مازالت ردود الأفعال والتحليلات تتوالى على تسريب فضائية مكملين الذى نُشر أمس الثلاثاء، والذى فضح تآمر العسكر، على الشعب المصرى، والقضايا الإقليمية، وأهم ما أثبته هو إعلان الولاء لأمريكا، والعمل وفق أجندتها وليس ما يهم أو يخص العالم العربى.
وعلى الرغم من أن التسريب الذى كشف العديد من الحقائق الخفيه، بين السيسى ووزير خارجيته سامح شكرى، إلا أن التركيز الأهم كان على نقطة المملكة العربية السعودية، وتعامل العسكر م عاها، بجانب الوساطات التى قد تمت، وحاول إعلام النظام نفيها بشتى الطرق، بل إنه ذهب لعكسها تمامًا، مشيرًا إلى أن السعودية هى من تحاول التصالح مع "السيسى"، ونظام العسكر.
وفى هذا السياق يقول المحامى والحقوقى طارق العوضى، -مدير مركز دعم دولة القانون-، أن ذلك التسريب أخطر من تسريبات الرز، ومن شأنه أن يقطع شعرة معاوية القائمة بين نظام العسكر، وآل سعود، الذين نسيا شعوبهما وعملا على بقاء نفسيهما فى الحكم دون أى اعتبارات آخرى.
وأوضح العوضى عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك": أن ذلك التسريب أخطر، من تسريبات الرز، وذلك لأنه سوف يغضب السعودية بشكل كبير، مضيفًا "السعودية هتزعل وهتجيب ناس تزعل".
وتابع العوضى قائلاً: الغالب الذى سيحدث خلال الفترة القليلة القادمة، أن مصطفى بكرى وأحمد موسى، سيخرجوا على المشاهدين، مدافعين عن مصرية جزيرتى تيران وصنافير.
وعلى الجانب الآخر، عجت مواقع التواصل الإجتماعى ، فيسبوك وتويتر، بالعديد من التعليقات، حيث قال الناشط محسن صلاح إنه بغض النظر عن التسريب وتفاصيله؛ "فالاختراق للمؤسسات على تنوعها؛ هو في حد ذاته شأن عظيم، ودلالاته كذلك".
أما معتز فهمي فقال: "بصرف النظر عن اتفاقنا على خطورة فكرة التسريب في حد ذاتها لأي جهة سيادية، أو جهاز، أو وزير في أي دولة، حتى لو كانت صغيرة، فهي كارثة تستدعي رحيل نظام كامل في أي دولة بتحترم نفسها وشعبها".
وتابع: "أما بالنسبة لتسريب الخارجية الأخير من حيث المحتوى والمضمون؛ فهو في تقديري ليس له أي تأثير يذكر على أي جهة أو شخص على جميع المستويات، لا سلبا ولا إيجابا، على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، فالمحصلة صفر، أو بالبلدي كده (ملوش تلاتين عازة)".
وعلق عبدالرحمن صالح: "لديك الكثير داخل موضوع هذا التسريب، منه مثلا وليس حصرا: وزير خارجية (مفترض)، يغير رأيه 180 درجة في أقل من لحظة، وسياسة خارجية لدولة مثل مصر لها مكانة (مفترضة)، تُقر شؤونها الخارجية في لحظة. إلى هنا، فقد يبدو لك الأمر هينا، وهو ليس كذلك، ربما كنت تتوقع أن يكون تسريبا (مثيرا)، وهو لم يكن مثيرا بالفعل، وعدم إثارته ربما أثرت على انطباعك عنه".
وعقب خالد النجار: "تسريب عادي، بس الأخطر إن واحد في هذه المكانة والحيثية، ويتم اختراق هاتفه، والتسجيل له هذه هي الخطيرة، وليس مضمون التسريب، إحنا عارفين إنهم انقلابيين وعملاء ومنبطحين، مش جديد عليهم العمالة والوساخة، وتقديم فروض الولاء والطاعة لسيدهم الأمريكي".
وقالت سهيلة محمد: "عدينا كل مقاييس الفشل.. أكبر رأس في الدولة يسرب بمكتبه وبتليفونه، والسيسي يدير الدولة بالتليفون، ولا يسمح لغيره بإدارة المشهد".
أما رزق حسن فقال: "أخطر من هذا التسريب وعدّى ومر على الشعب مرور الكرام.. الشعب مشاعره اتبلدت.. زهقنا والله من الخنوع والذل والمهانة اللي الشعب ده معيّش نفسه فيها".
وعلقت كريمة محمود: "فضيحة كل شوية، مرة من مكتب الرئاسة، ومرة من وزارة الدفاع، ومرة من المخابرات، وأخيرا من الخارجية.. ولسه".
وعقبت ياسمين حامد: "التسريب ده أزال الغطاء عن سامح شكري، وتبين قد إيه هو شخصية مهزوزة، ولا يمتلك أي رأي (...) فهو أداة يحركها النظام الفاسد كما يشاء.. هو اختار لنفسه هذه المكانة المهانة، وفضل أن يعيش ذليلا مهانا".
وقال طارق عبدالمحسن: "الصراع بين أجهزة الدولة على أشده.. السيسي غير مسيطر، وطرف ما في الدولة العميقة مش عاوز السيسي.. الإمارات هي كمان عندها مشاكل مع نظام السيسي".
وكانت قناة "مكملين" بثت تسريبات جديدة، احتوت هذه المرة على عدة مكالمات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري وعبد الفتاح السيسي.
وظهر فيها صوت سامح شكري وهو يعرض بعض تحركاته "الدبلوماسية" على السيسي. ويستشيره في بعض القضايا.
وأحتوت المكالمات، عن رد الخارجية المصرية على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي أدان اتهام الداخلية المصرية لقطر بلعب دور في تفجير الكاتدرائية المرقسية في ديسمبر الماضي، إضافة للقاءات شكري مع شخصيات أمريكية في واشنطن؛ من ضمنهم نائب الرئيس الأمريكي ترامب، وفريق المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.
وتضم المكالمات حوارا يستشير فيه شكري السيسي حول المشاركة في مؤتمر لوزان الخاص بالأزمة السورية، ومكالمة أخرى عن دور الكويت في محاولة تحسين العلاقات المصرية الخليجية، وموضوعات سياسية أخرى.
ويضيف شكري في المكالمة المسربة أن واشنطن وموسكو لم تكونا مهتمتين بالمشاركة المصرية، إلا أن الإصرار الإيراني دفع كيري إلى دعوة مصر.
وتظهر المكالمة أن شكري أشار على السيسي بعدم حضور المؤتمر حتى لا يسيء للعلاقات "مع الأشقاء في المملكة" العربية السعودية، لأن الحضور سيظهر وكأنه مؤشر على تقارب مصري إيراني، لكن السيسي يصر على المشاركة كما يبدو من سياق المكالمة، وكما حدث فعلا عند عقد المؤتمر.