بالفيديو| أزمة طاحنة بين "السيسى" وشيخ الأزهر بسبب منهج "الخوف والتقصير" والميلشيات
بيان الأزهر حول جرائم الحشد الشعبى فى العراق أغضب "السيسى".. والطيب عن تجديد الثورة الدينية "خائفون"
منذ 6 ساعة
عدد القراءات: 2533
أحمد
الطيب يشبه عصر الاستبداد الأموى بما يفعله العسكر الآن، ويلمح إلى تنحيه
عن أوامر العسكر فى ثورتهم الدينية.. الطيب يؤكد: بصراحة كلنا مقصرون
وخائفون من التجديد، فهناك من يخاف من أتباعه وآخر يخشى الناس، وثالث لديه
ورع زائد عن الحد فيقول خلى الأمور كدا عشان ماتحملش أى حاجة أمام الله".
تجدد
الأزمات بين أركان الانقلاب العسكرى وقائدهم عبدالفتاح السيسى، ولعل آخرها
مع شيخ العسكر، أحمد الطيب، الذى أغضبه كثيرًا فى الآونه الأخيرة بسبب
تجديد الخطاب الدينى (الثورة الدينية)، التى لاقى الطيب على إثرها هجوم شرس
من المقربين منه بسبب اندحاره فى ذلك المخطط الدنيئ، بجانب بيان الأزهر
الأخير حول إجرام ميلشيات الحشد الشعبى تجاه السنه فى العراق، وهو ما خلق
أزمة أكبر فى التعاون بين "السيسى" وبين شيخ الأزهر.
حديث أحمد الطيب
الأخير، عبر البرنامج الذى يقدمه بالفضائيات عن تجديد الخطاب الدينى، يؤكد
تلك الأزمة الطاحنة بينه وبين "السيسى" والتى ألمح فيها إلى العديد من
الأمور أبرزها أن الغرض من تجديد الخطاب الدينى هو سياسى فى المقام الأول،
وهو اعتراف من "الطيب" داعم الانقلاب العسكرى بتسييس المنظومة الدينية حسب
أهواء العسكر.
كلنا مقصرون وخائفون.. والغرض من تجديد الخطاب الدينى "سياسى"
وتأكيدًا على ذلك الصراع الغير مصطنع، فقد خرج شيخ الأزهر، أحمد الطيب،
ببرنامجه، الإمام الطيب، المذاع على فضائية سى بى سى إكسترا، قائلاً أنه
يتفق مع رأى بعض العلماء الذين أرجعوا سبب توقف تجديد الخطاب الدينى
(الثورة الدينية)، إلى عوامل سياسية.
وفى إشارت بمقارنة الأوضاع
قديمًا والآن، أضاف "الطيب" أن "هذه العوامل السياسية التي أخرت تجديد
الخطاب الدينى ظهرت مبكرًا مع قيام الدولة الأموية، والتى ظهر فيها نوع من
الاستبداد، ما جعل أفكار علماء الإسلام تبتعد عن الجوانب السياسية
والاقتصادية، لتصبح مُنصبة حول الجوانب الفقهية والتعبدية فقط".
وأوضح:
"فى الدولة العباسية تجرأ على الفتوى فى الدين من ليس أهلا لذلك، حيث
تضمنت فتاواهم أهواء أو أغراض، ليبدأ المجتمع الإسلامى فى الاضطراب، ما أدى
إلى اتفاق العلماء والفقهاء على وقف باب الاجتهاد رسميًا في ذلك الوقت".
وتابع:
"وقف باب الاجتهاد في العصر العباسى كان ضرورة فى ذلك الزمان فقط، ولكن
هذه السياسة استمرت للأسف حتى الآن، وأصبح التجديد يعد خروجًا أو شذوذًا عن
القاعدة، بالرغم من أن الرسول أوصانا بتجديد أمور ديننا كل 100 عام".
وعن
أسباب عدم التجديد في الخطاب الدينى حتى العصر الحالى، رد "الطيب" قائلا:
"بصراحة.. كلنا مقصرون وخائفون من التجديد، فهناك من يخاف من أتباعه وآخر
يخشى الناس، وثالث لديه ورع زائد عن الحد فيقول خلى الأمور كدا عشان
ماتحملش أى حاجة أمام الله".
وأكد على ضرورة التخلى عن كل هذه
العقبات التي تحول دون تجديد الخطاب الدينى وتجعله متجمدًا، مضيفًا: "يجب
أن ننزل إلى الناس ونرى واقعهم، لنقدم شريعة تسعد وتريح المسلمين، فى إطار
ضوابط النص القرآنى والمقاصد العليا للشريعة والمعايير الأخلاقية".
تأكيد الصراع المكتوم بوقف اعتماد رئيس جامعة الأزهر الذى رشحه "الطيب"
وعلى الصعيد الآخر، كشفت صحيفة "العربى الجديد" حسب مصادر تابعه لها، أن
هناك أزمة مكتومة بين شيخ الأزهر وقائد الانقلاب العسكرى، عبدالفتاح
السيسى، تظهر ملامحها جيدًا، فى عدد من الوقائع الأخيرة، أهمها رفض اعتماد
اسم رئيس جامعة الأزهر الجديد، إبراهيم الهدهد الذي عيّنه شيخ الأزهر، عقب
استقالة رئيس الجامعة السابق، عبد الحي عزب في 15 ديسمبر 2015.
وحسب
ذات الصحيفة فقد أوضحت المصادر أنه على الرغم من إرسال شيخ الأزهر، اسم
رئيس الجامعة الجديد منذ أكثر من 6 أشهر، إلا أن السيسى، يرفض اعتماد
أوراقه بسبب خلافات مع الطيب لها علاقة بملاحظات أبداها أخيراً، خلال
اجتماعات فى المشيخة عن أحوال البلد، بحسب المصادر، التى أكدت عدم رضا
"الطيب" عن الكثير من الوقائع التى "شهدت تساهلاً في استهداف الأرواح
والدماء المعصومة خلال فعاليات معارضة"، وفق المصادر.
هيئة كبار العلماء
كما كشفت المصادر أنه على الرغم من عدم اكتمال النصاب القانونى لهيئة كبار
العلماء بالأزهر بسبب وفاة بعض أعضائها وخروج آخرين مثل يوسف القرضاوى، إلا
أن "الطيب" رفض تعيين علماء جدد نظراً لتيقنه من أنه لن يتم اعتمادهم من
قِبل مؤسسة الرئاسة كما حدث في ملف رئيس الجامعة. وأشارت المصادر إلى أن
عدم استكمال النصاب القانوني لهيئة كبار العلماء يعطل الكثير من القرارات
الخاصة بالأزهر.
إدانة ميلشيات الحشد الشعبى
وأوضحت المصادر أيضًا أن أبرز حلقات الأزمة بين مشيخة الأزهر ومؤسسة
الرئاسة، كانت عندما أصدر الطيب بياناً دان فيه ما أسماه "المجازر التي
تُرتكب ضد أهل السُنة" في مارس الماضي، مطالباً بـ"التحرك العاجل لوقف
المجازر التي ترتكبها مليشيات شيعية متطرفة ضد أهل السنة في العراق"، بحسب
البيان.
وأكد في بيانه أن تلك التنظيمات ترتكب "جرائم بربرية نكراء
في مناطق السنّة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، خصوصاً في
تكريت شمال بغداد والأنبار، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنّية". وهو
البيان الذي أغضب الحكومة العراقية إذ استدعت السفير المصري في بغداد
وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص شيخ الأزهر والاتهامات التي وجّهها،
مطالبة الجمهورية المصرية بالتعبير عن موقفها الرسمى تجاه مثل هذه
التصريحات التي قالت إنها تسىء إلى طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة بين
البلدين.
"الطيب" يرفض الاعتذار للحكومة العراقية و"السيسى" يغضب
وأوضحت المصادر أن السيسى أجرى اتصالاً بعدها برئيس الحكومة العراقية حيدر
العبادي قدّم خلاله اعتذاره عن تصريحات شيخ الأزهر، لافتة إلى أن مؤسسة
الرئاسة طلبت من شيخ الأزهر وقتها إصدار بيان يلطّف فيه الأجواء ويحمل
تراجعاً عن تصريحاته، إلا إنه رفض، وهو ما أغضب السيسى، ودفعه للاعتذار
شخصياً من العبادى.
***