إثيوبيا تبدأ في تخزين المياه وسيناريوهات الكارثة في رسالة دكتوراه
24/12/2017 09:52 م
كتب- حازم الأشموني:
كشفت الصور الفضائية الحديثة لمنطقة سد النهضة من خلال متابعة التغيرات الهيدرولوجية هناك عبر الصور الفضائية للقمر الصناعى العلمى Landsat 8 بتواريخ متعددة والمتاحة على الموقع الرسمى للقمر، بدء أثيوبيا في تخزين مياه الأمطار أمام بحيرة "سد النهضة".
ووفقا لتحليل الصور الحديثة للتغييرات فى مناسيب المياه أمام سد النهضة قبل وأثناء وبعد موسم الفيضان خلال صيف هذا العام 2017 اتضح زيادة حجم المياه المخزنة.
واتضح من الصور حدوث تخزين بوتيرة متزايدة جداً للمياه وكان ذلك فى ذروة موسم الفيضان فى شهرى أغسطس وسبتمبر، حيث بلغ متوسط عرض المسطح المائى أمام سد النهضة نحو 3كم وذلك فى أعرض مناطقه، ويقل هذا العرض كلما توغلنا جنوباً حيث امتد التخزين لمسافة نحو 50كم جنوب موقع السد.
وبحسب الصور في شهر نوفمبر الماضي فقد انحسرت المياه قليلا؛ بسبب قرب انتهاء موسم المطر فى الهضبة الإثيوبية وانخفاض معدلات هطوله.
ويحذر خبراء ومراقبون من تجاهل التداعيات الكارثية لسد النهضة على مجمل الأوضاع في مصر؛ مؤكدين أن للسد مخاطر تهدد الأمن القومي للبلاد ما لم يتم وقف أثيوبيا عند حدودها.
"2018" هو الأخطر
ويؤكد الباحث أحمد كمال عبدالحميد، الخبير فى نظم المعلومات الجغرافية، أن عام 2018 هو الأخطر فى ملف سد النهضة الإثيوبى، مرجحا بدء أديس أبابا في تخزين المياه بصورة أوسع فى بحيرة السد مع فيضان النيل فى إثيوبيا العام المقبل.
وحصل عبدالحميد على الدكتوراه في رسالة علمية حاز بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، من كلية الآداب بجامعة بنها، بغنوان «التأثيرات البيئية لسد النهضة بإثيوبيا على بحيرة ناصر باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد»، وتعد الرسالة التى جرت مناقشتها فى نوفمبر الماضى، أحدث رسائل الدكتوراه فى هذا المجال.
ويؤكد صاحب رسالة الدكتوراه بحسب حوار أجرته معه صحيفة "الوطن" أن رسالته جرى إعدادها باستخدام تقنيات حديثة وتحليل صور فضائية، وتقنيات الاستشعار عن بُعد، وذلك فى دراسة تطورات وتغيرات منطقة سد النهضة وتأثيرها على مصر.
ويشدد على أهمية الاستعداد من الآن لمخاطر اكتمال سد النهضة وكذلك مخاطر انهياره، بمشروعات مائية على الأرض داخل وخارج
حدود مصر.
3 سيناريوهات لتأثير «سد الأزمة» على مصر
وتضمنت رسالة الدكتوراه عرض 3 سيناريوهات محتملة لتأثير سد النهضة الإثيوبى على بحيرة ناصر فى مصر، وقراءة فى تأثيراتها سواء حال حدوث فترات جفاف أو حال انهيار سد النهضة أو حال انخفاض الإمدادات المائية عن المعتاد فى ظل فترة ملء بحيرة سد النهضة.
وعرض الباحث، مُعد الرسالة، الحلول المقترحة لمواجهة هذه الأزمات، حيث تمت دراسة مدى تأثير سد النهضة على بحيرة ناصر بعد اكتمال بنائه مع وجود فترة ملء لبحيرته تم تقسيمها إلى 4 فترات تبدأ من عامين إلى 5 أعوام.
قدرة البحيرة على التخزين تصل إلى 18٫5 مليار م3 فى أول أربعة أعوام وفى الخامس ستصل إلى 3٫9 مليار م3
1- 5 سنوات لملء خزان السد
اتضح أن أفضل فترة ملء مقترحة من خلال الدراسة هى السيناريو الممتد لمدة 5 سنوات، حيث سيصل بحيرة ناصر سنوياً خلال الأربع سنوات الأولى نحو 37 مليار م3 لترتفع إلى 51٫6 مليار م3 فى العام الخامس بنسبة 93٪ من حصة مصر السنوية، وهو ما توصى به الدراسة لتقليل العجز المائى فى بحيرة ناصر.
2- (الأسوأ).. جفاف "النهضة" يؤثر سلبًا على "ناصر"
تمت دراسة تأثير سد النهضة على بحيرة ناصر فى حالة حدوث فترات الجفاف، وهو أسوأ سيناريو محتمل حال حدوثه فى ظل بناء سد النهضة لتتأثر بحيرة ناصر سلباً فى حالة عدم وصول حصة النيل الأزرق لها خلال 3 أعوام متتالية، ليصل منسوب المياه بها مع نهاية العام الثالث إلى مستوى مجرى النيل قبل نشأة البحيرة.
3- (الأخطر).. انهيار سد إثيوبيا
تمت دراسة تأثيرات انهيار سد النهضة على بحيرة ناصر، ليتضح أن متوسط أعلى منسوب لبحيرة ناصر بعد تخزين المياه أمام سد النهضة هو منسوب 170م وأن التدفقات المائية المقبلة لبحيرة ناصر ستواجه 3 محطات تخزين عبر مسارها هى خزان الروصيرص وسنار ومروى لتبلغ التدفقات 90٫4 مليار م3 تصل عند البحيرة بعد 12 يوماً من انهيار سد النهضة، ليصل أقصى منسوب أمام السد العالى نحو 186م، مما يعنى تجاوزه لأقصى منسوب لبوابات السد.
وتحذر الرسالة من أنه بعد سنة من بدء الملء والتخزين، سيظهر التأثير السلبى تدريجياً على مناسيب المياه فى بحيرة ناصر، وبالتالى على قطاعات اقتصادية متعددة أهمها السياحة النهرية والكهرباء والزراعة، وحتى الآن لم يتم الاتفاق نهائياً على طريقة لتفادى تلك التأثيرات ما يعني أن حكومة العسكر لم تخطط لمواجهة السيناريوهات المدمرة لتداعيات السد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق