؤهله لتولي هذا المنصب".
ووصفت المجلة السيسي بالمفلس، ووصفت نظامه بأنه "يعيش فقط على المنح النقدية السخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المعونات العسكرية من أمريكا".
واعتبرت صحيفة "إل موندو" الاسبانية أن السيسي بدأ في هدم معبد الفراعنة بعد خمس سنوات من الانقلاب العسكري الذي قاده على الرئيس محمد مرسي.
وقالت الصحيفة في تقريرها:" في خضم الوضع الكارثي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، سلم نظام السيسي جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، مثيراً بذلك الكثير من الجدل.
ونقل التقرير الاسباني عن أحد الناشطين المصريين قوله: مصر، في الوقت الراهن، تخيم عليها حالة حقيقية من الفشل الاقتصادي والسياسي. فقبل خمس سنوات، كان يوجد على الأقل فضاء سياسي فلم نعد نسمع سوى صوت السيسي!
تخريب متعمد
في الوقت نفسه شن ممدوح حمزة الناشط السياسي الذي كان مقربا من الانقلاب، هجومًا على السيسي، مشيرًا إلى أنه يستهدف تخريب مصر بإصراره على التنازل عن الجزيرتين المصريتين "تيران وصنافير" لصالح المملكة السعودية.
وقال حمزة في تغريدة له: "إن بقاء السيسي يؤدي إلى حرب داخل البلد والشعب لن يستسلم" كما كتب "التضخم وزيادة الأسعار، غلاء معيشة فاحش = ضريبة فشل سياسات يدفعها الشعب صاحب الأصوات الانتخابية".
وبرز في شهر أكتوبر الجاري، ظهور حملة "عشان نبنيها"، تقودها المخابرات الحربية ويقف وراءها أحزاب ومشاهير مؤيدون ومدعمون من السيسي، ويدعونه للترشح لفترة رئاسية ثانية، لاستكمال ما يعتبرونه "إنجازات ضخمة" تحققت في ولايته الأولى، وتعد هذه أول دعوة صريحة تواجه دعوات بقاء قائد الانقلاب لأربع سنوات أخرى.
فيما يرى كثيرون أن هذه الحملة تنفذ بأدوات أجهزة الاستخبارات المصرية خاصة، أن "الاستخبارات العامة في مصر، أصدرت تكليفات للمسؤولين عن وسائل الإعلام التابعة لها، للترويج لحملة تجديد الثقة بالسيسي المطالبة بترشحه لفترة رئاسية ثانية".
شغل مخابرات
ويقول مراقبون أنه تم التأكيد على جميع مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات بالتواصل المستمر مع منسقي الحملة المعتمدين لدى الاستخبارات، وأمناء حزب مستقبل وطن، من أجل تغطية جميع فعاليات الحملة.
وقد تم تشكيل "حزب مستقبل وطن" من قِبَل أجهزة الاستخبارات الحربية، التي أسست حملة تمرد التي جمعت التوقيعات للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ويروي حازم عبد العظيم، أن أحد مساعدي السفيه قال له بالحرف: إن حزب مستقبل وطن، الذي كان في الأصل جبهة مستقبل وطن، أسسته الاستخبارات الحربية ككيان شبابي لدعم السيسي.
وتابع بدا الأمر كأنه استعادة لحركة "تمرد" التي مهدت الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، التي تبعتها حملة أخرى تحت مسمى "كمّل جميلك" التي مهّدت لترشيح السيسي لمسرحية انتخابات الرئاسة السابقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق