"الشبراوي" يكشف أسرار الصراع الذي سيهدم معسكر الانقلاب من الداخل
06/06/2014 05:13 م
أكد المحامي محمد الشبرواي، المنسق العام لحركة العدالة
والاستقلال وعضو المكتب التنفيذي لحملة الشعب يدافع عن رئيسه، أن مسرحية
انتخابات رئاسة الدم أظهرت أن هناك صراع أجنحة داخل النظام الانقلابي، وأن
الدولة العميقة راعي الفساد الأول في مصر أرادت أن توجه رسالة عبر
الانتخابات بإظهار ضعف الحشد مفادها أنه لن يمكن لقائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي أن يحكم وحده.
وأوضح الشبراوي- في تصريحات صحفية- أن مصر ستعيش صراع بين مراكز قوى
هي رجال الأعمال والشرطة والأجهزة الاستخباراتية والمؤسسة العسكرية وهذه
جميعها أو بعضها قادر على الإطاحة بالسيسى في أي وقت إذا اختلت توازنات
المصالح.
وأشار إلي أن مصر ستشهد تصاعدا في الإضطرابات السياسية والإقتصادية،
وبما أن السياسة والاقتصاد مرتبطان ببعضهما البعض فالمستقبل الإقتصادى لمصر
قاتم للغاية، بل أصبح كارثيا، في ظل هيمنة نظام الثالث والعشرين من يوليو
العسكري والمسئول الأوحد عن التردى والانهيار الذى عاشته مصر طوال العقود
الماضية وحتى اللحظة، ومن ثم فلن يتقلص الفساد، بل سيتوحش ليعوض مافاته منذ
الخامس والعشرين من يناير.
وأضاف المنسق العام لحركة العدالة والاستقلال، أن الانقلاب منذ مجزرة
فض إعتصام رابعة حوّل المعركة إلى معركة صفرية بدليل إعتماد حل واحد، وهو
الحل الأمني، مؤكدًا أن المعركة بين الشرعية والاستبداد تتجه تصاعديا، وأن
الذى سيحسمها قريبًا جدًا هم الشباب الثائر الذى يملأ الميادين والمتمسك
بعقيدته وثوابته الوطنية.
وحول فرص الوصول لحل سياسي للأزمة، قال الشبراوي: إن " الحل السياسى
هو مطلبنا ومطلب جميع أنصار الشرعية ورافضى الانقلاب، ولكن الحل السياسى
يتطلب أن يتلاق الطرفان على الحل ولا يصلح أن يكون بناء على رغبة طرف دون
الآخر وإلا أصبحنا أمام إذعان وقبول بالأمر الواقع وتسليم لكل ما تم من
انتهاكات وخروج على الدستور والشرعية، وهذا ما يسعى له النظام الانقلابي
منذ الثالث من يوليو 2013م تسليم بشروط الانقلاب جميعها، وهذا يعنى من وجهة
نظرى القضاء على مستقبل هذا الوطن وشرعنة لمنطق القوة واهدار للديمقراطية
وركل للعدالة ومكافأة للمتلاعبين بإرادة الشعوب والمغامرين بالأوطان".
ونوة المنسق العام لحركة العدالة والاستقلال إلي أن هناك انهيار تام
لمنظومة العدالة في مصر منذ الانقلاب، فقد تم ذبح القضاء على مذبح قرابين
"السيسى" والنظام كفيل أن يهدم أي دولة، لذلك فمرحلة السيسى ستشهد توجها
أكثر استبدادية من نظام "مبارك" على كافة الأصعدة والواقع يشهد بانهيار
منظومة حقوق الانسان والعدالة والحريات، والتي باتت على أثرها مصر محل
للإدانات الدولية المتلاحقة.
وشدّد علي أن فترة "السيسى" ستصبح أكثر الفترات في تاريخ مصر الحديثة
انبطاحا للغرب والأمريكان، وليس أدل على ذلك من تنبى النظام مشروع ما يسمى
بمحاربة الإرهاب وما يحدث في سيناء والسياسة تجاه غزة وليبيا والإخوان
المسلمين وغيرها من القضايا المحورية.
واستطرد الشبراوي قائلاً:" القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى الإقليمية الداعمة للانقلاب والمساهمة
فيه هي بطبيعة الحال جزء من المشكلة المصرية الآن وصانعة لها، ومن ثم فإن
"السيسى" المدعوم أمريكيا وصهيونيا يعتبر غنيمة باردة لهذه القوى الدولية،
ومن ثم ستسعى هذه القوى لمحاولة دعمه إن أمكن، وهذا توجه واضح لدى الإدارة
الأمريكية تحديدا بما يلبى مصالحها، والتي يعتبر "السيسى" وفقا لكثير من
الدوائر الأمريكية والأوربية الرجل الأكثر مناسبة على الأطلاق لتحقيق ذلك
ما لم يكن للإرادة الشعبية كلمة أخرى في القريب العاجل".
وذكر "الشبراوي" أن التيار الاسلامى في حاجة لمراجعات نقدية عميقة
تستوعب الأهداف والوسائل والواجبات من أجل تأطير وترسيخ العمل الجماعى
الاستراتيجي من ناحية التفكير والتنظير والتنفيذ، بما يضمن حسن التعامل مع
النصوص الشرعية والمستجدات الواقعية والاشكاليات الدولية، ووضع برامج مفصلة
للمشرع الاسلامى، وكذلك البيان الواضح لكثير من المسائل كالمحن
والابتلاءات وطرق التعامل معها شرعا وفقا للعصر، بما يؤكد للجميع أن
الإسلاميين أصحاب مشروع تجديدى يسقط النص على الواقع ويواجه التحديات ويقدم
النموذج للمجتمع المتوازن الذى يرضاه الله ورسوله.