السبت، 7 يونيو 2014

فى مؤتمر صحفي بمقر الحزب بالصور| مبادرة "الاستقلال" لحل أزمة البلاد بتوحيد الصف الثوري حول مطالب محددة


فى مؤتمر صحفي بمقر الحزب


بالصور| مبادرة "الاستقلال" لحل أزمة البلاد بتوحيد الصف الثوري حول مطالب محددة


السبت, 07 يونيو 2014 - 02:24 pm
عدد الزيارات: 2744 | طباعة طباعة
كتبت: آية محمد علي
عقد حزب الاستقلال (العمل سابقا) مؤتمر صحفى لعرض مبادرته الأولى للخروج من الأزمة الراهنة التى تمر بها البلاد لإنهاء انقلاب 3 يوليو الذى قاده عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى هذا الوقت، آملين بها توحيد الصف الثورى الشعبى لكى نكون يد واحدة مثلما بدأت ثورة 25 يناير، راغبين فى وقف نزيف الدم اليومى الذى يسيله الانقلاب لكل معارض سلمى لهم، وعرض المبادرة مجدى حسين رئيس الحزب، ود.مجدى قرقر الأمين العام للحزب، ود. أحمد الخولى أمين التنظيم بالحزب .
حملت المبادرة رؤية كاملة للمشهد ودور كل مواطن فى إنجاحها بدء من السياسى إلى الثوار الذين سيفرضونها على السلطة الانقلابية الغاشمة التى تحكم بالدبابات والسحل والاعتقال والقتل، حيث يواصلون الخروج فى مظاهرات بأعداد كبيرة منظمة ويواصلون إضراباتهم المشروعة، كما نوهوا بالمبادرة أن هذه المبادرة قابلة للتعديل والمناقشة وكأنها رخصة للجلوس على طاولة الحوار بين الثوار.
وقدم المؤتمر د. أحمد الخولى، عارضا أسباب الخروج بالأزمة فى هذا الوقت، مفتتحا كلامه بمقدمة عن السبب الاول وهو ما أسموه بانتخابات رئاسية، قائلا:" الشعب قد قاطعها برمته تقريبا وسجلت هذه الفضيحة فى كل وسائل الإعلام، والسبب الثانى هى الحالة التى تعيشها مصر منذ 2013 وحتى الآن، فهناك مظاهرات يومية، صباحية، ومسائية فى كل شوارع وربوع مصر بل ووصلت إلى القرى والأطراف أيضا فى ظل التنكيل والسحل والاعتقال والقتل، حيث اعتقل أكتر من 41 ألف معتقل وقتل أكثر من 7 آلاف، وأصيب العشرات من الآلاف من الشباب، كما أنها لم تتأثر بحظر التجوال أو تبدير الدراسة فكل هذا لم ينفع مع شعب يريد حريته واستقلاله"، مؤكدا على أن هذه المبادرة تعبر عن رؤية الحزب للخروج من الأزمة الراهنة بمصر.
مجدى حسين يعرض المبادرة
وفى كلمته قال مجدى حسين رئيس تحرير جريدة الشعب، "هذه المبادرة لا تعبر عن الرؤية الكاملة لحزب الاستقلال، و التى سنعلن عنها فيما بعد فى مؤتمر صحفي وستشمل تصورنا لنجاح الثورة وفكرتنا الرئيسية التى تتلخص فى أن الثورة لم تأخذ موقف حازما من النظام الصهيوني الأمريكي ، وحتى الآن يتعمد الإعلام تجاهل هذه النقطة الهامة ويحول القضية بين السيسى والإخوان وتفاهات أخرى لا علاقة لها بالثورة ولا تمت للأمريكان واليهود بصلة بالغرم من أنهما هما اللذان يحكمان البلاد فى هذا الوقت"، مؤكدا أن مصر مستعمرة صهيوينة أمريكية .
وأضاف "حسين" أن مبادرة اليوم تتعلق بالديمقراطية وهى المكسب الوحيدة التى خرج به الشعب بعد الثورة، مع أنه بعد الثورة من المفترض أن تكون أولى المكاسب أن يختار الشعب رئيسه ولا يفرض عليه، مضيفا أن هذه المبادرة تهدف إلى العودة للمسار الديمقراطي ، منوها أن هذه هى أول مرة نضع آلية وهذا بناء على رغبة الشعب المصرى الذى فرض ذلك حينما قاطع هذه المسرحية التى سميت انتخابات، مشيرا إلى أن بعض التقديرات تقول أنهم 6% فقط، وبعضها تصل إلى 4% ، وبعض التقديرات الأخرى تقول أن الذى حضر ما يقرب من 2 مليون فقط واعترف بذلك إعلامهم نفسه - إعلام الانقلاب - .
وأشار "رئيس حزب الاستقلال إلى أنه بما أن كل القوى الثورية تتفق على رفض حكم العسكر وإسقاطه ولكن ليست على قلب رجل واحد، فحاولنا فى هذه المبادرة أن توحيد الصف الثورى الشعبى ، موضحا أن بعض التيارات تفضل استعادة الشرعية كاملة كما كانت وبعض القوى الأخرى ترفض عودة الشرعية كاملة، بالرغم من شيطنة الإعلام للإخوان بإدعاء أن الإخوان أسوأ من إسرائيل وبما أننا لا نريد للأزمة أن تستمر للأبد، فلابد من وضع حل وسط مادمنا سنحتكم إلى صناديق جديدة نزيهة، مؤكدا على أن المظاهرات التى ستستمر فى الشارع والإضرابات هى التى ستفرض هذه المبادرة.
وقال "حسين" أن هذه المبادرة كان المفروض أن يطرح بعد سقوط مبارك، "وقد طرحنا بالفعل مبادرة شبيهة بها قبيل سقوط المبارك لتجنب حكم المجلس العسكرى ولكنها لم تنفذ"، مستنكرا كثرة الانتخابات التى استنزفت مصر فى الفترة الماضية.
واعترض "حسين" على قوانين العسكر الذى سنها عدلى منصور - الذى لم يراع فى الشعب إلا ولا ذمة - ، منذ بدء الانقلاب بحجة أنه رئيس مؤقت، وكانت كلها قوانين تأمن العسكر والسيسى خاصة وتهدم كل ما قامت من أجله ثورة يناير، ومتهما القضاء أنه منذ بدء ثورة يناير وهو يعطلها بكل السبل متواطئا مع نظام المخلوع والعسكر، ضاربا مثال بالقانون الأخير لـ"منصور" والذى أعده لصالح العسكر والفلول الخاص بالانتخابات القادمة للبرلمان، مؤكدا أن كل القوى الموجودة على الساحة رافضة لهذا القانون وتريده بالقائمة النسبية.
وردا على أسئلة الإعلام والصحافة 
قال د.مجدى قرقر "فكرة المجلس الرئاسى المدنى حلت المشكلة وأرادنا بهذه المبادرة أن يشارك الجميع فى حكم مصر، ووجدنا أنه يجب أن يكون هناك اتفاق وطنى للخروج من الأزمة، التى صنعها السيسى بتغوله على كل القرارات التى اتخذها الشعب، ولذلك يحاول الشعب من جديد استعادة حريته ونيل استقلاله".
وأكد "قرقر" أن حزب الاستقلال مكون من مكونات التحالف ولكنه رأى أن يتبنى هو هذه المبادرة، وهى لا تخرج عن الخطوط العريضة للرؤية الاسترتيجية للتحالف الذى طرحها فى نوفمبر 2013، حيث تبنت المبادرة عودة المسار الديمقراطى ولكن كيف سيعود هذه تفصيلة تحتاج لاجتهاد ومشاورات ومن سيفرض هذه التفصيلة الحراك الثورى الموجود على الأرض فى شكل التظاهرات، مؤكدا على أن الجميع لن يفرط فى حق الشهداء ولابد أن يحاسب كل من أسال دم مصرى موضحا أن أولياء الدم هم الشعب
.

نص المبادرة.. استجابة لإرادة الشعب

يؤكد حزب الاستقلال أن انتخابات الرئاسة التى جرت يومي 26 و 27 مايو 2014 ومدت يوما إضافيا - 28 مايو - انتخابات باطلة بنيت على باطل إذ استندت إلى خارطة طريق باطلة فرضت على الشعب بعد الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري في 3 يوليو 2013 ، ولقد أضاف مد اليوم - بالمخالفة للعرف والقانون - للباطل بطلانا جديدا وكانت الضربة القاضية التي وجهها الشعب للانقلاب بمقاطعة شعبية شاملة مما جعل نتيجتها منعدمة بهذا الرفض الشعبي إضافة إلى بطلانها وما لحق بها من إجراءات باطلة.
هذا الموقف التاريخي والمفصلي لشعب مصر العظيم الذي بهر العالم طوال عشرة شهور رافضا للانقلاب، لم يمنعه حر صيف أو برد شتاء أو صوم رمضان، لم يمنعه قانون الطوارئ أو حظر التجوال أو قانون التظاهر أو الإرهاب، لم يمنعه طول المدة، لم يمنعه إرهاب الانقلابيين وتقتيلهم وتكسيرهم واختطافهم واعتقالهم للمتظاهرين السلميين.
نحن لدينا يقين أننا مع الحق، وأن الله ينصر الحق، وأن النصر لنا في النهاية وإن تأخر، وأن الذي يدفع كل هذه الملايين للتظاهر هو يقينها في النصر وأن الله لا يقبل الظلم فإنه سبحانه جل وعلا في حديثه القدسي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما وأمرنا ألا نظلم، ولقد بدت بشائر النصر في الأسبوعين الأخيرين قريبة، فهذا الشعب يستحق أن يختار حكامه ممن يتصفون بالأمانة والكفاءة فأهل الحكم بمنزلة العقل من الجسد ويجب أن يصح كلاهما حتى تصح مصر لتقطع للطريق أمام أي تدخل أجنبي تحقيقا لاستقلالها الوطني وتحررها من التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي، وهذا الشعب يستحق أن يحقق طموحات ثورة 25 يناير المباركة لبناء دولة ديمقراطية وطنية حديثة والانطلاق إلى مستقبل أفضل يليق بمصر والمصريين وتتحقق فيه أهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
واحتراما من حزب الاستقلال لإرادة هذا الشعب العظيم وثقة منه في نصر الله يقدم هذه المبادرة التي تجيء استجابة لإرادة الشعب في رفض الانقلاب وكضرورة حتمية لخروج مصر من أزمتها.
الخطوط العامة للمبادرة
لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير المجيدة مع الالتزام بالقيم الحاكمة لحياة ديمقراطية صحيحة، فإن الخطوط العامة للمبادرة تتلخص فيما يلي:
أولا - عودة القوات المسلحة المصرية إلى ثكناتها وإلى دورها المنوط بها في حماية حدود البلاد، ورفع المجلس الأعلى للقوات المسلحة يده عن الصراع السياسي الدائر في البلاد.
ثانيا - إلغاء انتخابات الرئاسة الباطلة وإلغاء ما يسمى بخارطة الطريق التى فرضها انقلاب عبد الفتاح السيسي بقوة السلاح - والتي ورط فيها الجيش - وكل ما ترتب عليها من آثار.
ثالثا - عودة المسار الديمقراطي الذي انقطع في الثاني من يوليو 2013 بإعادة دستور 2012 مع إجراء التعديلات المطلوبة عليه بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية وفقا للآليات المنصوص عليها في مواده.
رابعا - تشكيل مجلس رئاسى مدنى له كافة صلاحيات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في دستور 2012 برئاسة الرئيس الدكتور محمد مرسى وعضوية المجلس ستة أشخاص إضافة إلى شخص الرئيس بتشكيل يطمئن كل الاتجاهات السياسية والفكرية والقوات المسلحة وفقا لما يلي:
¨                 أربع شخصيات تمثل كافة التيارات السياسية ( الليبرالي - الإسلامي - القومي - اليساري) وتحظى بموافقة الجميع.
¨                 عضو واحد يمثل المؤسسة العسكرية.
¨                 شخصية مستقلة لها خبرة دستورية وتحظى بموافقة الجميع.
ويتخذ المجلس الرئاسي القرارات والإجراءات اللازمة لتوفيق أوضاع البلاد والعودة إلى المسار الديموقراطي وقرارات المجلس بأغلبية الأصوات وملزمة للجميع، كما يناط به المهام التالية:
¨                 ترتيب عملية إعادة تسليم السلطة وإعادة العلاقات الصحية بين الجيش والمجتمع السياسى المصري وحسم مسألة عودة الجيش إلى ثكناته وانسحابه من العمل السياسى والحزبى.
¨                 استكمال الرئيس مرسى لفترته الرئاسية في ظل هذا المجلس الانتقالى لتجنب انتخابات رئاسية جديدة خاصة وأن البلاد أرهقت من كثرة الانتخابات.
¨                 توفير مناخ الحريات اللازم للعملية السياسية بوقف نزيف الدم المصري ووقف حالة الاحتقان وحملات الكراهية التي تبثها أجهزة الإعلام، ووقف الاعتقالات والتلفيقات الأمنية وتصفية أوضاع المسجونين والمعتقلين بعد ثورة 25 يناير وانقلاب 3 يوليو 2013.
¨                 تولي سلطة التشريع لمدة لا تتجاوز ثلاثة شهور وحتى انتخاب مجلس النواب.
¨                 ولأن مؤسسة القضاء زجت بنفسها في الصراع السياسي فإن قرارات المجلس الرئاسى تكون غير قابلة للطعن لفترة محدودة ولحين انعقاد البرلمان الجديد  حتى نضمن استقرار البلاد، فلا طعون قضائية في مرحلة بناء المؤسسات.
¨                 تجميد عمل المحكمة الدستورية لحين استكمال بناء المؤسسات وتعديل الدستور.
خامسا- انتخاب مجلس النواب وانعقاده خلال ثلاثة شهور وأن تكون الانتخابات بالقوائم النسبية غير المشروطة بأي شرط.
هذه مجرد رؤية مبدئية قابلة للحوار والنقاش، وربما تصلح مع غيرها كبداية للحوار حول مستقبل مصر بعد هذا الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا البطل بمقاطعة الانتخابات.

حمى الله مصر ووقاها شر الفتن، لنتجرد جميعا لله والوطن
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله" (هود:88)
                             حزب الاستقلال
القاهرة – السبت 7 من يونيو 2014 – 9 شعبان 1435 هـ

مفاجأة: إحالة شفيق للنيابة العسكرية .. وصراع جنرالات ما بعد السيسي


مفاجأة: إحالة شفيق للنيابة العسكرية .. وصراع جنرالات ما بعد السيسي


السبت, 07 يونيو 2014 - 05:16 pm
عدد الزيارات: 3329 | طباعة طباعة
  كشف قرار المستشار إبراهيم الهنيدي، مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع، بإحالة جميع البلاغات والتحقيقات التي أجراها جهاز الكسب مع الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إلى النيابة العسكرية، النقاب عما اعتبرها مراقبون صراعات تدور حاليًا داخل معسكر أنصار بيان الثالث من يوليو، ورغبة النظام الحالي بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي، رئيس البلاد، في إزاحة كل من تسول إليه نفسه بلعب دور موازٍ له علي الساحة السياسية.  وقال الهنيدي إن قرار إحالة الفريق شفيق للنيابة العسكرية جاء بناءً على طلب رسمي تقدمت به النيابة العسكرية إلى جهاز الكسب، مستندة فيه إلى أنها المختصة بالتحقيق في جميع الوقائع المتعلقة بـ"شفيق" باعتباره رجلًا عسكريًا.  وأضاف مساعد وزير العدل، أن الجهاز وافق على طلب النيابة العسكرية، نظرًا لأن قانون الأحكام العسكرية ينص على عدم خضوع العسكريين لجهاز الكسب غير المشروع.  وتأتي إحالة شفيق للنيابة العسكرية في إطار ظهور الخلافات الحادة بين قادة معسكر 3 يوليو، حيث ظهر غضب شفيق في تصريحات مسبقة من موافقة الجيش لترشح السيسي، والذي قال حينها إن الجيش سوف يتولى عملية التلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح السيسي، وأنها محسومة سلفًا، مؤكدًا أن "الدولة "تشتغل لحسابه".  وفي تعليقه على قرار إحالة الفريق للنيابة العسكرية، قال المستشار يحيى قدري، النائب الأول للفريق أحمد شفيق رئيس حزب الحركة الوطنية، إن قرار الإحالة إلى النيابة العسكرية تم منذ سنة 2011، وبعد تحقيقات النيابة وأحكام القضاء قضى القضاء المصري ببراءة رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق، مما هو منسوب إليه من اتهامات تتعلق بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام في قطاع الطيران المدني.  وأكد قدري لـ "المصريون" أن المستشار إبراهيم الهنيدي، مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع، نفلا ما أثير في وسائل الإعلام بإحالة جميع البلاغات والتحقيقات التي أجراها جهاز الكسب مع الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إلى النيابة العسكرية.  واتهم قدري جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء "الشائعات"، ودك الأسافين بين شركاء الوطن، وإثارة الخصوم السياسيين ضد تحركات الحزب.  وأضاف: "جماعة الإخوان المسلمين وقفت ضد أحقية الفريق شفيق بالرئاسة، وأنه لولا عمليات التزوير التي قامت بها الجماعة خلال انتخابات رئاسية 2012 لكان الفريق شفيق ما زال رئيسًا"، بحسب قوله.  ونفى قدري الاتهامات التي طالت المشير السيسي، بخصوص تخوفاته من وجود نية مبيتة بإعادة الفريق أحمد شفيق على حسابه إلى الحكم، بعد مد الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيام 26 و27 و28 مايو الماضي، مؤكدًا دعم الفريق وحزبه الكامل للسيسي.  وأضاف: "الحركة الوطنية والفريق أحمد شفيق يؤيدان المشير السيسي، ولدينا ثقة عمياء فيه، وأن الفريق سيعود بالفعل ولكن ليقود حزبه تحت مظلة قيادة المشير للبلاد".  من جهته، اعتبر مجدي حسين، رئيس حزب الاستقلال، والقيادي بتحالف دعم الشرعية، إحالة البلاغات المقدمة ضد الفريق أحمد شفيق للنيابة العسكرية، بأنها تأتي في إطار قطع الطريق أمام عودته إلى مصر، وعدم التفكير في لعب دور سياسي، واستمرار بقائه في الخارج.  وأشار إلى أن النظام الحالي يقوم بخطوات سياسية من شأنها إخلاء الساحة السياسية للسيسي فقط، في إطار جعله كممثل سياسي رئيسي وفقط للمؤسسة العسكرية.  وأكد حسين رغبة المؤسسة العسكرية في قطع الطريق أمام تفكير ورغبة الفريق في التمكين من رئاسة الجمهورية، في ظل وجود مزاعم بتزوير انتخابات 2012 لصالح الدكتور محمد مرسي، الذي نافسه في الجولة الثانية وتغلب عليه بفارق ليس بالكبير من الأصوات.  واعتبر حسين الحديث عن عدم شرعية مد الانتخابات الرئاسية يومًا، والتي جرت أواخر مايو الماضي بحديث تخطى عامل الزمن، وأن كل ما يثار من فتح ملفات لشفيق والحديث في وسائل الإعلام المناصرة للسيسي هو في الأساس هدف لقطع الطريق تمامًا على طموحات شفيق أمام رغبات السيسي.  واعتبر الكاتب الصحفي سليم عزوز، قرار إحالة الفريق أحمد شفيق للنيابة العسكرية أنها أول بوادر تصفية الفريق من قبل معسكر المشير السيسي.  وقال عزوز: "السيسي يصفي أحمد شفيق، شفيق هو عقدة السيسي، وسيظل شفيق بديلاً صاحب تجربة عند البحث عن بديل للسيسي من قبل دوائر الانقلاب".  وأضاف: "إحالة شفيق إلى النيابة العسكرية بتهمة الكسب غير المشروع هي بداية التصفية".  ويواجه شفيق اتهامات بتضخم الثروة وإهدار المال العام واستغلال نفوذه أثناء وجوده كوزير للطيران خلال الفترة من مارس عام 2002 وحتى عام 2011.  وكشفت مذكرة تحريات الرقابة الإدارية المقدمة لجهاز الكسب عن العديد من التجاوزات المالية التي ارتكبها شفيق، منها حصوله خلال فترة عمله وزيرًا للطيران المدني، في الفترة من مارس عام 2002 وحتى مارس 2011، على مبالغ مالية من وزارة الطيران والجهات التابعة لها بلغ إجمالها نحو 1.5 مليون جنيه، كمرتب وحوافز وبدلات ولجان، بالإضافة إلى مبلغ مليون و789 ألف جنيه كحوافز من مجلس الوزراء.  وأضافت التحريات أن شفيق قام بتعيين منير ثابت، شقيق سوزان مبارك، رئيسًا لبعض الشركات العاملة في "خدمة الطيران" بالمجاملة، فحصل على مرتبات وحوافز ومكافآت قدرها 42 مليون جنيه.  وتضمنت تحريات الرقابة الإدارية أيضًا، أن الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية تبرعت بـ25 مليون جنيه لاستيراد ألعاب لحديقة سوزان مبارك للأسرة، إضافة إلى أن 13 عضوًا بمجالس إدارات شركات الطيران وجهات تابعة للوزارة حصلوا على أرباح نظير عضويتهم، بلغ إجمالها 25.828 مليون جنيه دون وجه حق، وتخصيص "شفيق" لنجلي مبارك أراضي تابعة لجمعية "إسكان الطيارين" بالبحيرات المرة، وشراء 4 طائرات تدريب بـ12 مليون دولار لم تستخدم حتى أكتوبر 2011.

علاء صادق يطلق قذائفه تجاه قائد الانقلاب قبيل تنصيبه

علاء صادق يطلق قذائفه تجاه قائد الانقلاب قبيل تنصيبه

Share
اضغط للتكبير
صورة أرشيفية
07/06/2014 06:58 م

الجمعة، 6 يونيو 2014

د. رفيق حبيب: تزييف هوية مصر.. مخطط الحكم العسكري

د. رفيق حبيب: تزييف هوية مصر.. مخطط الحكم العسكري

Share
اضغط للتكبير
مظاهرات مؤيدة للشرعية
02/06/2014 01:44 م
• مخطط الانقلاب العسكري يقوم على تعديل هوية مصر حتى يستقر الحكم العسكري
• السلطة العسكرية الحاكمة تستهدف تغيير هوية مصر باستئصال الحركة السياسية الإسلامية ومنع أي إمكانية لإحياء الهوية الإسلامية
• القضاء على الحركة الإسلامية هو ما فشل فيه الحكم العسكري عبر العقود وفشل فيه الاستعمار بكل أشكاله
أعدها للنشر: الحرية والعدالة
يرى المفكر والباحث السياسي د. رفيق حبيب أن السلطة العسكرية الحاكمة تستهدف تغيير هوية مصر، بصورة تسمح باستئصال الحركة السياسية الإسلامية، وتؤدي أيضا لعدم ظهور حركات إسلامية مرة أخرى. فالسلطة العسكرية تريد القضاء على الحركية الإسلامية في مجملها، وهو ما فشل فيه الحكم العسكري عبر العقود، كما فشل فيه الاستعمار بكل أشكاله. والحكم العسكري يستهدف الإسلام السياسي، وهو ليس إلا المشروع السياسي الإسلامي، والذي يمثل الركيزة الأساسية للمشروع الحضاري الإسلامي. فالمشروع السياسي الإسلامي هو وسيلة لتحقيق المشروع الحضاري الإسلامي، وتحقيق النهوض الحضاري. 
 
وأضاف في دراسة حديثة له عنوانها "تزييف هوية مصر.. مخطط الحكم العسكري" المشروع السياسي الإسلامي، جزء من مشاريع الإحياء الإسلامي، بكل جوانبها الدعوية والاجتماعية والثقافية. وكل المشاريع الإسلامية، تمثل معا منهجا متكاملا لتحقيق المشروع الحضاري الإسلامي، بكل جوانبه. أهم ما يميز المشروع السياسي الإسلامي، أنه يمثل الجانب النشط والفاعل، الذي يحرك ويفعل الجوانب المختلفة للمشروع الحضاري الإسلامي، في التطبيق الواقعي. فالمشروع السياسي الإسلامي، يعد جانبا جوهريا من تطبيق المشروع الإسلامي في الحياة العملية والنظام العام.  وأكد "حبيب" أن الحكم العسكري، يستهدف عزل الأفكار والقيم والقواعد التي يبنى عليها المشروع السياسي الإسلامي من الهوية الإسلامية السائدة. فالحكم العسكري يريد إعادة تصنيع الهوية الإسلامية من خلال عزل بعض مكوناتها والتركيز على مكونات أخرى. 
مجمل الأطروحات التي تتبنى مشروعا إسلاميا بجوانبه المختلفة تستهدف تطبيق الهوية الإسلامية عمليا. لذا فالمشاريع الإسلامية هي منهج يقوم على تفعيل الهوية بصورة تجعلها مطبقة في الواقع، ومحددة للمستقبل. 
 
والحكم العسكري يريد نزع عناصر المشروع من الهوية الإسلامية، أي يريد نزع القيم والقواعد التطبيقية من الهوية. ونزع القيم والقواعد التطبيقية من أي هوية يجعلها هوية بلا مشروع، أي هوية خاملة. والهوية التي تحمل مشروعا هي واقعيا هوية نشطة. 
 
مراحل تصنيع الهوية
وتحت عنوان "مراحل تصنيع الهوية" قال "حبيب" إن خطاب الحكم العسكري يكشف عن مخطط الحكم العسكري لمصر بعد الانقلاب، وهو يكشف عن مركزية دور الهوية في هذا المخطط. فيمكن القول: إن مخطط الانقلاب العسكري يقوم على تعديل هوية مصر حتى يستقر الحكم العسكري. 
موضحا أنه منذ بداية الانقلاب العسكري، وهو يعمل على عزل الحركات السياسية الإسلامية والتي تحمل مشروعا إسلاميا. ويعمل إعلام الانقلاب العسكري على تشويه الحركية السياسية الإسلامية برمتها، حتى يعزلها عن الحاضن الاجتماعي. 
 
• المشروع السياسي الإسلامي وسيلة لتحقيق المشروع الحضاري الإسلامي، وتحقيق النهوض الحضاري واقعيا وعمليا
كشف "حبيب" أن الحكم العسكري تبنى الإقصاء الدموي للحركات الإسلامية التي تحمل مشروعا، حتى يقلص حضورها المادي والمعنوي، وحتى يتمكن من عزل وتحجيم تأثيرها على المجتمع، مما يمكنه من استئصالها في النهاية. حيث يعمل الحكم العسكري على تشكيل هوية إسلامية للكتل المؤيدة له، تختلف جذريا عن الهوية الإسلامية التي تحملها الحركة الإسلامية، فهي هوية بلا مشروع. فالحكم العسكري يحاول بناء كتل لها هوية إسلامية خاملة، لا تؤثر على المجال العام عموما، وعلى المجال السياسي خصوصا. 
مشيرا إلى أنه مع عزل كتلة الهوية النشطة عن كتلة الهوية الخاملة، يعمل الحكم العسكري على وقف أي فرصة للتفاعل بين الكتلتين، حتى لا تتأثر الكتلة المؤيدة له بالكتلة التي تحمل هوية إسلامية نشطة، وحتى تظل هوية تلك الكتلة خاملة. 
 
منع إحياء الهوية
وكشف "حبيب" أن مخطط الانقلاب العسكري، يقوم على عزل الكتل الإسلامية النشطة، ثم تحجيمها واستئصالها بقدر الممكن، حتى لا تتبقى إلا كتل تحمل هوية إسلامية خاملة. وعندما تسود الهوية الإسلامية الخاملة يتم تعديل مكونات تلك الهوية، وتغيير محتوى الهوية الإسلامية. 
فمن خلال نشر هوية إسلامية خاملة ليس لها تأثير عملي، يمكن بعد ذلك تغيير مكونات تلك الهوية، حتى تفقد خصائصها التاريخية، لأن في كل المراحل التي وصلت فيها الهوية الإسلامية لمرحلة الخمول، أعيد إحيائها من جديد. حتى لا يكون هناك احتمال لإعادة إحياء الهوية الإسلامية النشطة من جديد، يحاول الحكم العسكري فصل الهوية الإسلامية عن مسارها التاريخي، وقطع صلتها بتاريخها، حتى يمكن تعديلها من خلال ما يسمى بتجديد الخطاب الديني، مما يمنع أي إمكانية لإحياء الهوية الإسلامية وتنشيطها من جديد. 
 
الهوية الخاملة
وتحت عنوان "الهوية الخاملة" قال "حبيب" إن الكتل المؤيدة للانقلاب العسكري، يحمل بعضها هوية علمانية قومية، ويحمل بعضها هوية إسلامية خاملة، والكتل التي تحمل الهوية الإسلامية الخاملة، تمثل في تقديره أغلبية داخل الكتل المؤيدة للانقلاب. لذا فالانقلاب العسكري يعتمد على الكتل التي تحمل هوية إسلامية خاملة. تسكين الهوية وجعلها خاملة يعظم من المظاهر الشكلية للهوية، على أي مضمون حقيقي، كما يعظم من التدين الشعائري على حساب التدين التطبيقي. مما يجعل الهوية في النهاية ممارسة شكلية ليس لها تطبيق عملي. 
 
التردي الحضاري 
• الحكم العسكري ينشر هوية إسلامية خاملة، لن تحقق إلا الجمود والتراجع والتردي السريع كهوية بلا مشروع أو تأثير
ورصد "حبيب" أن الهوية الإسلامية الخاملة انتشرت في عدة مراحل تاريخية بفعل التردي الحضاري والاستبداد السياسي والاستعمار الخارجي. وفي كل مرة انتشرت فيها الهوية الإسلامية الخاملة، انتشر معها عدة مظاهر، أهمها الجمود الثقافي. والمجتمع الذي تنتشر فيه الهوية الخاملة، يفقد صلته العملية بموروثه الثقافي والحضاري، مما يجعله في حالة جمود لا تمكنه من صناعة مستقبله أو تحقيق حريته واستقلاله. والحكم العسكري ينشر هوية إسلامية خاملة لن تحقق إلا الجمود والتراجع والتردي. 
والحكم العسكري يواجه أساسا حالة التراجع التي وصلت لها مصر وحالة عدم الاستقرار بعد الثورة ثم بعد الانقلاب، لذا فإن نشر الحكم العسكري للهوية الإسلامية الخاملة يجعله يدفع البلاد عمليا لمرحلة من التراجع والتردي السريع. 
 
تفكيك المجتمع والتردي السلوكي
وحذر "حبيب" من أن الهوية الإسلامية الخاملة، مثلها مثل كل هوية حضارية خاملة، تؤدي إلى تفكيك المجتمع، وتفكيك قيم وقواعد المجتمع. فالمجتمع يحتاج إلى هوية نشطة، حتى يدعم القيم والقواعد الحامية له، وعندما تفقد هوية المجتمع نشاطها، تتفكك قيم وقواعد المجتمع، فيتفكك المجتمع نفسه. 
 
• مخطط الانقلاب يقوم على عزل الكتل الإسلامية النشطة، ثم تحجيمها واستئصالها حتى لا تتبقى إلا كتل تحمل هوية إسلامية خاملة
وتغييب القيم والقواعد النشطة، أسهم في حالة التردي السلوكي المستمرة منذ عقود، وأصبحت حالة التردي السلوكي تتزامن مع خمول الهوية والحكم العسكري. والانقلاب العسكري، يعيد المجتمع لحالة خمول الهوية، ومعها يعيد إنتاج حالة التردي السلوكي، التي لم تغب أصلا بعد الثورة. ولا يمكن لمجتمع أن يحقق التقدم إلا من خلال منظومة سلوكية إيجابية تنظم حياة المجتمع وتسند دولة القانون وتعظم قيم العمل والابتكار. ولم يشهد أي مجتمع نهوضا إلا من خلال تبنيه لهويته في صورة نشطة، حتى يحولها لمشروع مستقبلي. 
ونبه "حبيب" إلى أنه من أهم مشاكل الهوية الخاملة أنها تنشر التشدد الفردي والاجتماعي بصورة واسعة، كما تنشر التعصب الفردي والاجتماعي أيضا. فالهوية الخاملة هي هوية مهددة بالغروب، مما يجعل حاملها يحاول تأكيدها في أمور ثانوية، وهو ما ينشر التشدد. والملاحظ أن العديد من القوى الإسلامية التي تهجر السياسة تركز على جوانب غير سياسية، وتتشدد في مواقفها لتعويض غياب الجانب السياسي. 
والقوى الإسلامية التي تؤيد الحكم العسكري ولا تريد فقد أرضيتها الشعبية تستخدم لغة أكثر تشددا في مواضيع غير سياسية. لذا فإن كتلة الانقلاب العسكري والتي تحمل هوية إسلامية خاملة تنشر فعليا حالة من التردي والتراجع كما تفكك القيم والقواعد، مما ينتج عنه تردٍّ سلوكي، كما أنها تنشر حالة من التشدد الشكلي الذي يوسع دائرة التعصب في المجتمع. 
 
فراغ الهوية
وتحت عنوان "فراغ الهوية" تساءل "حبيب" هل يتمكن الحكم العسكري من ملء فراغ الهوية؟ فمشكلة الهوية الخاملة أنها تنتج حالة من الفراغ الثقافي والقيمي، مما يجعل المجتمع في حالة تفكك وتراجع مستمر. ولا يمكن وقف حالة التراجع المجتمعي إلا من خلال مضمون ثقافي يغذي قيم في المجتمع حتى لا يتراجع. وبعد تفريغ الهوية من مضمونها لدى الكتل المؤيدة للانقلاب سوف يحتاج الحكم العسكري لوضع مضمون جديد داخل الهوية الخاملة، حتى لا يتفكك المجتمع ويصبح حتى وجود الدولة والنظام العام صعبا. 
ولكن تفريغ الهوية من مضمونها ثم البحث عن مضمون جديد لها، هو عملية تاريخية فاشلة. في كل مراحل الاستعمار والحكم المستبد، حاول المستعمر المحلي أو الخارجي أن يغير مضمون الهوية السائدة ويجعل لها مضمونا علمانيا حديثا وفشل. فكل محاولات التغريب والعلمنة فشلت، فلم يتم علمنة إلا قطاع صغير من المجتمع يمثل أقلية. والكتل التي تتبنى الهوية الإسلامية الخاملة تحاول الحفاظ على الشكل الإسلامي، لذا فهي ترفض العلمنة والتغريب، كما أنها تخشى من ضياع الشكل بعد ضياع المضمون. لذا تلجأ بعض الكتل الحاملة للهوية الخاملة للتشدد والتعصب خوفا من ضياع شكل الهوية. 
 
القومية المتعصبة
ولفت "حبيب" إلى أنه كلما خملت الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع، أصبح معرضا للتفكك والتردي، مما يدفع الحكم العسكري عادة إلى البحث عن هوية بديلة. والحكم العسكري عادة ما يبحث عن هوية قومية حتى يؤسس لحكم علماني يستند لهوية عرقية خالصة. وقد سبق للدولة العسكرية أن استندت على الهوية القومية العربية، ولكنها لم تعطي لها مضمونا ثقافيا، ولم تجعلها حاملة لقيم الموروث العروبي خوفا من إحياء الموروث الإسلامي ضمنا. وتراجعت القومية العربية تدريجيا عبر مراحل الحكم العسكري، حتى أصبحت قومية مصرية خالصة دون حتى البعد العروبي. 
معارك مفتعلة
مشيرا إلى أن الحكم العسكري بعد الانقلاب يريد إحياء القومية المصرية، ويدفع لبروز تلك القومية من خلال معارك مفتعلة مع الإرهاب وأيضا مع المشروع السياسي الإسلامي. وتلك المعارك لا تعطي للهوية المصرية الخالصة أي معنى سوى أنها نقيض للمشروع الإسلامي عامة. 
التركيز على الهوية المصرية لا يمكن أن يبني هوية ولو مؤقتا دون مضمون ثقافي. وأي محاولة لاستدعاء القيم السائدة في المجتمع المصري سوف تستدعي ضمنا الهوية العروبية والإسلامية معا. مما يجعل الحكم العسكري يستدعي هوية مصرية خالصة دون محتوى قيمي. 
ويعد تركيز الحكم العسكري على تنوع المجتمع بعد الانقلاب بحسب "حبيب" يعني ضمنا أنه يريد بناء هوية مصرية خالصة، ليس فيها قيم أو قواعد سائدة أو شائعة. مما يعني أن القومية المصرية بالنسبة للحكم العسكري ليست إلا عنوانا يميز من يحمل الجنسية المصرية دون محتوى حضاري. تركيز الحكم العسكري على أن الهوية المصرية معرضة للخطر يدفع لنوع من التعصب تجاه هذه الهوية المصنعة، مما يجعل القومية المصرية تتحول اجتماعيا إلى نوع من الانتماء المتعصب لهوية مهددة من قبل أخطار مفترضة. 
بناء هوية على مخاطر مفترضة وحروب افتراضية، يجعل الهوية بمثابة حالة دفاعية تجاه مخاوف ومخاطر، وهو ما يعمق التعصب الاجتماعي بجميع صوره. وفي مناخ القومية المتعصبة يتفكك المجتمع أكثر، مع بروز كافة أشكال التعصب، مما يجعل دائرة الانتماء القومي المصري تضعف، لصالح انتماءات فرعية أخرى. 
 
هوية في حالة ثورة
يواجه الحكم العسكري حالة نادرة تاريخيا، فقد وقف ضده تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب منذ اللحظة الأولى، وحملت مكونات هذا التحالف، أغلب الحركات التي تحمل مشروعا إسلاميا، وبالتالي التي تحمل مشروعا سياسيا إسلاميا لتحقيق المشروع الحضاري الإسلامي. وعملية العزل والإقصاء التي يمارسها الحكم العسكري ضد الحركات الإسلامية تؤدي عمليا إلى بلورة كتلة الهوية النشطة، في مواجهة كتلة الهوية الخاملة، حتى أصبحت كتلة الهوية الإسلامية النشطة في حالة حراك ثوري مستمر. 
ومع استمرار الحكم العسكري في مخطط الإقصاء للمشروع السياسي الإسلامي، أصبحت المواجهة بين الثورة والانقلاب هي مواجهة أيضا بين الهوية الخاملة والهوية النشطة. وأصبحت المقابلة بين كتلة الهوية الخاملة وكتلة الهوية النشطة تمثل فرزا تاريخيا مضادا لعملية الاستئصال التي يقوم بها الحكم العسكري. 
أدى الانقلاب العسكري، لدفع كتلة الهوية الإسلامية النشطة لخوض ثورة كاملة الأركان، ضد انقلاب عسكري كامل الأركان، لذا أصبحت المعركة حول الثورة هي نفسها المعركة حول الهوية. وبهذا يصبح الحراك الثوري حراكا إحيائيا، يعيد تفعيل الهوية الإسلامية في مواجهة هويات يصنعها الحكم العسكري. 
 
• أدى الانقلاب لدفع كتلة الهوية الإسلامية النشطة لخوض ثورة كاملة الأركان، ضد انقلاب عسكري كامل الأركان
واستمرار الحراك الثوري المدافع عن الهوية يجعل عملية عزل الهوية الإسلامية النشطة غير فاعل، فهو يؤدي فقط إلى تباعد اجتماعي بين أصحاب الهوية النشطة والهوية الخاملة، دون أن يقصي الهوية النشطة، والتي تتقوى تدريجيا بسبب حالة الحراك الثوري التي تفعلها. 
والتباعد بين الكتلة المؤيدة للانقلاب يجعل الهوية الخاملة التي تحملها لا تتأثر إيجابيا بالهوية النشطة التي تحملها الكتل الثائرة. ففي مختلف المراحل التاريخية كانت عملية إحياء الهوية تؤثر إيجابا على المجتمع، حيث تعيد له تماسكه وقيمه، ولكن بعد الانقلاب أصبح الإحياء الثوري الحضاري يؤثر على قطاع من المجتمع دون القطاع الآخر. 
عزل كتل الهوية النشطة عن كتل الهوية الخاملة، يؤدي عمليا إلى تماسك كتلة الهوية النشطة وتفكك كتلة الهوية الخاملة، مما يحدث تحولا نوعيا مستمرا في الكتل المؤيدة للثورة وتلك المؤيدة للانقلاب. والمقابلة بين قطاع متماسك وله هوية نشطة، وقطاع مفكك وله هوية خاملة، يجعل قاعدة الحراك الثوري تمثل القطاع القوي في المجتمع. 
 
الخلاصة
خلص "حبيب" إلى أن الحكم العسكري يحاول عزل العوامل النشطة والفاعلة في الهوية الإسلامية، ولكن حربه على المشروع الإسلامي جعلت الحراك الثوري ضد الحكم العسكري إسلاميا، مما يُفشل معركة استئصال مكونات الهوية الإسلامية النشطة. أصبح الحاضن الاجتماعي للحراك الثوري هو أيضا حاضن اجتماعي للهوية الإسلامية النشطة، مما يجعل إقصاء الهوية الإسلامية النشطة غير ممكن. كما أن محاولات عزل الحاضن الاجتماعي للهوية الإسلامية النشطة تقويه، وفي الوقت نفسه تضعف الكتل الحاملة للهوية الخاملة بالمقارنة به. 
وعندما تفشل عملية عزل عوامل الهوية النشطة وإقصائها بالكامل، تفشل بالتالي عملية توسيع حضور الهوية الإسلامية الخاملة، مما يعني أن الهوية الخاملة تظل مرتبطة بالكتل المؤيدة للانقلاب العسكري، دون أن تصبح لها تأثير على عموم المجتمع. 

• عملية العزل والإقصاء ضد الحركات الإسلامية، تؤدي عمليا إلى بلورة كتلة الهوية النشطة في مواجهة الكتلة الخاملة
وأكد "حبيب" أن الفشل في عزل وإقصاء الهوية الإسلامية النشطة، يعني أن مخطط تصنيع هوية جديدة يفشل أيضا. وهو ما يجعل مخطط الحكم العسكري، يؤدي فقط إلى قسمة المجتمع بين كتل لها هوية إسلامية نشطة، وكتل لها هوية إسلامية خاملة، وأخرى لها هوية علمانية. وبقدر ما يفشل الحكم العسكري في تنفيذ مخططه لتغيير الهوية بشكل نهائي، يصبح الحراك الثوري ضد الحكم العسكري مستمرا، ويكتسب قوة ثقافية وحضارية واضحة، لأن الحراك الثوري أصبح مدفوعا بقوة العوامل النشطة في الهوية الإسلامية التي تدافع عن حضورها الاجتماعي. تتحول المعركة بسبب استهداف الهوية، إلى معركة بين المكونات الثقافية والحضارية للمجتمع، مما يجعل من ينتصر هو من يحمل المكونات الفاعلة في الهوية، والتي حمت تلك الهوية عبر التاريخ، وجعلتها مستمرة ومتواصلة. وعندما تنتصر الثورة، تنتصر الهوية النشطة أيضا

حوار ناريّ مع الرّئيس الأمريكيّ باراك أوباما

حوار ناريّ مع الرّئيس الأمريكيّ باراك أوباما


الجمعة, 06 يونيو 2014 - 01:22 pm
عدد الزيارات: 522 | طباعة طباعة
حوار: أجراه في واشنطن ثابت عيد
- لماذا تدعمون المدعوّ السّيسي؟
- نحن ندعم مَنْ يناسبنا. بالأمس شيشي، واليوم سيسي.
- ومن هو شيشي؟
- اسم الشّيشي مشتقّ من الهيروغليفيّة، ويعني «الحمار»!
- وماذا يعني اسم «السّيسي» عندكم؟
- «حمار كبير»، أو «حمار سوبر».
- لكن لماذا كلّ هذا الاستحقار للمصريّين؟
- هم يستحقّون هذا.
- كيف، ومتى، ولماذا، وأين؟
- اسمع، نحن لدينا مراكز أبحاث تقوم بترجمة كلّ ما تنشرونه في مصر. وقد تابعتُ مقالاتك الّتي تصف فيها أحوال مصر الآنَ. أنا معجب بها، وإن كانت تؤلمني أحيانًا.
- لماذا؟
- لأسباب كثيرة. فنحن نتّفق مع معظم تحليلاتك. ومع هذا فمازال هناك حقائق كثيرة غائبة عنك.
- فوق كلّ عالم عليم.
- ماذا تعني؟
- لفظ «العليم» على وزن «فعيل» يستخدم للتّكثير. فالعليم يعرف أكثر من العالِم، بكسر اللّام.
- أنت نسيتَ مثلًا أنّ مصرَ الحديثة لم يعد لها أيّ علاقة بمصر القديمة.
- هذا صحيح ومؤلم في الوقت نفسه.
- يُعجبني تلخصيك لأحوال مصر الآن بأنّها تعيش في عصر «الرّمم والحثالات».
- هل تتّفق معي في ذلك؟
- لا أتّفق معك فحسب، بل إنّك لخّصت نظرتنا إلى مصر بهذه العبارة الوجيزة. لكن المشكلة أنّك تحبّ مصر، وتريد تحريرها. في حين أنّنا نحبّها، ونريد استعبادها.
- أيستحقّ المصريّون هذا؟
- دعني أذكّرك بمقالك: «ثمن الحرّيّة المحسوب لحقّ المصريّين المسلوب»، وكذلك بقولك إنّ مصر تعيشُ اليوم في عصرِ «الرّمم والحثالات».
- نعم، ولكن ...
- أضف إلى هذا أنّ نصف شعبكم أميّ، يسهل خداعه وتضليله ونهبه وسرقته.
- أيعني هذا أنّ الأمّيّين لا يستحقّون إلّا حميرًا يحكمونهم، مثل الشّيشي والسّيسي؟.
- هذه حقيقة مؤلمة.
- كيف تطالبني، وتطالب الإدارة الأمريكيّة، بالموافقة على منح المصريّين استقلالهم، وهم الّذين رضوا بالاستعباد، والاستعمار، والذّل، والظّلم، والنّهب، والهوان؟
- دوام الحال من المحال. أمريكا أيضًا كان يسكنها الهنود الحمر، قبل أن يقوم البيض باستعمارها. والمهاجرون الأوروبيّون كان يخضعون في البداية للاحتلال البريطانيّ، قبل أن يوحّدوا صفوفهم، وينتزعوا حرّيّتهم، ويعلنوا استقلالهم عن التّاج البريطانيّ.
- هذا صحيح. لكن جهل غالبيّة المصريّين بتاريخ أمريكا يُثير الازدراء لدينا. إنّ المصريّين لا يعرفون مثلًا أنّ أمريكا قامت في المقام الأوّل على مبدأ القوّة.
- أنت محقّ. فأنا نفسي أتعجّب من جهل من يظنّون أنفسهم «نخبة» المصريّين بتاريخ أمريكا.
- اسمع، إنّ الآباء المؤسّسين لأمريكا تعاملوا مع واقع زمانهم بأسلوب برجماتيّ. أدركوا أنّ ظروف الجغرافيا والطّبيعة تفرض عليهم أن يختاروا إمّا الموت أو الحياة، إمّا أن يقتلهم الأعداء، أو يقتلوا هم أعداءهم. وسرعان ما قرّروا استخدام العنف، ليس حبًّا في القتل، بل من أجل البقاء.
- ألهذا السّبب أبدتم الهنود الحمرَ؟
- البقاء دائمًا للأصلح والأقوى. هذه سنّة الحياة.
- لكنّكم تورّطتم بعدَ ذلكَ في حروبٍ كثيرة، أنهكتِ اقتصادكم.
- هذا صحيح. القوّة مغرية دائمًا. نحن وقعنا في أخطاء كثيرة عبر تاريخنا القصير. لكنّنا نتعلّم، ونصحّح أخطاءنا، لأنّ لدينا أعدادًا كبيرة من العلماء والمفكّرين. فكما أنّ لديكم «رممًا وحثالات» كثيرة في مصر، لدينا نحن في أمريكا علماء وباحثون كثيرون. الأوّلون قادوا بلدكم إلى التّهلكة، والآخرون قادوا بلادنا إلى الرّفاهية. رممكم جعلوا المصريّين يفرّون منها، ونخبنا جعلوا بلادنا حلم المهاجرين.
- أتعتقد أنّ هذا سينقذ أمريكا من الانهيار؟
- نحن نقوم بإصلاحات جذريّة منذ سنوات طويلة. نريد تخفيض الإنفاقات العسكريّة. خفّضنا عددَ قواعدنا العسكريّة في الخارج. ونقوم الآن بجهود كبيرة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكيّ.
- لكن أيكون هذا على حساب الآخرين؟!
- لا بقاء للضّعفاء، يا عزيزي.
- كلامك يؤلمني.
- أتعرف محمّد عليّ؟
- محمّد علي كلاي؟
- لا. محمّد عليّ باشا، حاكم مصر.
- نعم.
- أتعرفُ أنّه كان أمّيًّا؟
- هذا صحيح.
- أجدادك قبلوا أن يحكمهم حاكم أجنبيّ وأميّ. فما معنى هذا؟
- قمّة الانحطاط.
- انحطاط المصريّين الآن أشدّ وأنكى.
- أتعني أنّ مصرَ الآن أشدّ انحطاطًا من مصر في عصر محمّد عليّ باشا؟
- بالطّبع. محمّد عليّ باشا كان أميًّا. هذا صحيح. لكنّه كان حاكمًا بارعًا. أراد تحديث مصر وتطويرها. أمّا طبقة العسكر عندكم الآن، فهم مجرّد خدم لنا، ينفّذون الأوامر، ويُطبّقون التّعليمات. ولا همّ لهم سوى الاستمتاع بالحياة، ومصالحهم الشّخصيّة.
- لكن لماذا كلّ هذا العنفِ مَعَ المصريّين؟
- هذا ليس عنفًا. هذه سنّة الحياة. شعبكم لا يستحقُّ الحرّيّة، مادام بقي متقاعسًا، عاجزًا عن دحر العسكر.
- لكنّه يتظاهر كلّ يومٍ.
- أعرفُ أنّ لديكم أعدادًا كبيرة تتظاهرُ يوميًّا. لكن هناك أعداد أكبر من المتقاعسين الّذين يستحقّون الاستعباد فعلًا.
- ما المطلوب إذن لكي يحصل المصريّون على استقلالهم، ويستردّوا كرامتهم، ويتخلّصوا من الذّل والاستعباد؟
- القاعدة بسيطة. سنّة الحياة واضحة. لا شيء بلا ثمن. إذا خرج خمسون مليون مصريّ في الدّاخل، وخمسة ملايين مصري في الخارج إلى الشّوارع، ولم يعودوا إلى بيوتهم قبل إسقاط العسكر، حينئذ سيجبرون العالمَ أجمع على احترامهم.
- لكن لماذا انقلبتم على الإخوان المسلمين والرّئيس محمّد مرسي؟
- اسمع، الإخوان قد يكونون متديّنين وورعين. لكن هذا شيء، والسّياسة شيء آخر. أضف إلى ذلك أنّهم يعيشون في وادٍ، ويعيشُ العالمُ المتحضّر في وادٍ آخر. هم متخلّفون جدًّا عن حضارة العصر.
- لكن هم لديهم ما يُسمّى «الاتّحاد العالميّ للعلماء المسلمين».
- هذا جسد بلا روح، وشكل بلا مضمون، وجعجعة بلا معنى، ووهم بلا حقيقة، وأقوال بلا أفعال، وصياح بلا فائدة، وتنديد بلا قيمة.
- وماذا عن المهندس يوسف ندا؟ لماذا اضطهدتموه؟
- أوّلًا من اضطهده ليس إدارتي، بل إدارة المحافظين الجدد في حقبة بوش. وثانيًا عليكم أن تدركوا أنّ الإخوان لا يتوقّفون عن التّباهي بيوسف ندا، لكنّهم نسوا أنّ لدينا ملايين من يوسف ندا في أمريكا. يوسف ندا رجل أعمال ناجح. هذا صحيح. لكنّه لم يفهم موازين القوى في عالمنا هذا، ولا هو عرف قواعد اللّعب مع الكبار.
- ماذا عن صورة أمريكا في مصر؟
- اسمع، نحن لا نحترم إلّا القوّة والأقوياء.
- ألا تزعجكم صور المتظاهرين عندما يحرقون الأعلام الأمريكيّة؟
- نحن نسخر من هؤلاء الأشخاص.
- كيف؟
- نعتبرهم جهلة.
- لماذا؟
- هم لا يعرفون شيئًا عن قوّة أمريكا وعظمتها. ولا يعرفون أنّ لدينا في داخل أمريكا نفسها الرّأي والرّأي الآخر أيضًا.
- أنت لا تؤمن إذن إلّا بالقوّة؟
- اسمع، القوّة كانت دائمًا مغرية. ولا تنسَ أنّ القويّ لابدّ أن يتمتّع بحقوق أكثر من الضّعيف.
- ماذا تقصد؟
- أقصد أنّ لدينا طائرات، وصواريخ، وقنابل، نستطيع أن نفتك بها بأيّ دولة تناصبنا العداء. بل إنّ مخزون السّلاح لدينا يكفي لتدمير الكرة الأرضيّة برمّتها عدّة مرّات. فكيف يجرؤ أحد بعد ذلك على مجرّد عصياننا؟ مبدأنا هو: الطّاعة أو الإبادة.
- لكنّ التّاريخ علّمنا أيضًا أنّ الـمُلْك لا يقوم ولا يدوم إلّا بالعدل.
- العدل بلا قوّة تحميه لا قيمة له.
- لكن هناك من يقول اليوم إنّ عصر الهيمنة الأمريكيّة على وشك الزّوال.
- هذه أحلام رومانسيّة.
- كيف؟
- نحن نمتلك أقوى جيش في العالم. بوسعنا احتلال العالم الإسلاميّ برمّته في خلال عدّة أيّام.
- لكنّ دولة صغيرة مثل ڤيتنام هزمت الجيش الأمريكيّ هزيمة مذلّة.
- هذا تاريخ وانقضى. نحن الآنَ نستطيع إبادة أيّ دولة تعترض على سياستنا.
- دعنا نتحدّث قليلًا عن عملائكم في مصر. ماذا عن السّلفيّين المزعومين؟
- هذا موضوع حسّاس، بل من المحرّمات.
- لكنّي أريد سماع رأيك من منظور فكريّ ثقافيّ بحت.
- ماذا تعني؟
- أعني أنّ خنازير چورچ أوريال وظّفت البلاغة لخداع الحيوانات الأخرى، فقالت مثلًا: «إنّ جميع الحيوانات متساوية. لكن يوجد حيوانات أكثر مساواة»!! هذه العبارة تمثّل بالنّسبة لي قمّة النّصب والخداع والتّضليل. مجرمو عسكر مصر فعلوا الشّيء نفسه عندما وظّفوا الزّيّ العسكريّ لخداع النّاس.
- هذا صحيح. لكن لديكم أيضًا مسلمون مزعومون يوظّفون لحاهم لتضليل النّاس.
- النّصب يحدث عندنا على مستويات مختلفة: العسكر ينصبون بزيّهم العسكري. أدعياء الإسلام ينصبون باللّحى. الشّيوخ ينصبون بالعمامة. أدعياء العلم ينصبون بالألقاب. القضاة المجرمون ينصبون بالقانون. الإعلاميّون ينصبون بالكذب والنّفاق. ٦ أبريل ينصبون بالأضاليل، إلخ.
- تحليلك مثير للاهتمام. لكن صدّقني نحن نبحث بلا جدوى عن شخصيّات مصريّة محترمة نستطيع التّعامل معها، والاعتماد عليها. لكن للأسف لم نجد إلّا من سمّيتهم أنت «الّرمم والحثالات».
- أين قرأت هذا المصطلح؟
- في دراستك عن «الأخونة والبردعة».
- هل يمكن أن تبلغني سبب تخلّيكم عن المدعوّ البرادعي؟
- دعني أقول لك بصراحة: نحن لم نتوقّع أن تكشفوا حقيقة هذا الرّجل بمثل هذه السّرعة. مقالك المذكور عنه أزعجنا جدًّا، فقرّرنا تغيير خططتنا.
- هو مجرّد قطعة شطرنج في حساباتكم، أليس كذلك؟
- لا تعليق!
- قرأت أنّكم تقومون بتمويل عدد كبير من «الرّمم والحثالات» في مصر.
- هذه مصالحنا، وينبغي أن نبحث عمّن يستطيع تنفيذ خططتنا.
- لكنّكم لم تتركوا جهة في مصر دون أن ترشوها. رشوتم جميع قيادات العسكر تحت غطاء المعونة العسكريّة. واشتريتم عائلة أنور السّادات، وأشخاصًا مثل نافعة، وحرب، وعبد المجيد، وسعد الدّين، و٦ أبريل، و ...
- اسمع، الفقر والجهل جعلا المصريّين طعمًا سهلًا لنا. كلامك صحيح.
- وماذا عن السّلفيّين المزعومين؟
- نحن لا نجنّد جميع عملائنا بأنفسنا. بل نأمر بعض الأصدقاء بالقيام بأدوار معيّنة.
- تقصد السّعوديّة؟
- لا تعليق.
- قبل سنوات طويلة قال ميكيافيلي: «كلّما اقتربتَ من الفاتيكان، ابتعدت عن المسيحيّة». وأنا أقول اليوم: «كلّما اقتربتَ من السّعوديّة، ابتعدت عن الإسلام».
- هذا عالم مصالح.
- بل عالم متناقضات. كيف يزعمون أنّهم حماة الإسلام، ثمّ لا يتورّعون عن قمع شعوبهم، وتضليلها؟ بل كيف يتحالفون مَعَ الغرب في الباطن، وَيُكفّرونه في الظّاهرِ؟
- هي لعبة السّياسة.
-  لكن أليستْ هذه لعبة خطرة تمارسها الإدارة الأمريكيّة. فأنتم توسّعتم جدًّا في استخدام أساليب الخداع من ناحية، ومن ناحية أخرى تخلق مخابراتكم أعداء وهميّين لاستخدامهم في المعركة المزعومة «ضدّ الإرهاب».
- لا تعليق.
- معظم المثقّفين العرب مقتنعون أنّكم فربكتم هجمات سبتمبر ٢٠٠١م من أجل شنّ حروب ضدّ العالم الإسلاميّ. ثمّ ادّعت إدارة بوش أن صدّام يمتلك أسلحة دمار شامل، لتشنّ حربًا شعواء على هذا البلد الآمن. وأشار صحفي ألمانيّ مرموق مؤخرًا إلى وجود بند في ميزانيّتكم اسمه «محاربة الإرهاب»، رصدتكم له مليارات الدّولارات الّتي تقدّمونها لحكومات تضطر إلى خلق عدو وهميّ، تشنّ حربًا ضدّه، من أجل الحصول على جزء من هذه الأموال.
- لا تعليق.
- يا سيادة الرّئيس أوباما، نحن نتمنّى توجيه هذه الأموال لخير الإنسانيّة، وليس لمثل هذه السّخافات. لماذا لا تخصّصون هذه الأموال لتمويل أبحاث الفضاء، أو لمحاربة الفقر، أو لتنمية أفريقيا؟
- أنت لا تعرف مدى قوّة جماعات الضّغط في أمريكا.
- قرأت كثيرًا عنها. لكن ليس يعني هذا حتميّة الاستسلام لأهوائها.
- أتمنّى أن ينتصر الخير في النّهاية.
- كان بودّي مقاضاة جميع الحكومات العربيّة والأجنبيّة الّتي أيّدت انقلاب مصر.
- لقد التقطت مخابراتنا رسائلك للقرضاوي. أنت أرسلت أكثر من ثلاثين رسالة له تحضّه فيها على اتّخاذ خطوات عمليّة ضدّ الانقلابيّين. موقفك أثار إعجابنا، برغم معارضتنا له. وموقف القرضاوي أثار اشمئزازنا، برغم أنّه الأفضل لنا.
- أتقصد أنّكم فرحتم بعدم تفاعل القرضاوي مع أفكاري لدحر الانقلاب؟
- اسمع، لم يعد لمثل هؤلاء النّاس أدنى علاقة بالدّين أو الإسلام. هم طلبة دنيا، وعشّاق حياة. حبّهم للحياة والمال أضعاف حبّهم للإسلام والمسلمين. لا خير فيهم.
- كانت تجربة أليمة مع أدعياء الإسلام. لكنّي أريد مقاضاة جميع الحكومات المؤيّدة للانقلاب المجرم في مصر. فحكومة أمريكا مثلًا ينبغي محاكمتها لأنّها تقوم بتضليل الرّأي العامّ الأمريكيّ والعالميّ بشأن حقيقة ما يحدث في مصر. هي تخفي الحقيقة، وتروي أكاذيب يعاقب القانون عليها. من ناحية أخرى هي تستخدم أموال الضّرائب من أجل تقتيل الشّعب المصريّ الّذي خرج يطالب بحرّيّته. هذه أيضًا جريمة لا يجوز أن يفلت منها مرتكبوها. والأكثر من ذلك هو أنّ حكومة أمريكا مازالت متشبثة بمبدأ (الاستقرار خير من الدّيمقراطيّة)، وهي مبدأ شيطانيّ خسيس، يؤدّي إلى استعباد النّاس وإملاقهم، وحرمانهم من حقوقهم الأساسيّة.
- أعترف لك بأنّنا نعيش في عالم تحكمه القوّة، وليس القانون، البطش وليس الحقّ. لكن لا تنسَ أنّ المظلومين أيضًا يتحمّلون جزءًا كبيرًا من المسؤوليّة.
- المظلوم سيحاسب على تقاعسه، والظّالم سيحاسب على ظلمه.
- أنت تتحدّث عن عالم نموذجيّ لا علاقة له بعالمنا المملوء بالمظالم.

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...