لماذا استغل إعلام العسكر الاعتداء على "وديع فلسطين" للافتراء على الإخوان؟
19/12/2017 08:16 م
كتب: حازم الأشمونيعلى مدار الأسبوع الماضي، شنت صحف وفضائيات العسكر حملة أكاذيب وافتراءات على جماعة الإخوان المسلمين؛ إثر تعرض الكاتب الصحفي "وديع فلسطين"، الذي يبلغ من العمر 94 سنة، للاعتداء من جانب ملثمين ثم السطو على شقته بمصر الجديدة.
وبمجرد الإعلان عن الجريمة حتى شاع بين وسائل إعلام العسكر أن السرقة تمت بهدف سياسي؛ للسطو على مذكرات الكاتب عن الإمام حسن البنا- عليه رحمة الله- وشهّرت الفضائيات والصحف بالجماعة، واتَّهمت بعض عناصرها بارتكاب الجريمة بناء على هذه الشائعات التي لم يحاول أحدهم التأكد منها مطلقًا.
وكان صاحب هذه الأكذوبة، والذي تولى كبره للتشهير بالجماعة، الكاتب النصراني لويس جريس، الذي استضافته خلال الأسبوع الماضي عدة فضائيات، مثل الحياة والنهار ودريم والغد وغيرها، حيث اتهم الجماعة بالسطو على الشقة والاعتداء على الكاتب "فلسطين"، وربطه في سرير ثم سرقة مذكراته.
ونشرت هذه الشائعات معظم الصحف بلا استثناء، إلا أن "الشروق" و"المصري اليوم" تحفَّظتا نوعا ما على نشر هذه التصريحات وأدرجتها في محتوى تقاريرها لا العنوان.
وزعم لويس جريس أن التعدي على الأديب وديع فلسطين وتعرضه لحادث سرقة، بعد حواره في جريدة الأهرام"، مدعيا أن الأديب وديع أعلن خلال الحوار، عن أنه يمتلك مذكرات لحوار مع حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان التي وصفها بالإرهابية، منوهًا إلى أن جماعة الإخوان هي جماعة «الإخوان الشياطين» وفقا لجريس.
وفي محاولة لتأكيد صحة الأكذوبة؛ زعم الكاتب النصراني على فضائيات وصحف العسكر عدم سرقة أية متعلقات من شقة وديع فلسطين إلا مذكراته عن الإخوان ومقابلاته معهم، مؤكدًا أنهم ربطوه في السرير وصفعوه على وجهه.
"كاظم" تدافع عن الجماعة
وخلال هذه الحملة، لم يدافع عن الجماعة إلا الكاتبة الصحفية الكبيرة صافيناز كاظم؛ حيث نفت يوم الإثنين 18 ديسمبر الماضي، عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما تردد عن تعرض الكاتب وديع فلسطين للسرقة والاعتداء بسبب كتابته لمذكرات تتضمن ذكريات لقائه بـ"الإمام" حسن البنا، أو أن هذه المذكرات قد سرقت فى الاعتداء الذى تعرض له "فلسطين" مؤخرا.
وأكدت فى تدوينة لها، "الحمد لله أخيرا تمكنت السيدة وردة، المختصة برعاية الأستاذ وديع فلسطين، من الاتصال بى ونفت نفيًا تامًا ما نسبه الأستاذ لويس جريس إليها من أقوال خاصة بمذكرات عن الإمام حسن البنا، كتبها أو كان يكتبها الأستاذ وديع فلسطين، فبرجاء للكافة أن يتوقفوا عن ترديد هذا الكلام الذى لا أساس له من الصحة".
وكانت صحف وفضائيات العسكر قد نسبت لوديع فلسطين، خلال تحقيقات نيابة مصر الجديدة، أن الجناة لم يسرقوا أموالًا منه، وإنما كان هدفهم سرقة كتب ومذكرات من شقته، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك.
كشف الحقيقة
لكن شاءت الأقدار أن تتكشف الحقيقة، حيث قررت نيابة مصر الجديدة برئاسة المستشار أحمد يوسف، حبس عاطلين لمدة 4 أيام على ذمة الحقيقات؛ بتهمة سرقة الكاتب وديع فلسطين وتقييده بالحبال.
وتبين من التحريات أنّ وراء ارتكاب الواقعة "الخادمة"، وهي هاربة، و"فكهاني" ونجل عمه، ودلت التحريات على أن الجناة استغلوا عملهم بجوار مسكن الضحية، وتوجهوا لسرقته على مرتين: الأولى كانت في الثالثة فجر يوم الجريمة وسرقوا 1500 جنيه، وفي المرة الثانية اصطحبوا الخادمة في السادسة صباحًا واستولوا على مبلغ 10 آلاف جنيه و4 ساعات يد، ما أسفر عن إصابته بصدمة عصبية.
ومن خلال تفريغ كاميرات المراقبة بمحل الواقعة بمعرفة وحدة المساعدات الفنية، وبإجراء التحريات أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة الفكهاني هاني محمد بخيت عاشور، ونجل عمه عيد عبد النبي بخيت، بمساعدة منى رمضان ثابت أبو زيد، وشهرتها "نادية"، شقيقة زوجة الأول.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردد المتهمين، أسفرت إحداها عن ضبط المتهمين الأول والثاني، وبمواجهتهما بالتحريات والمعلومات اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهمة الهاربة، وقرر المتهمان أنهما نظرًا لعملهما لدى بائع فاكهة بالقرب من مسكن المجني عليه وعلمهما بثراء وديع فلسطين خططا لسرقته.
وبحسب مراقبين فإن وجود الكاميرات كشف الحقيقة، فماذا لو لم تكن هناك كاميرات لكشف الحقيقة؟ لظل إعلام العسكر يروج الأكاذيب والافتراءات بحق الأبرياء والشرفاء في مصرنا العزيزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق