كيف تعامل رسول الله مع أمريكا عصره؟ (4)
كيف تعامل رسول الله مع أمريكا عصره؟ (4) آخر قرار لرسول الله: حملة عسكرية تأديبية للدولة العظمى الأولى فى العالم!!
منذ 25 يوم
عدد القراءات: 956
نشرت هذه المقالة في جريدة الشعب الورقية بتاريخ 22/2014 مايو ونعيد نشرها لأهميتها وتضامنا منا مع أ. مجدي حسين رئيس الحزب والمغيب حاليا خلف القضبان بدون تهم حقيقية..وبقضايا ملفقة
بقلم: مجدى حسين
رأينا كيف كانت الرؤية الاستراتيجية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه القوى العظمى المحيطة بالدولة الاسلامية الوليدة ، وركزنا على الامبراطورية الرومانية لأنها كانت على حدود الدولة الاسلامية والأقرب إلى قلبها من الامبراطورية الفارسية . ورأينا وجه الشبه الكبير بين الامبراطوريتن الرومانية والامريكية ، بل تعتبر الأخيرة الامتداد الحضارى والايديولوجى والدينى للأولى . ومن حيث موازين القوى المادية فلم يكن وضح الدولة الاسلامية أفضل بحال من دولة كمصر إذا قررت الاستقلال عن أمريكا .
استعرضنا أهم محطتين : غزوتى مؤته وتبوك ومابينهما من محطات صغرى ، والآن نصل إلى المحطة الرئيسية الثالثة والأخيرة قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسأتوقف فى دراستى هذه عند وفاة رسول الله لأننى أركز هنا على التشريع السماوى وهو ينقسم إلى قرآن وسنة ، والسيرة النبوية تشتمل على السنة القولية والعملية والتقريرية ، وليس كل مافيها يمكن اعتباره تشريعيا ، لأن رسول الله كان له صفتان : رسول وحاكم ، وهوكحاكم يمكن أن يتخذ قرارات من الناحية التقنية لايصلح الاقتداء بها ، كبعض الخطط القتالية أو أنواع الأسلحة الخ . وبعض هذه الأمور واضحة تماما ، فلن يقول أحد بضرورة العودة إلى السيف والمنجنيق ، بل سنجمع على استخدام الآلى والصاروخ !!. وهناك أمور تحتاج للاجتهاد ، وفيما يتعلق بالأمور السياسية والعسكرية والاستراتيجية ( مصطلح الاستراتيجية أصله لاتينى ويتصل بالعمل العسكرى ولكنه أصبح يعنى الرؤية الأكثر شمولا للصراع ضد الخصوم والمنافسين فى النطاق الاقليمى والدولى ، وأصبح يستخدم عموما فى أى موضوع بمعنى الخطة الشاملة بعيدة المدى والثوابت فى هذه الخطة ). فيما يتعلق بهذه الأمور من المفترض ألا يتصدى لها إلا من يفهم فى السياسة بالمعنى العلمى والممارسة العملية ، بالإضافة للعلم الشرعى ، وهذا يحتاج إلى اجتهاد جماعى نظرا لندرة الذى يجمع بين علوم السياسة والاقتصاد المعاصرة من ناحية والعلوم شرعية من جهة أخرى .
وأنا أقدم إسهامى بمنتهى التواضع وهو مطروح للبحث والمناقشة لمن يريد من العلماء والاسلاميين. فى وقت تقول الأغلبية الساحقة المتصدرة للعمل الاسلامى فى مصر وفى غيرها من البلاد العربية : إنه لاقبل لنا بمواجهة أمريكا واسرائيل وأن هذا الموضوع مؤجل إلى أجل غير مسمى وطبعا الرافضين لذلك معروفين ولايزالون قلة فى الخريطة الاسلامية الحركية والدعوية . المقاومة فى فلسطين ولبنان والعراق ( أثناء الاحتلال الأمريكى ) وأفغانستان ، وإيران والسودان . وكنت أضع تنظيم القاعدة فى هذا التوجه ، ولكن مع الأيام رأينا أن سلبياته أكثر من ايجابياته ، وأنه تعرض للاختراق من كل مخابرات العالم ، ولم يعد هناك خط أو برنامج أو قيادة يمكن أن نقول أنها تمثل القاعدة ، وهو موضوع يستحق كتابة منفصلة . وباعتبارى مشغولا أساسا بمصر وهذا واجب شرعى أن يهتم كل منا بالثغر الواقف عليه أولا ، قبل أن يفتى فى شئون العالمين. فإننى أقرر مرة أخرى أن كل الأحزاب والمنظمات الاسلامية المعروفة فى مصر تؤجل المواجهة السياسية والعقائدية ( ولا أقول العسكرية ) مع الولايات المتحدة واسرائيل . وتحصر المعركة فى السيسى وثلته ، وبئس المعركة هى تلك ! مثلا أن تشتبك مع ذيل الكلب المسعور ، فيستدير ويعقرك . ولكننى لا أستند للمناقشة المنطقية وحدها رغم أنها تكفى ورغم أنها لاتعارض الشرع أبدا ، فالعقل مناط التكليف ، وقد أعطانا الله العقل والوجدان لنعرفه بهما . وأنا أكرر دوما أن الموقف الشرعى لايتعارض مع المصلحة بل هو عين المصلحة ! فى كل موضوع ، حتى وإن كنا مأمورين بالخضوع لأوامر الله طالما آمنا به ، فمن الأفضل أن نكون مقتنعين أيضا خاصة فى الأمور المتعلقة بالمجتمع والسياسة والاقتصاد . وأنا أقرر للتاريخ أن كل المنظمات والأحزاب الاسلامية المشتركة فى التحالف وخارج التحالف ( عدا جبهة علماء الأزهر وهم أساتذتنا ونحن نعتز بموقفها منذ أيام مبارك ) الجميع رفضوا التوقيع على وثيقة العدالة والاستقلال ، وأيضا على وثيقة العهد . وحسبنا الله ونعم الوكيل . والآن لنواصل مع رسول الله حيثيات وظروف قراره الأخير بشن حملة عسكرية تأديبية على الرومان .
استعرضنا أهم محطتين : غزوتى مؤته وتبوك ومابينهما من محطات صغرى ، والآن نصل إلى المحطة الرئيسية الثالثة والأخيرة قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسأتوقف فى دراستى هذه عند وفاة رسول الله لأننى أركز هنا على التشريع السماوى وهو ينقسم إلى قرآن وسنة ، والسيرة النبوية تشتمل على السنة القولية والعملية والتقريرية ، وليس كل مافيها يمكن اعتباره تشريعيا ، لأن رسول الله كان له صفتان : رسول وحاكم ، وهوكحاكم يمكن أن يتخذ قرارات من الناحية التقنية لايصلح الاقتداء بها ، كبعض الخطط القتالية أو أنواع الأسلحة الخ . وبعض هذه الأمور واضحة تماما ، فلن يقول أحد بضرورة العودة إلى السيف والمنجنيق ، بل سنجمع على استخدام الآلى والصاروخ !!. وهناك أمور تحتاج للاجتهاد ، وفيما يتعلق بالأمور السياسية والعسكرية والاستراتيجية ( مصطلح الاستراتيجية أصله لاتينى ويتصل بالعمل العسكرى ولكنه أصبح يعنى الرؤية الأكثر شمولا للصراع ضد الخصوم والمنافسين فى النطاق الاقليمى والدولى ، وأصبح يستخدم عموما فى أى موضوع بمعنى الخطة الشاملة بعيدة المدى والثوابت فى هذه الخطة ). فيما يتعلق بهذه الأمور من المفترض ألا يتصدى لها إلا من يفهم فى السياسة بالمعنى العلمى والممارسة العملية ، بالإضافة للعلم الشرعى ، وهذا يحتاج إلى اجتهاد جماعى نظرا لندرة الذى يجمع بين علوم السياسة والاقتصاد المعاصرة من ناحية والعلوم شرعية من جهة أخرى .
وأنا أقدم إسهامى بمنتهى التواضع وهو مطروح للبحث والمناقشة لمن يريد من العلماء والاسلاميين. فى وقت تقول الأغلبية الساحقة المتصدرة للعمل الاسلامى فى مصر وفى غيرها من البلاد العربية : إنه لاقبل لنا بمواجهة أمريكا واسرائيل وأن هذا الموضوع مؤجل إلى أجل غير مسمى وطبعا الرافضين لذلك معروفين ولايزالون قلة فى الخريطة الاسلامية الحركية والدعوية . المقاومة فى فلسطين ولبنان والعراق ( أثناء الاحتلال الأمريكى ) وأفغانستان ، وإيران والسودان . وكنت أضع تنظيم القاعدة فى هذا التوجه ، ولكن مع الأيام رأينا أن سلبياته أكثر من ايجابياته ، وأنه تعرض للاختراق من كل مخابرات العالم ، ولم يعد هناك خط أو برنامج أو قيادة يمكن أن نقول أنها تمثل القاعدة ، وهو موضوع يستحق كتابة منفصلة . وباعتبارى مشغولا أساسا بمصر وهذا واجب شرعى أن يهتم كل منا بالثغر الواقف عليه أولا ، قبل أن يفتى فى شئون العالمين. فإننى أقرر مرة أخرى أن كل الأحزاب والمنظمات الاسلامية المعروفة فى مصر تؤجل المواجهة السياسية والعقائدية ( ولا أقول العسكرية ) مع الولايات المتحدة واسرائيل . وتحصر المعركة فى السيسى وثلته ، وبئس المعركة هى تلك ! مثلا أن تشتبك مع ذيل الكلب المسعور ، فيستدير ويعقرك . ولكننى لا أستند للمناقشة المنطقية وحدها رغم أنها تكفى ورغم أنها لاتعارض الشرع أبدا ، فالعقل مناط التكليف ، وقد أعطانا الله العقل والوجدان لنعرفه بهما . وأنا أكرر دوما أن الموقف الشرعى لايتعارض مع المصلحة بل هو عين المصلحة ! فى كل موضوع ، حتى وإن كنا مأمورين بالخضوع لأوامر الله طالما آمنا به ، فمن الأفضل أن نكون مقتنعين أيضا خاصة فى الأمور المتعلقة بالمجتمع والسياسة والاقتصاد . وأنا أقرر للتاريخ أن كل المنظمات والأحزاب الاسلامية المشتركة فى التحالف وخارج التحالف ( عدا جبهة علماء الأزهر وهم أساتذتنا ونحن نعتز بموقفها منذ أيام مبارك ) الجميع رفضوا التوقيع على وثيقة العدالة والاستقلال ، وأيضا على وثيقة العهد . وحسبنا الله ونعم الوكيل . والآن لنواصل مع رسول الله حيثيات وظروف قراره الأخير بشن حملة عسكرية تأديبية على الرومان .
بعث أسامة
إذا كنا نتتبع سنن رسول الله بدقة من أجل التقليد والاقتداء ، فمن المهم جدا التدقيق فى تصرفاته وأقواله الأخيرة ، مثل حجة الوداع ، وفى آخر قراراته وقد كان إنفاذ بعث أسامة للشام من أبرز آخر القرارات السياسية إن لم يكن آخرها على الاطلاق . ولأن حياة رسول الله لم تخضع للعشوائيات والصدف ، فأى رسالة عميقة تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد أشار لنا إلى ضرورة الاستعداد الدائم لمواجهة الروم ، وفعلا فنحن لانزال نحارب الروم حتى الآن ، أو بالأحرى هم الذين يعتدون علينا ، ومركز اعتدائهم يكون عادة فى فلسطين والشام ، وتكون مصر هى الجائزة الكبرى !!
ولنروى القصة بالتفصيل كما وردت فى كتب السيرة.
وكان أول ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، أن جهز جيشًا لغزو الروم.
كان كبرياء دولة الروم قد جعلها تأبى حق الحياة على كل من آمن بالله ورسوله، وتمنع كل من أراد أن يدين بدين الإسلام، وينفك من أسر الجاهلية. وقد حملها هذا الموقف المتجبر والمتنعت على قتل كل من كان يريد أن يدخل في الإسلام من أتباعها، كما فعلت ب فَرْوَة بن عمرو الجُذامي ، الذي كان والياً على مَعَان من قِبَلِ الروم .
ونظراً إلى هذه الجراءة والغطرسة التي أبدتها دولة الروم، فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشًا عظيمًا للحد من كبرياء هذه الدولة، ولكسر غطرستها وتحطيم جبروتها. فشرع في شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة، بتجهيز هذا الجيش، وأمَّر عليه أسامة بن زيد بن حارثة ، وأمره أن يتوجه نحو البلقاء من أرض الشام، بقصد إرهاب دولة الروم، ومن ثَمَّ إعادة الثقة إلى قلوب العرب المقيمين على حدود تلك الدولة .
في يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتهيؤ لغزو الروم وأمرهم بالجد، ثم دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد فقال: (يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى (موضع) مقتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحاً على أهل أَبْنى، وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الأخبار، فان أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع).
فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدأ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه فحم وصدع.
فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده.
ثم قال: (اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تتمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم، ولكن قولوا: اللهم أكفناهم بما شئت، واكفف بأسهم عنا، فان لقوكم قد جلبوا وضجوا فعليكم بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وقولوا: اللهم إنا نحن عبيدك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تغنيهم أنت، واعلموا أن الجنة تحت البارقة(..
فخرج أسامة رضي الله تعالى عنه بلوائه معقوداً، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله تعالى عنهم، في رجال آخرين من الأنصار، عدة مثل قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش.
فاشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على ذلك، ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصباً رأسه فقال: (أيها الناس انفذوا بعث أسامة) ثم دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
فقال رجل من المهاجرين كان أشدهم في ذلك قولاً عياش بن أبي ربيعة المخزومي رضي الله تعالى عنه: "يستعمل هذا الغلام على المهاجرين!".
فكثرت المقالة، وسمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بعض ذلك فرده على من تكلم به، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغضب غضباً شديداً.
وخرج يوم السبت عاشر المحرم سنة إحدى عشرة وقد عصب رأسه بعصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله، وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد: أيها الناس، فما مقالة قد بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة! ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليقاً، وإن ابنه من بعده لخليق للأمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم).
ثم نزل فدخل بيته، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- ويمضون إلى العسكر بالجرف، ودخلت أم أيمن رضي الله تعالى عنها فقالت: "يا رسول الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فإن أسامة إذا خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه".
فقال: (أنفذوا بعث أسامة) ( لاحظ إصرار رسول الله . م ا ح )
فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد.
ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثقيل مغمور، وهو اليوم الذي لَدّوه فيه، فدخل عليه وعيناه تهملان، وعنده الناس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامة فقبله والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتكلم، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كأنه يدعو له. ورجع أسامة إلى معسكره.
ثم دخل يوم الاثنين وأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفيقا وجاءه أسامة فقال له: (اغد على بركة الله).
فودعه أسامة وخرج إلى معسكره لما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفيقا.
ودخل أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- فقال: "يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم ابنة خارجة فأذن لي". فأذن له فذهب إلى السنح.
وركب أسامة إلى العسكر وصاح في أصحابه باللحوق بالعسكر، فانتهى إلى معسكره وأمر الناس بالرحيل وقد متع النهار.
فبينا هو يريد أن يركب أتاه رسول أمه أم أيمن يخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يموت فأقبل إلى المدينة وأقبل عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فانتهوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يجود بنفسه، فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك اليوم.
ودخل المسلمون الذي عسكروا بالجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب باللواء معقودا فغرزه عند باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أبو بكر يأمر بإنفاذ جيش أسامة:
وكانت الردة قد انتشرت في صفوف قبائل العرب، وما إن علمت الجزيرة العربية بوفاة الرسول حتى نقضت عهدها، وتركت دينها، ولم يثبت من الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول إلا ثلاث مدن، وقرية واحدة.
فارتدت قبائل بني حنيفة، وبني أسد، وعبس، وذبيان، وقضاعة، وكندة، وتميم، وقبائل اليمن، وعمان، والبحرين، ومهرة، وتهامة، وغير ذلك من قبائل، ولم يبق على الإسلام إلا المدينة المنورة، ومكة، والطائف، وقرية جُوَاثى بشرق الجزيرة العربية، وحتى هذه الأماكن باستثناء المدينة المنورة كانت على شفا حفرة الردة، لولا أن ثبتهم الله برجال صادقين فيهم..
وقد أشار كثير من الناس على الصديق أن لا يبعث جيش أسامة ؛ لاحتياجه إليه فيما هو أهم. إلا أن أبا بكر لم يبالِ بالأقوال التي كانت تفضل تجميد الجيش؛ وأيضًا لم يكترث بالآراء التي ارتأت أن يستبدل ب أسامة غيره؛ بل أطلق قولته المشهورة، التي تدل على صلابة موقفه، وقوة عزيمته، قائلاً: ( والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله، ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله ) وفي رواية أنه قال: ( لو ظننت أن السباع تخطفني، لأنفذت بعث أسامة ، كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته ) ووجه أسامة لإتمام المهمة التي أوكلها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ليمضي لوجهه وألا يحله حتى يغزوهم وقال لأسامة: "أنفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وأمر الناس بالخروج، فعسكروا في موضعهم الأول، وخرج بريدة باللواء.
فلما ارتدت العرب كلم أبو بكر في حبس أسامة فأبى.
ومشى أبو بكر إلى أسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر وأن يأذن له في التخلف ففعل.
وخرج ونادى مناديه: عزمت لا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشياً.
فلم يتخلف عن البعث أحد.
وخرج أبو بكر يشيع أسامة فركب من الجرف لهلال ربيع الآخر في ثلاثة آلاف فيهم ألف فارس، وسار أبو بكر إلى جنبه ساعة وقال: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه إنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فخرج سريعاً فوطئ بلاداً هادية لم يرجعوا عن الإسلام، جهينة وغيرها من قضاعة.
حتى نزل وادي القرى، فسار إلى أبْنَى في عشرين ليلة.
فقدم له عين له من بني عذرة يدعى حريثا، فانتهى إلى أبنى، ثم عاد فلقي أسامة على ليلتين من أبنى فأخبره أن الناس غارون ولا جم
فارتدت قبائل بني حنيفة، وبني أسد، وعبس، وذبيان، وقضاعة، وكندة، وتميم، وقبائل اليمن، وعمان، والبحرين، ومهرة، وتهامة، وغير ذلك من قبائل، ولم يبق على الإسلام إلا المدينة المنورة، ومكة، والطائف، وقرية جُوَاثى بشرق الجزيرة العربية، وحتى هذه الأماكن باستثناء المدينة المنورة كانت على شفا حفرة الردة، لولا أن ثبتهم الله برجال صادقين فيهم..
وقد أشار كثير من الناس على الصديق أن لا يبعث جيش أسامة ؛ لاحتياجه إليه فيما هو أهم. إلا أن أبا بكر لم يبالِ بالأقوال التي كانت تفضل تجميد الجيش؛ وأيضًا لم يكترث بالآراء التي ارتأت أن يستبدل ب أسامة غيره؛ بل أطلق قولته المشهورة، التي تدل على صلابة موقفه، وقوة عزيمته، قائلاً: ( والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله، ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله ) وفي رواية أنه قال: ( لو ظننت أن السباع تخطفني، لأنفذت بعث أسامة ، كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته ) ووجه أسامة لإتمام المهمة التي أوكلها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ليمضي لوجهه وألا يحله حتى يغزوهم وقال لأسامة: "أنفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وأمر الناس بالخروج، فعسكروا في موضعهم الأول، وخرج بريدة باللواء.
فلما ارتدت العرب كلم أبو بكر في حبس أسامة فأبى.
ومشى أبو بكر إلى أسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر وأن يأذن له في التخلف ففعل.
وخرج ونادى مناديه: عزمت لا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشياً.
فلم يتخلف عن البعث أحد.
وخرج أبو بكر يشيع أسامة فركب من الجرف لهلال ربيع الآخر في ثلاثة آلاف فيهم ألف فارس، وسار أبو بكر إلى جنبه ساعة وقال: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه إنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فخرج سريعاً فوطئ بلاداً هادية لم يرجعوا عن الإسلام، جهينة وغيرها من قضاعة.
حتى نزل وادي القرى، فسار إلى أبْنَى في عشرين ليلة.
فقدم له عين له من بني عذرة يدعى حريثا، فانتهى إلى أبنى، ثم عاد فلقي أسامة على ليلتين من أبنى فأخبره أن الناس غارون ولا جم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق