طوائف المسيحيين في بيت لحم تلغي مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد بعد قرار ترامب
24/12/2017 11:55 م
كتب- أحمدي البنهاوي:
شاب توتر متصاعد احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم بعد قرار ترامب حول القدس، بعدما قررت الطوائف المسيحية في القدس تعليق الاحتفالات بعيد الميلاد إلا من بعض المظاهر.
حيث شارك العشرات من فرق الكشافة في العروض التي سبقت وصول المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين في القدس بيير باتيستا بيتسابالا الى كنيسة المهد بعد الظهر، حيث استقبلته شخصيات فلسطينية من المدينة.
وكان بيتسابالا اكد الاسبوع الماضي ان اعلان ترامب "ادى الى توتر حول القدس وشغل الناس عن عيد الميلاد".
وفي الايام الأخيرة، زار الى بيت لحم عدد قليل من الاجانب الذي يكون عددهم كبيرا في عيد الميلاد عندما يسمح الوضع الامني. وقال بيتسابالا إن عشرات مجموعات السياح الغت رحلاتها منذ 6 ديسمبر.
لا زيارات
ونقلت فرانس برس عن سامي خوري، مدير مشروع "زور فلسطين" السياحي الالكتروني قوله: "لم يكن هناك الكثير من (الفلسطينيين) ليكون هناك سياح".
وأضاف "لا يشعر الشخص انه عيد الميلاد" موضحا أن "الكثير من الوفود السياحية التي كان من المفترض ان تصل في 24 و 25 (ديسمبر) الغت رحلاتها".
قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن مدينة القدس التي تحتضن كنيسة القيامة، هي قبلة المسيحيين الأولى في مشارق الأرض ومغاربها.
وأكد حنا عبر البث الموحد والمشترك مع عدد من الفضائيات العربية، اليوم الأحد، أن هناك موقفا مسيحيا واضحا وأعلنت عنه، بأن الكنائس المسيحية كافة رافضة للإعلان الأميركي المشبوه والمرفوض والمدان الذي قدم مدينة القدس على طبق من ذهب لدولة الاحتلال، مؤكدا أن القدس حاضنة أهم المقدسات الروحية، وأنها عاصمة فلسطين الأبدية، ولا يحق لأي جهة سياسية أو غيرها أن تشطب حقوق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس.
حزن وفرح
وقال القس الفلسطيني متري الراهب راعي كنيسة الميلاد اللوثرية الانجيلية في بيت لحم، ان اجواء عيد الميلاد لهذا العام "يمتزج فيها الحزن مع الفرح" بسبب قرار ترامب حول القدس.
ورأى الراهب ان الاحتفال بعيد الميلاد نوع من "المقاومة المبدعة. لا ننكفىء على أنفسنا ولا نيأس بل نصمد (...) ونحتفل بالطفل الذي ولد في هذه المدينة المقدسة".
وقالت نهيل بنورة (67 عاما) وهي مسيحية من بلدة بيت ساحور القريبة من بيت لحم، إن عيد الميلاد ليس سعيدا لهذا العام. واضافت وهي تمسك بحفيدتها التي ارتدت قبعة بابا نويل وحملت بالونا زهري اللون، "الوضع تعيس هذا العام. الناس يخرجون فقط للترويح عن نفسهم".
تواصل سياسي
من جهته، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم إنه تحدث مع البابا فرنسيس حول قضية القدس.
وقال "إنها ليست قضية تهمّ المسلمين فحسب، وإنما المسيحيين أيضا والبشرية كلها" داعيا إلى اتخاذ إجراءات جديدة بعد التصويت الذي جرى في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومساء الاحد يترأس البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد اتباعها 1,2 مليار شخص في العالم، قداس عيد الميلاد في روما عند الساعة 20,30 بتوقيت غرينتش.
مبدأ اتفاقي
ويعتبر الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون ان الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لا يستبق فحسب نتيجة المفاوضات التي يفترض ان تتناول وضع المدينة، بل يشكل انكارا للهوية العربية للقدس الشرقية التي تحتلها اسرائيل وضمتها، ويقضي على حلمهم في جعلها عاصمة لدولتهم.
وفي بيان الاحد، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا بالقرار الاميركي "داعيا جميع المسيحيين في العالم الى الاصغاء لمسيحيي فلسطين الرافضين لوعد ترامب".
وكان عطاالله حنا وجه رسالة إلى كافة كنائس العالم للالتفات إلى مدينة القدس للدفاع عنها، وقال: "عندما تدافعون عن القدس تدافعون عن دينكم وأصالتكم والمبادئ السامية التي نادى بها الإنجيل المقدس".
وأضاف: "نتمنى من كل المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية أن يكون لها صوت واضح وصريح حول ما يحدث في القدس وفي بلادنا".
وأعرب حنا عن أمله بألا تقتصر زيارة من يشد الرحال إلى فلسطين على زيارة الكنائس والمساجد فقط، وأن يعاينوا بأم أعينهم ما يتعرض له شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي، داعيا من لم يتمكن من زيارة فلسطين إلى المشاركة في التظاهرات والتجمعات التي تنظم في كل دول وعواصم العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق