بأوامر إسرائيل.. أنفاق قناة السويس لا تصلح لنقل أي معدات ثقيلة عسكرية أو مدنية
منذ 3 يوم
عدد القراءات: 2163
قبل أيام احتفى نظام عبدالفتاح السيسي وإعلامه بافتتاح عدد من المشروعات بمحافظة الإسماعيلية، أبرزها أنفاق قناة السويس.
وأنفاق قناة السويس، هو مشروع كان يقتضي إنشاء 7 أنفاق أسفل قناة السويس تتضمن 3 أنفاق ببورسعيد منهم نفقين للسيارات ونفق سكة حديد، و4 أنفاق بلإسماعيلية منهم نفقين للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق، بتكلفة تصل الى 4.2 مليار دولار.
لكن، ورغم الإعلان عما سبق رسميا، إلا أن ما جرى تنفيذه مغاير لذلك. ولم يجرؤ النظام على إنشاء نفق السكة الحديد.. وكلمة السر هي إسرائيل!!
الإعلان عن إنشاء الأنفاق
في 6 أغسطس 2014، أعلن السيسي عن مشروع إنشاء ما أسماه "قناة السويس الجديدة". وكان المشروع المعلن عنه عبارة عن تفريعة شرقية لازدواج قناة السويس بين الطرف الجنوبي لـتفريعة البلاح (الكيلو 60 [من بورسعيد]) والدفرسوار (الكيلو 90) على الطرف الشمالي البحيرة المرة الكبرى، أي بطول 30 كيلومتر. كما يضم المشروع تكريك (تعميق) أماكن لركن سفن قافلة الشمال عرضياً في البحيرات المرة حتى تمر سفن قافلة الجنوب. وتقدّر هيئة قناة السويس إجمالي أطوال مواضع الركن العرض للسفن بنحو 42 كيلومتر.
واستهل السيسي سرده لقصة المشروع بأنه طلب من البنك الدولي ترشيح شركة لتقييم العروض الهندسية المقدمة لمشروع تطوير قناة السويس. ولما كانت الحلول السياسية وليست الهندسية هي تخصص البنك الدولي، ولتطرق السيسي في نفس الفقرة من خطابه لأهمية إنجاز شبكة الطرق الجديدة (الخاصة بالتقسيم الجديد للمحافظات) في خلال عام، ثم تطرقه في نفس الفقرة لأهمية ترشيد استهلاك مياه الري. ثم ختم تلك الفقرة بوجوب استعداد المصريين لتحمل ثلاث سنوات من شح المياه أثناء مل خزان سد النهضة - وذلك يعني أننا رضخنا لمطالب إثيوبيا بالكامل دون أي تفاوض معها.
كل ذلك معاً يدفعنا للتخمين أن المشاريع الثلاث هي جزء من حزمة مشاريع وسياسات مقترحة من البنك الدولي مع خفض الدعم.
ماذا نعرف عن هذه الأنفاق؟
بعد إعلان السيسي عن إنشاء الأنفاق، حددت الدولة وأقرت مواقع ومسارات الأنفاق واختارت الشركات المتعاقدة للمشاركة فيها. كان من المفترض إنشاء أنفاق الإسماعيلية والتي ستضم أيضاً نفقين للسيارات ونفق ثالث للسكك الحديدية.
تم توقيع العقود مع أربع شركات انشاءات مصرية لحفر وإنهاء هذه الأنفاق بعد موافقة مجلس الوزراء. وأعلن عن أن تكاليف المشروع 8 مليار جنيه مصري.. لكن التكلفة النهائية لمشروع أنفاق الإسماعيلية تخطى الـ 12 مليار جنيه، فأين ذهبت الـ 4 مليارات جنيه؟
المشروع كما ذكر الإعلام المصري وقتها، عبارة عن نفقين للسيارات أسفل قناة السويس بطول 6 كيلومترات ويبلغ عرض النفق 11.4 متر.
في الوقت نفسه اشترت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة آلات حفر الأنفاق من شركة هرنكنشت الألمانية.
وقال المهندس سعد زغلول، مدير المشروع، إن المشروع عبارة عن نفقين للسيارات فى مرحلته الأولى، ونفق للسكة الحديد فى المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن تحالفاً يضم شركتى «كونكورد وبتروجت» يعمل فى مشروع الأنفاق، ونقوم بتجهيز الموقع لدخول أكبر ماكينة حفر فى العالم، وهى ملك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ماركة T.B.M، تقوم بأعمال الحفر تحت الأرض وتجهيز المنطقة التى سوف تنزل فيها ماكينة الحفر العملاقة التى وصت إلى مصر خلال نوفمبر 2015.
مكاتب إنشاءات دولية أشرفت على تنفيذ الأنفاق المختارة، والتي تضم شركة سيسترا الفرنسية من أجل أنفاق جنوب بورسعيد وشركة سي دي إم سميث الأمريكية من أجل أنفاق شمال الإسماعيلية.
ماكينات الحفر
في نوفمبر 2014، قام السيسي بالتفاوض مع شركة هرنكنشت الألمانية لشراء أربع ماكينات الحفر لحساب القوات المسلحة المصرية بمبلغ 27 مليون يورو. تم توقيع العقد في أول ديسمبر 2014 ليبدأ تصنيع الماكينات ويتم تسليمها خلال 10 أشهر من تاريخ التوقيع، كما سيتم تدريب الاطقم التى ستعمل في تلك الأنفاق في أنفاق يجرى العمل بها في أوروپا بالوقت الراهن.
السؤال المهم الآن هو أين ستذهب ماكينات الحفر العملاقة التثي كلفت مصر ملايين الدولارات؟ هل سيكون مصيرها هو نفس مصر ماكينة الحفر التي جرى استخدامها في حفر نفق الشهيد أحمد حمدي؟ الماكينة لا تزال موجودة منذ الانتهاء من النفق لكنها لم تستخدم مطلقا بعد ذلك
إسرائيل والأنفاق
الحديث عن حفر ست أنفاق تحت قناة السويس يذكرنا بنفق أحمد حمدي المعطوب من قبل افتتاحه في 1983، وحتى اليوم لا يرضى أحد بإصلاحه. وكانت هناك تخوفات من منتجي آلات حفر الأنفاق من بيع آلة لمصر قادرة على حفر أنفاق تحت قناة السويس. فهذه القدرة قيل وقتها أنها تخل بتوازن القوى في سيناء، لأنها تتيح لمصر نقل أعداد كبيرة من المدرعات إلى سيناء في وقت قصير.
اقرأ أيضا: محطة الجميل.. 400 فدان مجانية لتسميم التربة المصرية وإقامة "منطقة خضراء" (الحلقة الثانية)
لكن نظام السيسي قدم تعهدات إلى إسرائيل بالتخلي عن فكرة إنشاء نفق سكة حديد قادر على نقل المعدات الثقيلة، مدنية أو عسكرية، واكتفى بأنفاق سيارات هي في حقيقتها لا تختلف كثيرا عن نفق الأزهر.
كان من المستحيل أن تسمح إسرائيل لمصر بإنشاء أنفاق تسمح بنقل معدات ثقيلة إلى سيناء سواء كانت عسكرية ومدنية، ولهذا السبب صرفت مصر النظر عن إنشاء نفق السكك الحديدة التي أعلنت عنه في 2014.
في سبتمبر 2018، خرج علينا "التنين المجنح" كامل الوزير بتصريح قال فيه إنهم قرروا تقليل النفقات وعدم إنشاء نفق خاص للقطارات، وسيتم استخدام كوبري الفردان من الإسماعيلية لهذا الغرض، بعد تهيئته لذلك
السبب الحقيقي والوحيد وراء تخلي مصر عن إنشاء نفق سكك حديدة أسفل قناة السويس، هو تقديم فروض الولاء والطاعة للعدو الصهيوني، وكان إلغاء النفق من ضمن التعهدات التي قدمها السيسي إلى كفيله نتنياهو، إزالة مخاوف إسرائيل من احتمالية استخدام النفق في نقل معدات ثقيلة عسكرية أومدنية، مع حصر الأنفاق في مهمة نقل الركاب والسيارات فقط.
مطبلاتية النظام برروا عدم إنشاء نفق السكك الحديد بكلام ظاهره علمي هندسي وباطنه الخيبة والندامة، فقالوا إن أنفاق السكة الحديد يحتاج زواية ميل معينة 1 في المئة بدل من 6 في المائة وبالتالي سيكون نفق السكة الحديد اطول وتكلفته اعلى.
وزالسؤال الملح الآن هو متى كانت التكلفة تفرق مع نظام السيسي؟ متى كان نظام السيسي يهتم أصلا بأموال المصريين ويحرص على عدم إهدارها؟
لقد أدمن نظام السيسي تدشين مشروعات وهمية لا قيمة لها ولا غرض منها إلا استنزاف طاقة مصر واستعبادها لعشرات السنين بالديون على هذه المشاريع الوهمية سواء مدن في الصحراء او التفريعة التي لا قيمة لها.
متى كانت أموال المصريين تفرق مع نظام السيسي؟ ومتى كانت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق