استثمارًا لخيانة «صهاينة العرب».. «3» أهداف لزيارة نائب ترامب للمنطقة
18/12/2017 07:05 م
كتب: حازم الأشمونيلا شك أن قرار الرئيس الأمريكي المتطرف دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إلى القدس جاء استثمارًا لخيانة حكام العرب المنتمين للحلف الصهيوأمريكي، ولولا يقين الإدارة الأمريكية من خيانة هؤلاء الحكام لقضايا أوطانهم وأمتهم من أجل تكريس عروشهم المستبدة وسلطاتهم المطلقة، ما تمكن ترامب ولا غير ترامب من اتخاذ مثل هذا القرار الذي يخالف القوانين الدولية وقرارات المجتمع الدولي.
بل يمكن الجزم بأن واشنطن تراهن على قدرة هؤلاء الحكام على قمع الشعوب وتحجيم الغضب ضد قرار ترامب، حتى يكون في الدوائر المقدور عليها دون اتخاذ قرارات عملية من جانب هؤلاء، تكون قادرة على ردع واشنطن والإضرار بمصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم وإجبارها على التراجع.
وفي هذا السياق تأتي زيارة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة، من أجل تحقيق ثلاثة أهداف.
استئناف عملية السلام في ضوء القرار الأمريكي
أول أهداف زيارة "بنس" هو تهدئة الموقف بإخماد الغضب الشعبي، والضغط من أجل استئناف عملية السلام المزعوم في ضوء القرار الأمريكي الأخير؛ حيث يؤكد مسئولون أمريكيون أن «واشنطن» ترغب فى استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عقب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذى أدانه المجتمع الدولى، وأثار العنف فى المنطقة.
ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن مسئولين بالبيت الأبيض، قولهم إنه «اعتبارًا من الأسبوع المقبل ستبدأ محاولة لتهدئة التوتر، تزامنًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلى القدس». وقال أحد المسئولين إن «هذه الزيارة هى بشكل ما نهاية فصل وبداية فصل جديد، ونحن مستمرون فى تركيزنا على عملية السلام، وكيف يمكن أن نقود هذا الوضع باتجاه نتيجة ما».
فيما قال مسئول آخر: «نحن نتفهم أن الفلسطينيين بحاجة إلى مهلة للتفكير، وهذه ليست مشكلة، وسنكون عندئذ على استعداد للبدء فى المحادثات من جديد». وتابع المسئول الأمريكى: «نحن لا نتصور سيناريو لا يكون بموجبه حائط البراق تابعاً لإسرائيل»، مضيفا: «البيت الأبيض لم يُحدّد أى مهلة للتوصل إلى اتفاق».
وتوقعت شبكة «بلومبرج» الأمريكية، استقبالا باردا لـ«بنس» فى الشرق الأوسط، وقالت إنه «رغم أن بنس سيُقابَل بترحيب حار من قادة إسرائيل، إلا أنه سيواجه استقبالا باردًا فى أماكن أخرى». وأشارت إلى أن «مايك بنس سيسعى خلال رحلته فى الشرق الأوسط، إلى إظهار أن إدارة ترامب يمكن أن تظل شريكة مع القادة العرب والمسلمين حول المسائل الأمنية والوساطة فى السلام رغم رد الفعل العنيف بعد إعلان الرئيس الأمريكى». ووصفت صحيفة «جارديان» البريطانية زيارة «بنس» بأنها «فى فوضى». وقالت إن «الكثير من القادة المسيحيين والفلسطينيين يرفضون لقاءه، خصوصا بعد أن شوهد واقفا خلف ترامب أثناء إعلان قراره، حيث يُنظر إليه على أنه سبب رئيسى فى ذلك القرار».
وفي هذا السياق، يرى الدكتور غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن نائب الرئيس الأمريكي يزور المنطقة الثلاثاء المقبل، في محاولة لتهدئة الأوضاع بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. إضافة إلى تقديم بعض التنازلات البسيطة لتهدئة الأوضاع بعد قرار نقل السفارة الأمريكية. وأشار إلى أن مايك بنس يأتي للقاهرة لتوضيح موقف الإدارة الأمريكية على أساس أنها تملك مشروعًا لحل القضية الفلسطينية، وهو كلام فارغ بحسب عضو المجلس الوطني الفلسطيني، لا ثقة فيه. وأكد أن الفلسطينيين لن يثقوا في أي وعود أمريكية جديدة، ولن يقبلوا تدخلات أمريكا لفرض رغبتها علينا.
الشراكة مع السيسي ضد الإرهاب!
أما الهدف الثاني والأساس من زيارة بنس، فهو التأكيد مع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي أن الأولوية مستقبلا للشراكة الأمنية بين المصريين والإسرائيليين برعاية أمريكية؛ لمحاربة الإرهاب «الإسلامي!».
ومن جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن «الهدف من زيارة مايك بنس إلى مصر، هى أن الإدارة الأمريكية تريد أن تنقل رسالة واضحة وصريحة إلى القاهرة مفادها بأن مصر لا تزال شريكا مهما جدا للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط»، مضيفة: «أكد كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية فى مكالمة هاتفية، علاقة الولايات المتحدة المتميزة مع مصر». وأشارت الصحيفة إلى أن «بنس» كان قد خطط لزيارة إسرائيل أولاً، لكنه أعاد ترتيب جدول أعماله وسيتوجّه إلى القاهرة. وقال مسئول أمريكى: «هذا التغيير جاء فى أعقاب قرار القدس، حيث اعتبر (بنس) أنه من المهم البدء بزيارة مصر باعتبارها قلب العالم العربى والإسلامى»، مضيفاً: «نأمل أن تنهى رحلة نائب الرئيس الأمريكى ردود الفعل الانفعالية على قرار (ترامب)، وبدء صفحة جديدة مع التركيز على الأولويات مثل مكافحة الإرهاب، حيث سيؤكد (بنس) عدة خطط لمعالجة مجموعة من القضايا، بالإضافة إلى عملية السلام، من بينها إعادة تأكيد وجود علاقة أمنية أمريكية مصرية قوية، ومواصلة الكفاح المشترك ضد الإرهاب، والاعتراف بأن السيسى (شريك مهم) فى المنطقة، وتشجيع القاهرة لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين، ومناقشة قضية كوريا الشمالية وروسيا والمساعدات الخارجية».
ووفقا للدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فإن القاهرة سوف توظف الحدث لتحقيق عدة مكاسب، منها طرح ملف المساعدات الأمريكية وحجم الشراكة، والدور المصري في قضايا الإقليم، وأهمها القضية الفلسطينية، مستغلا رفض الأزهر والكنيسة استقبال بنس.
الابتزاز بملف الأقليات الدينية
الهدف الثالث من زيارة بنس، هو ابتزاز حكام المنطقة وعلى رأسهم رئيس الانقلاب عبد التفاح السيسي، وذلك بطرح ملف الأقليات الدينية. وفي السياق ذاته، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الهدف من زيارة بنس هو مناقشة أوضاع الأقليات الدينية في الشرق الأوسط.
وأكد أن الزيارة تأتي لبحث سبل وآليات مكافحة الإرهاب مع شركاء الولايات المتحدة الأمريكية، ووضع خطة لمعالجة مشكلة التطرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق