أن تتعرى أمك وزوجتك وابنتك.. من مكارم الأخلاق
بقلم: حسين صابر
منذ 2 يوم
عدد القراءات: 7841
وصلنا مع الغرب إلى نقطة لم أتخيلها، رغم أنني على ثقة أن الأوربيين سيصلون يوماً ليس بعيداً جدا إلى طرد جماعي للمسلمين أو تطهير عرقي.
فالأروبيون لن ينتظروا حتى يزداد عدد المسلمين بالتناسل والهجرة ليستولوا على الحكم بالانتخابات، فالديمقراطية الغربية لن تتحمل ذلك، وسيكون عليهم أن يقوموا بتطهير عرقي أو إعلان الفاشية التي ستؤدي بدورها إلى تطهير عرقي. إذن ما هي النقطة التي وصل إليها الغرب بصورة فاقت خيالي؟!
ما حدث من إعلان الحرب على لباس البحر النسائي البوركيني بصورة أدت إلى إعلان 30 مدينة فرنسية تحريم هذا اللباس بل وصل الأمر إلى حد تعرية امرأة مسلمة من لباسها البحري،على الملأ في الشاطئ، وليس بسحبها إلى نقطة شرطة حيث تدفع الغرامة وتذهب إلى بيتها. ولم يفق خيالي من حيث السرعة والتوقيت، فهل وصل الغرب أو اقترب لمرحلة اعلان الحرب على مسلمي أوروبا. وبغض النظر ما هو موقفنا نحن المسلمين؟ بل نحن أبناء الشرق عموما؟!
ما يهمني هو ترافق مع هذا القرار (منع البوركيني) من شروح اعلامية وسياسية وأيديولوجية.. لقد قال الاعلام الفرنسي والغربي صراحة أن ستر جسد المرأة أمر منافي للآداب والأخلاق والحضارة. وقد كنت أرى ولا أزال أن منع النقاب في أوروبا أمر مفهوم، أعني استخدام النقاب في الأسواق والمدارس وأماكن العمل، فهذا يظل في إطار التقاليد الغربية وهم في بلادهم. أما في أماكن البحر المفتوحة لعامة الناس، فالمرأة المسلمة الفرنسية من حقها أن تستمتع بالبحر، وهي لا تخفي وجهها بالنقاب، ولكن تستر عموم جسدها من أعين الناس، فما الذي يضير الآخرين؟! ونحن لسنا أمام نوادي خاصة أو حمامات سباحة بها قيود ويمكن للنوادي أن تضع قيوداً تحت أي بند، وهو أمر يحدث في مصر، ويظل مقبولاً، ولكن البحر فهو مفتوح للجميع. كما أن استخدام الشرطة للقوة لتعرية إمرأة مسلمة نقل الأمر إلى مستوى خطير آخر، وأرى أن هذه الممارسة ستضع أساسا لاستخدام العنف المبرر من قبل بعض الشباب المسلم في فرنسا. وقد يكون هذا هو المقصود!!
ان تعليق المحكمة الفرنسية لهذا القرار لم ينه المشكلة، ولكنه كان محاولة لانقاذ شرف فرنسا، لأن التعليق لا يعني الالغاء.كما أن هذه المدن الثلاثين أعلنت تمسكها بقرارها.
ما يشغلني في هذه اللحظة، ان الأحزاب والمنظمات الاسلامية في بلادنا لازالت تلتزم بالصمت في حدود علمي عدا الجهات الاسلامية الرسمية!!
نحن أمام تطور بالغ الخطر ان المجتمع الفرنسي يقول لنا: لكي تكونوا محترمين ومتحضرين وذوي أخلاق لابد أن تعروا زوجاتكم وبناتكم وأمهاتكم وأخواتكم أمام الملأ وإلا أصبحتم متخلفين لا تستحقون إلا الاذدراء، ولا مكان لكم في مجتمعاتكم.. وهو نفس الموقف من علاقات الشواذ وزواجهم (المثليين) فاذا لم نقر بذلك فنحن نخرق حقوق الانسان. بل لقد عينت الأمم المتحدة مسئولا لمتابعة حقوق الـ (خ...) في العالم.
وقد اعترض مندوب مصر الرسمي مشكوراً على ذلك.
وما يشغلني في المحل الأول هي الحركة الاسلامية في مصر التي أسعى مع غيري ممن يؤمنون بنفس التوجه إلى تصحيح مسارها.. فالحركة الاسلامية بأغلب فصائلها تتهادن مع موقف الغرب من اسرائيل ، تتهادن مع عدوان أمريكا والغرب على أراضي وأجواء وبحار وثروات البلاد العربية والاسلامية، والآن تتهادن (أو تلوذ بالصمت) مع موقف الغرب من حقوق المسلمين وسائر معتقداتهم.
فإلى متى يعتقدون أن سعيهم لبناء دولة ذات مرجعية إسلامية في بلادنا يمكن أن يتم بالتفاهم والتعاون مع الغرب.
لقد وصلنا الآن إلى الشرف، فهل سنبيع شرفنا تحت شعار إننا نركز الآن على حكم العسكر(!!!) وهل سنصمت على تعرية المسلمات تحت هذه الدعوى الزائفة؟
إن فضيحة البوركيني من المفترض أن تكون صدمة ليفيق الاخوان ومن والاهم من غيبوبة منافقة الغرب، وأن يعلنوا لجماهيرهم أننا سنقيم دولة اسلام رغم أنف أمريكا واسرائيل وشتى الصليبيين وأن يقولوا للناس أننا نختلف مع الحكم الحالي أولاً لتبعيته للغرب (السلاح- القروض- المعونات) قبل ممارساته الاستبدادية. بل أن على جموع الاسلاميين والشباب المسلم أن تخرج عن طوع هذه القيادات التي شاخت في مواقعها. وأن يعيدوا بناء الحركة الاسلامية بقوة شابة وفتية وأيضا بقيادة شابة وفتية.
المؤسف أن بعض هذا الشباب ظن أن مشكلة القيادات الكبيرة الفاشلة في انها لم تحمل السلاح. وهو يريد أن يحمل السلاح، والسلاح لم يكن أبداً هو الحل.. لقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى تفاصيل وحقائق المشروع الاسلامي على مدار 13 سنة (65% من القرآن الكريم) دون أن يرفع سيفاً أو خنجراً.
نحن نريد أن نعيد للمشروع الاسلامي رونقه وبهاءه وعظمته، وأن نتبرأ من أئمة الكفر العالمي ونطرح مشروعنا الاستقلالي بلا مواربة، وعندما يتفاعل معنا الشعب فلن نحتاج- بإذن الله- إلى السلاح.
وستجتمع مكونات الشعب الأساسية (الحركة الاسلامية- الحركة الوطنية- الجيش) في مشروع قومي واحد يضم مصر والعرب والمسلمين ويكنس النفوذ اليهودي الصليبي من بلادنا. وقد حدثت البدايات في مظاهرات معركة مصرية الجزيرتين وفي مقاومة قرض صندوق النقد الدولي.. والطريق مفتوح لتوحيد الأمة.. والله مع هذه الدعوى وسينصرها.
***
***