شاهد.. إرهاب "السيسي" يتمدد.. وقلعة العسكر في مهب الريح
29/11/2015 01:23 م
كتب - هيثم العابد:
مسرح جديد وزفة عسكرية على شرف أحدث فناكيش العسكر والتي لم تبتعد كثيرًا عن تفريعة قناة السويس التي ابتلعت الاحتياطي النقدي ولم تزد الاقتصاد إلا خسارًا، إلا أن أداء قائد الانقلاب حاول أن يبرح مكانه بعد أن سئم الشعب من ابتلاع الأكاذيب وتجارة الوهم، فقرر أن يروج لمشروعات سرية لن يكشف عنها خوفا من "حسد الأشرار".
إلا أن السيسي الذي ظهر في مشهد "بمبي" وسط حشد من المتنطعين يحوطه جمع من المدججين بأحدث الأسلحة، احتفل بـ"فنكوش" مشروعات تفريعة بورسعيد المستنسخ من دولة المخلوع مبارك على وقع طلقات الرصاص التي دوت في الجيزة لتسفر عن مقتل 4 من عناصر الداخلية، وتعلن انتقال فشل السيسي الأمني من سيناء إلى قلب العاصمة.
السيسي الذي ترك سيناء تخرج من سيطرة الدولة من أجل تأمين نظامه المركزي، وطلب تفويض من أجل محاربة الإرهاب المحتمل فحاصر الشباب والثوار واستمتع بالتفجيرات تضرب هنا وهناك، ليروج بضاعته الفاسدة عالميًا ويكسب قليلاً من التعاطف الدولي، إلا أن تفاقم الأوضاع على نحو متسارع حاصر دولته الفاشلة ووضعه بين مطرقة المشروعات الوهمية وطلقات الرصاص في ربوع المحروسة.
شبكة "الجزيرة" رصدت الهجوم المسلح الذي ضرب كمين المنوات بالجيزة، وأسفر عن مقتل 4 من عناصر مديرية أمن الجيزة، في الوقت الذي كان السيسي في غمار احتفال آخر لإطلاق ما تسمي مشاريع كبري، تنضم إلى لائحة طويلة من انجازات الانقلاب المليونية في العاصمة الجديدة والتفريعة والمليون وحدة سكنية والمليون فدان وعلاج الكفتة السحري.
وعلى وقع خطاب السيسي الرومانسي حول ثالوث التحديات الذي يواجه مصر "الإرهاب والتنمية وإقامة ما دعاه بلد ذا كيان، كشف التقرير أن قائد الانقلاب لم يتمكن رغم حزمة القوانين الفاشية لحصار وقمع الشعب باسم مكافحة الإرهاب والتي وصفها العالم بالأقسى لم تفلح في وقف تمدد حملات الغضب ضد نظامه الفاشل فضلاً عن السيطرة على الأوضاع الأمنية لبلد منهك حتى النخاع.
وأضاف التقرير أن الرجل يبدو محقا في العناوين العريضة، لكن مطالعة بسيطة في مسار الأحداث تكشف بأن التحديات التي يريد من المصريين المنهكين أن يتحدوها اليوم كما قال، كبرت وتغذت من أداءه الذي تجاوز في قمعه، ما جناه سابقوه مجتمعين، بدءًا من استيلائه على الحكم بانقلاب عسكري قضى على أحلام الديمقراطية الوليدة،
وأوضح أن وصول الهجمات إلى الجيزة في القاهرة بعد اتساعها في سيناء، حيث لا يعرف أحد ما الذي يجري حقا هناك، يعني لكثيرين أن السيسي لا يفشل في معركته الكبرى ضد الإرهاب وحسب، بل يستدعي كل ما يمكّن العنف من التعاظم فضلاً عن من يشكك في هوية المنفذين والمستفيدين.
وتابع: "قبل ثلاثة أشهر، أقر النظام المصري قانون الإرهاب، الذي وصِف أنه من بين الأقسى في العالم، وقالت صحيفة ألمانية- حين ذاك- أن السيسي يصور للمصريين أنهم داخل قلعة يحيط بها الأعداء من كل جانب، وهذه من حيل السياسة المعروفة في النظم البوليسية، بحسب الصحيفة.
وشدد التقرير على الحقائق بدأت تطفو واكتشف المصريون أنهم ليسوا في قلعة، بل في مساحة مفتوحة على الخواء ورياح العنف تزحف في قلب المدن، خاصة بعدما أُعلن خلال عهده عن تنظيم "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم الدولة، وتصاعدت الهجمات ضد الجيش والشرطة على نحو غير مسبوق، فيما وقف هو بلا حول ولا قوة ليستثمر في الأكاذيب، ويتاجر في مصائب الشعب.
وبات الإرهاب المحتمل الذي طلب من المصريين تفويضًا لضربه فيما مضى، يلاحق به خصومه السياسيين من الإخوان المسلمين وصولاً إلى كل معارض، فقتل مئات المحتجين واعتقل عشرات الآلاف، معظمهم من طلاب يسامون سوء العذاب في سجون توصف بأنها متوحشة، يزدهر فيها التجنيد لصالح المتشددين.
وقارن التقرير بين حال القاهرة ودول الجوار، مشيرًا إلى أن "الحال تمتد من مصر إلى غيرها وبالعكس، فيما يبدو تأديبًا مسبقًا للشعب، تُخوف الحكومة المصرية مواطنيها صبح مساء من تجربة سوريا، ليقفز من جديد فوق الحقائق التي ستطفو، وهي أن سوريا بدأت ثورة سلمية تنشد الحرية ووجهت بالقتل فاستدعى السلاح للدفاع عن النفس.
وبالمثل العراق تجربة مريعة من التشوه السياسي والتمييز الطائفي، وحتى في أوروبا التي يلفحها العنف وحيث عمق الديمقراطية الحديثة، يبدو أن هناك من يسأل الآن: هل كنا على خطأ في دعم الطواغيت؟ وماذا يحدث لو سُمح لذلك الجزء من العالم أن يتنفس ويتحرك؟.